هل فيكم من وجد مشكلة في التفريق بين المجاز العقلي و المرسل؟؟
المجازكما تعلم ينقسم الى قسمين
1- المجاز اللغوي2- المجازالعقلي
والمجاز المرسل هو من اقسام المجازاللغوي , والاستعمال المجازي اللغوي عادة ما يكون لمفردة لغوية معينة تستعمل فيمعنى ثاني اما بسبب وجود تشابه بين المعنيين في وجه من الوجوه او لعدم وجود تشابهولكن توجد علاقات مصححة لهذا الاستعمال كالسببية والمسببية والحال والمحل وغيرهاففي المثال الذي ذكره لك الاستاذ ( رعت الماشية الغيث ) فان الاستعمال المجازي هوفي مفردة الغيث بعينها فقط حيث عبر المتكلم عن الحشيش الذي ترعاه الماشية بالغيثلان الغيث سبب لانبات الحشيش فالعلاقة المصححة للاستعمال المجازي هي السببية وهومجاز لغوي مرسل وذلك لعدم وجود نقطة تشابه بين الغيث والحشيش .
أما المجازالعقلي فهو لا يستكشف من لفظة ومفردة لغوية بعينها بل من هيئة جملة كاملة بكلتفاصيلها ومفرداتها وإسنادها والمستكشف للعلاقة المجازية هو العقل , ففي المثالالذي ذكره الأستاذ لكم ( انبت الربيع النبات( فان الاستعمال المجازي لا يخص مفردةمعينة من مفردات هذه الجملة بل كل هيئة الجملة تدلنا على استعمال مجازي مفاده انالنبات ينبت في فترة الربيع والخصب , فكأننا هنا نسند عملية انبات النبات الىالربيع وذلك لكونه زمن الخصب واستعداد الطبيعة والأرض للانبات , فلاحظ أن كل مفردةفي هذه الجملة قد ساهمت في إفادة المعنى المجازي وليس مفردة واحدة بعينها والعقل هوالذي تذوق واستكشف هذه العلاقة المجازية ,
ولتوضيح المسألة أكثر اقرأ الموضوع التالي:
المجاز العقلي نظير المجاز اللغوي.
- المجاز العقلي يقع فيالتركيب ولا يقع في المفرد (إسناد الفعل أو ما في معناه كإسم الفاعل أو المفعول أوالمصدر ونحو ذلك).
مثال : "بنى الحاكم المدينة"
الحاكم لم يقم بالبناء بيديهولكن لما كان هو الآمر بذلك نُسِب الفعل إليه نسبة مجازية لا حقيقية فهو إسناد عقليلأن العقل يدرك هذا التصرف.
علاقات المجازالعقلي:-
1.السببية.
مثال : قال تعالى: (إِنّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاًيَسْتَضْعِفُ طَآئِفَةً مّنْهُمْ يُذَبّحُ أَبْنَآءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْإِنّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) [سورة: القصص - الأية: 4] لما كان التذبيح بإذنفرعون وامره نُسِب الفعل إليه تبشيعا لفعله وتذكيرا أنه السبب الرئيسي فيبوءبآثامهم.
2.زمانية.
مثال : " فلان نهاره صائم وليله قائم"
نُسِب الصيامإلى النهار والقيام إلى الليل و المقصود أنه يصوم النهار ويقوم الليل .
مثال : قال تعالى: (وَقَالَ الّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِلّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ بَلْ مَكْرُالْلّيْلِ وَالنّهَارِ) [سورة: سبأ - الأية: 33]الليل والنهار لا يمكران ولكن يُمكرفيهما والمجاز العقلي هنا دلاله ظاهرة في إظهار المبالغة بأن جعلوا ليلهم ونهارهممكرا.
3.مكانية.
مثال : قال تعالى: (وَالّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْالصّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَفِيهَآ أَبَداً وَعْدَ اللّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً) [سورة: النساء - الأية: 122]
الأنهارلا تجري لأنها مواضع المياة ولكن الذي يجري هو الماء ,ولكن لما كان الماء ملابساللنهر وكان النهر مكان للجريان أُسنِد الفعل للمكان وهو النهر.
4.المصدرية.
مثال : قولهم "عَظُم علم فلان"
فتم إسناد العِظَم إلى العلم والعلم مصدر والمقصودغزارة علمه.
مثال : قولهم "جَد الجِد"
الجد لا يجد ولكن الشخص المسند إليه هوالذي جد وتم إستاد الفعل من باب التجوز .
5.المفعولية.
مثال : قول الشاعر في هجاء الزبرقان:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها ***** وأقعد إنك انت الطاعم الكاسي
فقال الزبرقان "أولا تبلغ مروئتي إلا انأُطْعَم أو أُكْسَى إن ذلك من شأن النساء"
فأراد عمر أن يخفف عنه فقال "لا أسمعهجاءا" والشاهد قوله "أنت الطاعم الكاسي" فأطلق إسم الفاعل وأسند إليه صفة الإطعاموالكسوة والمقصود به المفعوليه أي أنك تُطعم وتُكسى.
مثال : قال تعالى: (خُلِقَمِن مّآءٍ دَافِقٍ) [سورة: الطارق - الأية: 6] الماء لا يَدفُق من نفسه وإنمايُدفَق فالمقصود ماء مدفوق ,فأطلق إسم الفاعل ونُسِبت إليه صفة الدفق والمقصود هوالمفعول (المدفوق) .
مثال : قال تعالى: (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رّاضِيَةٍ) [سورة: الحاقة - الأية: 21] والعيشة لا ترضى وإنما مرضية عنها أو بها ,ولكن لما كانت ناعمةجدا لدرجة لو نطقت لرضيت.
6. الفاعلية.
بأن يطلق الوصف إلىالمفعول ويراد الفاعل.
مثال : قال تعالى: (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَابَيْنَكَ وَبَيْنَ الّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاَخِرَةِ حِجَاباً مّسْتُوراً) [سورة: الإسراء - الأية: 45] والحجاب لا يكون مستورا وإنما يكون ساترا فالوصف نُسِبإلى المفعول والمقصود به الفاعلية (الحجاب ساترا) فكأن الحجاب من غِلَظِه وعِظَمِهيصبح مستورا فمن باب أولى ان يكون ساترا لمن خلفه.
مثال : قال تعالى: (جَنّاتِعَدْنٍ الّتِي وَعَدَ الرّحْمَـَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنّهُ كَانَ وَعْدُهُمَأْتِيّاً) [سورة: مريم - الأية: 61]
أُطلق الوصف إلى المفعول به (مَأْتِيّاً) والمقصود والمراد الفاعل(آتي).