من صور الإفساد في بلاد المسلمين ـ مصر و الجزائر ـ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

من صور الإفساد في بلاد المسلمين ـ مصر و الجزائر ـ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-03-21, 17:50   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أم عبد المصوّر
عضو نشيط
 
الأوسمة
عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي من صور الإفساد في بلاد المسلمين ـ مصر و الجزائر ـ

السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته

في منتصف الشهر الميلادي الماضي ، وتحديدا يوم 13 فبراير ، مضت خمسون سنة على التجارب النووية التي أجراها المحتل الفرنسي في منطقة "رفان" في الصحراء الجزائرية ، وهو عمل إجرامي بكل المقاييس ، يدل على مدى استهانة الفرنسيين ، بحياة المسلمين من أبناء الجزائر ، مع كونهم أدعياء الحرية والإخاء والمساواة التي نطقت بها أبواق ثورتهم العلمانية ، على ما فيها من انحراف دلالي ، إن صح التعبير ، صب في قناة محركي قوى الثورة من اليهود الذين استغلوا الفرصة للانتقام من الكنيسة الكاثوليكية خصوصا ومن الأديان عموما ، فهم أعداء الرسل والديانات ولو كانت محرفة ، وليت فرنسا عاملت المسلمين في الجزائر ، بتلك الشعارات ، ولو بمفاهيمها المنحرفة ! ، وقد نوهت فضائية الجزيرة بذكر طرف من تلك التجارب ، فأجرت لقاء مع أحد مؤرخي الجزائر ويدعى الأستاذ محمد القورصو الذي أشار إلى جملة من الحقائق أبرزها :

أن تلك الانفجارات تعدل في قوتها خمسة أضعاف القنبلة التي ألقيت على هيروشيما سنة 1945 م قبل خمسة عشر عاما من التجارب التي أجريت في صحراء الجزائر في منطقتي : "رفان وعين أكر" سنة 1960 م ، قبل رحيل المحتل بنحو سنتين . فلو سلّم جدلا لفرنسا بحجتها الداحضة بأنّها أجرت تلك التّجارب لمعرفة مدى تأثير الإشعاعات المنبعثة منها على البشر ، وكأن سكان تلك المناطق مجموعة من الفئران لا البشر ! ، لو سلم لها بذلك جدلا ، فإن ذلك ليس مبررا لإجراء التجربة فقد سبقتها إليها أمريكا لما اختبرت فاعلية قنبلتها النووية على فئران هيروشيما ! ، فلم تدع لمستدل حجّة ، إذ قطعت بتجربتها كل مقال ، وبعد إثارة الأمر في فرنسا لا سيما بعد ظهور حالات مرضية خطيرة في أوساط بعض الجنود الفرنسيين الذين أقاموا في القواعد العسكرية القريبة من مواقع التفجيرات ، رغم الاحتياطات التي اتخذت لحمايتهم في مخابئ في تلك البقاع مع تعمد تعريض أهل البلاد الأصليين للإشعاعات حتى صدرت الأوامر لهم بفتح نوافذ بيوتهم ، وتم اختيار عينات من البدو الرحل ، نحو 240 ، ليكونوا فئران تجارب مباشرين زودوا بأجهزة كاشفة ، ولم يبق من أجسادهم شيء بعد التّفجيرات !

كما تقول إحدى المحاميات الجزائريات ممن لهم عناية بهذه القضية ، فبعد إثارة الرّأي العام الفرنسي لهذه القضية ، لجأت الحكومة ، في تدليس واضح ، كما يقول الأستاذ القورصو ، إلى قصر الخسائر البشريّة على جندها الذين أعدوا تلك التفجيرات وشاركوا في تنفيذها ، فهم وحدهم ، الذين تضرروا منها دون بقية سكان المنطقة ! وفي "رفان" وحدها نحو 40000 مواطن تسجل منطقتهم أعلى معدلات لأمراض السّرطان وأمراض العيون وتشوهات الأجنة ، إلى درجة مخيفة حملت بعض الأمهات على دفن أولادهن بعد الولادة مباشرة ، إلى يوم الناس .

هذا وقد توقعت بعض الدّراسات بقاء آثار تلك التّفجيرات إلى نحو 24 ألف و 400 سنة ! ، ولعلّ ذلك ، والله أعلم ، لأن فترة نصف العمر لهذه المواد المشعّة طويلة جدّا فتبقى آثارها لقرون بل أحقاب ، وربما قامت القيامة ، وعلمها عند ربي ، قبل انقضاء تلك السّنين !

