التصوّف في ميزان الوحي والفقه - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

التصوّف في ميزان الوحي والفقه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2007-12-24, 12:12   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
غريب الاثري
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Hot News1 التصوّف في ميزان الوحي والفقه

[align=center]التصوّف في ميزان الوحي والفقه للعلامة سعد الحصين ... من هنا[/align]

[align=center]التّصوُّف في ميزان الوحي والفقه[/align]

قال الله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ} [النساء: 59]؛ ولوجود كثير من التَّنازع رَدََدْنا أمر التّصّوف إلى الله (في كتابه) وإلى الرّسول (في سنّته) فلم نجد لهذه الكلمة أثرًا في الكتاب ولا في السّنَّة ولا في فقه الخلفاء الراشدون للدّين وهم خَيْر مَنْ فَقِهَهُ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الرَّاشدين من بعدي، عضّوا عليها بالنّواجذ)) رواه أحمد وأبو داود والتّرمذي وابن ماجه والدّارمي وابن حبان وصحّحه.

وفي هذا الحديث: ((وإيّاكم ومحدثات الأمور فإنّ كلّ محدثة بدعة، وكّل بدعة ضلالة)).

وقال صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ)) رواه البخاري ومسلم؛ فكلّ مَنْ تقرّب إلى الله بشرعٍ لم يأذن به الله بعد قول الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة: 3]، وبعد انقطاع الوحي بموت النبي صلى الله عليه وسلم فكأنّما يستدرك على الله ورسوله، وكأنّما يزعم نقص الدّين وعدم كمال النّعمة والتّبليغ، وكأنّما يّدعي خيانة فقهاء الأمّة في القرون المفضلة من الصّحابة والتّابعين، وتابعيهم ومنهم الأئمة الأربعة رضي الله عنهم أجمعين بترك الجميع شيئاً من الدّين وعدم تبليغه والدّعوة إليه، أو بجهله، وقد فضّلهم النبي صلى الله عليه وسلم على بقية الأمّة فقال: ((خيركم قرني ثم الذين يلونهم، ثم يكون بعدهم قوم يَشْهدون ولا يُتشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون)) متفق عليه.

هذا من حيث العموم، وفيها يلي يحاول الكاتب أن يوفي التّصّوف حقّه بشيء من التّفصيل والله الهادي إلى سواء الصّراط:

أـ منشأ التّصوّف:

1) يرى المؤرّخ والرّياضي والفيلسوف محمد بن أحمد البيروني (د/440) أنّ مَرَدَّ التَصّوف في بلاد المسلمين إلى تصّوف الهندوس في الهند، وقد نشأت وثنيّتهم قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم بألفي سنة وأخذها منهم البوذيّون منذ انفصالهم عنهم بعد ألف سنة من نشأة الهندوسيّة، وأنّ كلمة المتّصّوف جاءت من كلمة فيلسوف أي: محبّ الحكمة.

والبيروني حري بأن يَشْهد بما عَلِم؛ لطول مُكثِه في الهند يَدْرسُ أحوال أهلها عدد سنين، ولِذِهْنِه الرّياضي ودقّته في البحث ثم في تسجيل نتائج بحثه، ولسعة اطلاعه وطول باعه في المعرفة، يدلّ على ذلك ما ذكره ياقوت عنه (من أن سجلّ مؤلّفاته بلغ ستّين ورقة) وكثرة نقله عنه (أعلام الزّركلي) ويدلّ على صحّة استنتاجه أن الله ذكر في كتابه الكريم أنّ النّصارى (قبل المسلمين) نَزَعُوا إلى شيء من المنهج التصّوفي وأنّه مما ابتدعه البشر وليس مما شرعه الله فقال تعالى: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} [الحديد: 27]، وقال النَبيّ صلى الله عليه وسلم: ((لتتّبعنّ سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع)) متفق عليه.

ويدل على صحّة استنتاجه أنّ كثيراً من معتقدات متصّوفة الهند وأقوالهم وأفعالهم وأحوالهم موجودة في متصوفة المسلمين منذ انتهت القرون المفضلة حتى هذا العصر، وأكبرها: تعظيم المزارات والمقامات، ووحدة الوجود والفناء في ذات الإله، وأهونها: المِسْبَحَة والرّهبَنَة وضرب الشين والرقص والطبل.

2) وظن بعض العلماء أنّ منشأ التّصّوف من لبْس الصّوف والله لم يشرعه قُرْبَة إليه، ورسوله صلى الله عليه وسلم كان يلبس الكتّان وغيره وهو الذي جعله الله أسوةً حسنةً: {لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} [الأحزاب: 21]، ولكن لُبْس الصُّوف والتّقشف بما يخالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر شكليٌّ تركه متصّوفة العصر وأقبلوا على شهوات البطن والفرج حتى قال بعض منتقديهم:

أقال الله حيث عشقتموه كُلُوا أَكْل البهائم وارقصوا لي

ولكن أسوأ ما اتصف به المتصّوفة تعلّقهم بالشبهات حتى اليوم كما بتبيّن بالرجوع إلى شيء من كتبهم مقالاتهم قريبًا إن شاء الله.

3) وظنّ بعض المتصّوفة أن كلمة الصّوفي جاءت من كلمة الصّفّة التي كان يأوي إليها بعض فقراء المسلمين في المدينة النبويّة، وهذا لا يصحّ لُغَة لأن النّسبة إلى الصّفة: (صُفِيَّ)، ولا يصحّ شرعاً لأنّ الصّفة (ومن سَكَنَها) لم تُميَّز بفضل المكان فالمسجد أفضل منها ولم يُمَيزْ أهلها بالفضل على غيرهم من الصّحابة فلاشك أن الخلفاء الراشدين وكبار فقهاء المهاجرين تقرّباً إلى الله بسكناها خاصّة، بل لأنّهم لا يجدون غيرها.

ب- حُكم التّصّوف:

1) يرى بعض المتصّوفة أنّ التّصّوف من الدّين لأنه الإحسان الذي ورد ذكره في حديث جبريل عليه السّلام: ((الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنّه يراك))، ولاشك إن الإحسان من الدّين، ولكن لم يعرّفه المَلَك ولا النّبيّ ولا الصّحابي ولا التّابعي ولا أحد من علماء المسلمين في القرون المفضلة بالتّصّوف ولا رَبَطه أحد منهم به، وهم جميعا يوافقون المتصّوفة على فضل الإحسان ولا يوافقونهم على فضل التّصّوف الذي جاء اسمه ومعناه ومبناه بعد القرون المفضلة ومالم يكن دِيْناً في القرون المفضلة فلن يكون ديناً بعدها.

2) ويرى بعض المتصّوفة أنّ التّصّوف من الدّين لأنه التّزكية التي ورد ذكرها في كتاب الله، وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ} [الجمعة: 2]؛ وما يقوله فقهاء الأُمّة المعتدّ بهم عن الإحسان يقولون عن التّزكية فهي لاشكَ من الدّين وهي التّطهير من الشرك فما دونه من المبتدعات ومن المعاصي كبائرها وصغائرها.

ولم يعرّفها المفسّرون المعتَدُّ بهم بأنّها التّصّوف، ولن يقول عاقل ممن بعدهم: أن معنى {يزكّيهم} في سورة الجمعة: (يصّوفهم) ولن يقول عاقل ممن بعدهم: أن معنى {ولا يزكيهم} في سورة البقرة: (ولا يصّوفهم).

3) وعلى ما تقّدم؛ فالمتصّوفة يوافقون علماء الشريعة (منذ القرن الأول) على فضل الإحسان والتّزكية ويخالفونهم في اسم التّصوف ومنهاجه وأقواله وأفعاله، بل هم يخالفون الكتاب والسّنّة في ذلك كلّه (لفظاً ومعنى وعملاً) حسب فهم الصّحابة فمن دونهم في القرون الأولى للآيات والأحاديث.

وكما قال من سبق: (إن كان التّصّوف هو الإسلام ففي الاسلام ما يغنينا عنه، وإن كان التّصّوف غير الإسلام فقد قال الله تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85]، فيقال: (المحْدَث اسم ومنهاجه والعمل به بعد القرون المفَضّلة) فلا يجوز للمسلم أن يختار لفظاً أو منهجاً أو عملاً ابتدعه الناس على قول ومنهاج وعمل جاء به.

الوحي من عند الله تعالى على قلب نبيّه صلى الله عليه وسلم وقد قال الله تعالى: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} [البقرة: 61] فيما دون ذلك، وقال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً} [الأحزاب: 36].

جـ - منهاج التّصّوف قديماً وحديثاً:

1) يظنّ بعض من يُحْسِنون الظّنّ بمتصّوفة العصر أنّهم يتبّرءون ممّا نُقِل عن قدمائهم من ألفاظ أو أفعال الكفر والشرك وما دون ذلك من البدع وكبائر الذّنوب مثل قول الحلاج: (ما في الجبّة إلا الله) وقول أبي يزيد: (سبحاني ما أعظم شاني) ونحوهمّا ورد في كتب ومراجع التّصّوف مثل الرّسالة القشيريّة وإحياء علوم الدّين الإشارة إليها، وما ورد في الفتوحات المكيّة لابن عربي وكذلك الفصوصَ لهَ من كلام صريح يثبت ما نُسِب إليه من اعتماد وحِدة الوجود مثل: (سبحان من أوجد الأشباء وهو عَيْنُها) وكلماتٍ من الكفر لا يحصيها إلا الله، وما أورده الشُعراني في الطَبقات عن أئمة التصّوف من أقوال وأفعال لا تليق بالصّوفي الأمّي فكيف بإمام في التّصّوف، ولو صحّ عنه بعضها لكان إماماً ممّن قال الله فيهم: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ} [القصص:41]؛ إن لم يتب قبل الموت.

ولكنك لا تجد فرقاً كبيراً بين خرافات الصّوفيّة في (جامع كرامات الأولياء) ليوسف البنهاني (ت: 1350) وبين خرافات الصّوفيّة في طبقات الشّعراني (ت: 973) قبل أربعة قرون، وتجد الشعراني يَعُدُّ ضلالات ابن عربي (ت: 638) قمّة المعرفة بالله وبشرعه في كتابه: (الكبريت الأحمر في علوم الشيخ الأكبر)، وتجد ابن عربي الملقب بالشيخ الأكبر بين المتصّوفة (حتى اليوم) يقول بمقالة البسطامي (ت: 261) في كتابه (شرح كلمات الصّوفيّة والرّدّ على ابن تيمية).

بل تجد أحمد عبد الجواد في عصرنا يُسَمِّي الله: (هو) في ذكره (الدّعاء المستجاب) الذي نشره بعض المبتدعة في رابطة العالم الاسلامي، وسَلَفُه في ذلك الحلاج (ت: 309) الذي ألّف كتاباً بعنوان (هو هو)، ولأن الحلاّج أول من ادعى الحلول في نهاية القرن الرّابع قَيل وقُطِّعتْ أطرافه وأخُرِق، وكاد ابن عربي يلقى مصيره ولكن الغزالي (ت: 505) في إحيائه والقشيري (ت: 465) في رسالتة مَهَّدَ القبول التّصوفي بخلطهما بين الضّلال والحقّ، وتجد سيّد قطب يمجّد أحدّيتها الوجود التي هام بها الصّوفيّة.

2) ويظنّ من يُحْسن الظّنّ ببعض من نُصبوا رموزاً للتّصّوف من الأقدمين مثل الجنيد البغدادي (ت: 297) ثم الجيلاني (ت: 561) أنّهم كانوا دعاة إلى السّنة ولكنْ ظهر عليهم الزّهد فظنّهم النّاس متصّوفةً لغبة التّقشف الهندوسي على قدماء المتصّوفة مثل البسطامي والحلاّج، وعامّة صوفّية الدّروشه.

لعل وهذا هو الحقّ؛ فدعاة السّنّة لا يمكن أن يكونوا متصّوفة مبتدعة، وكلّ التّصّوف مُبْتَدع (اسمه ورسمه) كما أسلفنا، ولكن النّاس يبتلونهم بالانتساب إليهم لماَلهُم من ذِكْرٍ في الصّالحين كما ينْتَسِب أكثر الناس للأمة الأربعة رحمهم الله وهو يخالفونهم في أهمّ مناهجهم: الاعتقاد، ولكنّ علماءهم أقرب إلى العدل إذ يبيّنون مخالفتهم أحياناً فيقولون: (الحنفي مذهباً الماتوريدي عقيدة) أو (الشافعي مذهباً الأشعريّ عقيدة) مثلاً.

د- أمثلة من مقالات المتصّوفة:

1) (إحياء علوم الدّين) لأبي حامد الغزالي (ت: 505) من خير كتب المتصّفة وأكثرها انشاراً في أيدي النّاس من مختلف الطرق حتى اليوم ولذلك رَأَيْتُ من العدل اختيار بعض الأمثلة منه، وللقارئ الحصول على العشرات بل مئات الأمثلة من كتاب (أبو حامد الغزالي والتّصّوف) للشيخ عبد الرحمن دمشقيّة من علماء لبنان العاملين على منهاج النبوّه:

- وصيّته للصّوفي بأن (يخلو بنفسه في زاوية ويقتصر على الفرائض ولا يُفَرِّق همّه بقراءة قرآن ولا بالتأمّل في تفسير ولا يكتب حديثاً) 3/19.

- دفاعه عن الغِنَاء الصّوفي بقوله: (فاعلم أن السّماع أشدّ تهييجاً للوجْد من القرآن من سبعة وجوه) 2/299-301.

- حكايته عن أبي تراب النخشبي الصوفي أنّه قال لأحد المريدين: (لو رأيت أبا يزيد) فقال المريد: (قد رأيت الله فأغناني عن أبي يزيد) فغضب أبو تراب وقال: (ويلك تَغْتَتّر بالله؟ لو رأيت أبا يزيد مرة واحدة كان أنفع لك من أن ترى الله سبعين مّرة) قال الغزالي: (فهذه أوائل سلوكهم وأقّل مقاماتهم وهي أعزّ موجود في الأتْقِياء من النّاس) 1/356-357، (وأبو يزيد البسطامي من أوّل من نُقِل عنهم القول بوحدة الوجود والفَنَاء من اعتقاد الوثنية الهندوسية).

- تنقسيم التوحيد إلى أربع مراتب؛ أدناها: (القول باللسان، والقلب غافل أو مُنِكر، وهي للمنافقين، والثانية: القول باللسان والتّصديق بالقلب كما صّدق به عموم المسلمين، وهي للقوَامّ، والثالثة: مشاهدة ذلك بطريق الكشف وهي للمقرّبين،

- والرابعة: أَلاّ يرى في الوجود إلاّ واحداً وهي للصّديقين وتسّميه الصّوفيّة: الغناء في التوحيد، وهذه هي الغاية القُصّوى في التوحيد) 4/245.

- (فان قُلْتَ: كيف يُتَصَوَّر ألاّ يشاهِدَ إلا واحداً وهو يُشاهِد السّماء والأرض وسائر الأجسام المحسوسة وهي كثيرة؟.. فهذا من غاية علوم المكاشفات، وأسرار هذا العِلْم لا يجوز أن تسّطر في كتاب.. قال بعض العازفين: إفشاء سرّ الرّبوبيه كفر) 4/246-247، واستدلّ على صحّة ذلك بقول الحلاج للخوّاص: (قد أفنيت عُمْرك في عُمْران باطنك فأين الغَنَاء في التوحيد؟) قال الغزالي: (فكأنّ الخّواص كان في تصحيح المقام الثالث في التوحيد فطالبه [الحلاّج] بالمقام الرّابع) 4/247؛ فالغزالي يرى أنّ الحلاّج الزّنديق صِدِّيق؟

- قوله عن سهل التّسْتري الصّوفي: (للرّبوبيّة سِرُّ لو أُظِهر لبطلت النّبوّة، وللنبّوة سرُّ لو كُشِف لبطل العلم، وللعلماء سِرُّ لو أظهروه لبطلت الأحكام) 1/100.

قلتُ: ودعوى الأسرار في الدّين فِرْية باطنيّة فقد وصف الله تعالى كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بالبيان فقال تعالى: {الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ} [الحجر: 1]، وقال تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 44]، وهذه أمثلة قليلة لما في كتابٍ واحدٍ من كتب الغزالي (إحياء علوم الدّين) من الفكر الصّوفي أختمها بمثال واحد من كتابه (مشكاة الأنوار 19/20) يوكّد رأيه في التّوحيد والكلمة الطّبيّة: (فلا إله إلا الله توحيد العوام و: لا هو إلا هو توحيد الخَوَاصّ)، ولا يزال الغزالي يُلَقَّب: [حُجة الاسلام إلى هذا اليوم].

2) الفتوحات المكّية وفصوص الحِكَم لابن عربي(ت: 638، ولا يزال يلقّب الشيخ الأكبر حتى اليوم) من أشهر كُتُبه وأكثرها انتشاراً فيما عدى السعودية ومصر (أخيراً)، ولكثرة الطّوامّ فيهما فسأقتصر على إيراد أمثلة قليلة من تفسير القرآن منهما:

في الفتوحات عندما ذكر من الأولياء: (الظالمين) بدليل قول الله تعالى: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ} في سورة فاطر (32)، (والكافرين) لأنهم كفروا بمعنى ستروا محّبتهم لله عن غيرهم؛ استدلّ بتفسير الصّوفيّة الملامتَيّة قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ} ستروا محّبتهم لله عن غيرهم {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} بك يا محمد لأنهم لا يأخذون إلاّ عنّي {خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ} فليس فيها إلاّ محبّتي {وَعَلَى سَمْعِهِمْ} فلا يسمعون إلاّ منّي {وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ} فلا يرون إلاّ اياي {وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ} أي: شيء يستعذبونه.

- وأكدّ المعني الأخير شعراً في الفصوص (94):

وإن دخلوا دار الشّقاء فإنّهم على لذّة فيها نعيم مباين
نعيم جنان الخلدفالأمر واحد وبينهما عند التجلي نباين
يُسَمَّى عذاباً من عذوبة لفظه وذاك له كالقشر والقشرصاين

- وأكدّ ذلك في الفصوص (109) في تفسير قول الله تعالى عن قوم عاد: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الأحقاف: 24]؛ قال ابن عربي: (أحْسَنوا الظّنِّ بالله فأحسن لهم الجزاء؛ أعطاهم ما هو خير لهم من المطر: ريح، والرّيح إشارة إلى ما فيها الرّاحة، فانّه بهذه الرّيح أراحهم من هذه الهياكل المظلمة، وفي هذه الرّيح عَذَابُ، أي: أَمْرُ يستعذبونه إذا ذاقوه).

- وقال عن فرعون وامرأته في قول الله تعالى: {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} [القصص: 9] قال ابن عربي: (وصَدَقِّتْ إذ كملت حياتها بوجود الولد، ومات فرعون طاهراً مُطَهَّرا)، لأنه قال: {آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس: 90]؛ لمّا أدركه الغرق.

وفسّر قول الله تعالى: {وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالاً} [نوح: 24]؛ وهو يَعُدُّهم من الأولياء: بأن الضّلال يجعلهم في شغل دائم بالبحث عن الهدى فيزداد رضَى الله عنهم وثوابه لهم، أمّا المهتدون فقد توقّفوا عن البحث وانقطع عنهم الأجر.











 


قديم 2007-12-24, 12:13   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
غريب الاثري
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

3) والغزالي وابن عربي- كما سبق- هما أعلم وأشهر المتصّوفة، والمتأخّرون منهم عالةُ عليهما بل لا يُحْسِنُون الأخذ عنهما ولا يطمحون إلى درجاتهما الدّنيا.

د.محمد بن علوي المالكي، درّس في جامعة أمّ القرى وفي المسجد الحرام ثم بدا له أنه يُظْهر ما كان يُخْفي من معتقده ومنهجه الصّوفي ويترك طريق العلماء؛

- حتى سمّاه زميله د.سفر الحوالي هداه الله (مجدد رملة عمرو بن لحيّ) عنوان رسالته له في الردّ على المالكي، لأنه أوّل من اعتدى على حِمَى التوحيد في بلاد التّوحيد.

- وقال عنه ابن عمه الشيخ سمير المالكي أثابه الله في ردّه على محمد بن علوي بعنوان (جلاء البصائر): (عَمِد إلى أصل هذا الدّين ورَأْسه وهو توحيد الله بنوعيه الخبر والطّلب فَنَقضَه ودكّ بنيانه من أساسه، وافترى على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى الملائكة الكرام الكاتبين، واجترأ على الكتاب العزيز فحّرف الكَلِم عن مواضعه واعترض على أحكامه)، وخصّ بكتابه هذا الرّدّ على طامات ابن عمِّه في (الذخائر المحمدية)، و(شفاء الفؤاد) مثل:

- لا ملجاً ولا منجى لابن علوي إلا النّبي صلى الله عليه وسلم مخالفاً ما ثبت من دعائه الله تعالى: «اللهم لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك»؛ يقول ابن علوي الصّوفي:

(يا سيدي يا رسول الله خُذْ بيدي مالي سواك لا ألوي على أحد) الشفاء ص 203
(فأقِلْ عِثار عُبَيْدك الداعي الذي يرجوك إذ راجيك غيرمُخَيَّب) الشفاء ص 212
واكتب له ولوالديه براءة من حرِّ نار جهنّم المتلهّب
(فالآن ليس سوى قبر حَلَلْتَ به منجي الطريد وملجا كلّمتصم) الشفاء ص 114

والله تعالى يقول: {قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً} [الجن: 22].

