....................................

[هادي حامد]

بداية أتقدم بالتحية للأخوة والأخوات أعضاء هذا القسم الرائع في هذا المنتدى المبارك .
هي أيام جميلة وممتعة ومفيدة اللتي قضيتها بينكم ، اللتي ستبقى من أجمل الأوقات في ذاكرتي .
وهنا ولأنني قررت المغادرة وترك المنتدى ، إسمحوا لي أن أقول شيئا لله و للحقيقة والتاريخ .
كنت أبحث في النت عن دراسة الماجستير في الجزائر الحبيبة ،فكان عنوان المنتدى موجودا ، فدخلت عليه وقمت بالتسجيل فيه ، وكتبت موضوعا يتعلق بمساعدتي في إيجاد قبول من إحدى جامعات الجزائر ، وعلى الرغم أن من قرأ الموضوع أكثر من مئة وسبعين شخصا ، إلا أن الأخت الكريمة بحر الجروح هي من قامت بالرد ، ورحبت فيّ كثيرا ووعدت بأنها ستقوم بالإستفسار عن الموضوع وتقديم كل ما تملكه من جهد في سبيل تحقيق أمنيتي في الدراسة بالجزائر العزيزة ، ولم تهمل الموضوع وتابعته وذهبت للجامعة لهذا الغرض ووافتني بالجديد ، هنا إستوقفني هذا الشعور النبيل وهذا الموقف الرائع منها ، حيث ما اللذي يجعلها أن تبذل كل هذا الجهد لشخص لا يمت لها بأي صلة ؟ ، هنا أدركت بأنني أقف أمام إنسانة بمعنى الكلمة ، إنسانة تحاول قدر المستطاع لكي تسعد الناس وتمد لهم يد العون والمساعدة لتحقيق ما يتمنّون . هنا وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟ كيف لي أن أشكرها على عظيم ما تبذله من أجلي ؟ ، قررت أن أقرأ ما تكتبه ، وأقوم بالرد عليها بكلمات الشكر والثناء على كلماتها اللتي هي في الحقيقة رائعة ومفيدة ، فإذا بي أجد نفسي مرة أخرى أمام بحر من الكرم والأخلاق ، حيث كانت ترد على مشاركاتي بالإعجاب والتشجيع والدعوة للمواصلة وتقديم المزيد .
وهنا أيضا أعيد وأكرر ، إنها شهادة لله وللتاريخ ، إن هذه الإنسانة العظيمة بحر الجروح وإذكروا هذا الإسم جيدا هي من جعلتني أكتشف نفسي من جديد ، وهي من سمحت لقلمي بالنهوض من بعد ركود دام أمد بعيدا ، بتشجيعها وتواصلها وتحفيزها لي .
إخوتي وأخواتي في هذا القسم الرائع من هذا المنتدى الأروع ، هي أيام قليلة اللتي قضيتها بينكم ،ولكنها تركت بصمات للجمال والفرح والحياة في نفسي ،ولكن يبدو أنني غير محظوظ في بقاء هذا الفرح وهذه السعادة اللتي شعرت بها أثناء وجودي بينكم ، وهنا سأذكر السبب اللذي من أجله سأغادركم ، حيث قمت مؤخرا بكتابة كلمات وبلهجة مصرية وهي بسيطة وخفيفة وفيها ملامح الحزن ، وإنتظرت الردود ، فإذا بي لم أجد إلا ردا واحدا ، ويا ليته لم يكن ، وللأسف جاء من عضو (نشيط) ، شخص لأول مرة يرد على كتاباتي ، حيث كان رده كالتالي (
مشاعر مصرية زائفة وكلمات تفوح منها الذلة والمسكنة لا تمت للمشاعر الجزائرية او حتى الانسانية بصلة ). وحقيقة هذا الرد بهذا الشكل الصادم آذاني وأزعجني كثيرا ، فإن إتهامه لي من خلال كلماتي بأن مشاعري مزيفة وذليلة ولا تمت للإنسانية بأي صله ، هذا قمة الطعن لي ، فأنا في حياتي أوافق بأن أخسر الكثير من الأشياء على أن أخسر مشاعري وأحاسيسي ، أخسر المال ، أخسر العمل ، ولكن لا أرضى أن تجرح مشاعري وأحاسيسي ، فلا أعرف بماذا تحصّل هذا العضو لقب عضو نشيط ، هل بنشاطه في إيلام الناس وإيذائهم ؟ وأين ؟ في القسم اللذي يطفح بالمشاعر والأحاسيس والكلمات الصادقة والجمال والأدب ؟
أماّ بالنسبة لردّه فأقول له : أنا فلسطيني لا أملك إلا المحبة والإحترام لكل ما هو عربي ، ولا أدعو للإنسلاخ عن بعضنا البعض نحن العرب ، وإذا كانت لديك مشكلة عند المصريين ، فأنا أدرك بأن سببها ذلك الإعلام المصري الرسمي الممسوخ اللذي أجج نار التعصب والكراهية بين الأخوة في مصر والجزائر ، وترك البسطاء من البلدين يكتوون بنارها ، ومع ذلك يا أخي ، ماذا لو كنت في مكاني هنا في غزة حيث الحصار ، وحيث الموقف المصري المتخاذل بل والمتواطئ مع العدو في حصاره لغزة ، هل أقوم بسب الشعب المصري وشتمه ولعنه بل وحرقه إن إستطعت ؟ الجواب عندي لا يمكن أن يحصل منّي هذا ، لأن مشكلتي هي مع النظام المصري المشبوه ، وليس مع الشعب البسيط والطيب والمكافح في لقمة عيشه ، حتى وإن صدر من بعضهم إساءة هنا أوهناك ، فهو واقع تحت التضليل الإعلامي والكذب الرسمي .
أطلت عليكم إخوتي وأخواتي ، فمنكم المعذرة ، وأستغفر الله إن كنت قد أخطأت في حق أحد منكم ، أو بخست في حقه ولو كان هذا الحق بحجم جناح بعوضة .
تقبلوا مني وافر المحبة والتقدير والإحترام ، ولن أنساكم ، ستبقون في ذاكرتي من الأشياء أجملها ومن اللحظات أمتعها ، ودمتم بود وسعادة .