عذراً أيها المعلم... زادك الله علماً ونوراً
يا صاحب العلم الوفير، والفكر القويم ، والعطاء الكبير،والبذل الكثير، يا مربي النفوس، وموجه العقول،ومرشد السلوك، لك في قلوبناً حباً ومكاناً ، وتقديراً وإجلالاً، وشكراً وعرفاناً.
كيف لا وقد أعلى الله من شأنك، ورفع من قدرك، وأعلى من مكانتك، فعذراً إن رأيت من المجتمع ما يجرحك،أو سمعت من أفراده ما يزعجك، فمثلك صاحب فكر وحكمة، ونضج وحنكة، وصبر ورويّة.
ومثلك لا يتضجر من خلل نشأ في تربية أسرية، ولا يتبرم من قصور الطلاب وأخطائهم السلوكية ، ولا يحبط من كثرة الأعباء، ومايعترضه من العقبات ، ولايأنف مما يطلب منه ،ولا بما يملى عليه من التعليمات.
ولو كان الأمر بأيدينا؛ لزدنا على تميزك امتيازات، ولأكثرنا من إكرامك حتى ترضى ،ومن ذلك إن شئت :
استقبالك في المدرسة بدون توقيع في سجل الدوام، فقد وثقنا بك (وأنت أهل لهذا)، وسلمناك أعظم ما لدينا ،وأغلى ما عندنا (فلذات الأكباد) ، وتركنا لك ترسم ما تشاء على طريقهم ، وتكتب ما تريد على صدورهم.
ولو كان الأمر بأيدينا وكما نحب ؛ لجعلنا لك في كل مدرسة غرفة مستقلة ، تضم فيها كتبك وأوراقك ووسائلك وإبداعاتك، وجعلنا طلابك يأتون إليك، وهم يتشوقون لرؤيتك وسماع صوتك ،وينصتون لطريقة شرحك، وعروض درسك .
ولو كان الحال كما نريد؛ ليسرنا لك السبل في إكمال تعليمك، وهيأنا لك كل القنوات لتطوير قدراتك، وشجعناك على استثمار طاقاتك ؛ في تنوير من حولك، وإثراء مجتمعك.
ولو كان الأمر كما نتمنى؛ لهيأنا لك من يخدمك ، ويرعى حضورك، لبسطنا لك من وسائل الراحة ما تزيد من بذلك بذلاً، ومن عطائك عطاء ، ومن تضحياتك صدقاً وإخلاصاً ،حتى تخرج لنا جيلاً كما نحب، ونرجوا، ونريد.

