الفرق بين الامر بالمعروف والنهي عن المنكر خطوات الإنكار والأمر:
أولاً: التعريف، فإن الجاهل يقوم على الشيء لا يظنه منكراً، فيجب إيضاحه له، ويؤمر بالمعروف ويبين له عظم أجره وجزيل ثواب من قام به، ويكون ذلك بحسن أدب ولين ورفق.
ثانياً: الوعظ؛ وذلك بالتخويف من عذاب الله عزّ وجلّ وعقابه وذكر آثار الذنوب والمعاصي، ويكون ذلك بشفقة ورحمة له.
ثالثاً: الرفع إلى أهل الحسبة إذا ظهر عناده وإصراره.
رابعاً: التكرار وعدم اليأس فإن الأنبياء والمرسلين أمروا بالمعروف وأعظمه التوحيد، وحذروا من المنكر وأعظمه الشرك، سنوات طويلة دون كلل أو ملل.
خامساً: إهداء الكتاب والشريط النافع.
سادساً: لمن كان له ولاية كزوجة وأبناء، فله الهجر والزجر والضرب.
سابعاً: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يستوجب من الشخص الرفق والحلم، وسعة الصدر والصبر، وعدم الانتصار للنفس، ورحمة الناس، والإشفاق عليهم، وكل ذلك مدعاة إلى الحرص وبذل النفس.
قال رسول صلى الله عليه وسلم : « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان » [رواه مسلم].
فضائل سورة الفاتحة
القرآن الكريم كلام الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومن أنعم الله عليه بقراءته كله أو حفظه كله، فتلك هي الغاية العليا، والمنزلة السامية التي تشرئب إليها الأعناق، أما إذا لم يتيسر ذلك، فإن الله عز وجل لم يحرم غير القادر على ذلك عظيم الأجر، وجعل لقراءة بعض السور أو الآيات من الثواب الجزيل والأجر العظيم ما يطيب به خاطر القارئ ويجعله مطمئنًا إلى سعة رحمة الله وعظيم فضله، فمن ذلك:
فضل قراءة الفاتحة
هذه السورة على قصرها ووجازتها- قد حوت أسرار القرآن، واشتملت على مقاصده الأساسية بالإجمال، ولهذا تسمى أم القرآن فهي تتناول أصول الدين وفروعه، تتناول العقيدة والعبادة والتشريع والجزاء والإيمان بأسماء الله الحسنى، وصفاته العليا، وتأمر بإفراده بالعبادة والاستعانة والدعاء والتوجه إليه تعالى بطلب الهداية إلى الدين الحق والصراط المستقيم، والتضرع إليه بالتثبيت على الإيمان، ونهج سبيل الصالحين وتجنب طريق المغضوب عليهم والضالين، وفيها الحديث عن منازل السعداء ومراتب الأشقياء، وفيها التعبد بأمر الله تعالى ونهيه إلى غير ما هنالك من مقاصد وأهداف، وقد تكلم في فضل هذه السورة كثير من العلماء والمفسرين، ولأهمية ما كتبوه ننقل بعضًا منه ثم نُتبِع ذلك بالأحاديث الواردة في فضلها مع شرح معانيها، والله المستعان.
قال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره: وفي الفاتحة من الصفات ما ليس لغيرها حتى قيل: إن جميع القرآن فيها وهي خمس وعشرون كلمة تضمنت جميع علوم القرآن.
ومن شرفها أن الله سبحانه قسمها بينه وبين عبده، ولا تصح الصلاة إلا بها، ولا يلحق عمل بثوابها، وبهذا المعنى صارت أم القرآن العظيم، كما صارت قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن؛ إذ القرآن توحيد وأحكام ووعظ، و قل هو الله أحد فيها التوحيد كله، وبهذا المعنى وقع البيان في قوله عليه الصلاة السلام لأبيّ: "أي آية في القرآن أعظم؟" قال: "الله لا إله إلا هو الحي القيوم". وإنما كانت أعظم آية لأنها توحيد كلها كما صار قوله: "أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له". أفضل الذكر لأنها كلمات حوت جميع العلوم في التوحيد، والفاتحة تضمنت التوحيد والعبادة والوعظ والتذكير.
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في تفسير القرآن الكريم (1-3): سورة الفاتحة سميت بذلك لأنه افتتح بها القرآن الكريم، وقد قيل إن أول سورة نزلت كاملة، هذه السورة قال العلماء: إنها تشتمل على مجمل معاني القرآن في التوحيد والأحكام والجزاء، وغير ذلك، ولذلك سميت "أم القرآن" والمرجع للشيء يسمى "أُمًّا".
كانت قصص الانبياء واممهم من مميزات القران حيث
من حياة الأنبياء والصالحين
لقد أفرد القرآن الكريم حديثا مطولا عن الأنبياء والصالحين , وذلك من أجل حكمة عظيمة فقهها علماؤنا فأجمعوا أنها ليست للتسلية والترفيه , وإنما من أجل العمل بدروسها وتطبيق عبرها , وهذه الدروس والعبر لم تكن لعصر بعينه , وإنما هي ممتدة إلى يوم القيامة , ولذلك فهي تناسب كل زمان ومكان بإصلاحاتها وإرشاداتها وتغييرها المجتمعات نحو الأفضل .
وهذا ما نعنيه بالعصرية أي مناسبتها لما يمر به عصرنا من أحداث ومواقف , سواء على المستوى الفردي أو الجماعي , المحلي أو الدولي , أو بمعنى آخر علي مستوى الفرد والأسرة والمجتمع والدولة والأمة , يقول تعالى :
( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شئ وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ) يوسف 111 .
وليس الأمر في التأمل والوقوف أمام أحداث القصة بقدر ما هو الوقوف أمام ما فيها من عبر ودروس نجملها في التالي :
- تقرير الإيمان بالله وإخلاص العمل له والإيمان باليوم الآخر
- وكيف توجهوا إلى الله فتقربوا منه فرزقهم الله نعيم الدنيا والآخرة ؟
- وتحذير من النماذج السيئة حتى نبتعد عن الاقتداء بها
- وأن مقياس النجاح في الحياة بالصدق والإخلاص في السكنات والحركات واحتساب الأجر من الله وليس في الأشكال والمظاهر
- وأن علامات النجاح في الحياة بالتأسي بالأنبياء والصالحين في مواقف العمل والدعوة والصبر و الثبات ومواجهة ضغوط الحياة بالطمأنينة والسكون والهدوء وليس بالعفوية أو الانفعال أو اليأس أو الخمول أو التراخي .
تقبلي مروري اختك نسائم الربيع