تَسلِيةٌ لأهلِ السنةِ من كلام ابن القيم رحمه الله - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تَسلِيةٌ لأهلِ السنةِ من كلام ابن القيم رحمه الله

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-04-11, 17:33   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو زيد
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي تَسلِيةٌ لأهلِ السنةِ من كلام ابن القيم رحمه الله

بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ

قَالَ ابْنُ القَيِّمِ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى - :

( ... النَّاسُ إِذَا أُُرسِلَ إِلَيهِمُ الرُّسُلُ بَيْنَ أَمْرَيْنِ : إِمَّا أَنْ يَقُولَ أَحَدُهُمْ : آمَنَّا ، وَإِمَّا أَنْ لا يَقُولَ ذلِكَ ؛ بَلْ يَسْتَمِرُّ عَلَى السَّيِّئاتِ وَالكُفْرِ ، فَمَن قَالَ : آمَنَّا امتَحَنَهُ رَبُّهُ وَابتَلاهُ وَفَتَنَهُ ، وَالفتِنَةُ : الابْتَلاءُ وَالاختِبَارُ ، لِيَتَبَيَّنَ الصَّادِقُ مِنَ الكَاذِبِ ، وَمَنْ لَم يَقُل : آمَنَّا فَلا يَحسِبُ أَنَّهُ يُعجِزُ اللهَ وَيَفُوتُهُ وَيَسبِقُهُ . فَمَن آمَنَ بِالرُّسُلِ وَأَطَاعَهُم عَادَاهُ أَعدَاؤُهُم وَآذَوْهُ وَابتُلِيَ بِمَا يُؤلِمُهُ ، وَمَن لَم يُؤمِن بِهِم ، وَلَم يُطِعهُم عُوقِبَ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ ، وَحَصَلَ لَهُ مَا يُؤلِمُهُ ، وَكَانَ هذَا الأَلَمُ أَعظَمَ وأََدوَمَ مِن أَلَمِ اتِّباعِهم .
فَلا بُدَّ مِنْ حُصُولِ الأَلَمِ لِكُلِّ نَفسٍ آمَنَت أَو رَغِبَت عَنِ الإِيمَانِ ، لكِنَّ المُؤمِنَ يَحصُلُ لَهُ الأَلَمُ فِي الدُّنيَا ابتِدَاءً ، ثُمَّ تَكُونُ لَهُ العَاقِبَةُ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ ، وَالمُعرِضُ عَنِ الإِيمَانِ تَحصُلُ لَهُ اللَّذَّةُ ابتِدَاءَاً ، ثُمَّ يَصِيرُ فِي الأَلَمِ الدَّائِمِ .

وَالإِنسَانُ لا بُدَّ أَن يَعِيشَ مَعَ النَّاسِ ، وَالنَّاسُ لَهُم إِرَادَاتٌ وَتَصَوُّرَاتٌ ، فَيَطلُبُون مِنهُ أَن يُوَافِقَهُم عَلَيهَا ، وإنْ لَمْ يُوَافِقْهُم آذَوْهُ وَعَذَّبُوهُ ، وَإنْ وَافَقَهُم حَصَلَ لَهُ العَذَابُ تَارَةً مِنهُمْ ، وَتَارَةً مِنْ غَيرِِهِم ، كَمَنْ عِندَهُ دِيْنٌ وتُقَىً حَلَّ بَينَ قَومٍ فُجَّارٍ ظَلَمَةٍ ، لا يَتَمَكَّنُونَ مِن فُجُورِِهِم وَظُلمِهِم إِلا بِمُوَافَقَتِهِ لَهُم أَوْ سُكُوتِهِ عَنهُمْ ، فَإِنْ وَافَقَهُم أَوْ سَكَتَ عَنهُمْ سَلِمَ مِنْ شَرِّهِم فِي الابتِدَاءِ ، ثُمَّ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيهِ بِالإِهَانَةِ وَالأَذَى أَضعَافَ مَا كَانَ يَخَافُهُ ابتِدَاءَاً لَوْ أَنكَرَ عَلَيهِم وَخَالَفَهُم ، وَإِنْ سَلِمَ مِنهُم فَلا بُدَّ أَنْ يُهَانَ وَيُعَاقَبَ عَلَى يَدِ غَيرِِهِمْ .

