من غشنا فليس منا.... @ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

من غشنا فليس منا.... @

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-05-22, 12:13   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
fatimazahra2011
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية fatimazahra2011
 

 

 
الأوسمة
وسام التألق  في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










Flower2 من غشنا فليس منا.... @



* من غشنا فليس منا *






الحمد لله ، القائم على كل نفس بما كسبت ، ولا تكسب كل نفس إلا عليها ، فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره .
أحمده ـ سبحانه وتعالى ـ وأشكره ، وأتوب إليه ـ جل شأنه ـ وأستغفره ، وأستعينه وأستهديه ، وأعوذ به من فتنة القول كما أعوذ به من فتنة العمل ، وأسأله ـ تبارك وتعالى ـ مخافة منه تحجزني عن معاصيه، حتى أعمل بطاعته عملاً أسـتحق به رضاه ، وحتى أناصحه بالتوبة خشية له ، وأنصح له بالحق حباً فيه ، وأتوكل عليه في الأمور كلها ثقة به .




وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيى ويميت وهو على كل شىء قدير ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله ، وصفيه وخليله ، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحابته أجمعين ، والتابعين لهم بخير وإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
} يأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون *الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناء وأنزل من السـماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون { [ البقرة :21/22]
ويقول النبي r، وهو يبين لأمته الطريق المستقيم الذي يوصل العبد إلى الجنة ويبلغه مرضاة ربه " إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً ، وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى : } يأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم { وقال تعالى : } يأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون { ـ ثم ذكر الرجل ، يطيل السـفر أشعث أغبر ، يمد يديه إلى السماء يارب يارب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذى بالحرام ، فأني يستجاب لذلك " [ رواه مسلم ]
هذا بيان للناس أن يتخيروا لمطعمهم ومشـربهم وملبسـهم وما ينفقون على أهليهم مما أحل الله ، فإن لحما نبت من حرام فالنار أولى به ـ فأطب مطعمك أخي المسـلم ، وتخير الطريق الذي




