أراملنا وأيتامنا : بين صراع الحزن - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أراملنا وأيتامنا : بين صراع الحزن

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-10-03, 18:00   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
وضاح الدمشقي
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية وضاح الدمشقي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي أراملنا وأيتامنا : بين صراع الحزن

أراملنا وأيتامنا : بين صراع الحزن وقسوة قلوبنا
أيقظني فجأة وفي الصباح الباكر, صوت طفلي الصغير, والذي كان يشاركنا غرفة نومنا
بسريره الصغير القابع في زاوية الغرفة .
وبسبب صراخه الحاد هذه المرة , قفزت مسرعا باتجاه سريره خيفة أن يكون على وشك
السقوط أثناء محاولته النزول منه.
كنت متضايقا جدا بسبب النعاس الشديد الذي كنت أشعر به
فنظرت اليه والغضب تتزايد وتيرته في نفسي .
لم تكن أمه في الغرفة , فهممت أن أصرخ مناديا اياها لتحضر وتتولى أمره , لكنني فجأة
عدلت عن ذلك بينما عيناي تمعنان النظر وتحدقان فيه بقوة .
بالتأكيد لم تكن هذه هي المرة الاولى التي أراه فيها باكيأ .
الا أن منظره هذه المرة وهو ينتحب بشده قد هالني وهز مشاعري .
كانت الدموع تبلل خديه .
وكانت نظرات عينيه الصغيرتين حائرة مستغيثة , بل قل ملهوفة مرتبكة مرعوبة
الا أنها كانت تصب بإتجاه واحد فقط.
كان ينظر الى مكان أمه الفارغ على السرير , والتي كانت قد غادرته لدقائق معدودة ,ربما
لتحضر له بعض الحليب.
في هذه الثواني المعدودة , مرت أمام مخيلتي ثلاث صور هزت كياني:
منظر عينيه التائهتين وهما تبحثان عن أمه , ذكرتني بلقاء تلفزيوني بثته قناة الجزيرة في
احدى نشراتها الأخبارية مع فتاة فلسطينية من قطاع غزة , تزوجت ولم ترزق بأطفال
فسارعت هي وزوجها إلى تبني ثمانية أطفال أيتام من قطاع غزة محتسبة الأجر عند الله تعالى
وجالت بسرعة في خاطري وكلمح البصر كلمات قالتها تلك الأم :
استطعت أن أتغلب على كل المشاكل مع هؤلاء الأطفال الصغار , إلا مشكلة واحدة
وهي إستيقاظهم في منتصف الليل خائفين وهم يصرخون : ماما ! ماما ! أين ماما ؟
كانو يبحثون عن أمهم في كل أرجاء الغرفة لكن دون جدوى ، لقد استطعت أن أعوضهم
تقريبا عن كل شئ إلا في هذا الموقف فاني أكون عاجزة ولا أستطيع فعل شيئ .
ثم أجهشت الفتاة في البكاء ولم تستطع إتمام المقابلة .
ومن تلك الصورة لمعت في ذهني صورة أخرى :
صورة لستة الاف يتيم يعيشون الان في غزة المحاصرة !
ثم صورة أخرى لأربعة ملايين أرملة في العراق أو قل أربعة ملايين يتيم على الأقل
على اعتبار أن لكل أسرة طفل واحد فقط !
أما الصورة الثالثة:
فقد كانت لخطبة يوم جمعة سمعتها بنفسي في أحد المساجد , حيث ذكر خطيبها
وهو عالم جليل ذو ثقة , ذكر حقيقة مرعبة , اذ قال:
إن تقديراتنا للزكاة الواجب إخراجها في بلدنا لهذا العام تقارب الخمسين مليارا !
نعم خمسون مليارا ولم نستلم منها حتى الأن ولو مليونا واحدا !
لمعت كل هذه الصور أمام خاطري عندما شاهدت طفلي الصغير يصرخ باكيا باحثا
عن أمه , والتي افتقدها لدقائق معدودات فقط.
عندها شعرت بحزن شديد , وبلهفة عارمة , فأسرعت محتضنا اياه بقوة , لأبث الطمأنينة
والشعور بالأمان في نفسه الصغيرة التائهة عساه يكف عن البكاء .
ورحت أتمتم بصوت مرتجف :
يا الله .
من لأطفالنا الذين فقدوا أهليهم الى الأبد ؟
من لأيتامنا في هذا العالم الموحش , وقد نسيناهم جميعا بعد أن قست قلوبنا ؟
ومن لأراملنا المعذبات في الأرض , وهن كثر, عددهن يزيد ولا ينقص ؟
رحماك يا الله .
.....









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
أراملنا, وأيتامنا


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:56

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc