[frame="7 80"]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية النهاية
سكون يخيّم على كل شئّ
صمت رهيب وهدوء عجيب
ليس هناك سوى موتى وقبور
انتهى الزمان
وفات الأوان
صيحة عالية رهيبة تشقّ الكون
يدوّي صوتها في الفضاء
تُوقظ الموتى..تُبعثر القبور
تنشقّ الأرض
يخرج منها البشر
حفاة عراة..عليهم غبار قبورهم
كلهم يسرعون يلبّون النداء
فاليوم هو يوم القيامة
لا كلام
ينظر الناس حولهم في ذهول
هل هذه الأرض التي عشنا عليها؟؟؟
الجبال دكّت..الأنهار جفّت..البحار اشتعلت
الأرض غير الأرض..السماء غير السماء
لا مفرّ من تلبية النداء
وقعت الواقعة
الكلّ يصمت..
الكلّ مشغول بنفسه لا يفكّر إلا في مصيبته
الآن اكتمل العدد من الإنس والجنّ والشياطين والوحوش
الكلّ واقفون في أرض واحدة
فجأة
تتعلّق العيون بالسماء
إنها تنشقّ في صوت رهيب يزيد الرعب رعباً والفزع فزعاً
ينزل من السماء ملائكة أشكالهم رهيبة
يقفون صفاً واحداً في خشوع وذلّ
يفزع الناس يسألونهم:
أفيكم ربّنا..؟
ترتجف الملائكة.. سبحان ربنا..ليس بيننا
ولكنه آت..
يتوالى نزول الملائكة حتى ينزل حملة العرش
ينطلق منهم صوت التسبيح عالياً في صمت الخلائق
ثم ينزل الله تبارك وتعالى في جلاله وملكه
ويوضع كرسيّه حيث يشاء من أرضه
ويقول سبحانه:
"يا معشر الجنّ والإنسّ..إنّي قدّ أنصتّ إليكم منذ أن خلقتكم إلى يومكم هذا..
أسمع قولكم وأبصر أعمالكم..فانصتوا إليّ
فإنما هي أعمالكم وصحفكم تُقرأ عليكم..فمن وجد خيراً فليحمد الله..ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه"
الناس أبصارهم زائغة..
والشمس تدنو من الرؤوس من فوقهم
لايفصل بينهم وبينها إلا ميل واحد
ولكنّها في هذا اليوم حرّها مضاعف
أنا وأنت واقفون معهم نبكي
دموعنا تنهمر من الفزع والخوف
الكلّ ينتظر..ويطول الإنتظار..
خمسون ألف سنة
تقف لاتدري إلى أين تمضي..
إلى الجنّة أو إلى النار
خمسون ألف سنة..لا شربة ماء ولا لقمة
تلتهب الأفواه والأمعاء
الكلّ ينتظر يطلب الرحمة
البعض يطلب الرحمة ولو بالذهاب إلى النار
من هول الموقف وطول الإنتظار
لهذه الدرجة؟؟؟!!!
نعم
ماذا أفعل
هل من ملجأ يومئذٍ من كلّ هذا؟؟؟
نعم..فهناك أصحاب الإمتيازات الخاصة
الذين يظلّهم الله تحت عرشه
منهم شاب نشأ في طاعة الله
ومنهم رجل قلبه معلّق بالمساجد
ومنهم من ذكر الله خالياً ففاضت عيناه
هل أنت من هؤلاء
الأمل الأخير
ما حال بقية الناس؟؟
يجثون على ركبهم خائفين
أليس هذا هو آدم أبو البشر؟
أليس هو من أسجد الله له الملائكة؟؟
الكلّ يجري إليه
إشفع لنا عند الله..إسأله أن يصرفنا من هذا الموقف
فيقول:إن ربّي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب مثله من قبل
يجرون إلى موسى فيقول:
نفسي نفسي..
يجرون إلى عيسى فيقول:
نفسي نفسي..
فإذا بهم يرون محمد صلى الله عليه وسلّم
فيسرعون إليه
فينطلق إلى ربّه ويستأذن عليه
فيؤذن له
ويقال :سل تعط..واشفع تشفع
والناس كلهم مترقّبون
فإذا بنور باهر..إنه نور عرش الرحمن
وتشرق الأرض بنور ربّها
سيبدأ الحساب
ينادي..
فلان ابن فلان..
إنّه إسمك أنت
تفزع من مكانك
يأتي عليك الملائكة يمسكون بك من كتفيك
يمشون بك
في وسط الخلائق الراكعة على أرجلها
وكلّهم ينظرون إليك
صوت جهنم يزأر في أذنك..
وأيدي الملائكة على كتفك
ويذهبون بك لتقف أمام الله للسؤال....
ويبدأمشهد جديد
هذا المشهد سأدعه لك أخي ولك أختي..
فكل واحد منا يعرف ماذا عمل في حياته
من خير وشر
هل أطعت الله ورسوله صلى الله عليه وسلّم؟؟؟؟؟
هل قرأت القرآن الكريم وعملت بأحكامه؟؟؟
هل عملت بسنّة نبينا صلى الله عليه وسلّم؟؟؟
هل أدّيت الصلاة في أوقاتها؟؟؟
هل صمت رمضان إيماناً واحتساباً؟؟؟
هل تجنّبت النفاق أمام الناس بحثاً عن الشهرة؟؟؟
هل أدّيت فريضة الحجّ؟؟؟
هل أدّيت زكاة مالك؟؟؟
هل بررت أمك وأباك؟؟؟
هل كنت صادقاً مع نفسك ومع الناس أم كنت تكذب وتكذب وتكذب؟؟؟؟
هل كنت حسن الخُلق أم عديم الخُلق؟؟؟
هل
وهل
وهل؟؟
أما الآن
فاعمل لذلك اليوم...
ولا تدّخر جهداً
واعمل عمل يُدخلك الجنّة
ويُبيّض وجهك أمام الله يوم تلقاه ليحاسبك
وإلا...جهنّم هي المأوى
واعلم أنّ الله كما أنّه غفور رحيم..
هو أيضاً شديد العقاب
فلا تأخذ صفة وتنسى الأخرى...
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
سبحان الله العظيم وبحمده
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلّي العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
لا إله إلا الله الحليم الكريم
لا إله إلا الله العليّ العظيم
لا إله إلا الله رب السموات السبع
ورب العرش العظيم
لا إله إلا الله محمد رسول الله
صلى الله عليه وسلّم[/frame]