(2 )
تكسب منه قوتك وقوت عيالك وأهلك ، وإياك والطمع والشره ، فإنك لن تأخذ من الله عز وجل مالا يريد ، ولن تكرهه على أن يعطيك ما تتمنى ، ولكن العبد اذا سـقط من عيني الله تركه يتقمم الدنيا ويأكل الجيف ، فإذا أحبـه وكان أثيرا عنده حماه الدنيا ووقاه الحرام .
أما الطيب الحلال الذي أمر به الله ، فذلك الذي لا غش فيه ولا خديعة ، فلا تشارط أحداً على عمل يحب منك أن تصنعه له على شريطة معينة .. ثم تخدعه وتوارى وتخفى عنه ما يكره أن يراه .. إن أكلت المال من هذا الطريق أكلت الحرام والخبيث ولم تأكل طيباً .
وإن كنت موظفاً فاحرص كل الحرص على أن تؤدي العمل كما عهد به إليك كأنه عملك الخاص بك ، وعامل الناس بما تحب أن تعامل به ، فإن أهملت وضيعت حقوق الناس أو سوفت أو شرطت على إنجاز عملك رشوة سحتاً حراماً ، فإن أجرك وما تأخذه لا يطيب لك ـ وكيف يطيب ذلك السحت الحرام؟ .
انظر إلى نفسك حينما تعلم أنك مراقب في عملك من صاحب عمل أو مدير أو وزير ، ماذا تعمل ؟ تجد وتفرغ من عملك وتنكب عليه .. سبحان الله ! أتخشى الناس ؟ فالله أحق أن تخشاه ، تجعل لله أنداداً.. بل تجعلهم فوق الله .. فإنك لا تخافه لاتخشاه ، ولكنك تخاف الناس ، فهم في قلبك أعظم قدراً ، وأملك لنفعك وضرك من ربك في نفسك المريضة وعقلك الضعيف .. ضاع إيمانك قبل أن يضيع ثوابك في عملك ـ ولو راقبت الله لاتقيته ولم تأكل إلا طيبا .. فلا تبايع الناس ولا تشاريهم إلا وأنت مراقب لربك ، فلا تبخس الناس أشياءهم ولا تخسر الميزان .. فإن حبة تنقص من كيل أو قطرة من ميزان . لمن يفعلها الويل والعذاب .أما سمعت الله يقول :}ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون * وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون * ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون * ليوم عظيم*يوم يقوم الناس لرب العالمين {[ المطففين 1:6 ]
سبحان الله ! أيجعل الله الويل والثبور لمن ينقص المكيال حبة ، ثم أنت تأكل المكيال كله ! ما يفعل الناس بصلاتك وصيامك ؟ إنما جعل الله صلاتك وصيامك وسيلة ليهذب بها نفسك ،
وسبيلاً إلى خشية ربك ، فإن نفعتك صلاتك وصيامك في معاملتك مع الناس فنعم المرء المسلم المفلح أنت ! وإلا فإن صلاتك وصيامك إن لم يعودا عليك بالخير وتهذيب النفس ومراقبة الحي القيـوم،فلن تنفعك غداً شيئاً، فمن لم تنهه صلاته عن الفحشـاء والمنكر لم يزدد مـن الله إلا بعداً،
و" من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"[ رواه الشيخان ]
( 3 )
مر النبي rبرجل يبيع طعاماً ، فأدخل يده فيه فأصابت يده بللاً فقال : ما هذا يا صاحب الطعام ؟ قال : أصابته السماء يريد ـ المطر ـ يا رسول الله . فقال r: فهلا وضعته فوق الطعام بحيث يراه الناس ؟ من غشنا فليس منا " [ رواه مسلم ] .
أيها المسلمون : ـ
إن الغش مرده إلى الخيانة التى تملك على الخائن نفسه ، فتدفعه إلى ظلم الناس بتخسيرهم إذا اشترى وإذا باع ـ وللأمانة المنزلة الأولى في المعاملات التجارية ، إذ أمر القرآن الكريم بإقامة الوزن بالقسـط ، دون طغيان أو خسران ، لما لذلك من أثر عميق في العلائق الإنسانية ، ووحدة المجتمع وسعادته واستقامة الأمور فيه .
وليس الغش في التجارة بقاصر على نقص وزن أو كيل أو مقياس ، وإنما يتعداه إلى بخس الناس من جهة النوع ، فهناك السلعة الجيدة ، والسلعة المتوسطة الجودة ، والسلعة الرديئة ، ولا بد للبائع ان يكون أميناً فينصح للمشترين " والدين النصيحة " رواه البخاري ـ وبخاصة لأنه يتقاضى الثمن الذي يريد ، فإن رسول الله r يقول : " لا يحل لامرىء مسلم يبيع سلعة يعلم أن بها داء إلا أخبر به " [ رواه البخاري ]
وقد اتسع مجال الغش في عصرنا الحاضر ، بقدر ما اتسع نطاق التسويق وذلك للرغبة المحمومة في الربح الحرام ، والثراء العاجل ، وضعف الوازع الديني الذي يقمع الرغائب الدنيئة ، بالقناعة والرضا ، والخوف من عذاب الآخرة .
ومن الغش الذي حرم الله ، تلك الإعلانات التي تقدم بعناية ، لتغري بمعلومات كاذبة خاطئة ، في كل وسائل الإعلان والإعلام ، في التلفاز والمذياع والصحف والمجلات وغيرها ،
والذين يقدمونها درسوا وسائل التأثير النفسي على الناس ، ثم انطلقوا يسـرقون أموال الناس بالباطل من كل سبيل .
وقد تنعكس الآية فيحاول المشتري خداع البائع ، استغلالاً لجهله بالأسعار أو يساومه ابتغاء غمطه حقه ، ومن المؤسف أن المساومة في البيع والشراء عادة تشيع في مجتمعاتنا ، حتى لقد أصبحت جزءاً من طابعه العام .
( 4 )
والمسـاومة هي أخذ ورد بين الطرفين في تحديد ثمن السلعة ، ومناقشة ترتفع بالثمن فوق معدله ، أو تنخفض به دون مستواه ، وهي مماحكة وإضاعة وقت واستهلاك تفكير ، وربما تؤدي في النهاية إلى احتكاك فشجار فخصومة ، وكثيراً ما يكون ربح المساوم في بيعه ، أو المساوم في شرائه أقل مما يقتصده لو سار على سنة الاعتدال ، في مطعمه ومشربه وملبسه ولم يك من المسرفين .
وليست المساومة والتشدد في البيع والشراء أثراً للفقر ، بقدر ما هي أثر للجشع والأنانية والغش المتبادل ، وهي نمط من تلوث النفوس ، كقذارة البدن والثياب ، التي يدعى صاحبها أن الفقر وقلة ذات اليد من ورائها ، ولكن الحقيقة تشير إلى يسر النظافة لمن أراد ، وكذلك خلق القناعة في الإنسان ، ولذلك يدعو الإسلام إلى علاج هذا الداء بالسـماحة في البيع والشراء ، لأنها وسيلة إلى توثيق العلاقات بين الناس ، وإشاعة الراحة النفسية والاطمئنان ، ولا يمزق هذه العلاقات مثل القلق والتذمر والتربص من البائعين والمشترين على السواء .. يقول الصادق المصدوق r : " رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع ، سمحاً إذا اشترى ، سمحاً إذا قضى ، سمحاً إذا اقتضى " [ رواه البخاري ]
إن هذه السماحة التي أدب المسلمين بها رسول الله r وقاية من اندفاع المتعاملين نحو المنفعة المادية الطاغية على العلاقات الأخوية الإنسانية ، ومن ثم ينحدرون في التعامل إلى الغش والخداع والكذب والتحايل والضرر بأكل أموال الناس بالباطل .
كثير من الناس حين يمتحنه الله فيقدر عليه رزقه ويطول عليه الانتظار .. انتظار الفرج واليسر ، يتقحم المعاصي ولا يصبر على قضاء الله والنبي r ينهي الناس ان يغرهم الشيطان ، وأن يركبوا رءوسهم فيتعجلوا المقدور ، فلكل أجل كتاب فيقول " أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب ، فإن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها ، ولا يحملنكم استبطاء الرزق على طلبه بمعصية الله ، فإن فضل الله لا ينال بمعصيته : [ رواه الحاكم وأبو نعيم ]
عباد الله اتقوا الله وأحسنوا الطعمة يبارك الله لكم في أنفسكم وأهليكم ، فإن لم تفعلوا فلا خير عندئذ في والد ولا ولد .
وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه .



















 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
منا...., عشنا, فليس


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:29

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc