[align=center] بسم الله الرحمن الرحيم
عندما تصبح الأعياد مآتم …!
سنـتـعـرض في هـذه الـدراسـة لـبـعـض ما يحدث في أعياد الغرب المسيحي من غـرائـب، وللأصول الوثنية التي تستند إليها هذه الأعياد ، وليكن مجال بحثنا ما يسمى بعيد ميلاد المسيح (عليه السلام) ، وعيد رأس السنة الميلادية كأكبر مناسبة في الغرب النصراني .
فالاحتفالات بهذا العيد تقـام فـي يـوم ولـيـلـة الخامس والعشرين من شهر ديسمبر (كانون الأول) في المجتمعات النصرانية الغربية، وبـعـد ذلـك بحـوالـي أسـبـوعـيـن عند النصارى الشرقيين .. حيث تغلق جميع الدوائر الرسمية وغير الرسمية أبوابها ، وكذلك المستشفيات والمحلات التجارية وتتوقف كثير من وسائل المواصلات كالحافلات والقطارات عـن العمل. وفي العموم فإن حركة الحياة تتوقف في ذلك اليوم كما لو كان الناس قد نزلوا إلى ملاجئهم إثر غارة جوية معادية !
لكن لعل المقيم في تلك البلاد أو الزائر في ذلك اليوم والليلة يرى أن نوعين من المحلات لا تغلق أبوابها ، بل يزدهر سوقها ويكثر روادها، وهما :حانات الخمور والبارات التي يشرب فيها الخمر والمسكرات ؛ حـيـث يفـرط الناس بشربها إلى حد فقدان العقل وفقدان السيطرة على السلوك مما حدا بالشرطة البريطانية إلى إصدار قرار بتخفيض النسبة المسموح بها من الشراب لمن يقود السيارة إلى خمسين بالمائة وذلك قبيل عيد الميلاد السابق .
ومن عجائب المفارقات أن أحد رجال الشرطة المكلفين بحفظ الأمن في تلك الليلة قاد سيارته وهو في حالة سُكر، بعد أن خرج من حفلة شراب للشرطة بمناسبة عيد الميلاد ! ؛ مما تسبب في اصطدامه بسيارة أخرى، وذلك بعد ساعات من إصدار قرار التخفيض السابق !! ؛ مما جعل مدير الـشــرطة يصدر أمراً لجميع أفراد الشرطة يحرم فيه عليهم الشرب قبل قيادة السيارة !
(صحيفة "ستار" The Star 27/12/86 وصحيفة "صن" The Sun 27/12/86م) .
ورغم تفاؤل الشرطة البريطانية بقانون التخفيض الجديد والذي قد يكون قلل من عدد الوفيات نتيجة حوادث السير في عيد الميلاد السابق مقارنة بأعياد الأعوام السابقة .. إلا أنه من لم يمت بالسيف مات بغيره . ، فمن الحوادث الطريفة في ليلة العيد السابق أن شاباً سقط من ارتفاع أربعين قدماً على شابة تبلغ العشرين من العمر ؛ مما أدى إلى إصابتها بالشلل المزمن . . الشاب المخمور قال لأصدقائه : لقد كنت في غيبوبة تامة ولا أستطيع أن أتذكر كيف سقطتُّ كل هذه المسافة !! (صحيفة "صن" The Sun 27/12/86) .
وإذا كان المعنى اللغوي للعيد أنه الذي يعود بالفرح والمرح والسرور فإن العقلية البناءة (!!) للحضارة المعاصرة أبت إلا أن تجعل منه شيئاً آخر . . ونحن وإن كان بين أيدينا عدد من حالات الخطف والقتل والاغتصاب التي حدثت في ليلة العيد السعيد ! إلا أننا لسنا بحاجة إلى سردها - وليس هذا موضعها - ويكفي القارئ العزيز أن يعلم أن الخمر أم الخبائث . . وأن يعرف أنه كما أغلقت الدوائر والمحال التجارية أبوابها في ذلك اليوم والليلة فإن من تربوا منذ نعومة أظفارهم على أفلام العنف والجريمة وأفلام المجون والخلاعة قد استنفروا طاقاتهم القصوى في سبيل تحقيق تلك الشهوات وإشباع تلك الغرائز .. ولك أن تتصور أي سعادة وسرور يعيشها طفلان لم يتجاوزا الخامسة من عمرهما ، وأي معانٍ من معاني ميلاد المسيح تبقى في ذهنيهما بعد أن شاهدا وحشاً كاسراً يهجم - تلك الليلة -على أمهما وجدتهما ويحيلهما إلى جثتين هامدتين تسبحان في بركة من الدماء ؟! ويولي هارباً .. بقي أن تعرف - أخي القارئ - أن هذا الوحش هو "والدهما الحنون" ! (صحيفة "صن" 27/12/86) .[/align]