الاخ بوعلام العاصمى
كون مصر هى واسطة عقد العالم العربى وقلبه وان حال العالم العربى يقاس بمصر ليست مقولة مصرية بقدر ما هى حقيقة جيوسياسية , عرفها لويس السابع ولويس التاسع ونابليون وايزنهاور وحتى الملك عبد العزيز ال سعود .
كون مصر هى اكثر من قدم لفلسطين فهذه ايضا حقيقة لا ينكرها الا جاهل بالتاريخ , فمصر ومجاهدى مصر كانوا يقاتلون على ارض فلسطين قبل ان تنشأ دول عربية كثيرة , وشهداء مصر فى الحرب ضد الصهاينة اضعاف من سقط من العرب مجتمعين , وما انفقته مصر فى حروبها ضد الكيان الصهيونى لا يقارن بما قدمه العرب مجتمعون ايضا , وقادر على ان اقدم الدليل بالبيانات اللازمة .
بالنسبة لما قيل ان دفاع مصر عن القضايا العربية اكذوبة اقول ان الامور تقاس بصورة متكاملة وليس بالصورة السخيفة التى تفضل بها كاتب المقال , ولننظر الى القضايا العربية نظرة امعان دون اختزال , فمصر كان لها مواقفها المشرفة تجاه سوريا فى ظل التهديدات التى كانت تحاصرها فى خمسينيات القرن الماضى تحت ضغوط حلف بغداد والانزال الامريكى البريطانى الشهير فى لبنان والاردن , ووقفت مصر موقفا مشرفا من حركة التحرر فى المغرب العربى , والقضية الفلسطينية لا نحتاج الى اعادة كلام فيها , وموقف مصر من استقلال ليبيا كان قويا ومشرفا ولا ابالغ ان قلت ان التحرك المصرى وقتها اجهض المخططات الامريكية البريطانية تجاه استقلال ليبيا.
لكن بلا شك حصل خلل فى التوجه الاستراتيجى المصرى , وهذا الخلل له عدة عوامل لكن لا يمكن ان ننكر حقيقة ان مصر تعرضت لاستنزاف كبير جدا فى وقت كان العرب ينعمون بثروات النفط الذى غلا ثمنه بدماء الاف الشهداء المصريين , ومصر كانت على شفا الافلاس بسبب مبلغ تافه يقدر بمليون دولار ثمنا لشحنة قمح .
ولكن دعنا نذكر الاخوة الكرام بعدة حقائق انه فى الوقت الذى كانت مصر تتخذ مواقف محببة للبعض كانت تلقى معارضة وحرب شرسة من بعض العرب الاخرين ايضا , يعنى تونس لم تقصر والمغرب ادت دورها ودول الخليج والاردن كانوا بارعين جدا فى الحفر لمصر بصورة استنزفت ماليتها , ولا حاجة للحديث على الثورجية فى سوريا ومن لف لفهم من الفلسطينيين الذين ورطوا مصر فى حرب 67 ثم انسحبوا من الجولان دون ان يطلقوا طلقة واحدة .
اتمنى الا يتكلم فى التاريخ الا عالم بالتاريخ وقارىء له لأننى بصراحة سئمت من كثرة الجهال