والشاهد أنه لا يستحق التّعويض بعد كلّ ما تقدم إلا جنود الجمهوريّة الفرنسيّة ! .


وقد صارت تلك المنطقة ، كما تقدم ، مصدر تلوث إشعاعيّ خطير ، تزيد نسبة الإشعاع فيه بعد نصف قرن من إجراء التّفجيرات على 22 ضعف النسبة الآمنة ، ولا أثر فيه لأي حياة ، فلا نبات ، بعد أن كانت أرضه من أخصب أراضي الجزائر فاشتهرت قبل إجراء تلك التّفجيرات بزارعة النّخيل على غرار ما يوجد في الواحات الصحراويّة ، ولا بشر بطبيعة الحال ، وقد أحاطت الحكومة الجزائريّة تلك البؤرة الإشعاعيّة بسياج عازل فأصبحت منطقة محظورة على غرار المحميّات والقواعد العسكريّة ، ومع ذلك لم يسلم سكان تلك المناطق ، لا سيما القبائل التي تعيش على الرّعي والتي تقتضي طبيعة حياتها التنقل طلبا للماء والكلأ فتمر على تلك المناطق أو قريبا منها وتقيم فترات تكفي لتأثر أفرادها بتلك الإشعاعات ، وذلك أمر يشبه إلى حد كبير حال السّاحل الشّمالي عندنا إذ لا زالت مصر تعاني من جراء المعارك التي دارت على أرضه إبان الحرب العالميّة ، فحقول الألغام التي لا تملك مصر خرائط مفصلة لها تصطاد ، بقدر الرب ـ جل وعلا ـ الكوني فئاما من أبناء تلك المناطق ، وهم ، أيضا ، في جملتهم من أبناء القبائل التي ترتحل باستمرار طلبا لأسباب الحياة ، وإن كان الأمر في الصحراء الجزائرية أخطر ، إذ التلوث الإشعاعي أعظم أثرا من حقول الألغام التي يمكن تفجير أعداد كبيرة منها بالتّتبع ، وإحاطة بقيتها بحواجز ، فلا يمتد أثرها ، بخلاف الإشعاع الذي يمتد أثره إلى مسافات كبيرة فليس محصورا في البؤرة التي وقع فيها التّفجير ، ليتم عزله بسياج أو نحوه ، وكارثة تشرنوبل واتساع مدى التلوث الناتج عن انفجاره خير شاهد على ذلك . ولسائل أن يسأل : أي كميّة هذه التّي فجرت ولوثت بها أراضي المسلمين على هذا النحو بعد مرور هذه الفترة الزمنية الطويلة ؟! .


وهذه صورة أخرى من صور استخفاف الغرب بالمسلمين حتى جوز لنفسه ، مع ادعائه لنفسه المدنية وادعاه للمسلمين الهمجية ! ، أن يجري تجاربه على أبناء المسلمين ، وجوز لنفسه حديثا تحويل بلاد المسلمين إلى أفنية خلفية له ، إن صح التّعبير ، والفناء الخلفي إما أن يستعمل في دفن النفايات ، على ما اطرد قديما من دفن المخلفات الآدمية كالعذرة ، أكرمكم الله ، في أفنية الدور ، فالشمال المتحضر يدفن نفاياته المشعة في أراضي دول الجنوب المتخلّف ! ، والشمال المتحضر يستغل فقر دول الجنوب في إقامة مشاريعه الضارة بالبيئة على أراضيها ، فيتم إغراء الدّول الفقيرة بفرص العمل التي سيوفرها المشروع والرّبح الذي يكون معظمه بطبيعة الحال للمستثمر الأجنبي ....... إلخ من المغريات ، لتوافق على إقامة هذه المشاريع الضارة بالبيئة على أراضيها ، فيستفيد الشمال توفير احتياجاته من إنتاج تلك المشاريع ويجنب نفسه آثارها البيئية والصحية الضارة ، كما وقع مؤخرا من فرنسا ، أيضا ، ولكن مع مصر هذه المرة ، إذ عرضت إقامة مشاريع لصناعة الإسمنت ، وهي صناعة ملوثة للبيئة بالدّرجة الأولى ، على أرض مصر ، لتزوّد فرنسا باحتياجاتها من الإسمنت ، وتوفّر فرص عمل للمصريّين ، ولو بتلويث الأجواء المصرية التي امتلأت بالملوثات دون حاجة إلى ملوث إضافي ، فالمصانع قد أقيمت في مناطق ذات كثافة سكانيّة عالية فأدّى ذلك إلى تضرّر السّكان من مخلّفات تلك المصانع فضلا عما يلقى من صرفها الصّناعي في نهر النيل دون رقيب ، فأدى ذلك إلى ارتفاع نسبة التلوث المائي بشكل غير مسبوق بعد أن أعلنت الحكومة المصريّة فشلها في السّيطرة على هذه الظاهرة المتنامية ، وقوانين الاتحاد الأوروبي التي تحترم آدمية البشر تحظر على دول الاتحاد إقامة مشاريع ضارة بالبيئة على أراضيها فكان لزاما على الدّول الأوروبيّة أن تبحث عن أرض بديلة تقيم عليها مشاريعها الصناعية دون أن ينالها شيء من آثارها البيئيّة الضّارة ولو تضرر من جرّاء من ذلك من تضرر من البشر ! .

