بسم الله الرحمن الرحيم .
فهذا أحد لقاءات محدث العصر العلامة محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله مع أحد الأخوة من العراق يجيبه على بعض الأ سألة المتعلقة با لشيعة.
السائل : بالنسبة ، ذكرت بالحديث ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ..)) ، وكذلك ((أمرت أن أقاتل الناس ..)) لكن هؤلاء عندنا الشيعة في العراق دائمًا على .. حتى المآذن بالأوقات ، وفي الصلاة ، وفي كل وقت ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدًا رسول الله ، وأشهد أن عليًا ولي الله ..
الألباني : نعم.
السائل : فهذه الزيادة ...
الألباني : سامحك الله ، هذا السؤال له علاقة بذاك السؤال ؟! أنا أسألك الآن أنت
السائل : نعم.
الألباني : أنت لست شيعيًا ، أنت مثلي من أهل السنة ، ومن أهل الحديث إن شاء الله .
السائل : نعم .
الألباني : أسألك الآن: ألا تشهد أن عليًا ولي الله ؟
السائل : لكن ما ذكرت ...
الألباني : يا شيخ الله يهديك ..
السائل : نعم .
الألباني : لكن هذا استدراك ، تستدرك على ماذا ؟ وأنت لم تجب .
السائل : نعم .
الألباني : أنا أسألك سؤالاً ، ألا تشهد بأن عليًا ولي الله ؟
السائل : نعم أشهد .
الألباني : هذا هو الجواب ، [..] أن تقول لكن ! قلها إن شئت ، لكن ماذا ؟
السائل : يعني في كل وقت يعني تُذْكر ...
الألباني : آه لذلك .. أنا عارف أنت ما تريد ، لكن ما أحسنت أن تبين ماذا تريد .
السائل : نعم .
الألباني : ولذلك قلتُ لك يا أخي: هذا السؤال ليس له علاقة بهذا السؤال ، هذا السؤال له علاقة بالبدعة ، واليوم أنت تعيش في مجتمع سني مش شيعي ، وممتلئ بالبدع ، فما وجدت في الشيعة إلا هذا العيب ؟! عندك في أهل السنة أكثر من هذا العيب إنهم يضيفون مقدمة للأذان ، وخاتمة للأذان ، إيش رأيك الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - هل تصلي على النبي ولاّ أنت رجل وهَّابي ؟ هاها
الحضور: هاها .
الألباني : هاه ؟ بتصلي على النبي ولاّ لأ ؟
السائل : لا ، أصلي على النبي .
الألباني : الحمد لله ، طيب ، شو رأيك بالصلاة على النبي من المؤذن ، يجوز ؟
السائل : نعم يجوز .
الألباني : كيف ؟! يمكن ما فهمت السؤال .
أحد الحضور : ما فهم السؤال .
الألباني : أكيد ما فهمت السؤال ، أقول لك ما رأيك في صلاة المؤذن بعد الأذان على النبي عليه الصلاة والسلام ، يجوز ؟
السائل : بهذه الكيفية لا يجوز .
الألباني : سامحك الله .. سامحك الله ، أنا ما وضعت لك كيفية حتى تضع أنت اسم إشارة وتقول بهذه الكيفية ، إيش هذا يا شيخ ؟ الله يهديك ! أنا أسألك سؤالاً مطلقًا .
السائل : نعم .
الألباني : ماذا تقول في صلاة المؤذن بعد الأذان على النبي - عليه الصلاة والسلام - أنت لما تقول بهذه الكيفية لا تشعر مع الأسف بأنك ورَّطْتَ نفسك ، تدري لِمَ ؟ تدري لِمَ ؟ قل لي ، قل لي أدري أو لا أدري ؟
سبحان الله ! أنا أقول لك يا أخي ، بهذه الكيفية لا يجوز ، بأي كيفية يجوز ؟ لأنه بيقولوا في كتب العلماء يقولوا مع الأسف - بعضهم – "مفاهيم الكتاب والسنة لا يُحتج بها ، أما مفاهيم العلماء فيُحتج بها" فأنت بتقول بهذه الكيفية ، هذا منطوق ، مفهومه: فيه هناك كيفية أخرى يجوز ، فما هي ؟
السائل : يعني يقول صلى الله عليه وسلم .
الألباني : هذه تجوز ؟
السائل : على الحديث ، الحديث ، على الحديث ..
الألباني : أقولك يا أخي ، لا تشرح - بارك الله فيك - أنت بس أجبني .
السائل : نعم .
الألباني : ما هي الكيفية التي تجوز للمؤذن أن يصلي بها على النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد الأذان ؟ هل هناك كيفية تجوز وكيفية لا تجوز ؟ أه ! سامحك الله ، كلمة أخطأت فيها ، لا نحاسبك عليها إلا لبيان الخطأ فقط ، أمّا أنا أردت أن أقول لك ، لا فرق بين شيعي يقول بعد (وأشهد أن محمدًا رسول الله): (وأن عليًا ولي الله) فهو مبتدع ، سمعت الجواب الآن ؟ وقولي مبتدع ، هو الذي سوَّغ لي أن أقول: سامحك الله ، هذا ليس له علاقة بهذا السؤال ، لأن السؤال كافي: يكفر أو لا يكفر ؟ أما أنه يُبَدَّع ، يُبَدَّع ! حتى أهل السنة يُبَدَّعون .
فما أكثر البدع اليوم في هذا الزمان ، ويُقِرُّها أولئك الذين وصفهم في زمانه محمد عبده - رحمه الله - بأن لهم عمائم أو - للمشايخ أو لبعض المشايخ – "عمامة كالبُرْج ، وجُبة كالخُرْج" كثير من هؤلاء يقرّون هذه البدع ، فماذا نقول ؟ هؤلاء أهل سنة معليش يبتدعون ، وأولئك الشيعة عليهم ألا يبتدعوا ؟! لا ، الحقُّ حقٌّ ، والباطل باطلٌ ، الحقُّ حقٌّ ، سواءٌ صدر من شيعي ، والباطلُ باطلٌ ، سواء صدر من سني ، لأن الأمر ليس بالدعاوي ، كما قال الشاعر:
والدعاوي ما لم تقيموا عليها بيناتٍ .. أبناؤها أدعياء .
إذًا ، قولُ الشيعة في الأذان: "وأشهد أن عليًا وليٌّ الله" كلمة حقٍّ وضعت في غير مكانها ، كذلك الصلاة الذين يصلون على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بعد الأذان كلمة حقٍّ وُضِعَت في غير محلها ، وليس كذلك من يقول بعضهم: "يا أول خلق الله" هذا كلام باطل ! هذا لا يجوز أن يقوله ، لا بعد الأذان ، ولا قبل الأذان ، ولا في أي مكان ، لأن الكلام باطل من أصله ...) اهـ
المصدر : سلسلة الهدى والنور ، شريط رقم 518 ، الدقيقة 29