(عجّل بإذهاب الذي أشتكي فإن تَوَقَّفْتَ فَمَنْ ذا أسأل)؟الذخائر 158

وعلى هذا المنوال أَخَذَ ما خصّ الله به نفسَه فجعله للنبي صلى الله عليه وسلم؛ يقول ابن علوي لنبّينا صلى الله عليه وسلم:

(كلما لُحْت للملائك خرّوا في السّموات سجّداً وبكيّا)

والله تعالى يقول: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً} [مريم: 58].

ويقول ابن علوي لنبيّنا صلى الله عليه وسلم:

)ومدَدْتَ الأكوان شرقاً وغرباً مَدَداً في كيانهاكلّيّا(

والله تعالى يقول: {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} [النحل: 53].

ويقول الله تعالى عن نفسه: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد: 3].

فيقول ابن علوي لنبيّنا صلى الله عليه وسلم: (السّلام عليك يا أوَّل، والسّلام عليك يا آخِر، والسّلام عليك يا ظاهر، السّلام عليك يا باطن) الشفاء ص 120.

ويقول الله تعالى: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام: 79].

فيقول ابن علوي لنبيّنا صلى الله عليه وسلم: (لك وجهي وجّهت يا أبيض الوجه) الذّخائر ص 166.

ويقول الله تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 180].

فيقول ابن علوي: (إنّ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم كلّ أسماء الله الحسنى) الشفاء ص 126.

ويقول الله تعالى عن نفسه: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ} [الأنعام: 59]؛ وهي الخمْسُ؛ عند أحمد والبخاري وغيرهما.

فيدّعي ابن علوي أن محمداً صلى الله عليه وسلم: (أوتي علم الخَمْس) الذخائر ص 25.

وهذه أمثلة قليلة من ردّ الشيخ سمير المالكي أثابه الله على ابن عمه محمد بن علوي المالكي إضافة إلى ردود كبار العلماء الدّعاة على ضلالات أخرى يصعب حصرها، وقد امتنع إمام المسجد الحرام من الصّلاة علية لأنه لم يُظْهر توبته قبل الموت، فأُخِّرَتْ جنازته إلى الليل حتى تدخل مع جنائز أخر كما كان النّبي صلى الله عليه وسلم يستغفر لأهل البقيع (وفيهم مشركون) ولكنه لا يَعْنِي باستغفاره إلاّ المؤمنين والمسلمين، وهذه نادرة خُصَّ بها ابن علوي لا أعلم أنّها حدثت لغيره ممن لم يُظْهروا ما أظَهره.

4) ومِنْ أحْدَث من دعا إلى بِدَع المتصّوفة (مِنْ عبادة أوثان المقامات والمزارات إلى الاحتفال بالمولد) د.عبد الغفار الشريف هداه الله الذي كان عميداً لإحدى كلّياّت الشريعة، واللقب الدّراسي الغَرْبي وعمادة كلّية الشريعة في بلدٍ عربي لم ترفع مبتدعاً آخَر من حزب الإخوان مستوى جماعة التّبليغ العوامّ: زاروه قبيل ذي الحجة ليكسبوا رضاه (كما تعودوا) فسألوه سؤالاً يعرف جوابه أقلّ الناس علماً (ماذا يُسَتنّ للمضحّي؟) ولما عجز عن الجواب حاول أحدهم أن (يفتح عليه) فقال: هل يُسَنّ له ألاّ يأخذ من شَعْره شيئاً في الأيام العشر، فضحك الدّكتور العميد عجباً من جَهْل السّائل ثم رأى ألاّ يكتم العلم فقال: (الصّحيح أنّه لا يَأخُذ من شَعْر الخروف شيئاً).

- يقول د.عبد الغفار في برنامج (الحياة عبادة) التّلفزيوني: (إذا كان الذي يطوف حول القبر يعبد القبر فالذي يطوف حول الكعبة يعبد الكعبة) ويعجز عن إدراك الفرق بين عبادة عملية شرعها الله في الكتاب والسّنّة وبين عبادة عمليّة وثنية لم يأذن بها الله.

- ويقول دفاعاً عن الأوثان والأنصاب المسمّاة في هذا العصر (مزارت ومقامات) وهي أوثان وأصنام الجاهلية الأولى من قوم نوح كما ذكر البخاري في صحيحه وابن جرير في تفسيره عن أوثان وأصنام قوم نوح في قول الله تعالى: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً} [نوح: 23]: (أولئك أسماء رجال صالحين لما ماتوا أوحى الشيطان إلى مَنْ بعدهم أن ابنوا في مجالسهم أنصاباً، من تفسير ابن عباس ترجمان القرآن)، يقول د.عبد الغفار أغناه الله بالسّنّة عن البدعة:

- (الصّحابة لم يكسروا الأصنام مثل أبي الهول في مصر).

وأبو الهول كان مطموراً في التّراب ولم يُنْبَش إلاّ في العصر الحديث، ولم يُعْبد شيء من الآثار في مصر وبلاد الشام، وإلاّ لأزيل كما ورد عن عمر رضي الله عنه قَطْع شجرة البيعة وليست تمثالاً ولا صورة لما رأى من اتجاه بعض الجاهلين للتّقرّب إلى الله بالصّلاة عندها.

- (النّبي صلى الله عليه وسلم مرّ على مدائن صالح ولم يكسر أصنامها).

ولا يظهر في مدائن صالح إلاّ بيوت الظالمين كما قال الله تعالى عن مثلهم: {لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ} [الأحقاف: 25]، ومع ذلك منع النّبي صلى الله عليه وسلم أصحابه من الدّخول إليها إلاّ باكين لئلا يصيبهم ما أصابهم، وأمرهم أن يهريقوا الماء الذي استقوه منها ويُلْقُوا العجين الذي عجنوه من مائها أو يعلفوه الدّواب (متفق عليه)، وسار ولاة الأمر في دولة الدعوة إلى منهاج النّبّوة على خُطا الرّسول الأسوة الحسنة فألزموا من سَكَنها من البدو بالرّحيل عنها.

وليس فيها أصنام تُكْسَر كما ظنّ الدكتور العميد سابقاً أو تُعْبد، ولو وُجِدَت الأصنام وخَطَرُ عبادتها (كما يتقرّب كثير من المنتمين للاسلام بأوثان المقامات والمزارات) لكُسِرت كما فُعِل بكلّ الأوثان الحديثة في جزيرة العرب، بل كان اثنان منها صنمين هُدِما في عصر النّبوّة باسم (ذي الخلصة) في تبالة لخثعم وفي زهرانالدوس، ثم قاما بعد فتنة الفاطمّيين فلم يُهْدما إلاّ في الدّولة السّعوديّة الأولى في بداية القرن الثالثٍ عشر وفي الدولة السّعودية الثالثة في منتصف القرن الرّابع عشر تقريباً، وكان النّبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر بقيامها قبل قيام السّاعة فيما رواه البخاري ومسلم.

وقد يكون لكلام الدكتور معنًى لو وجّهه إلى ابن لادن والظواهري وطالبان من دعاة الفكر والحركيّة والحزبيّة الذين اهتموا بهدم صنمي بوذا النّائيَيْن المهجورَيْن وأبقوا أوثان المنتميين للإسلام والسّنّة.

- ادّعى د.عبد الغفار أن الله احتفل بولادة النبي صلى الله عليه وسلم بحجّة حديث مرسل وَصفه بالصّحيح عن تخفيف العذاب عن أبي لهب يوم الاثنين لفرحه بولادة النبي، ولو صحّ الحديث لما قامت به حجّة لأنّه رواية عن مجهول أنه رأى أبا لهب في المنام، ورواية المنام (لو صحّت) لا يحتّج بها في الدّين عامّة فكيف بالعبادات، واعجبْ لصوفيّ يأخذ بحديث ضعيف عن مجهول عن منام ويترك سورة محكمة في القرآن (المسد).

- واحتج د.عبد الغفار بصيام الاثنين وسجود الشكر والقياس على مشروعّية الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، والمتصّوفة والمبتدعة عامّة لا يصومون الاثنين الثابت وإنما يحتفلون بالثاني عشر من ربيع الأول الذي لم يثبت، ولو أطُلِق للمبتدعة (القياس) لأحدثوا كثيراً من العبادات والعقائد شرعاً من الدّين بغير إذن الله.

- ولم يقل د.عبد الغفار: هل فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من أصحابه أو أحد من فقهاء الأمّة في القرون المفضلة، وهل أمر به النّبي صلى الله عليه وسلم أو أقرّه، وهل أكمل الله الدّين قبل موت النّبي صلى الله عليه وسلم أو لا يزال في حاجة إلى متصّوف ليكمله، وهل يعلم أنّ الاحتفال بالمولد لم يُعْرف قبل الفاطميّين المفسدين؟

- يّدعي د.عبد الغفار أن فتاوى سدّ الذريعة لا تخرج إلاّ من مجتمع منغلق بدوي وأن فتاوى الأريحيّة [بِسَنِّ بل إيجاب العمل بالبدع] تخرج من مجتمع متحضّر.

وإذا كان يعني بالبداوة عدم الاهتمام بمتاع الدّنيا فضلاً عن الآثار والبدع الموصوفة بالإسلامية فقد صدق؛ كان حظّ عصر النّبوة من متاع الدّنيا قليل، وقد شرع بإذن الله سدّ الذرائع فلعن من اتّخذ القبور مساجد، وعدّ من الشرك قول ما شاء الله وشئت ولو كان القائل صحابّياً، وقال لأصحابه ـ إِذْ رغبوا العكوف على الشجرة وتعليق أسلحتهم مثل ما يفعل المشركون بذات أنواط ـ أنّهم قالوا له مثلما قال بنوا إسرائيل لموسى عليه السّلام: {اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: 138].

أما المجتمعات المتحضرة فكانت وثنيّةً في أكثر أحوالها: الهندوس، والبوذيّون، الفراعنة، اليونانيّون، الرّومان، الصّينيّون، الإنكا، وغيرهم.

وليت المفكرين الإسلاميين يعقلون أنّ الشرع يؤخذ من الوحي بفهم سلف الأمّة في القرون المفضلة لا من المنامات ولا من الفكر ولا من مقاييس عصرية للبداوة والحضارة وإلاّ فيا حسرة على العباد إذا تركوا اليقين وركبوا الظن.

وبعد: فإني أحسن الظن بنيّة أكثر من ذكرْتُ مهما أدركْتُ من سوء أقوالهم وأعمالهم كقول الله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} [الكهف: 104]، ولعل الأموات منهم تابوا إلى الله قبل أن يحضرهم الموت، وأرجو الله أن يهدي الأحياء منهم ومن غيرهم ويهديني لأقرب من هذا رشدًا.










قديم 2007-12-24, 15:29   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
خادم السنة
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية خادم السنة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وليت المفكرين الإسلاميين يعقلون أنّ الشرع يؤخذ من الوحي بفهم سلف الأمّة في القرون المفضلة لا من المنامات ولا من الفكر ولا من مقاييس عصرية للبداوة والحضارة وإلاّ فيا حسرة على العباد إذا تركوا اليقين وركبوا الظن.

بارك الله فيك أخي الغريب
وهدانا الله










قديم 2007-12-24, 18:28   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نادية مجدوبي
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي التصوف الاسلامي

السلام عليكم .
رسالة من أستاذي يقول فيها

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، سيدنا محمد النبي الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اللهم آمين

تعريف التصوف

قال القاضي شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله تعالى:
(التصوف علم تعرف به أحوال تزكية النفوس، وتصفية الأخلاق وتعمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية)[على هامش "الرسالة القشيرية" ص7 توفي شيخ الإسلام زكريا الأنصاري سنة 929هـ].

ويقول الشيخ أحمد زروق رحمه الله:
(التصوف علم قصد لإصلاح القلوب، وإفرادها لله تعالى عما سواه. والفقه لإصلاح العمل، وحفظ النظام، وظهور الحكمة بالأحكام. والأصول "علم التوحيد" لتحقيق المقدمات بالبراهين، وتحلية الإيمان بالإيقان، كالطب لحفظ الأبدان، وكالنحو لإصلاح اللسان إلى غير ذلك) ["قواعد التصوف" قاعدة 13 ص 6 لأبي العباس أحمد الشهير بزروق الفاسي، ولد سنة 846هـ بمدينة فاس، وتوفي سنة 899هـ في طرابلس الغرب].

قال سيد الطائفتين الإمام الجنيد رحمه الله:
(التصوف استعمال كل خلق سني، وترك كل خلق دني) ["النصرة النبوية" للشيخ مصطفى المدني ص22. توفي الإمام الجنيد سنة 297هـ].

وقال بعضهم:
(التصوف كله أخلاق، فمن زاد عليك بالأخلاق زاد عليك بالتصوف) ["النصرة النبوية" للشيخ مصطفى المدني ص22، توفي الإمام الجنيد سنة 297هـ].

وقال أبو الحسن الشاذلي رحمه الله:
(التصوف تدريب النفس على العبودية، وردها لأحكام الربوبية) ["نور التحقيق" للعلامة حامد صقر ص93. توفي أبو الحسن سنة 656هـ في مصر].

وقال ابن عجيبة رحمه الله:
(التصوف: هو علم يعرف به كيفية السلوك إلى حضرة ملك الملوك، وتصفية البواطن من الرذائل، وتحليتها بأنواع الفضائل، وأوله علم، ووسطه عمل، وآخره موهبة) ["معراج التشوف إلى حقائق التصوف" لأحمد بن عجيبة الحسني ص4].

وقال صاحب "كشف الظنون":
(هو علم يعرف به كيفية ترقي أهل الكمال من النوع الإنساني في مدارج سعاداتهم) إلى أن قال:

علم التصوف علمٌ ليس يعرفه إلا أخو فطنةٍ بالحق معروفُ

وليس يعرفه مَنْ ليس يشهده وكيف يشهد ضوءَ الشمسِ مكفوفُ

["كشف الظنون" للعلامة حاجي خليفة ج1/ص413 ـ 414].

وقال الشيخ زروق في قواعد التصوف:
(وقد حُدَّ التصوف ورسم وفسر بوجوه تبلغ نحو الألفين، مرجع كلها لصدق التوجه إلى الله تعالى، وإنما هي وجوه فيه) ["قواعد التصوف" ص2].

فعماد التصوف تصفية القلب من أوضاع المادة، وقوامه صلة الإنسان بالخالق العظيم، فالصوفي من صفا قلبه لله وصفتْ لله معاملته، فصفت له من الله تعالى كرامته.










قديم 2007-12-24, 18:37   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
نادية مجدوبي
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي التصوف الاسلامي

السلام عليكم

للفائدة يقول الأخ " فقير " في احدى مداخلاته حفظه الله .

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .

السلام عليكم، و على كل الاخوة المشاركين .

أخي الفاضل جعلنا الله تعالى من أهل الخير ان شاء الله .


التصوف يقوم بالأساس على تحقيق التوحيد، ثم المجاهدة في المعاملات مع الاخلاص فيها، وصفاء السريرة وتطهير القلب وتزكية النفس، والحرص على التخلق بالأخلاق المحمدية السنية .

التصوف هو علم نتج عن شطر الاحسان واقتبسه منه أهله، كما نتج عن شطر الايمان علم الأصول، وتولد عن شطر الاسلام علم الفقه .

وهو العلم اللدني الغيبي الذي يعلمه صاحب التقوى، وقد أشار اليه المولى جل وعلا في قصة العبد الصالح، مع سيدنا موسى عليه السلام .

والطرق الصوفية " الصحيحة " هي الأسانيد التي تكون سلسلات الشيوخ الذين يربطون المريدين بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهي الأواد التي ينتقيها فحول الأولياء من صحيح الآثار، ومتواتر الأخبار، وفتوح ومكاشفات الأخيار .
وهي طرق كثيرة وسبل دقيقة، توصل الى المولى عبر الطريق الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أشار المولى الى كثرتها وتنوعها بقوله تعالى في سورة ابراهيم :" وقد هدانا سبلنا " . وفي سورة العنكبوت : " لنهدينهم سبلنا " . وفي سورة المائدة : " يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام " . صدق الله العظيم .

من المؤسف حقا أن يعاني التصوف السني الحقيقي من أعداء الاسلام ثم من بعض اخواننا اغتروا بكلام الأعداء ولم يكلفوا أنفسهم عناء البحث والتمحيص اتهموا التصوف بالجهل والمظهر بالشرك والاتحاد والحلول و.....و...... فلم يعرفوا حقيقته لأنهم لم يأخذوه من مصادره الصحيحة، ولم يرشفوا من معينه الصافي، فوقعوا فرائس الخطأ وسوء التقدير، وتعلقوا بالأوهام، وعاشوا في الظنون .

ويحضرني هذا القول :

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة === على المرء من وقع الحسام المهند

يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : " أما المستقيمون من السالكين كجمهور مشائخ السلف مثل الفضيل بن عياض وابراهيم بن أدهم وأبي سليمان الداراني ومعروف الكرخي والسري السقطي والجنيد وغيرهم من المتقدمين، ومثل الشيخ عبد القادر الجيلاني والشيخ حماد والشيخ أبي البيان وغيرهم من المتأخرين فهم لا يسوغون للسالك ولو طار في الهواء أو مشى على الماء أن يخرج من الأمر والنهي الشرعيين، بل عليه أن يعمل المأمور ويدع المحظور الى أن يموت، وهذا هو الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة واجماع السلف وهذا كثير في كلامهم ." الفتاوى 10-- 517- 518

ملاحظة مهمة أخي الكريم : اذا جد واجتهد أي مسلم أو مسلمة يمكن أن تكون فيه هذه الصفات وليس من الظروري أن يسمى صوفيا بل يمكن أن يسمى بالصالح أو المصلح أو التقي أو الورع أو المؤمن أو السني الملتزم.....

والله أعلم وهو الحكيم .

أستغفر الله ولا اله الا الله محمد رسول الله في السر والعلانية .










قديم 2007-12-24, 20:18   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
بن عبدالرحمن
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

لاتغرك اسماء يا اثري فلا ينفع اسم سلفي ولا يضر اسم صوفي المهم هو التمسك بالدين ونبذ العصبيات وعدم التجريح في ماضي وحاضر الامة فان هناك صوفية مجاهدون امثال الامير عبد القادر وهناك سلفيون يبايعون بوش على السمع والطاعة










قديم 2007-12-24, 22:02   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
فتحي الجزائري
قدماء المنتدى
 
الصورة الرمزية فتحي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمان الرحيم
أما بعد :
إخوتي في الله يجب أن نرتقي بأنفسنا إلى مراتب أسمى من ذلك فالدعوة إلى الله يجب ان تكون بالتي أحسن وأن نرفق بمن ندعوهم...فالداعي إلى الله يجب أن يصبر على من يدعوهم إلى الحق الذي يعتقده ...واعلموا ان كل ما تكتبوه في هذا المنتدى شاهدا عليكم ...واعلموا كذلك بأن هناك من يبحث عن الحق في هذا المنتدى فإذا به يجد كلاما لا فائدة فيه ...فنرجوا من الإخوة الكرام الإلتزام بآداب الحوار وأن يحب الفرد منا الخير لإخوانه كما يحبه لنفسه...... وبالله التوفيق.....والسلام عليكم ورحمة الله ....










قديم 2007-12-25, 00:01   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
نادية مجدوبي
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Question

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة BFDZ مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمان الرحيم
أما بعد :
إخوتي في الله يجب أن نرتقي بأنفسنا إلى مراتب أسمى من ذلك فالدعوة إلى الله يجب ان تكون بالتي أحسن وأن نرفق بمن ندعوهم...فالداعي إلى الله يجب أن يصبر على من يدعوهم إلى الحق الذي يعتقده ...واعلموا ان كل ما تكتبوه في هذا المنتدى شاهدا عليكم ...واعلموا كذلك بأن هناك من يبحث عن الحق في هذا المنتدى فإذا به يجد كلاما لا فائدة فيه ...فنرجوا من الإخوة الكرام الإلتزام بآداب الحوار وأن يحب الفرد منا الخير لإخوانه كما يحبه لنفسه...... وبالله التوفيق.....والسلام عليكم ورحمة الله ....
بارك الله فيك أخي المحترم BFDZ على كلامك الصادق المحب للخير

نصيحة والله شاهد : "

ارجوك يا غريب الاثري ان نتحاشى البث في الصراعات بين المذاهب و الطوائف

و ذلك بتجنب التطرق في القضايا التي تشعل نار الفتنة ."

رحم الله موتى المسلمين ولا حول ولا قوة الا بالله .









آخر تعديل نادية مجدوبي 2007-12-25 في 00:50.
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:04

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc