كيف يرى الأبناء الصغار آباءهم .. ؟؟
يرونهم خالدين .. و على كل شيء قادرين .. و عندهم علم الأولين و علم الآخرين .. !!
قلما يفكر الآباء في الأحداث التي يثيرونها .. و الانطباعات التي يحدثونها .. في نفوس صغارهم
الأبناء .. أو لعلهم يفكرون فلا يجدون فرقا يذكر بين الصورة التي يخالونها ترسم لهم في
أذهان أبنائهم الأطفال .. و الصورة التي يحملونها هم لإخوان لهم أو أصدقاء بالغين من الرجال
و النساء .. !!
و هم على خطأ في هذا و ذاك .. في نظر سائر علماء النفس و الأطباء .. !!
و عند هؤلاء العلماء أن إدراك الآباء لما يجول في خاطر صغار الأبناء .. عنهم و عما يتصفون
به في صغرهم من صفات .. شرط لازم لتفهم طبيعة الأطفال .. و هو بالتالي شرط من شروط
أحكام تربيتهم و إحسان تأديبهم .. !!
إن الأطفال ينظرون إلى آبائهم و إلى سائر من شبابهم من الرجال و النساء .. و كأنهم مخلوقات
تنتمي إلى عالم غير عالمهم .. قوامها معدن غير معدنهم .. ينظرون إليهم و كأنهم عمالقة أو آلهة
مالتي تتحدث عنها الأساطير .. و ينسج معالمها الخيال .. فبواعث الآباء في نظر الصفار ضرب
من ضروب الغيب و الإعجاز .. و أساليبهم غامضة كالأحاجي تمتنع و تلتبس على العقل و الإدراك ..
و الآباء لذلك موضع حب صغارهم الفائق .. و هم أيضا موضع خوف أطفالهم البالغ .. !!
و الجدير بالآباء أن يقفوا على بعض ما توصل إليه الأطباء و النفسيون و العلماء في هذا الصدد
من نتائج و آراء .. !!