قال تعالى ((سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب .. ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربّي أعلم بعدّتهم ما يعلمهم إلاّ قليل فلا تمار فيهم إلاّ مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا)) - الكهف 18_22
وقع الخلاف بين النّحويين فى إعراب حرف (( الواو )) الواقع فى النّص الكريم ما بين أن يكون حرف عطف أو إستئناف ولما كان للعطف ضوابط وللإستئناف قواعد .. والواو هنا لا يدخل ضمن هذه القواعد والضّوابط فصمت النّحويّون فى وجه النّص الكريم وقد تملّص النّحويّون من الإستشهاد بهذا النّص الكريم فى أىّ موضع من مواضع النّحو العربى ولم يذكروها فى مصنّفاتهم حتى جاء ابن هشام الأنصاري فى كتابه ((مغنى اللّبيب عن كتب الأعاريب))
وسمّى الحرف فى إعرابه واو الثّمانيّة!!!!
ذكرها جماعة من الأدباء و النّحويين كابن خالويه و زعموا أنّ العرب إذا عدّوا قالوا :
ستّة سبعة و ثمانيّة إيذاناً بأنّ السّبعة عدد تام وما بعدها مستأنف و دليلهم على ذلك قوله تعالى " سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم و يوقولون خمسة سادسهم كلبهم رجماً بالغيب و يقولون سبعة و ثامنهم كلبهم "
و كذلك قوله تعالى : " التاّئبون العابدون الحامدون السّائحون الراكعون السّاجدون الآمرون بالمعروف والنّاهون عن المنكر"
من ذلك أنّه جلّ إسمه لمّا ذكر أبواب جهنّم ذكرها بغير واو ؛ لأنّها سبعة ، فقال : " حتّى إذا جاؤوها فتحت أبوابها"
ولمّا ذكر أبواب الجنّة ألحق بها الواو لكونها ثمانيّة ، فقال سبحانه : " حتّى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها "
وسبحان الله حرف واحد يعجز فرقة كاملة من العلماء النّحويين بمدارسهم الخمس البصريّة والكوفيّة والبغداديّة والمصريّة والاندلسيّة ليس لنا سوى أن نقول سبحان الله
وإذا كان حرف واحد أعجز فرقة علميّة كاملة فكيف لا يعجز القرآن الكريم الأمم كلّها بأياته