وإما أن يستعمل هذا الفناء الخلفي في تزويد أوروبا باحتياجاتها من المحاصيل ، كما فعلت بريطانيا لما احتلت مصر ، فحدت من زراعة المحاصيل الغذائية الضروريّة كالقمح ، وهو ما تعاني منه مصر ، التي تعتبر أكبر مستورد للقمح في العالم الآن ، والثاني على قول بعد إسبانيا ، فهي في الصدارة على كل حال ! ، بعد أن كانت أكبر مصدر له زمن يوسف الصديق عليه السلام ! ، وفتحت الباب في المقابل لزراعة المحاصيل النقديّة كالقطن ، وتحكمت في أسعاره ، لتنتفع بإنتاجه وتشتريه بالسعر الملائم لها ، فضلا عن زراعة المحاصيل الترفيهية ، إن صح التعبير ، كالفواكه التي تصدر إلى دول الشمال ، فالجنوب الذي لا يملك قوّته قد انشغل عن زراعة الضروريّ بزراعة التّرفيهي ليلبي احتياجات أوروبا منه ، وهو لم يلب احتياجاته الضرورية من المحاصيل الأساسية إلى الآن ، بل قد صار ذلك ورقة ضغط خارجيّة تؤثّر بشكل كبير على قراره السياسي فلا قمح إلا إذا كان القرار السياسي موافقا لهوى القوى العظمى ! .




والناظر في الفتوحات الإسلاميّة والفتوحات الصليبيّة ، إن صح التّعبير ! ، بعين الإنصاف ، يجد البون شاسعا بين جماعة إنسانيّة قد أعاد الوحي صياغة أفكارها وتصوراتها ،
فكانت معاركها فتوحات رحمة بالمخالف قبل الموافق ، فبجلال سيفها قهر أعداء الرّسالات ، وبجمال سمتها أقبل أهل البلاد المفتوحة على اعتناق الدين الخاتم ، كما جرى في مصر ، على سبيل المثال ، وهو أمر ينكره رءوس النّصارى من أرباب الجحود ونكران الجميل ويوافقهم عليه كثير من أتباعهم فضلا عن العلمانيين الذين يقفون دوما في صف أيّ عدو يقدح في الإسلام ، وما عرف القوم ، لو أنصفوا ، معنى الحريّة الدينيّة ، إلا بعد فتح مصر ، وقل مثل ذلك في شمال إفريقية ، فقد واجه الإسلام مقاومة عنيفة من البربر لما جبلوا عليه من حب الحريّة ، فكان صراعهم مع الرومان ، قبل دخول الإسلام إلى أرضهم هو الصورة النّمطية الماثلة في أذهانهم لأي وافد جديد ، فاستغرق الأمر سنين عديدة حتى عرفوا حقيقة هذا الدّين ، لا سيما في ولاية إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، رحمه الله ، والي الخليفة المجدد : عمر بن عبد العزيز ، رحمه الله ، فقد كان على طريقة موليه : "إن الله أرسل محمدا هاديا ولم يبعثه جابيا" ، فعني بنشر الإسلام وترسيخه في قلوب البربر ، وكان من أولئك جند الفتح الذي خاض أول صراع مع أوروبا في طرفها الغربيّ شمال المتوسط في الجزيرة الأندلسية ، فتكرر الأمر إذ رأى الإسبان من عدل الفاتحين ما أنساهم جور الظالمين من القوط ، وذلك أمر أشار إليه حتى المتعصبون من مؤرخي الكنيسة ، وامتد الفتح إلى جنوب فرنسا فذلك أول لقاء بين فرنسا والمسلمين ، وكان ما كان من ارتداد الفتح بعد نكبة بلاط الشّهداء ، واستمر الوجود الإسلامي في جنوب فرنسا حينا ، حتى سقطت مدينة أربونة بعد نحو خمسين عاما من عبور المسلمين إلى الجزيرة الأيبيرية ، ولم ينس الفرنسيون هذا اللقاء حتى عبروا بدورهم إلى جنوب المتوسط بعد ذلك بقرون ، فلم يكن عبورهم بنحو نصف مليون جندي كما يقول أحد المستشرقين الفرنسيين من أجل نبيذ أو زيتون أو صحاري الجزائر وإنما كان حائط صد متقدم خوفا من بلاط شهداء أو : "بواتييه" جديدة ! ، وليس ثم وجه مقارنة بين ما حمله أهل الجنوب إلى أهل الشمال من قيم الدّين والأخلاق فضلا عن صور المدنية التي عرفتها أوروبا لأول مرة بعد عبور المسلمين إليها واستمرت حتى بعد سقوط غرناطة فكان الموريسكيون بقايا الإسلام في الجزيرة أفضل طبقات المجتمع ، ولم يشفع لهم ذلك عند نصارى إسبانيا فكان ما قد علم من أمر محاكم التّفتيش ، فليس ثم وجه مقارنة بين الأثر الحضاري الذي أحدثه الإسلام في أوروبا حتى أظهر بعض المنصفين من الأوروبيين عموما والإسبان خصوصا وقليل ما هم ! ، أظهروا أسفهم لغروب شمس الإسلام من الأندلس ، والأثر الذي أحدثته فرنسا في الجزائر ، من إبادة جماعية لقبائل بأكملها ، وسرقات ذكر بعض المؤرخين المعاصرين أنها طالت حليّ النساء بقطع أيديهن وآذانهن فكانت الحليّ تعرض للبيع ممتزجة ببقايا آدميّة ! ، وأخيرا تفجيرات نووية من باب التّجربة ، وانتقاء عينات من الشباب الجزائري لدراسة أثر الإشعاعات النووية على الأجساد البشرية ، كما ذكر ذلك الشيخ شنافي محمد أحد ضحايا هذه التجارب ، والذي لا زال يذكر لحظات اختطاف فئام من شباب الجزائر العاصمة كان هو أحدهم ، واقتيادهم إلى السّوق وانتقاء بعضهم وترحيلهم إلى معسكرات اعتقال وسخرة في منطقة رافان ، والعمل الشاق فيها في الحفر لمدة ثلاثة أشهر ، ثم لحظة الانفجار ، وإعادتهم إلى العاصمة مع التّهديد بالقتل لكلّ من يذكر شيئا عن تلك التّفجيرات ، ثم ظهور آثارها على جسده لاحقا ، وقد عرضت الجزيرة في نفس السّياق لقاء مع أحد الإخوة الجزائريين من ولاية برج بوعريريج ويدعى عمار بو جلال ، وقد قضى خدمته العسكريّة في تلك المنطقة في أواخر الثمانينيات ، فأصيب بأمراض وتشوهات خطيرة رغم مرور نحو ثلاثين سنة على إجراء تلك التّجارب ، ولم يكن يعرف شيئا لا هو ولا أحد من المحيطين به عن تلك التّفجيرات ، وهو اليوم يعاني من أمراض مزمنة فضلا عن خوضه رحلة علاجية قاسية في ظل ظروف ماديّة مترديّة ، والأخطر منها الظروف النفسيّة إذ أحدثت له تلك التّشوهات حرجا عظيما ، مع أن المفترض أن يكون صاحب الابتلاء محل عناية لا سخرية وتندر ، فكلنا محل قابل للابتلاء ، فليس للمبتلى بمرض أو تشوه ، بقدر الرب جل وعلا الكوني النافذ ذنب يلام عليه ، فما جرى عليه مصيبة قدرية لا معيبة شرعيّة توجب هجره وتوبيخه ، فذلك مما يزيد معاناته ، ويجعل للوساوس عليه سلطانا ، ولو نظر أحدنا إلى جثمانٍ بعد دفنه بأيام ورأى من فساده وتغيرهما ما رأى ، أو نظر حتى إلى وجهه بعد استيقاظه من النوم وقد علاه ما علاه من آثار رقدة ساعات لهان عليه الأمر .

