الخيانة ..معجم عريض ..لكلمة تتزين بوصف أكلة ثقيلة ..يستحيل هضمها..
مغلل بخيوط الليل ..ملقى على امتداد لون الجنائز ..يختفي متواريا في عتمة زقاق ..تهب منه ريح البراري نتئة كريهة ..تنخره كسقف متداع ..يتكيء على عكاز اهترى قوامه..
يسقط في ضجيج الشرود ...أثار لخطى متمهلة من الرصيف المبصوم على الجسد ..يترمّد أفق عينيه بغبار حوافر لاهثة لذكريات امرأة لعوب ..مرت بكبرياء وفوضى .. فوق الحطام الكبير..
إلى نقطة في أديم قاتم ..ينحدر..دامعا ..يغزل صوتها ، صورة لمدينة هائمة في الوجد..تشوه بلاط أزقتها ...مدينته العامرة بالدمع ..نصف وطن ممزق كخرقة في مهب الشوق .. تتبعثر في اتساع ضيقه ..آمال زاهدة في الوصل ..يدفع معها ..ماتبقى من الوعي في أبعاد سيجار ..يعلو ..ويعلو..منحدرا به..
ها هو .. ولد مكتمل الشقاء ..يتسلق أجراس الدمع لحنا ..لحنا ..تعبره صورة أهدابها الصافية ..وجدائل شعرها المسترسل ..طابورا متمايلا في الوصف ..قلّم ملامح الأوتار في عقيرته المبحوحة .. على وتر هائم ..بليلاه ..وخلف ليلاه ألف ليل ساهر ..بدخان سيجارة تبيع وعيا مسموما لايعي..يغرقه في أقبية الدمع المختلس ..يأخده لبعد جف فيه ملمس الحزن ..وغارت بين ثياياه أضواء اللون ........ كانت هنا دمعة متأنية بين شراعي جفن ساكن.
ياصديقي ...حين يخطيء القلب رصيف التوبة ..يصبح العقل شريكا في مآسيه ...لك ياصديقي ..هل تستحق دمعك ووجدك...امرأة مرمرية ..برجها في القلب ..وخنجرها في الظهر...حين تغرق ياصديقي ..في فوضى الدخان الملغوم ..هل تستحق أن تكون رجلا..