مفهوم المواطنة الإلكترونية

[tlemceni]

لم يشهد العالم منذ فجر الحضارات الأولى مثل ما نشهده اليوم من مظاهر التواصل والمشاركة الفكرية والتي أسست لها موجة التطور التكنولوجي المتسارعة نحو تحطيم كل القيود الأيديولوجية و الجغرافية، ليصبح العالم كله "قرية صغيرة" تكاد تتساوى فيها أطوال سكانها: فلا حاكم يتفرد بالإلقاء والتنظير، ولا مواطناً يكتفي بالإصغاء بلا تعليق؛ الكل يدلوا بدلوه ضمن نسق أشبه بالنظام منه إلى الفوضى تحاك فيه الأدوار تارة بسلاسة الكلمة الصادقة النابعة عن عمق الأفكار البسيطة، ثم تارة أخرى تهيج أركان القرية الصغيرة تحت تأثير دنيا المال والسلطة والدعاية والتشهير.

فالحق والحق أقول أن مجموعة من الأسئلة لا تعرف الهدوء منذ أن وجدت إلى رأسي منفذا،
ولعلي في هذه السطور أثير منها ما أثق في رجاحة عقولكم وصفاء سرائركم للإجابة عنه.
ولنبدأ بالبحث في معايير الوجود والحياة ضمن مجتمعات الإنترنت،
فكيف يعبر الإنسان العادي على وجوده وكيانه على الشبكة العنكبوتية؟ ه
وهل الاشتراك في خدمة الانترنت والمواظبة على التصفح و'التسكع' بين جنبات المواقع، دليل كاف على انتماء الفرد إلى هذا العالم؟
وهل التحميل والتنزيل والتحيين (التحديث) لمجمل البرامج والبيانات التي ما عاد عليها من رقيب ولا عتيد يعد مشاركة وتواصلاً؟
أم هل إن التبادل الفكري الناتج عن المحادثات والمراسلات قادر بدوره على تفتح العقول والعقليّات للتزود بالخبرات والمعارف المعروضة عند الأطراف الأخرى؟
ثم هل الكتابة والتفاعل مع المعروضات والأطروحات المتجدّدة على مدار الثانية، شرط ضامن لحيز من المساحة والحرية الكافية للوجود الفاعل في هذا المجتمع؟

كلها تساؤلات تكاد من بساطتها أم تنطق وتعلل مجيبة على ما تحمل من تشابه وعمق.

ولنبدأ معا حل هذه التساؤلات واحدة تلو الأخرى، لعلنا نخلص إلى الصورة الواضحة التي يصبو ويتطلع إليها كل متصفح واعٍ ورشيد.
ولنبدأ بالإجابة من حيث تريدون ....


إليكم الكلمة...