فهنيئا لهم بالراي !!!

[أماني أريس]

"البقرة الحلوب "هذا التشبيه البليغ الذي أطلقه الجزائريون على جزائرهم لم يكن اعتباطا ومحض صدفة فقد أصابوا بوصفهم هذا لب الحقيقة غير أن أكثرهم يرددونه حسرة على استنزاف الغرباء لما تدره صحراؤنا يوميا وما يتم تهريبه من ماشية وبنزين عبر الحدود وما يصدر من أجود أنواع التمور إلى الخارج يراها الشعب البسيط فقط عبر شاشة التلفزيون بينما لا يجد في سوقه سوى الرديء منها وبأسعار ملتهبة أما انا ففكرت في لقب آخر نستعمله إن حصل وجف ضرع هذه البقرة لا قدر الله ألا وهو" البقرة العجفاء" لأنها لم تتعرض للحلب فحسب بل تعرضت ايضا لمص الدماء علنا وفي الخفاء من طرف الأعداء والأشقاء على حد سواء !

بلد بحجم الجزائر أصبح لا يكاد يذكر إلا قرينا بالإرهاب والفساد في حين ان بلدانا أخرى لا تملك ربع إمكانياتنا استطاعت أن تكتسب ميزة ايجابية تنسب إليها ولو بأبسط الإمكانيات وخير مثال لذلك تونس الشقيقة التي رغم ما مرت بع من ظروف فمداخيل سياحتها لا تزال اكبر بكثير من مداخيل سياحتنا التي فقدت أخر فرصة لها للتعافى بعد حادثة اين اميناس الأخيرة على الأقل في المدى القريب ...

ماذا بقي للجزائر بعد ان سرقوا منا حتى الشخصيات التاريخية والسياسية ؟؟؟ "طارق بن زياد " ذلك القائد العظيم وتلك الشخصية التي رفع المسلمون عامة والعرب خاصة بفضلها هامتهم لقرون من الزمن والذي أشار معظم المؤرخين من بينهم العلامة ابن خلدون في كتاب المقدمة الى أصوله النفزاوية وهي قبائل كانت تضرب بخيامها في وادي سوف – وهي مسقط رأس جد طارق بن زياد – ثم انتقلت لتستقر على ضفاف وادي تافنة والذي يقع بولاية تلمسان حاليا سلب منا هذا العظيم ونسب لغيرنا وان كان هناك غموض حول هوية هذا البربري الألمعي الحقيقية وكان لا بد لشعوب المنطقة المغاربية التي كانت في ذلك الزمن دولة موحدة من برقة شرقا الى المحيط الأطلسي غربا ان تتقاسم أيضا شخصياتها وبطولاتها وعاداتها وتقاليدها ولباسها وأطعمتها لتصنع لنفسها تاريخا مستقلا كنا نحن الجزائريون الاولى بنسب هذا القائد العظيم لنا نظرا للادلة والمراجع التي تثبت انتسابه لقبيلة استقرت ببلادنا ...

ولم يقف الأمر عند هذا الحد فحسب بل انهم حرفوا حتى أصول الطريقة التيجانية الصوفية التي نشأت في مدينة البيض على يد مؤسسها أبو العباس احمد التيجاني روجوا لها على أساس أنها مغربية النشأة ...

ثم راحوا يتلذذون بفضيحة شكيب الذي أصبح خليلا حقا وحقيقة بالنسة لهم لكونه ذو أصول مغربية حسب زعمهم !

وعندما لا حظوا نجاعة هوسهم بالتاريخ وتجريد دولة بحجم الجزائر من كل ايجابياتها ما بقي لهم سوى " الراي " ليسرقوه وينسبوه إليهم حيث وقبل أيام قرأت مقالا تحت عنوان أكاديميون مغاربة يؤكدون في ملتقى دولي نظمته جمعية وجدة للفنون أن الراي ليس جزائريا بل موروثا مغاربيا !!!

فهنيئا للأشقاء " بالـــــــــــــــــــــــراي " بعد كل شيء وهنيئا لهم أيضا إن وصل تعداد شهداء سوريا إلى " المليون " !

بلاد عشقناها على كل حالة *** وقد يعشق الشيء الذي ليس بالحسن

وتستعذب الأرض التي لا هوى بها *** ولا ماؤها عذب ولكنها الوطن

- أملودة الجسور المعلقة -

[le fugitif]

تمت الموافقة