وحدهـا غزَّة أيقظت قلوب وضمائر وحناجر ،
الملايين من أطفالٍ ونساءٍ وشيوخٍ وشباب ,
لملمت فتات النداء ,
فصار مخرجـه واحداً يُقطِّـر دماً ،
من بقعةٍ مُشتركة ومعروفة لا يكاد أحدٌ يجهل اتِّجاهاتها المُندفِّقة من مجاريها شلاَّلاتٌ من الدماء الحارَّة المُتوقِّدة المُتيقِّظة طوال الليل وساعات النهار ,
فـ لم يَعُـدْ للجـوع أو الخوف من سبيـل ,
وما عاد الناس هناك يذكرون مواعيدها ,
فالزمن واحد ،
والهول مُشترك وفقدان الأب والأُمُّ والأخ والأخت والعم والخال ،
والجار تلو الجار ومواد الإغاثة وحُفناتِ الذُرةً وأكياس الإسمنت ،
ملحوظٌ بصورةٍ مستمرِّة ومُتقاربة بنفس الهدف ،
ونفس الأسلوب ،
ونفس العمق ، .
تجاوزت تلك المجازر وحشية الحيوانات إلى وحشية الآلات ,
فصارت تنفخ أنفاسها في العراء ،
بل وفوق الماء ،
والممرَّات المُكتظَّة بسيَّارات الإسعاف والجرحى والموتى المنكوبين هنا وهناك !!
نتساءل :
{
ما الذي بوسعنا تقديمه ,
فعله ,
بذله ,
تنفيذه .؟
لماذا غزَّة هي مَـنْ تدفع باستمرار ثمن الجُبن والتخاذل من قِبَـل الأشقاء .؟!
وأين تسكن هذه المدينة من قلوب هؤلاء المتواطئين .؟!
ألا يكفي شهداء وجرحى ,
جوعاً وخوفاً ,
تشريداً وهتكاً ,
حصاراً تِـلوَ حصار .؟!
أين يعيش العالم هذه الأثناء ؟!
وعلى أدمغة مَـنْ يقبـع ؟
شرقاً أم غرباً ؟
سريعةٌ أم بطيئة هي تلك التحرُّكات المُدّعية بـ المبادرة والأهتمام .؟!
هل وصلــت إلى المُبتغـى ؟! } .
أمام الصورة الأخرى للزعماء العرب ,
مع تحفظي على تلك الزعامة !
التي تزداد بطـأً وتثاقلاً ,
تغضب الشعوب وتثور ،
وتُحقَّر تلك الزعامات التي لا تتعب معمعةً وشجباً ،
ووعداً ووعيدا :
{
اتركوا لنا القيادة .. - إذَاً - أجتمعنا نحنُ الشعوب وأختلفتم أنتم القادَة !!
يكفي عاراً وخزياً في كل مرَّة تُلطَّخ وجوهنا بـالدماء ,
ونحنُ كما كُنَّا نستخدم لغة الصمت والتجاهل
والهروب من مسؤولياتنا تجاه أنفسنا أولاً وتجاه إخواننا ثانياً ,
فـلطالما ظلَّـت تلك اللغـة سائدةً مُنذُ زمنٍ غير بعيد ,
سواءً على أرضٍ عربية أو مُسلمة أو مياةٌ دولية !!
فـ الجميع نال من ذلك السلوك الكثير والكثير ,
ولا نزال نشهد سلوكيات أخرى رُبَّمـا سيُعلِـن عنها تاريخ تلك الدول
وستُحبطها قلوب وضمائر تلك الشعوب الأنسانية من شرقها إلى غربها ، .
}
تحية من القلب لك يا أردوغان ،
يكفيك فخراً قولك { إذا أدار العالم ظهرهُ عن غزة , فـ تركيا لن تُديِّر ظهرها أبداً } ،
ونحنُ لن نُديِّـر أقلامنا عنها أبداً ,
فـهذا أقل ما يمكن لنا فعلهُ يا سيدي الأعجمي