فَالْحَزْمَ كُلَّ الحَزْمِ بِمَا قَالَتْ أُمُّ المُؤمِنِينَ عَائِشَةُ - رَضِيَ اللهُ عَنهَا - لِمُعَاوِيَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنهُ - : " مَنْ أَرضَى اللهَ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللهُ مَؤُونَةَ النَّاسِ ، وَمَنْ أَرضَى النَّاسَ بِسَخَطِ اللهِ لَم يُغْنُوا مِنَ اللهِ شيئاً ".

فَمَن هَدَاهُ اللهُ وَأَلهَمَهُ رُشْدَه وَوَقَاهُ شَرَّ نَفسِهِ امتَنَعَ مِنَ المُوَافَقَةِ عَلَى فِعلِ المُحَرَّمِ ، وَصَبََرَ عَلَى عَدَاوَتِهم ، ثُمَّ تَكُونُ لَهُ العَاقِبَةُ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ ، كَمَا كَانَت لِلرُّسُلِ وَأَتبَاعِهِمْ .
ثُمَّ أَخبَرَ - تَعَالَى - عَن حَالِ الدَّاخِلِ فِي الإِيمَانِ بِلا بَصِيرَةٍ ، وَأَنَّهُ إِذَا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتنَةَ النَّاسِ لَهُ ، وَهِيَ أَذَاهُم وَنَيْلُهم إِيَّاهُ بِالمَكرُوهِ ، وَهُوَ الأَلَمُ الَّذِي لا بُدَّ أَن يَنَالَ الرُّسُلَ وَأَتبَاعَهُم مِمَّنْ خَالَفَهُم ، جَعَلَ ذلِكَ فِي فِرَارِهِ مِنهُ وَتَركِهِ السَّبَبَ الَّذِي يَنَالُهُ بِهِ : كَعَذَابِ اللهِ الَّذِي فَرَّ مِنْهُ المُؤمِنُونَ بِالإِيمَانِ .

فَالمُؤمِنُونَ لِكَمَالِ بَصِيرَتِهِم فَرُّوا مِنْ أَلَمِ عَذَابِ اللهِ إِلَى الإِيمَانِ ، وَتَحَمَّلُوا مَا فِيهِ مِنَ الأَلَمِِ الزَّائِلِ المُفَارقِ عَنْ قُربٍ ، وَهذَا لِضَعفِ بَصِيرَتِهِ فَرَّ مِن أَلَمِ أَعدَاءِ الرُّسُلِ إِلَى مُوَافَقَتِهم وَمُتَابَعَتِهِم ، فَفَرَّ مِنْ أَلَمِ عَذَابِهِم إِلَى أَلَمِ عَذَابِ اللهِ ، فَجَعَلَ أَلَمَ فِتنَةِ النَّاسِ فِي الفِرَارِ مِنهُ بِمَنزِلَةِ عَذَابِ اللهِ .


وُغُبِنَ كُلَّ الغُبنِ إِذ استَجَارَ مِنَ الرَّمضَاءِ بِالنَّارِِ ، وَفَرَّ مِنْ أَلَمِ سَاعَةٍ إِلَى أَلَم ِالأَبَدِ ، وَإِذَا نَصَرَ اللهُ جُنْدَهُ وَأَولِيَاءَهُ قَالَ : إِنِّي كُنْتُ مَعَكُم ، وَاللهُ أَعلَمُ بِمَا انْطَوَى عَلَيهِ صَدْرُهُ مِنَ النِّفَاقِ ... ) انتهى .

نَقلاً مِن كِتَابِ (فَتْحِ المَجِيدِ) لِلعَلامَةِ الشَّيخِ الإِمَامِ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ حَسَنٍ آلِ الشَّيخِ - رَحِمَهُ اللهُ - عِندَ قَولِهِ - تَعَالَى - : " وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللهِ "

منقول








 


قديم 2010-04-11, 22:35   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
tablosh
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا










قديم 2010-04-12, 05:45   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
NEWFEL..
عضو فضي
 
الصورة الرمزية NEWFEL..
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا.........................









قديم 2010-04-13, 15:39   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أبو زيد
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

وإياكم أخوي الكريمين










قديم 2010-04-13, 23:47   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
زهرة الجزائر 07
عضو متألق
 
الصورة الرمزية زهرة الجزائر 07
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك اخي










 

الكلمات الدلالية (Tags)
لأهلِ, السنةِ, تَسلِيةٌ


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:07

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc