شكل العقم الهجومي و النقائص الدفاعية اللتان ظهرتا على مستوى الفريق الوطني خلال المواجهات الأربعة الأخيرة حديث الجمهور الرياضي الجزائري ، وكذا المحللين والمختصين والعارفين بخبايا المستديرة وارتفعت درجة حرارة خوف الشارع الجزائري أياما قلائل من انطلاق منافسات كاس العالم 2010 بجنوب افريقيا .
غير أن شعورا آخرا ، وإحساسا آخر، وقراءة أخرى ، على النقيض من ذلك يقول بها لاعبوا المنتخب الوطني و العارضة التقنية – المتواجدان حاليا في تربص بهارزوغينوراخ (30 كلم من نورمبرغ) – ويدافعون عن ” روح المنتخب ” بالقول بان مثل هذه الوضعية هي مجرد ” حالة مؤقتة ” وباتت العارضة الوطنية كاملة تؤمن بفكرة هذا ملخصها على وجه التأكيد والتسويف ” إن الأمور ستتغير الى الأحسن خلال المونديال ” .
ولعل من بين الأسماء المسؤولة عن هذا العقم ، في مخيال الجمهور الاولمبي ، المهاجم عبد القادر غزال ، الذي تفهم انزعاج المشجعين الجزائريين بصدر رحب ، وبالمقابل ، طمأن وأكد للجزائريين بان الأمور ستعود الى نصابها”.
و استطرد غزال مدافعا عن وجهة نظره وزملائه “ان اللاعبين جميعهم يسعون لتحسين الأمور و أنهم يبذلون قصارى جهدهم من اجل ذلك مصرحا “إنني متأكد بان ذلك سيأتي قريبا فهي مسالة وقت فقط كما أني على يقين بان الأمور ستتحسن خلال كاس العالم ضد سلوفينيا حيث سيكون هناك حافز اكبر”.
كما نفى غزال – الذي لا يبارحه التفاؤل أبدا – أي تقصيرمنه ولا من زملائه آملا في طرد النحس الذي لازمه و يفتح أبواب التسجيل ضد الإمارات العربية المتحدة يوم السبت المقبل معترفا بان دوره كمهاجم يتمثل في تسجيل الأهداف و انه ليس الوحيد المعني بذلك. و تابع يقول انه “حتى زملائي في الهجوم لم ينجحوا كثيرا في المباريات الأخيرة مع أنهم يعملون بجهد و يبذلون ما بوسعهم لإيجاد الطريق نحو الشباك”.
ويؤكد في ذات السياق ، أن “الأهم في ذلك يكمن في تقديم عمل هجومي جيد و لا يهم من يسجل و المهم في ذلك أن يجد الهجوم الجزائري حلولا”.
زياني للمناصرين : عندما يجد الجد سنثلج صدوركم
و على ذات خيوط الأمل الذي راود غزال ترنم ، كريم زياني ، مهونا ما يتناوله الجميع حول معضلة الضعف “الهجومي” و الهفوات المسجلة في خط الدفاع ، منبها الجميع بصراحة وعقلية لا عب محترف ، انه “لا يمكن تناسي أننا واجهنا فرقا كبيرة (صربيا و ايرلندا) و أننا لعبنا منقوصين كثيرا مع ارتفاع عدد المصابين و أظن انه لا ينبغي توجيه أحكام نهائية على المقابلات الأخيرة حيث حدثت عديد الأمور غير المتوقعة فعندما يحرم فريق من 3 أو 4 لاعبين أساسيين فانه من الصعوبة بمكان تعويضهم حتى الفرق الكبيرة لا تستطيع تخطي هذا النقص و تعاني من تلك الغيابات”.
ولم يغب فقه الدعابة عن تصريحات اللاعب الجاد فوق الميدان إذ قال للصحافة اليوم – “نحن لسنا البرازيل” معقبا على الحكم بابتسامة ، ومذكرا الجزائريين ، أن الخضر سبق وان خسروا أمام مالاوي 3-0 في كاس افريقيا قبل أن تصل الى الدور نصف النهائي بعد أن أقصت كوت ديفوار في مقابلة ستظل إحدى أفضل المقابلات في تلك الدورة الإفريقية.
و يرى زياني أن أحسن مواجهة ستكون ضد سلوفينيا و سيكون الجميع على استعداد لليوم “الموعود” مطمئنا الجميع بان التربص يجري في ظروف جيدة و أن الأمور تجري بشكل ايجابي بما أن جميع المصابين قد تعافوا و سيكونون على استعداد جميعهم لضمان مكانتهم في كاس العالم الجنوب إفريقي الا إذا حد ث شيئ غير متوقع و هو ما قد يقع لاي فريق.
كما يرى لاعب نادي وولفسبورغ أن المدرب الوطني رابح سعدان على بصيرة بالأخطار التي قد تنجر عن وقوع إصابات جديدة أو انتكاسات و انه على دراية بما يفعل من خلال اخذ الوقت اللازم و اتخاذ جميع التدابير اللازمة قبل إدراج لاعب مصاب في خضم المعركة.
و استبعد زياني كل أشكال القلق مطالبا بان لا يفقد المناصرون الجزائريون الذين طالما كانوا متضامنين و فخورين بفريقهم.
و تابع يقول انه لا يجب فقد الثقة حيث أننا قمنا بأشياء جميلة و أكدنا انه عندما يجد الجد فأننا سنكون في الموعد و سنثلج الصدور”.
و خلص في الأخير الى القول بان هذا الفريق “شاب” و أن مستقبل الجزائر لا ينبغي أن يتوقف عند كاس العالم الحالية كما أن التأهل الى كؤوس العالم المقبلة لا يجب أن يكون حدثا رئيسا لان على الجزائر أن تتأهل الى جميع كؤوس العالم و البقاء دائما في أعلى المستويات العالمية.
المصدر: موقع الإذاعة الجزائرية