صفات المعالج النفسي المسلم:
إن أي علاج نفسي أساسه في التطبيق هو المعالج سواء كان طبيباً نفسياً أو اختصاصي علم النفس وهو مرآة للنظرية التي يتبعها, وإن كانت للمعالج صفات ايجابية وشخصية محترمة فإنه يعطى بذلك دفعاً لعلاجه وتأثيراً أكبر وأعمق , وأن للمعالج النفسي المسلم علاوةً على حمله لشهادة أكاديمية في الاختصاص له صفات إضافية تميزه , حيث إنه إضافة إلى أنه يتبنى العلاج الديني ضمن خططه العلاجية ينبغي أن:
- يكون نموذجاً أخلاقياً و دينياً لمرضاه متمسكاً بمكارم الأخلاق حريصاً على الإيثار بعيداً عن الحرص عن المنافع المادية التي تفسد العلاج وله دراية بفقه الكتاب والسنة وبتراث الأطباء والعلماء المسلمين.
- أن يكون له إلمام بشكل كاف بالأبحاث النفسية الحديثة ومنهجيات البحث الصحيحة متقبلاً للدراسات والنظريات النفسية التي أثبتت فعاليتها وغير المُخالفة لعقيدتنا، لأنه واع بكيفية الغربلة والتصفية أي أنه غير مُتقوقع ولا مُتعصب له سعة الصدر لسماع الرأي الأخر ومناقشته والاستفادة من ايجابياته ،وأن يكون مطلعاً على ثقافات مجتمعه .
- أن يكون آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر وناصحاً ، وسطاً في تعامله مع حرية المريض في قراراته وخياراته لا مسيطراً قاهراً ولا مُرخياً حبله للحرية المطلقة ،لأنه غالبا ما يأتي المريض تائهاً وحائراً يريد من يرشده ويواكبه ويصاحبه, فإذا بخل عليه المعالج بالتوجيه والإرشاد والمواكبة الصحيحة فقد غشه وخدعه وربما تاه معه المعالج ، فيكون بذلك كمثل (القرداتي) يمسك طرف حبل مربوطٌ به قرد يتجه يميناً وشمالاً و (المعالج القرداتي)يُرخي له الحبل حيث اتجه ولكن فقط بدرجة تحافظ على القرد من أن يصطدم بالمارة والسيارات...فهل هذا علاج؟...وهل هذه أخلاقيات المعالج ؟ و يعود أصل هذا العلاج إلى مبدأ "الحرية المطلقة" عند المجتمع الغربي ، الذي – للأسف- انبهر به كثير منا،( محمد المهدي،1990،ص 76).
- أن يكون حاذقاً فطناً يحدد لكل مريض ما يناسبه من رياضات نفسية ومجاهدات ونصائح ، متأسياً في ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم حيث أتاه رجل فقال : أوصني يا رسول الله، فرد عليه الرسول: (( لا تغضب)) ، لأن النبي لمح ببصيرته الفذة أن هذا الشخص كثير الغضب،وأتاه رجل آخر يسأله الوصية فقال
( أمسك عليك لسانك)) ، حيث لمح النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا الشخص تكون أغلب زلاته من لسانه،وهذه الطريقة تسمى في علم النفس" العلاج بالتبصرInsight Therapy".
- أن يكون له وردٌ من العبادات والأذكار ،ليكونَ له زادٌ يتقوى به في مشواره الصعب وتُعينه على تحمل الإحباطات والعقبات التي ستواجهه.
- أن يكون مُطلعا على سيرة الأنبياء والمرسلين والصالحين ويحرص على الاستفادة منها،وكذلك ليُعزز مفهومه للسواء النفسي ،وأن يُؤمن بأنه يحمل رسالتهم وشعلة الحق سائراً على طريق إصلاح النفوس وهداية القلوب وشفائها.
- أن يؤمن أنه مجرد سبب في العلاج وإحلال الشفاء ،وأن يجعل مريضه يعلق كُل قلبه على الله في الشفاء والتوكل عليه .