الضعف الانساني كلمة تحمل من المعاني الكثير الكثير منها البديهي والمنطقي ومنها الغامض المجهول
الضعف الانساني يجعل الانسان يحمل اثقالا والاما
يجعلك ترى ان في الحياة اعراض زائلة ترغب الانسان في الخير العاجل وتخوفه من الشر العاجل
تجعل جسم الانسان يطغى على نفسه واهواءه تطغى على عقله ومنافعه تنسيه حقوق الصداقة والصديق
تجعله ينبهر برهبة السلطان حتى وان كانت هذه الاخيرة مزيفة تجعله يرغب في جاهه ويحرص على قرب المكان منه
ضعف الانسان يجرد الحياة الخالصة الصافية ليمسخها فسادا وانحلالا وانحراف
وعلى الرغم من وجود الضعف الانساني توجد حقيقة ظاهرة ومخفية في نفس الوقت فان للانسان على هذا كله نفسا لم تطبع على شر ولم يحل بينها وبين الخير
فان نفس الانسان التي فطرت على الخير تضعف حتى تتورط فيما لا ينبغي لها لتختلس الفرص الى القوة والخير اختلاسا وتخطفها اختطافا وتنعم منها باليسير الضئيل في اللحظة القصيرة المفاجئة التي لم تكن تنتظر ولم يدبر لها وانما سنحت لها الفرصة فاقتنصت كما يسنح الصيد فيغلف العقل في سبيل نيل الغاية صورة الشر الذي يطغى على النفس بصورة الخير التي الفها فيمتهن الشر ضنا منه انه الطريق الوحيد لجني غنائم الخير في نهاية المطاف
فهل بعد كل ذاك التحول الذي تحدثه الدنيا الزائلة في نفس الانسان فتحورها من فطرتها الخيرة الى اصطناع شرير
تعتقدون اخواني الكرام ان هناك امل في استرجاع روح الانسان الخيرة وجعلها تطغى على الروح الشريرة
وهل هو صحيح القول هذا الذي اجزم فيه ان الانسان يمتلك روحا واحدة خيرة او روحا واحدة شريرة
ام انه يمتلك روحا خيرة وشريرة في نفس الوقت مع وجود تفاوت بينهما
وهل طغيان الشر في نفس الانسان يجعل فطرته تتلاشى وتضمحل ام يخفيها فقط وراء غبار الدنيا واهوائها