القومية والوطنية وخطرها على المسلمين - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية > أخبار عربية و متفرقات دولية

أخبار عربية و متفرقات دولية يخص مختلف الأخبار العربية و العالمية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

القومية والوطنية وخطرها على المسلمين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-07-08, 12:14   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
بوعلام العاصمي
محظور
 
إحصائية العضو










B11 القومية والوطنية وخطرها على المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

سأقوم بنقل هذا الموضوع إن شاء الله على شكل أسئلة ..


س1: كيف عمل أعداء الإسلام على بث هذه المذهبين؟؟

عمل أعداء الإسلام على بث هذه المذاهب مستخدمين لذلك وسيلتين:-
1- الهجوم الشرس على العقيدة الإسلامية والشريعة ورميها بأحط ما وضعوا من عبارات مسفة كقولهم إن الشريعة الإسلامية شريعة بربرية تشوه يد السارق، وترتكب جريمة فظيعة برجم الزاني المحصن ولا تساير روح العصر الذي سيطرت عليه المعارف "التكنولوجية" بل ليس في الإسلام مواد قانونية تنظم حياة الناس.. إلى آخر ذلك الهراء.
2- إضفاء صبغة البهرجة الكاذبة، والدعاية لتلك المذاهب الهدامة ووصفها بأنها هي علامة التقدم ومسايرة الركب الحضاري العالمي، وهى التي تعطي الناس الحرية في كل شيء. وهي مذاهب لا تقيد إنسان بدين معين، بل يأخذ ما يريد ويدع ما لا يريد مذاهب تخلو من التزمت وضيق الأفق.. إلى آخر ما هنالك مما يقال.

س2: الهدف من كل هذه المذاهب؟؟؟

يمكن القول أن الهدف الأول والأخير من كل هذه المذاهب الكافرة هو:إخراج المسلم من إسلامه وقطع ولاء المسلم بربه ودينه وإخوانه المؤمنين، ثم العودة إلى روح الجاهلية التي تتمثل في الطاعة والانقياد والخضوع لهذه المذاهب الكافرة ولطواغيتها الذين يخططون لها. والعودة أيضاً بالمسلمين إلى جاهلية العرق والنسب والتراب وسائر أنواع النتن التي أمر الله المسلمين بتركها لأنها تنقض عرى الإسلام عروة عروة. وهذا الهدف تتفق عليه كل المذاهب الكافرة باتجاهاتها المختلفة وانتماءاتها المتنوعة.

س3:ما هي أهم هذه المذاهب؟؟

أهم هذه المذاهب القومية والوطنية، اللتان تحصران الولاء في دائرة الجنس أو التراب فيلتقي فيها مثلاً اليهودي العربي والنصراني العربي والمشرك العربي، والبعثي العربي مع المسلم العربي لأن رابطة القومية العربية تجمعهم!! وهذا أمر يرفضه الدين الحنيف لأن الرابطة فيه هي رابطة العقيدة، فضلاً عن أن الوطنية والقومية ضيقتا دائرة الولاء.
إنَّ العالم الإسلامي كان أمة واحدة تظلله راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ورغم خط الانحراف الذي يرتفع ويهبط في تاريخ المسلمين إلا أنهم إلى ما يقرب من ثلاثة قرون كانوا يشعرون أنهم أمة واحدة لأنهم يدينون بدين واحد ويؤمنون بكتاب واحد وسنة واحدة ويتحاكمون إلى شريعة واحدة.
ولقد كان المسلم يخرج من طنجة حتى ينتهي به المقام في بغداد لا يحمل معه جنسية قومية أو هوية وطنية وإنما يحمل شعاراً إسلاميا هو كلمة التوحيد، فكلما حل أرضاً وجد فيها له إخوة في الإيمان وإن كانت الألسنة مختلفة والألوان متباينة لأن الإسلام أذاب كل تلك الفوارق واعتبرها من شعارات الجاهلية. ولكنه نتيجة لضعف المسلمين وتمكينهم عدوهم من أنفسهم سهل استعمارهم من قبل أرذل خلق الله. وهم اليهود والنصارى ومن جاء بعدهم كالملاحدة الشيوعيين. وبعد أن تمكن العدو من السيطرة على أرض الإسلام أخذ يبث سمومه ويغرس في نفوس الضعاف والسذج والعملاء حبه ونصرته وموالاته، واستحسان ما هو عليه من باطل وكفر، وهنا نزع الولاء الإسلامي ليحل محله الولاء الجاهلي الكافر. ومصداق هذا الكلام قول أحد المستشرقين في كتاب "الشرق الأدنى مجتمعه وثقافته" وهو يتحدث عن أسلوب نزع ولاء المسلمين فيقول (إننا في كل بلد إسلامي دخلناه نبشنا الأرض لنحصل على تراث الحضارات القديمة قبل الإسلام، ولسنا نعتقد بهذا أن المسلم سيترك دينه ولكنه يكفينا منه تذبذب ولائه بين الإسلام وتلك الحضارات). وهذا الكلام صادق في ذاته، لأن نشوء فكرة إحياء الحضارات والنعرات الجاهلية أمر خطير على قضية الولاء، حيث ينشأ من ذلك فصام نكد، ويبتدئ الميل والحب – بفعل شياطين الجن والإنس – يكبر تجاه هذه الحضارات ويقل ثم يضمحل الولاء الإسلامي الخالص لله رب العالمين.
وبعد أن كان البراء أمراً ملازماً للولاء تجاه هذه النعرات الجاهلية أصبح أمراً لا وجود له – إلا عند من رحم الله – لأن هذه الأفكار كفيلة بغسل فكرة البراء من النفس عند ضعاف الإيمان، أو المغالطة عند البعض بأن هذه الأفكار والمذاهب لا تتعارض مع الإسلام! ويقال: ما الذي يمنع المسلم أن يكون مسلماً وقومياً أو مسلماً علمانياً أو مسلماً اشتراكياً.. الخ.
ولما أدرك أعداء الإسلام مدى جدوى وفاعلية هذه الفكرة التي تمسخ
المسلم حتى يصبح مخلوقاً لا صلة له بالله –كما قالوا – بدأوا ببث فكرة القومية والوطنية مبتدئين بتركيا مقر آخر خلافة إسلامية، حيث نشأت هناك: القومية الطورانية وتزعم هذه الدعوة حزب "الاتحاد والترقي" فبدأ بالمطالبة "بتتريك" تركيا، وعودة القومية الطورانية متخذين لذلك شعار: الذئب الأغبر الذي هو معبود الأتراك قبل أن يعرفوا الإسلام. وبهذا (التتريك) أخذت الدولة العثمانية تضغط على العرب، حيث تعطي الأتراك امتيازات خاصة بهم لأنهم ترك! وهذا الفعل فضلاً عن كونه يعارض مبدأ العدل الإسلامي هو أيضاً مؤشر للعرب أن يتحدوا في قومية عربية جديدة! وهذا هو الذي حصل فعلاً. فلقد قام الجاسوس لورنس – الذي سماه المغفلون – "لورنس العرب" بالتخطيط لقيام ما يسمى بالثورة العربية الكبرى ضد الخلافة العثمانية وانضم العرب إلى جيوش الحلفاء الذين لا يرقبون في مؤمن إلا وذمة ولا يراعون في مسلم عهداً ولا حرمة. ومن المضحك المخزي أن محرك هذه الجيوش العربية هو لورنس العرب!!
فانظر إلى جيوش عربية تزعم أنها مسلمة وولاؤها لجاسوس غربي كافر اسمه لورنس!! وبعد انتهاء مهمة هذه الجيوش قال أحد القادة الإنجليز –اللينبي – قولته المشهورة "الآن انتهت الحروب الصليبية"!! يقصد بذلك أن الحقد الصليبي ظل كامناً في نفوس الصليبيين إلى أن استردوا بيت المقدس". وانفصل العرب عن إخوانهم المسلمين في أنحاء المعمورة واعتنقوا القومية العلمانية من أجل تقليد الغرب الذي آمن بها بالأمس وكفر بها اليوم. وأصبح "كل تجمع أو حتى تضامن أو تقارب على أساس العقيدة والدين مظهراً من مظاهر التخلف والرجعية يجب أن تبرأ منه الجماهير لتكون عصرية تقدمية".
ولما انتكست العرب وعادت إلى نعرة الجاهلية، فقدت روح التضحية والجهاد، وولت وجهها تجاه اليمين واليسار، حيث اليمين له ألوان وضروب من واشنطن إلى باريس إلى لندن واليسار له ألوان أحمر وأصفر وبينهما بعد ما بين موسكو وبكين.
ولما وقعت هذه النعرة الجاهلية، وقع معها كل باطل وكل شر فأما شريعة الله وحكمه وقيامها بما يحتاج إليه البشر لأنها من عند الله وهو العليم سبحانه بما يصلح أحوال البشر: فقد أقصيت وحل محلها قانون البعث العربي الاشتراكي الذي أخذ هذا الشعار.
لا تسل عن ملتي أو مذهبي أنا بعثي اشتراكي عربي
ومن المضحك أن صاحب هذا الشعار حين تلقى صفعة موجعة من اليهود بالرغم من ولائه لهم – مسح ذلك الشعار وكتب مكانه "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله"!!!
س 4:ما هي تجاوزات الفكر القومي والوطني؟؟


يمكن إجمال تجاوزات الفكر القومي في النقاط التالية:
1- إضفاء الصبغة التاريخية على الإسلام، إذ تم عدّه مرحلة ماضية من تاريخ الأمة العربية، فالقومية العربية هي الفكرة الكلية الشاملة، والإسلام جزء من القومية، أو هو تجربة من إفرازات العبقرية العربية.
2- محاولة تضخيم تاريخ الجاهلية وتاريخ العرب قبل البعثة النبوية، والاعتداد به، وجعله في الغالب مصدر انتماء واعتزاز، وتصوير العرب في تاريخهم الطويل على أنهم أصحاب حضارة ممتدة. مع تحجيم دور الإسلام من خلال التركيز على الحركات الشعوبية: كالقرامطة والزنادقة والزنج والحشاشين وإخوان الصفا، إلى جانب الاهتمام بنقاط الضعف والجوانب السوداء في التاريخ الإسلامي.
3- إعطاء القومية بوصفها انتماء، مضموناً عقائدياً، بحيث تصبح القومية عقيدة أو ديناً يحل محل العقائد والأديان التي من جملتها الإسلام، بل هو المقصود من دونها. فلم تدُم النزعةُ القومية العربية المجردة فترةً طويلة حيث بدأت تنكفيء أمام الغزو الماركسي والأحزاب والشيوعية. ففي الخمسينات عُقد في بيروت اجتماع لدعاة القومية العربية يهدف إلى تبني محتوىً عقائديٍ للقومية العربية كان من نتائجه اعتبارُ الفكر الاشتراكي الماركسي المحتوى الأيديولوجي للحركات القومية العربية عموماً, كما نجم عنه انسحاباتٌ كثيرة من إطار العمل القومي بسبب من توجهاته الماركسية، وهكذا أصبحت العروبة مركباً للفكر اليساري والحركات الشيوعية.
4- إقصاء الإسلام بوصفه المقوِّم الأساس للشخصية العربية، والانتقاص من دوره في الحياة.
5- ربط القومية ببعض المذاهب والفلسفات اللادينية، كالربط بينها وبين الفكر الماركسي والاشتراكي، أو الفكر العلماني، وذلك على الصعيد السياسي والثقافي والاجتماعي.

س5: ما هي نتائج الدعوة للقومية الوطنية في العالم الإسلامي؟؟

لقد ترك تيار الدعوة القومية والوطنية آثاراً خطيرة في العالم الإسلامي، نذكر منها ما يلي:-
1- نشر الأفكار الغربية اللادينية، وإقصاء الإسلام وتفريغ القضية السياسية والاجتماعية بوجه عام من المحتوى الإسلامي، وإحلال فلسفات وعقائد أخرى محل العقيدة الإسلامية، واستبدال الرابطة الدينية بالقومية التي تستهدف عزل الشعوب والأمم الإسلامية بعضها عن بعض، ومثال ذلك ظهور الجامعة العربية -تحت شعار القومية العربية- كبديل عن الجامعة الإسلامية التي كانت المناداة بها فكرة تراود دعاة الإصـلاح الإسـلامي فـي تلـك الفتـرة، ومـن المعلـوم أن فكـرة إنشـاء جامعة الدول العربية هي من بنات أفكار وزير خارجية بريطانيا السابق "أنتوني إيدن".
2- تمكين الاستعمار الغربي من تحقيق أهدافه الشريرة التي تتمثل في هدم الخلافة الإسلامية، وتفتيت الكيان السياسي الإسلامي، والقضاء على الوحدة الإسلامية التي كانت تخيف الغرب الكافر، والتي كانت تمثل سداً منيعاً تحول دون سيطرته على العالم الإسلامي. يقول القس سيمون: "إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب السمر وتساعدهم على التملص من السيطرة الأوربية" ويقول زميله غاردنز:"إن القوة التي تكمن في الإسلام هي التي تخيف الغرب".
وبالفعل لم يستطع الاستعمار الغربي الكافر إخضاع العالم الإسلامي لسيطرته العسكرية وسياسته الاستعمارية إلا بعد أن آتت الدعوة القومية ثمارها، إذ ظهرت القومية الطورانية في تركيا، والقومية العربية في بلاد العرب، والكردية في العراق، والقومية الهندية التي أدت إلى انقسام شبه القارة الهندية إلى عدة دول متناحرة: الهند -باكستان -كشمير، ثم أصبحت باكستان بفعل القومية البنغالية دولتين: باكستان وبنغلادش.
3- لقد عملت الدعوة القومية على إحياء النعرات الجاهلية القديمة التي كانت سائدة قبل الإسلام، وإلى الاهتمام بما يعرف بالحضارات القديمة، كالفارسية والفرعونية والآشورية والفينيقية والطورانية، بل أدت إلى الاهتمام بالديانات الوثنية القديمة وآلهتها المنقرضة بحجة أن هذه الأمور من التراث والتاريخ القومي.
4- ومن نتائج الفكر القومي: احتلال فلسطين عام 1948م من قبل اليهود وبدعم وتأييد استعماري أوربي وأمريكي، ثم سيطرة إسرائيل على البقية الباقية من فلسطين بما فيها القدس والمسجد الأقصى المبارك، ولقد ترتب على الفكر القومي العربي أن أصبحت قضية فلسطين قضية قومية تخص العرب وحدهم، وإقصاء الإسلام عنها.
: ما هو موقف الإسلام من القومية الوطنية؟؟