والشاهد أن لقاء فرنسا مع جنوب المتوسط على أرضها أيام الفتح المجيد وإيابا أيام الاحتلال البغيض يظهر بوضوح من أصحاب الحضارة الحقيقية : الشرق المسلم أو الغرب النصراني الذي فتن بمدنية أصولها إسلاميّة ، بل وكثير من العقول التي تساهم في تطويرها في زماننا : عقول من الشرق المسلم الذي يعاني تخلفا مدنيا جعله فتنة لنفسه وفتنة لغيره في زمن معيار النّجاح الأوحد فيه : التّقدم التّكنولوجي وإن صاحبه ترد في الأديان والأخلاق كما هو حال الحضارة الغربية المعاصرة .


وقد فشلت فرنسا إنسانيّا في الجزائر ، فلم تنجح 130 سنة من الاحتلال في طمس الهويّة الإسلاميّة الجزائريّة ، وإن نال البلاد حظ من التغريب لم تسلم منه أي دولة تعرضت للاحتلال ، فنسبة الإسلام فيها تقارب 99,99 % فلا وجود لأقلية مؤثرة إلا أقلية نصرانية حادثة لا أصل لها ، وإنما هي وليدة الظرف الإنساني الحرج الذي تعاني منه دول المنطقة في الآونة الأخيرة ، فتحت ضغط الفقر وإغراء المادة وضعف الوازع الديني تنشأ تلك الأقليات فليس عند النّصارى أيّ تصور فكري راق يغري ذوي العقول بانتحال مقالتهم التي تمجها العقول السليمة والفطر السوية ، والبلاد ، كما حدثني بعض الفضلاء من جيراننا ممن أتيحت لهم فرصة زيارة الجزائر في الآونة الأخيرة تشهد صحوة إسلامية مباركة من جنس الصحوة التي توجد في مصر ، بل قال لي بأنها تفوق ما هي عليه في مصر ، مع كون مصر باعتبار عدد السّكان الكبير وإقبال أهلها على التدين فطرة من أبرز الأقطار في هذا الشأن .


وفي المقابل يغزو الإسلام فرنسا على نحو جعل اليهود فيها يتوجسون خيفة من المدّ الإسلامي المتنامي ومعظم مادته من الجزائر باعتبار الجالية الجزائريّة أكبر مكونات الجالية الإسلامية في فرنسا ، فابتاع بعضهم مساكن في دول مجاورة تحسبا ليوم تصير فيه فرنسا دولة مسلمة ! ، مع كونها معقل رئيسا من معاقل الكاثوليكية في أوروبا ،
وهذا هو الفارق بين الإسلام الذي يقدم تصورا فكريا راقيا مستنده الوحي ، والنصرانيّة المحرفة التّي تقدم تصورا فكريّا باليا مصدره الكنيسة .


فالاحتلال كان حريصا على نشر الشبهات والشهوات في بلادنا ، فإفساد أديان وأبدان الناس هدف رئيس من أهدافه ،
ومعايير نجاحه : ذهاب الأولاد والبنات إلى المدارس معا في بلاد الأفغان كما تقول هيلاري كلينتون ! ، فضلا عن انتشار زراعة المخدرات بشكل غير مسبوق في عهد الاحتلال وهو أمر لم يكن له وجود تقريبا في عهد إمارة الطالبان الإسلامية ، بشهادة الأمم المتحدة ، وفتح دور السينما ، وافتتاح الإذاعة بأغنية صبيحة استيلائهم على كابول بعد انحياز قوات الإمارة الإسلامية ، وانتشار تجارة الأفلام الإباحية على أرصفة بغداد بعد الفتح المجيد ! ......... إلخ من الإنجازات التي لا تخرج عن حد قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) ، بينما الإسلام يضع هداية الناس إلى طريق الحق ، وحفظ حقوقهم الآدميّة ولو كانوا على غير طريقته هدفا رئيسا له ، وشتان بين الهدفين .

والله أعلى وأعلم .


جزى الله صاحب المقال ـ مهاجر ( شبكة الفصيح ) ـ


و السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته









 


رد مع اقتباس
قديم 2010-03-21, 17:59   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*ألخيال*
عضو برونزي
 
الأوسمة
وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2010-03-22, 13:55   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أم عبد المصوّر
عضو نشيط
 
الأوسمة
عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جهاد البيريني

بارك الله فيكم على المرور الطّيب









رد مع اقتباس
قديم 2010-05-06, 12:06   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
fabri sido
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية fabri sido
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جازاك الله خيرا على هذا الموضوع










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المسلمين, الجزائر, الكفار, بلاد, إفساد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:27

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc