الخلط بين التقاليد المتخلِّفة وبين نظرية الاجتماع الإسلامي :
إنّ من الأمور الأساسية التي يجب على الكتّاب والمثقّفين الإسلاميين ودعاة الإسلام ايضاحها وبيانها هي المغالطات التي يحاول خصوم الفكر الإسلامي، أو المخدوعون بالفكر المادي المنحلّ، أو الذين اختلطت عليهم المفاهيم فتغلّب الخلط وسوء الفهم، هو الخلط وعدم التمييز بين ما هو اسلامي يقوم على أسس القيم والمبادئ الإسلامية وبين ما هو عادات وتقاليد اجتماعية متخلِّفة نشأت في مجتمعات المسلمين المتخلِّفة، والتي تتناقض وروح الإسلام ومبادئه ومنهاج تنظيمه للمجتمع والعلاقات الجنسية وأسس العلاقة بين الرّجل والمرأة، فراحوا ينسبون عن جهل أو عمد كل ما يشاهدونه في مجتمع المسلمين الى الإسلام. ولا بدّ لنا هنا من أن نشير إلى أنّ هناك فرقاً بين مجتمع المسلمين القائم الآن، وبين المجتمع الإسلامي الذي يجب أن يقوم على أساس الإسلام، وقد أوضحنا ذلك في تعريف المجتمع الإسلامي .
وأنّ هذا التخلّف الاجتماعي في مجتمع المسلمين هو جزء من التخلّف العام في مجال العلم والمعرفة والتنمية والتصنيع والصحّة ... الخ .
إنّ الصورة الاجتماعية المشوّهة التي ينتزعها بعض الباحثين الاجتماعيين من بيئات اجتماعية متعدِّدة، كالدراسة التي تجري على وضع المرأة الاجتماعي في ريف مصر أو العراق أو المغرب العربي أو صحراء الجزيرة العربية ... الخ، فتشخِّص مشاكل المرأة من خلال النظرة الريفية أو الصحراوية المتخلِّفة الظالمة للمرأة، ثمّ تعرض تلك الدراسات صورة ممثّلة للاجتماع الإسلامي؛ لانّ أفراد تلك المجتمعات أناس مسلمون، ويتغافل عن أنّ تلك المفاهيم والممارسات لا علاقة لها بالفكر والممارسة الإسلامية، وهي لا تتعارض فحسب مع القيم والأحكام الإسلامية،بل وقد كرّس الإسلام جزءاً من فكره وقوانينه وقيمه لمحاربتها وتغييرها.