ان التاريخ عملية ثورية تفشل دائما في بلوغ اهدافها ...كل عصر يحمل بذور فنائه فيه ... ومع ذلك فاحداث التاريخ الفاشلة لها دلالاتها ...وبدلالاتها تقوم عبرها ...وعبر نهايتها
معنى التاريخ في المستقبل ...وليس في الحاضر ولا الماضي ...في ملكوت المستقبل الذي يحلم به الانسان في الحرية التي يحاول تحقيقها
في التاريخ القديم حطم سيدنا ابراهيم اصنام الجاهلية وفي التاريخ الحديث حطمت الشيوعية صنم راس المال ...واقامت صنما اعتى اسمه الدولة ... الحكومة
وهي كاي حقبة تاريخية تحمل بذور فنائها فيها ...تحمل بذرة الفوضوية التي سوف تحطم صنم الدولة وصنم الحكومة او بالاحرى الاسس الماضية فيها هذه الدولة وهذه الحكومة التي اصابت في بعضها واخطات في الكثر منها
والتاريخ ماض في تسلسله والماضي لا يموت بل انه يبعث في الحاضر الف الف صورة رموز ...الواقع رموز وبدون هذا الفهم الرمزي للواقع يبدو الواقع كثيفا غليضا
اذ ان هناك الاف الاشياء المختلفة في هذا الكون ولكن اختلافها ظاهري فقط لانها مترابطة في سياق عضوي كانها اعضاء جسد واحد
فمثلا عشرات الالاف من انواع النبات والحيوانات والحشرات هي في الواقع عشراتن الالاف من التبادلات والتوفيقات في مادة واحدة هي البروتين في سياق زمني طويل من التطور والنشوء والارتقاء
الحركة والكهرباء والحرارة والضوء هي كلها شفرة لشيئ واحد هو الطاقة
اذن فالتاريخ هو قصة رمزية متسلسلة ....