![]() |
|
قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
قصّة للأطفال: رحلة على ظهر تنين 04 :
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]()
معركة في بيت المقدس في منتصف الليل عندما هدأت الأصوات وسكنت الحركة ، شعر يوسف بأرق شديد ، وهجر النّوم عينيه.. وتقلّب على السّرير مرارا فلم يستطع أن ينام ، فمدّ يده إلى القابس وأشعل ضوء الغرفة...وأخذ كتاب ( عالم التنانين العجيبة ) الذي أهداه له أبوه من قبل .. حاول أن يتسلّى بقراءة بضع صفحات من الكتاب لعلّه يسترخي ويستسلم لعوالم الأحلام البهيّة... وما إن فتح الكتاب حتى تمثلت له صورة صديقه التنين الأخضر ، وبدا له كأنّه يناديه: - يوسف هيّا ..أنا في انتظارك..انظر إلى حديقة بيتكم.. نهض يوسف متثاقلا يظنّ أنّ الأوهام قد أحاطت برأسه، وجعلته يخلط بين الحقيقة والواقع...وعندما وصل إلى النّافذة وأطلّ منها، طار فرحا ..وكاد يقفز إلى أسفل الحديقة، ثمّ صرخ: - مرحى..مرحى..هذا أنت أيّها الصديق العزيز التنين الأخضر.. قال التنين الأخضر ( وفي وجهه حزن عميق ): - هيّا يا يوسف ..هيّا بنا سنبدأ اليوم رحلة صعبة وشاقة ، فهل أنت مستعدّ لذلك ..؟ قال يوسف باستغراب: - وما لك يبدو عليك الحزن والأسى يا صديقي إنّ في السّفر والرحلات متعة، ورياضة جميلة..فلم الحزن .؟ قال التنين الأخضر: - هذا صحيح يا صديقي الصّغير..ولكن رحلة اليوم ليست مثل رحلاتنا السابقة إنّها رحلة إلى أرض عزيزة ..وتربة مقدّسة فيها رائحة الأنبياء..وعطر الوحي الزكيّ.. قال يوسف: - أيّة أرض تقصد ...؟ أجاب التنين الأخضر: - رحلتنا الليلة إلى بيت المقدس ..أرض الإسراء والمعراج ، حيث فيه قبّة الصخرة، وحائط البراق. قال يوسف وقد ظهر عليه هو أيضا الحزن والكدر: - أجل ..أجل يا صديقي حقّ لك أن تحزن ..فأنا أيضا لم أستطع النّوم هذه اللّيلة بسبب ما رأيته على شاشة الرّائي[1] من مشاهد القتل..والتعذيب والتدمير التي يقوم بها اليهود الصهاينة في فلسطين..كأنّ نارا قد صبّت عليهم من السماء صبّا.. قال التنّين الأخضر: - إنّ العرب تقول في أمثالها: ( ليس من رأى كمن سمع ) ، هيّا اركب ظهري وسوف ترى وتشهد بعينيك ما لاتصدّقه عين أو تسمع به أذن من جرائم البشر... وركب يوسف على ظهر التنّين ، وفي لمح البصر حطّ به فوق حائط البراق الشهير.. فتح يوسف عينيه ونظر في دهشة فرأى منظرا مقززا ...مجموعة من اليهود يقفون أسفل حائط البراق يخفضون رؤوسهم ويضعونها ويتباكون في شكل تمثيلي مقرف.. وما إن رأى اليهود يوسف والتنّين حتى تفرّقوا هاربين في كلّ اتجاه ، وهم يصرخون: - يا للهول ...يا للهول... ! قال يوسف للتنّين: - أهؤلاء الذين سلبوا أرضنا وقتلوا أهلنا ، ويسعون إلى تخريب قدسنا...؟ ما لهم يفرّون مثل قطعان الماعز الشاردة... قال التنّين الأخضر: - يا صديقي إنّهم أجبن خلق الله في الأرض ...غير أنّ المسلمين متخاذلين وإلا فإنّهم لا يثبتون في معركة ..ولا يستطيعون إلا الخداع والمكر.. ولم تمض لحظات حتى رأى يوسف طائرات ( الأباتشي ) تحوط المكان وتوجّه نيران رشاشاتها نحوهما ..فأحسّ بالرّعب والفزع ونادى صديقه التنّين الأخضر: - يا صديقي لقد أحاطت بنا طائرات الصّهاينة ...فأين المفرّ ؟ ظهرت على وجه التنّين الأخضر ابتسامة عريضة وقال: - لا تخش شيئا يا صديقي الصغير، إنّ هؤلاء اليهود أشدّ جبنا من أرنب رأى أسدا في غابة.. ! إنّهم لايجرؤون على مهاجمتنا إلا بعد أن يتأكد مئة بالمئة أنّنا لا نحمل سلاحا نردّ به عدوانهم ، ولقد صدق القرآن الكريم عندما قال: " لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ " ألا ترى كيف اختبأوا وتحصّنوا داخل طائراتهم ..؟ وانظر إلى الجنود داخل الدّبّابات في الأسفل ، إنّهم لا يجرؤون على الخروج منها..إنّ حجرا صغيرا في يد طفل فلسطيني ؛ يجعلهم يشعرون بقلوبهم تكاد تقفز من صدورهم خوفا وهلعا .. ! ثمّ انتفض التنّين انتفاضة عظيمة وأخرج من جوفه نارا ، ودار دورتين حول نفسه فنسف تلك الطائرات ..فتناثرت قطعا في الجوّ ، واشتعلت الدّبّابات نارا وهرب من بقي حيّا من جنود بني القردة والخنازير .. أحسّ يوسف بفرح شديد وجعل يصرخ : - الله أكبر ..الله أكبر ...هزمت اليهود وحدك يا صديقي ، إنّك لبطل حقا.. ! قال التنّين الأخضر: - هذا من فضل ربّي يا صديقي ، ولكن لا تفرح كثيرا؛ سيعودون وبأعداد أكبر في المرّة القادمة ...فدعنا نكمل رحلتنا قبل أن يفسدوها علينا ... انظر إلى هذا الجدار الذي نقف عليه، إنّه حائط البراق ..هذا الحائط يا يوسف هو الذي ربط فيه رسول الله صلى الله عليه وسلّم البراق عندما جاء ليلة الإسراء والمعراج إلى بيت المقدس.. قال يوسف: وما هو البراق يا صديقي ..؟ هل تعرفه ..؟ أجاب التنّين الأخضر: أنا لا أعرف إلا ما أخبر به الرّسول صلى الله عليه وسلّم عنه ، عندما قال : إنّه دابة فوق الحمار ودون البغل.. ثمّ أضاف التنّين الأخضر : وله سرعة عجيبة تفوق سرعتي بالآف المرّات ، ولعلّه سمي البراق لأنّ سرعته تشبه سرعة خطف البرق... نظر يوسف إلى المسجد الأقصى ، فرأى قبّة الصخرة صفراء لامعة كالذهب فقال بفرح: - هذا هو المسجد الأقصى ..أليس كذلك..؟ فقال التنّين الأخضر: - كلا يا صديقي ! هذا ليس المسجد الأقصى ..إنّه مسجد قبّة الصخرة ، ولكن انظر إلى هنالك بعيدا عنه ببضعة أمتار ترى المسجد الأقصى ، إنّ النّاس دائما يخلطون بينه وبين مصلى قبّة الصخرة ، و كلّ هذه الأرض مقدّسة وكلّها أرض الإسراء والمعراج .. ! وقفز التنّين الأخضر إلى الأرض وسار خطوات مع يوسف في اتجاه ساحة المسجد الأقصى، فاعترض طريقهما شباب يتألق نور الإيمان في عيونهم وسألوهم: - من أنتما وإلى أين أنتما ذاهبان ؟ نظر يوسف إلى التنّين الأخضر وسأله : - من هؤلاء .. ؟ فقال التنّين الأخضر: - هؤلاء حرّاس الأقصى ..