المقامات السلطانية...المقامة الصيفية..رشيد ويوسف سلطان

[سفيان الحسن]

أقبل الصيف يشوي بحره الوجوه ويلفحها ويحرق الاكباد ويدبحها،فلا ترى صاحب همة وقوة الى قد خار ولا صاحب عقل ودين إلى وقد حار،لا من شدة الحر والقر فذاك من عند الله لحكمة وليس لنا امام الحكمة من نقمة،لكن لفعال بعض الناس من باع عقله ودينه للهوى والشهوات والخنا والنزوات، فترى البحار قد ماجت بموج من البشر كانهم شرر،قد أقبلوا من كل حدب وصوب وكل أرض ودرب ،مقصدهم شائن وفكرهم خائن قد طلبوا كل خبيث من الفعل وكل قبيح من الكلام ،وكنا أنا وشيخي جلال الدين البوسي ويوسف سلطان ورشيد أل عمر قد تواعدنا على اللقاء في شاطئ جميل دو رمال ذهبية ومياه صافية نقية، فوقع الإختيار على شاطئ القل لما أشتهر من صفاء المكان وطيبة السكان وحلاوة مياهها الصافية ومحاسن أرضها الظاهرة منها والخافية، وقربها من القلب ومن مجراه ومن نبضه ومسراه ،حتى قال لسان الحال ما رأت عيني أجمل منها بناء ولا أصفا منها سماء ولا أنقى ماء،فلما نزلنا وشيخي و،خويا يوسف ورشيد في أرضها سحنا كما تسيح القطرة من الاناء، نتقصد التجوال أرضا وجبال وبحرا ونهرا ويوما وشهرا حتى شبعت القلوب وأرتوت بعدما استوحشت من قبل واكتوت ،وكان من طريف ما رأينا سباحة رشيد وهو لا يحسن السباحة حتى كاد أن ينال منه الغرق لولا لطف الله وبراعة اخي يوسف سلطان فقد هب اليه كالهبوب يقطع الامواج كقطع الزجاج ويخوض المسافة بلا مخافة، حتى أذركه واخرجه فلله الحمد والمنة والف تحية طيبة له،ومن جميل ما مر بنا خفت يوسف سلطان وهو أخف من ظل الصبا إن حل وأعدب من هطول هل فلله در الصاحبين وأخلاقهم وقد سألت شيخي جلال الدين البوسي ونحن في سمرا لنا عن الصيف ومخاطره والبحر وخواطره فاطرق ثم نطق وقال
من خاف حر الصيف خشي نار الخيف ومن ابرد بالماء خشي رب السماء، فتخير بحرك قبل ان تتحير والمقصد رضا الله ثم المقاصد يسيرة ان رعيت فلا تتسرع فتصرع ،وتعقل قبل ان تتنقل وأسبح في بحر عقلك قبل بحر غيرك، والمكان شاسع والإختيار نافع وأنصحك أن تراعي الله في نفسك وأهلك ويومك وامسك وغدك والسلام
وأنصرفنا ونحن سعداء على ما مر بنا من سعادة غامرة وافراح عامرة ولله الحمد والمنة

.......رابطة أحرار القلم..........عضو3