لعريبي محمد (عبد الناصر) معلم اللغة العربية بمدرسة ابن عبيد إبراهيم (بني ونيف
المربي إنسان يحاول أن ينقل صورته و نظام أحواله إلى غيره و القصد هنا الحلقات المترابطة في المجتمع الواحد و هي : البيت-الشارع-المدرسة ، و بوجه أخص البيت و المدرسة و هو (أي المربي) من المسترشد بمنزلة العود من الظل فلا يستقيم الظل و العود أعوج .فالمربي لا يؤثر بأمره بل بفعله .
لذا وجب على المربي أن يكون فعله مطابقا لقوله فليكن كما يجب أن يكون أبناءه و ليفعل ما يلزم أن يفعلوه، و ليترك ما يلزم أن يتركوه و ليبدأ بإصلاح نفسه قبل إصلاح أبناءه . فإذا عظم قويت رغبتهم فيه.
و لابد أن يكون المربي مائلا إلى أبناءه محبا لهم ، شفيقا عليهم ، شغوفا بتكميلهم كالوالد الأحق بولده إقتداء بمعلم الأنام عليه الصلاة و السلام حيث قال : (إنما أنا لكم مثل الوالد لولده) يتبع الليل القلبي لطف الجانب و بشاشة الوجه ولين القول.قال بعض الحكماء (البشاشة مفتاح القلب) لأن المربي ذو الوجه العبوس لا يكسب الناس، علما و لا أدبا بسبب نفورهم عنه و عدم ميلهم إلى جانبه و يؤثر ذلك على أخلاقهم فتنحل ، قال تعالى : (ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك ) و قال تعالى : (ولا تستوي الحسنة و السيئة ادفع بالتي هي أحسن ) فيجب أن يكون المربي حكيما متبصرا يضع الأمور في مواضعها عارفا كيف يأخذ المتعلمين حتى يبلغ بهم إلى الضالة المنشودة و الغاية المقصودة عالما بوسائط التربية و التأديب