قبل سنة كتبت هذا المقال ، وكانت المناسبة قرب شهر رمضان المبارك .
كان هدفي أن أجد آذان وقلوب يمكنها أن تساعد في إدراج برنامج تلفزيوني يعبر عن أصالة الشعب الجزائري وسعة علم علمائه ومفكريه على الخارطة الفضائية الرمضانية في بعض القنوات الهادفة ذات المشاهدة العالية .
كثير من مسؤولي القنوات التلفزيونية حينها رحبوا بالفكرة ولكنهم للأسف كانوا يتعاملون بمنطق الحسابات المادية والرعاية – ولا ضير في ذلك حيث تكاليف تشغيل القنوات التلفزيونية عالية والبرامج المدرجة برامج تجد لها ممولين عادة ما يحاولون من خلالها خدمة أهداف مشروعة .
وحاولت وأنا في المشرق العربي والخليج أن أجد ممولين لمثل هكذا برنامج ولكن للأسف لم أوفق وخلصت حينها إلى أن أبناء الجزائر وحدهم ممن رزقهم الله سعة المال وحب عمل الخير والنظرة البعيدة للإستثمار غير مباشر من يقدرون على بعث مثل هذه المشاريع .
وإذ أعيد نشر المقال فإني أود التنويه إلا أننا لا نقصد الإستجداء لتنفيذ هذا البرنامج وإنما الدخول في شراكة إستراتيجية يتحقق فيها خدمة هذا البلد وتراثه وتسويقه عربيا ودوليا وكذا الإستفادة للممول من خلال الدعاية التلفزوينة .
أرجوا للجميع التوفيق .
المقال :
هل لأهل المغرب العربي – الإسلامي حق في المساهمة بإعلام هادف ؟!!!
ربما لم يمنّ الله على أهل الصلاح في المغرب العربي-الإسلامي بالمال الحلال الطيب كما منّ به على أهلنا في الخليج ؛ وربما أن أهله من الميسورين ليس بذات الذكاء التجاري الفطري عند غيرهم فالإعلام الهادف بقدر ماله قيمة أخروية له فوائد دنيوية حلالا زلالا ؛ وثالثة الأثافي أن مفكريه وشيوخه وطلبة علمه ليس بجاذبية وإيجابية علماء مصر لكي يجلبوا مالا ويبعثوا علمهم وتاريخهم في الآفاق ؛
لكن الله منّ على أهل المغرب بالعلم والحكمة والدين في الماضي والحاضر والمستقبل بإذن الله .
تعرفت أمس على الأخ العزيز "عمري العزم" وتناقشنا حول مسألة رغبة كلينا رغم أنه من المشرق ( المملكة العربية السعودية الحبيبة ) وأنا من المغرب ( الجزائر الغالية ) في إطلاق قناة تولي وجهها لقبلة الإسلام وتفسح المجال لأهل المغرب للإفادة بعلمهم والتعريف بأعلامهم وتاريخهم وكنوزهم وتكون رباطا وثيقا بين مشرق العالم العربي – الإسلامي ومغربه .
منذ 3 سنوات وأنا أراسل القنوات الهادفة والإسلامية عبر وصلة ( إتصل بنا ) في مواقعها الإلكترونية معربا عن إستعدادي التعاون معهم لتقديم مادة إسلامية فكرية هادفة في قالب إعلامي مشوق يظهر بعضا من العلم النافع الذي تزخر به هذه البقعة الزكية من ديار الإسلام فيعبر عن واقع شريحة واسعة من متلقي هذه القنوات وداعميها من خلال رسائل sms التي أضحت تشكل أحد مصادر تمويل هذه القنوات وتشكل جسر ترابط بينهم وبين إخوتهم في المشرق وتقدم رؤية جديدة للمشارقة وزيادة علم ونفع وبركة .
ولكن أقول ما قاله الشاعر العربي :
(( أأسمعت إذ ناديت حيا * ولكن لا حياة لمن تنادي )) .
إن أملي في الله كبير وهو أن يمن الله علينا أهل المغرب الإسلامي بقناة مكتملة قريبا فأهل الخير كثر وهذا ليس من باب العصبية النتنه لا قدر الله ووحده يشهد حبنا لجزئنا الغالي ( المشرق ) وأهله حيث من الله عليا بأم العيال منه ولكن من باب التنوع الفكري الواعي والهادف فنحن بحمد الله لا نعتمد تقسيمات (سايس – بيكو) فأمة الإسلام واحدة من طنجة لجاكرتا .
أعرف أن موضوع قناة متكاملة يتطلب مالا ووقتا وجهدا وعلى إستعدادنا للتعاون مع الإرادات الخيرة للسعي لذلك فإننا نقترح على من له سعة في الرزق أو علاقة وثيقة بأصحاب القنوات الهادفة القائمة حاليا بمساعدتنا على إنتاج برنامج تلفزيوني يبث أثناء شهر رمضان المبارك ويكون فاتحة خير للتواصل المحمود بين جهد علماء المشرق والمغرب ، خاص ومستوحى من جهاد وعلم وفكر وخواطر العلامة محمد البشير الإبراهيمي ، هذا العالم الفذ بشهادة أهل عصره من المغرب العربي والمشرق والحجاز ، الذي ذاد عن حياض الإسلام ودافع عن عروبة المغرب العربي واللسان العربي القويم ، وإهتم بأمر المسلمين فجال بلاد عربية وإسلامية كثيرة ، حفظ القرآن الكريم صغيرا ثم دَرَس ودَرْس في المدينة المنورة ثم إنتقل إلى الشام معلما في المدرسة السلطانية ثم رجع إلى الجزائر ليكون واحدا من رواد إصلاحها ومجاهديها وقادتها إلى الخير ونشر العلم الصحيح النافع ومحاربة البدع ومقارعة الإستدمار الفرنسي ؛ ثم ما لبث أن غادر في رحلة طويلة إلى ديار المشرق العربي والحجاز وبلاد الإسلام حتى وصل إلى باكستان ورغم أنه كان مكلفا من طرف إخوته في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ثم من قادة ثورة التحرير الوطني بالتعريف بالقضية الجزائرية والدعوة لدعمها ماديا ومعنويا فإنه لم يولي جهده في حله وترحاله بالإلتفات إلى قضايا المسلمين عامة وقضية فلسطين خاصة فألقى الخطب والمحاضرات واللقاءات الإذاعية والصحفية بفكر العالم ولغة الفصيح ومحبة المسلم ناصحا وموجها وترك آثار من خمس مجلدات ومئات من الرجال الذين كرسوا حياتهم للدفاع عن العقيدة الصحيحة والفكر المستنير في الجزائر خاصة وبلاد المغرب العربي عامة وله من الأثر في المشرق مالا يقل عن المغرب وإن جهله الناس وتجاهله الإعلام الهابط – وهذا مفهوم – وظلمه الإعلام الهادف كما ظلم غيره من إخوته الصالحين .
البرنامج من 35 حلقة فكرته وإطاره العام جاهز ومستعد لإعداده وتقديمه والإشراف الكامل عليه حتى يرى النور بإذن الله ويعم نفعه المسلمين جميعا .
أهل الخير لا تبخلوا بدعائكم ومساهمتكم وأعلموا أن من حفظ للمسلمين دينهم وعقيدتهم وفكرهم لمن المفلحين .
* هناك مجموعة برامج أخرى جاهزة ذا صبغة فكرية وإجتماعية وترفيهية هادفة لمن أراد التعاون .
للتواصل :