ول اللاعب كريم زياني في ظرف زمني قصير إلى احد أهم الركائز في التشكيلة الأساسية للمنتخب الجزائري، فرغم التغييرات الكثيرة التي طرأت على اللائحة التقنية للخضر منذ التحاقه بهم في 2003، إلا انه ظل يحظى بثقة مطلقة من الجهاز التدريبي، ومكانته في التشكيلة الأساسية لا نقاش فيها.
ولم يكن ذلك وليد الصدفة أو المجاملة بل فرضته الإمكانيات العالية التي يتمتع بها اللاعب فنيا وبدنيا، وقدرته الكبيرة على تطوير مهارته من مباراة لأخرى، وجاءت عودة المدرب الوطني رابح سعدان لتولي زمام الجهاز التقني للخضر في خريف 2007 لمصلحة زياني نظرا لمعرفة الشيخ بإمكانياته الحقيقية، فجعل منه الورقة الرابحة الأولى خلال التصفيات المزدوجة لكأس العالم وأمم إفريقيا 2010، فكان لزياني دور هام في النتائج الطيبة التي حققها المنتخب وبلوغه النهائيات في المسابقتين، فاللاعب القصير القامة تحول إلى عملاق في المستطيل الأخير وفشلت الخطط الدفاعية في الحد من خطورته حيث صنع أهدافا حاسمة في مباريات مصيرية بتمريراته الدقيقة التي يجيدها سواء الطويلة منها أو القصيرة الأرضية أو العالية، لعل أبرزها تلك التي منحها للمدافع عنتر يحيى وأسفرت عن تسجيل الأخير هدف الانتصار الوحيد والتأهل في المباراة الفاصلة ضد المنتخب المصري بالسودان.
ويراهن المدرب سعدان كثيرا على زياني في مباريات نهائيات كاس العالم التي ستقام الشهر المقبل في جنوب إفريقيا لأداء عدة مهام في الملعب، فقد يطلب منه صناعة اللعب خاصة في حالة غياب مراد مغني، فضلا عن تدعيم الشق الهجومي للخضر في حالة الهجوم والشق الدفاعي عند افتقاد الكرة وإيجاد توازن في وسط الميدان مستغلا قصر قامته في التوغل وإيجاده الحفاظ على الكرة وتوزيعها في الأوقات المناسبة وقدرته الفائقة على تغيير اتجاه اللعب وفق ما يخدم المنتخب بفضل الرؤية الجيدة التي يتمتع بها داخل الميدان وسرعة اكتشافه لفراغات المنافس و نقاط ضعفه. وما يؤكد أن ثقة سعدان لم تتزعزع في زياني هو استمرار الاعتماد عليه رغم أن اللاعب لم يلعب أي مباراة مع ناديه فولفسبورغ في الدوري الألماني منذ بطولة أمم إفريقيا الأخيرة التي جرت بانغولا في يناير المنصرم فذلك لم يمنع الشيخ من المراهنة عليه لمعرفته الجيدة بإمكانيات اللاعب وقدرته على تجاوز المحن بل أن زياني ذا الـ27 سنة عادة ما يقدم أداء ممتازا عقب كل فترة انقطاع. 
وهو ما حدث في موسمه الثاني مع اولمبيك مرسيليا في الدوري الفرنسي حيث ظل لاعبا أساسيا في تشكيلة المدرب البلجيكي آنذاك اريك جيريتس بعد موسم أول فاشل عقب انتقاله من سوشو مما جعل جميع المتابعين يتوقعون له مونديالا رائعا خاصة ان اللاعب لم تظهر عليه نقائص بدنية أو فنية في المعسكر الإعدادي الذي يقيمه المنتخب الجزائري في سويسرا مما يوحي بأنه لم يتأثر نفسيا بجلوسه على دكة البدلاء فترة طويلة في ألمانيا بل أن ذلك الفراغ قد يتحول إلى نقطة قوة عنده كونها تفتح له الشهية والرغبة الجامحة لإفراغ تلك الشحنة خلال المونديال، غير أن ما يعاب على زياني هو سرعة النرفزة واحتكاكه بلاعبي المنافس مما عرضه في الكثير من المرات إلى الحصول بطاقات صفراء مما يستوجب على الطاقم الفني للخضر و قائدهم تنبيهه للحفاظ على تركيزه وهدوئه في المباريات.