و يعانقني الشوق مشاركتي في"مسابقة القصة"

[تنيما]

- كما عهدت ذلك العام في نهاية كل أسبوع أعود أدراجي إلى المنزل وكعادتي ألج الباب لكن هذه المرة ليست كسابقاتها . توقفت برهة ..هيجني الصمت ، لأني استأنست ذلك الجو .. ذلك السكون..تلك النسمات الهادئة توجست خيفة ولكنني جزمت أنني أعايش الواقع أكيد أنها كوابيس طغت على أحلامي الهادئة وها أنا ذي أستيقظ منها بعد عناء ........ نعم إنه هنا إنه في ذلك الركن من تلك الغرفة، حتى أن رائحة العطر الذي أهدوه له تعبق أرجاء المنزل ولت المياه إلى مجاريها ، عادت أيام إشتقت لها ،لم تنتهي ومضة أفكاري وبلا نسْج لممهدات هرعت مسرعة إلى تلك الغرفة التي عايشت الكثير من الآلآم لأفتح بابها ، و أنظر إلى مكانه حيث كان مستلق لأيام ولكن لم أره .. لم أرى سوى سجادة غطت تلك الأرضية التي حملت جسمه العليل ، لم أره ولن أره...وتسقط لهفاتي عند عتبة الغرفة. غرفة ! بكيت عندها كثيرا لما عانقت إيطار بابها وأجهشت بالبكاء ، تارة أنظر إلى جثته الهامدة وتارة أثبت نظري في زاوية مظلمة من ذلك الرواق وفي جهة أخرى كانت تقابلنني نساء كثيرات لم أعر لهن إهتمام كانت رؤوسهن متموجة تتعالى بعضها على بعض لترمق جسمي الهزيل من الألم كل واحدة فيهن تنظر إلي نظرة إستلطاف عيونهن تغازل ألمي ألسنتهن تنهمر منها كلمات شتى . المسكينة... المسكينة... المسكينة ..............

كانت بعيدة ، لم تره منذ مدة .......... لم تعايش الأحداث لم تره لآخر أيامه .......كلماتهن لسعات أوقدت من حولي نيران وأفلتت في قلبي دوي صرخات تتسارع مع دقاته بعضها يتعالى ليسمع في مقاطع من السكوت والاخر هافت لم يحب أن تسمع موسيقاه الحزينة
"لا بلى رأيته، آلمتني آلآمه، صرخت لآهاته، تعذبت لأنه كان يرى أنه عبئ علينا ودعته آلآف المرات ومازال ساكنا كياني"
لأني بكيت قالو لي مانفع البكاء ... زاد غيضي ،خاطبت نفسي وقلت لها مابالهم هؤلاء الناس وهل هذا كلام يكمد جراحي ،يؤنس قلبي، يسكن في النفس الصبر؟
فقط كي لاتراني تلك التي فقدت فلدة كبدها لكي لاتبكي جاثية أمام دمعي أسددت مقلتي
تلك التي لم تسمع همساتها في ذلك اليوم ،جسمها كأنه ريشة بالية هرعت إليها ربما وجودي يملئ جزءا من ذلك الفراغ
كان الجو مريعا سادت فيه وشوشات تتخللها مقاطع مكررة تحمل في طياتها همرجة بين هاته الاصوات يسمع صوت الحق آيات من كتابه العزيز كانت تبعث الطمأنينة في قلبي الضرير
سافرت مع موسيقى الأنين إذ يوقضني صوت رجولي يقول: حان الوقت نحن ذاهبون
حملت جسمي الهزيل وسقته وسط حشود النساء أجذف بذراعاي لأبعد تلك الاجسام عن طريقي لأكون أول الصفوف أتلفت يمينا وشمالا باحثة عن تلك الأحجار التي إهتزت لسقوط حجرة لها موقع هام في ذلك البنيان
إلتف الكل ،إالتفوا يودعونه لم يرى سوى صندوق خشبي
إستندت إلى التي جعلتها عزاءا لي وقيدتها بكلتا يداي لربما أشبع أحضانها الجائعة! في لحظة كانت العيون جافة، كانت تترصد شيئا واحدا. ذلك المرقد الخشبي المغطى بغطاء ثقيل لم يترك مجالا ليرَى فحواه ،وإمتزجت أحاسيسي فما كان لثغري سوى أن يرسم إبتسامة حائرة على شفاهي الذائبة
كانت تقول..............
كانت تقول ... شكرا لأنك مثلت أشياءا كثيرة.. شكرا .
.وهم الرجال بحمله .. شعور فضيع أسرني ..حملوا من سكن أفكاري حتى فؤادي سارت دماءه تهتف بإسمه كل لحظات عمري تذكر وجوده، لحظة جنونية. هل أصرخ؟ ألفظ إسمه لأسمع الأرجاء، أوقفهم لأعانقه بشدة بشدة بشدة ،أقول أتركوه وجوده يؤنسني أبكي بكل قواي ليغادرني الالم الذي بات يسكن عظامي
وهموا بالرحيل به وهم كل مافي وراءه بخطى متثاقلة سرت ورائهم وقفت عند اخر نقطة من المنزل تفصلني عن الشارع مودعة له تأكدت من أنه قد رحل رحل هذه المرة بدون رجعة
حملت أشلائي التي سقطت على أرضية جافة لاشيء فيها يغسل هاته الأشلاء من الحزن
كفاكي نفسي كفاني لن أكون عار عليك
فراقك أخي آلمني وعزائي وأنسي هي ذكراك
جنة الفردوس بإذنه سكناك وفيها أبتغي لقياك
في كل الأوقات إلهي أنت رجائي رحماك
في فضاء مغلق عيوني الصامتة هاربة لاتستطيع الكلام فكلامها جارح كأنه سهام للفؤاد صائبة فلن تكن دمعتي القطرة التي تفيض الكأس!
نظراتي المحلقة لمحت النساء اللاتي زارت منزلنا ذلك اليوم ،وكالعادة قمت بواجبي فضيفاتنا أكيد لن يولين أدبارهن دون أن نؤدي قواعد الإستضافة



أرجو ا من زائري صفحتي الدعاء بالرحمة والمغفرة لأمواتنا المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات

[chaymoum-17]

مشكورة أختي تنيم اوالله قصتك بكاتني بزاف ....................مؤثرة بزااااااااف

[تنيما]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة chaymoum-17

مشكورة أختي تنيم اوالله قصتك بكاتني بزاف ....................مؤثرة بزااااااااف

مرورك شرف صفحتي
أكيد انك أبحرت بين كلماتي الحزينة
وتغلغلت بين أحرفي المشتتة
وسافرتي مع أفكاري الغائبة
لكي مني أحلى كلام وسلام حار

[فيصل العرب]

والله لا اجد الكلمات المعبرة فقد خانتني الكلمات .ان قلت قصة رائعة ومؤثرة فربما اكون قد بخستك حقك
كل ما يمكنني ان اقول مضى علي زمن طويل لم اتاثر فيه بقصة في مستوى قصتك لقد اثرت شجوني
اللهم ارحم واغفر لاخيها وسائر اخواننا المؤمنين