مـن المعلوم من دين الإسلام بالضرورة بطلان الدعوة إلى غير الإسلام، بطــلان التحزب والتعصب والتجمع على غير الولاء لله ورسوله والمؤمنين، فالدعوة إلى القومية أو الوطنية دعوة باطلة منكرة، يأباها دين الله عز وجل للأسباب التالية:-
أولاً: كونها تفرِّق بين المسلمين، وتجعلهم أحزاباً وقوميات متنافرة كل منها يتعصب لتاريخه وتراثه، فهي تفصل المسلم العربي عن أخيه المسلم العجمي، وتفرِّق بين العرب أنفسهم لأنهم كلهم لن يرتضوها، وإنما يرتضيها فريق منهم دون فريق، وكذا تفرق بين المسلمين: الأتراك والفرس والعرب فيما بينهم، وبذلك تخالف مقاصد الإسلام في التجمع والاعتصام، يقول الله تعالى(واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) ويقول(إنما المؤمنون أخوة) ،ويقول(وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
ثانياً: إن الدعوة إلى القومية والوطنية من دعاوى الجاهلية التي حاربها الإسلام بلا هوادة، إذ حارب الإسلام كل دعوة تخرج عن دعوته المستمدة من مصدريه: القرآن والسنة، سواء كانت تلك الدعوة مرتبطة بلون أو جنس وعرق، أو بلد ووطن، أو مذهب وطريقة. ولا شك أن الدعوة القومية دعوة إلى غير الإسلام، ومناصرة لغير الحق، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "كل من خرج عن دعوى الإسلام والقرآن من نسب أو بلد أو جنس أو مذهب أو طريقة، فهو من عزاء الجاهلية..."، قال تعالى: (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً)، وإذا كان دعاة القومية يدعون إلى عصبية قومية ويتفاخرون بالعروبة أو بالطورانية ونحوها من القوميات، فإن الإسلام تبرأ من كل عصبية، قال صلى الله عليه وسلم(ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية)، وقال صلى الله عليه وسلم(إن الله قد أذهب عنكم عصبية الجاهلية وفخرها بالآباء، إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي، الناس بنو آدم وآدم خلق من تراب، ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى)
وإذا كانت الدعوة إلى القومية أو الوطنية من دعاوى الجاهلية فإن الداعي إليها يخلع ربقة الدين من عنقه، ويعرّض نفسه إلى عذاب جهنم وبئس القرار، روى الحارث الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وأنا آمركم بخمس، الله أمرني بهن:السمع والطاعة، والجهاد، والهجرة، والجماعة، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع، ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثي جهنم). قيل:يا رسول الله وإن صلى وصام؟ قال(وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم، فادعوا بدعوى الله الذي سمّاكم المسلمين المؤمنين عباد الله".
ثالثاً: من أدلة بطلان الدعوة القومية:أنها تؤدي إلى موالاة الكفار والملاحدة، فالدعوة إلى القومية العربية سُلِّم إلى موالاة كفار العرب من النصارى واليهود والدروز والشيوعيين والباطنيين وغيرهم من الملاحدة والزنادقة، لأن الفكر القومي العربي يقول: كل العرب أولياء بعض، لا فرق بين المسلم وغيره من أصحاب الأديان والمعتقدات الأخرى. والفكر الوطني يقول كل أبناء الوطن أولياء بعض، لا فرق بين المسلم وغيره من أصحاب الأديان والمعتقدات الأخرى.
إنّ نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية تضافرت على بغض الكافرين من العرب وغيرهم، ومعاداتهم وتحريم موالاتهم واتخاذهم بطانة، ومن ذلك قوله تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ)، وقال( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ) وقال( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (المجادلة:22) رابعاً: إنّ الدعوة القومية وكذا الدعوة للوطنية تفضي بالمجتمع إلى إقصاء الإسلام عقيدة وشريعة، لأن القوميين والوطنيين غيـر المسلمين لـن يرضـوا -ضـرورة كونهـم ليسـوا بمسلميـن- تحكيـم القـرآن وشـرع الله تعالى، وهذا يوجب لزعماء القومية اتخاذ الأحكام والقوانين الوضعية التي تخالف شرع الله وحكم القرآن الكريم حتى يستوي مجتمع القومية في تلك الأحكام والقوانين (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون). ولقد صرَّح قادة القومية العربية، ومثلهم قادة القومية الطورانية التركية، بأنهم لا يرغبون الاحتكام إلى الشريعة الإسلامية. والفكر القومي- كما صرَّح قادته- إنما جاء لتحرير الإنسان العربي من الخرافات والغيبيات والأديان، ورفعوا شعار: الدين لله والوطن للجميع، وزعموا أن الأديان والتقاليد الموروثة عقبات يجب التخلص منها من أجل بناء مستقبل الأمة، وكان كثيراً ما يتمثل دعاة القومية العربية بقول الشاعر القروي:-
هبوني عيداً يجعل العرب أمة وسيروا بجثماني على دين بَرْهَم
سلام على كفر يوحِّـد بيننا وأهلاً وسهلاً بعده بجهنم
ويقول شاعر آخر:
لا تسل عن ملتي أو مذهبي أنا بعثي اشتراكي عربي
وإذا كانت هذه حال الدعوة القومية والوطنية، وتلك جنايتها على الإسلام عقيدة وشريعة وأخوة إيمانية أدركنا سر ارتباط هذه الدعوة بالاستعمار الغربي الكافر وبأبناء النصارى ويهود الدونمة، وارتباطها باليهودية العالمية والمحافل الماسونية التي زرعها اليهود في المنطقة.

انتهى ..


منقول









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
المسلمين, القومية, والوطنية, وخطرها


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:00

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc