السّلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
قصيدة إن كان تابع أحمد متـوهبا ً
للشيخ ملا عمران علي آل عمران -رحمه الله-
من علماء القرن الثالث عشر للهجرة
من بلاد لنجه في إيران
إن كان تابع أحمد متـوهبا ً***فأنا المقـرّ بأنني وهـابي
أنفي الشريك عن الإله فليس لي***ربٌّ سوى المتفرد الوهابِ
لا قبةٌ تُرجى ولا وثنٌ ولا ***قبرٌ له سبب من الأسبـابِ
كلا ولا شجرٌ ولا حجرٌ ولا***عينٌ ولا نصبٌ من الأنصابِ
أيضـاً ولستُ معلقاً لتميمةٍ ***أو حلقةٍ أو ودعةٍ أو نـابِ
لـرجـاءِ نفعٍ أو لدفعِ بليةٍ ***الله ينفعنـي ويدفـع ما بي
والابتـداع وكل أمرٍ محدثٍ ***في الدينِ ينكره أولُو الألبابِ
أرجـو بأني لا أقـاربُهُ ولا *** أرضاهُ ديناً وهو غيرصوابِ
وأُمِرُّ آياتِ الصفاتِ كما أتَت *** بخلافِ كل مؤوِّلٍ مـرتابِ
والإستواءُ فإن حسبي قدوةً *** فيـهِ مقالُ السادةِ الأقطـابِ
الشافعي ومالكٍ وأبي حنيـ*** ـفةَ وابن حنبلٍ التقي الأوابِ
وكلامُ ربي لا أقول: عبارةٌ ***كمقالِ ذي التأويلِ في ذا البابِ
بل إنهُ عينُ الكلام أتى بهِ *** جبريلُ ينسخُ حكم كل كتابِ
هذا الذي جاء الصحيحُ بنصهِ *** وهو اعتقادُ الآل والأصحابِ
وبعصرِنا من جاء معتقداً بهِ*** صـاحوا عليهِ مجسمٌ وهـابي
جاء الحديث بغربةالإسلام فلـ ***ـيبكِ المُحبُّ لغربةِ الأحبابِ
هـذا زمـانٌ من أراد نجاتهُ *** لا يعتمد إلا حضور كتـابِ
خيرٌ له من صاحبٍ متجهمٍ *** ذي بدعةٍ يمشي كمشي غرابِ
مهما تلا القرآن قال: عبارةٌ ***أي إنـه كمتـرجم لخطـابِ
وإذا تلا آي الصفاتِ يخوض في *** تأويله خـوضاً بغير حسابِ
فاللهُ يحمينـا ويحفـظ ديننا *** من شـر كـل معـاند سبابِ
ويُؤيِّدُ الدين الحنيف بعصبةٍ *** مستمسكيـن بسنـةٍ وكتـابِ
لا يأخذون برأيهم وقياسهم *** ولهم إلـى الوحيينِ خـيرُ مئابِ
لا يشربون من المكدر إنـما *** لهم المُصفّـَى من ألذِّ شـراب
قد أخبر المختارُ عنهم أنهم***غـرباءُ بين الأهلِ والأصحـابِ
في معزلٍ عنهم وعن شطحاتهم ***وعن الغلو وعن بناءِ قبابِ
سلكوا طريق التابعين على الهدى***ومشوا على منهاجهم بصوابِ
من أجل ذا أهلُ الغلو تنافروا ***عنهم فقلنا ليس ذا بعجابِ
نفرَ الذين دعاهم خير الورى*** إذ لقبوه بساحرٍ كـذابِ
مع عِلمِهم بأمـانةٍ وديـانةٍ ***وصيانةٍ فيه وصدقِ جوابِ
صلى عليهِ اللهُ ما هب الصبا ***وعلى جميع الآل والأصحابِ