إنهم شباب مجاهدون في سبيل الله ، مستعدّون للموت في سبيل الحفاظ على المسجد وقبّة الصخرة ، وهم مرابطون ليل نهار خوفا من أن يتجرأ اليهود على هدم المسجد.. وأجاب يوسف الشباب: - نحن مسلمان ..نريد زيارة المسجد والصلاة فيه .. وبعد أن تأكد الشباب من صحّة كلام يوسف سمحوا لهما بالدّخول..وأفسحوا لهما الطريق.. ودخل يوسف برفقة صديقه التنّين إلى باحة المسجد الأقصى..ثمّ ولج إلى المصلّى ، وتخيّل يوسف كيف صلّى النّبي صلى الله عليه وسلّم بالأنبياء في هذا المكان ليلة الإسراء والمعراج.. وشعر يوسف براحة كبيرة ، وطمأنينة عظيمة وهو في رحاب المسجد المقدّس...وفجأة سمع أصواتا عالية وضجيجا كبيرا ، فالتفت خلفه فإذا به يرى مجموعة من الشباب ( حراس المسجد ) يدخلون بسرعة ويحذرون يوسف من الخروج من المسجد ثمّ تركوا معهم اثنين لحراستهما، وأغلقوا باب المسجد ثمّ خرجوا لمواجهة قواّت العدوّ الصهيوني التي حاصرت المسجد وبدأت تطلق الرّصاص في كلّ اتجاه... قال يوسف للتنّين الخضر: - ابق هنا يا يوسف..فأنت ما زلت صغيرا ، أمّا أنا فسأنضمّ إلى المعركة لأعلّم هؤلاء الأنجاس درسا لن ينسوه أبدا ، وقبل أن ينطق يوسف بكلمة واحدة ؛ اختفى التنين الأخضر عن ناضريه وتركه وحده في مصلّى المسجد.. وظلّ يوسف في حيرة من أمره يروح ويجيء ، ونفسه تشتعل غضبا وحماسة ، وقلبه يتقد لهبا، يريد أن يخرج ويقاتل اليهود الظالمين.. ولمّا طال عليه الأمر – وهو يسمع طلقات الرّصاص ودويّ المدافع – طلب من الشابين المكلفين بحراسته أن يسمحا له بالخروج ، ليشارك في معركة الدّفاع عن الأقصى.. قال أحد الشابين: - لا عليك يا يوسف أنت ما زلت صغيرا ، والشباب خارج المسجد يقومون بدورهم في جهاد الأعداء ودفعهم عن المسجد الطاهر ... قال يوسف: - لا .. لا أريد ان أظلّ مكتوف اليدين ، لابدّ أن أخرج وأشارك في الدفاع عن المسجد الأقصى مع الشباب الأبطال.. قال له الشاب الفلسطينيّ: - يبدو أنّك مصرّ على ذلك.. فقال يوسف بحزم: - نعم.. فقال الشاب الفلسطينيّ : - إذا خذ هذا .. ومدّ له يده بحجر أبيض لمّاع كالألماس ..وقال له: - هذا سلاحنا ضدّ بني القردة والخنازير ، اضرب به وأنت تنشد: " في القدس قد نطق الحجر ..لا مؤتمر ..لا مؤتمر ..أنا لا أريد سوى عمر.. في القدس قد نطق الحجر.. " وأمسك يوسف الحجر بيده ، وخرج إلى ساحة المسجد الأقصى ليواجه اليهود ويقذفهم به مثل الشهاب الثاقب وهو يصرخ مع الشباب: - في القدس قد نطق الحجر ...في القدس قد نطق الحجر .. ! عبد الله لالي في 04 / 02 / 2011 م [1] - الرائي : التلفزيون.
آخر تعديل أبو تقي الدّين 2011-02-08 في 17:27.
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() سلمت يمينك وجعل الله ما كتبت في سبيل الله تالى |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
بنين, رحلة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc