أعطر تحية لمن يعشق الخواطر
كانت بهمساتها ذات الانفاس الدافئة على أذناي ترسم أنغاماً من الكلمات الحساسة ....جعلت قلبي يرتعش برداً ....وكانت بهمساتها تدغدغ كل شيء في جسدي ..... تغير كل شيء من حولي .... تبدلت ألوان غرفتي من ألوانها الداكنة الحزينة إلى ألوان فاتحة زاهية تبعث السعادة إلى كل من يدخلها ..حتى لنور الشمس شكل جديد جميل ... يجعل كل من كان يتحاشى النظر إلى فرص الشمس الحارق يبصر إليه بتمعن شديد لتغير شكله و نوره الدافئ على الابصار .... حتى الهواء تغير... ستائر غرفتي و الخزانة تغير شكلها ...الازهار أشرقت بأوراقها أفتحتْ و بعطرها الاخاذ القوي برزتْ ....كل شيء من حولي كأنما بعثت فيه الحياة من جديد ... و أنا أستمع بصمتٍ مبتسمتٍ كلما ألتقطت أذناي شيء ممتع و رائع
لم أشعر بالوقت ...وكأن النهار قد طال ...لا لا و كأن الزمن توقف عند النهار .... الوقت يأبى أن يمرّ ذلك اليوم كانت أناملها الباردة في يوم شتاء قارص تمسح على شعري برفق و هي تسترسل في الهمسات و بتُ أنصت بالنتباه و أسمع و أسمع ...حتى و إن غفت جفوني فذلك يمكن أن يكون من الشعور بالأمان و أنا أسند رأسي على ركبتيها و أمسك بيدي يدها و أضع اصبعي على خاتم زواجها من أبي الذي مات منذُ سنين ليست بالطويلة و هي تهمس لي و لا تتوقف عن الهمس و أنا لا أتوقف عن الانصات لها بتبسم عن سعادة و رضى .....إنها هكذا تكون همسات أمي