![]() |
|
قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية كل ما يتعلق بالأخبار الوطنية و العربية و العالمية... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
إلى طبقة المجاهدين: ما هكذا يكرم الوالد وأمثاله
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() إلى طبقة المجاهدين: ما هكذا يكرم الوالد وأمثاله 11/02/2010 ![]() أقول هذا ردا على تساؤلات بعض كبار المجاهدين حول غيابي عن حفل تكريم أقيم للوالد رحمه الله وثلة من الشهداء ورفاق السلاح إبان ثورة التحرير المباركة، تقاطر لهذا الحفل 300 من كبار شخصيات الدولة وقدماء المجاهدين وشخصيات عامة (الشروق 6/2/10)، تحت غطاء إعلامي عريض (الأحرار، الخبر، الشروق...) وكذلك كاميرات التلفزيون، ولعل البعض منهم - أو هكذا يفترض- كان ينتظر كلمة يلقيها الكاتب بمناسبة تسلمه شهادة تكريم والده، يفتتحها بالثناء على فخامة رئيس الجمهورية، ثم يمتدح ما طاب لهم المجاهدين الحاضرين الثوار والأحرار، ويداهن ما استطاع السلطات المحلية والشخصيات الوطنية التي تشرف بحضورها متواضعة، بعبارات تليق بمقام علية القوم وسادته، مشيدا طبعا بالانجازات العظيمة التي تمت على أياديهم الكريمة؛ وطبعا هذا لم يحدث، وتوضيحا لمن جاءني إلى مزرعتي متسائلا، وله الشكر على ذلك، وإلى من ابتلع غيابي على مضض وولى وجهه شطر العاصمة، وكذلك لكل المعنيين أقول: أوضح أولا للقراء، لو أن الموضوع كان حدثا عرضا، لما سمحت لنفسي بتناوله من ناحية المبدأ، ولا حتى محاولة استعراضه عبر هرم إعلامي كـ'القدس العربي' عالي المهنية، ينأى بخطه عن تداول الصغائر، غير أن ظاهرة المهرجانات الخطابية في الجزائر باتت آفة تنخر وعي المجتمع بقدر ما تستنزف أمواله، وحالة مرضية تزداد تعقيدا مع الوقت جديرة حقا بالتحليل. أتحدى جميع من يوصفون بالشخصيات الوطنية التي حضرت حفل التكريم، سواء المجاهدين أو رجال الدولة، أن يجيبوا عن السؤال التالي بصدق وصراحة: كيف حال الجزائر اليوم شعبا ونظاما ؟، لقد سمعت من بعض القيادات العليا، وبعض كبار المجاهدين في مجالس خاصة حقائق مفزعة عن أوضاع البلد، وقد استشرى فيها الفساد حتى أصبح هو النظام القائم، وعليه تدور مصالح الشعب، ويجزمون بأن الوطن في حالة انهيار تام، معترفين أنهم خالفوا مبادئ الثورة المباركة، وخانوا أمانة الشهداء والمجاهدين الذين لم يغيروا ولم يبدلوا حتى قضوا، والحال هذه: كيف يستقيم في ذهني أن استلم في مثل هذا الجمع شهادة تكريم الوالد؟ لا تفسير عندي لمثل هذا السلوك بين عرض قناعات في غرف مغلقة، و نقيضها على الملأ، إلا بحال ذلك الذي يرتكب سلوكا مشينا قبيحا ثم يعود إلى المكان الذي فعل فيه ما فعل، للإيحاء ببراءته من ناحية، والتلذذ سرا بما جاء منه. أتحدى كذلك طبقة المفكرين والكتاب والباحثين وأساتذة جامعيين ممن حضروا بذات السؤال، وهم يحملون نفس القناعة وذات الجواب، إذن هل من المعقول أن يهدروا وقتهم وجهدهم، بل ويوظفون مكانتهم العلمية لتزيين صورة أولئكم القوم؟ ألم يكن حريا بهم أن يرفعوا أصواتهم عالية ' كفاية' ، ويشرحوا لحظتها الأوضاع القائمة، من فساد أطبق رأس الشعب، وظلم فادح ومنتن أزكمت رائحته أنوف العالمين، وفساد مقنن ولت فزعا منه الشياطين، إلى متى هذه المحاباة والمداراة؟ وماذا ينفع الجزائر اليوم لو علق لكل مواطن النيشان وأعطي ورقة 21/27 شهادة شرف وهو لازال يعيش أبشع صور الظلم والاضطهاد؟ بماذا تنفعه هذه المهرجانات الفلكلورية وهو يفتقر لأبسط حقوق المواطنة؟ وإن لم يذد عن حقوقه أمثالكم فمن ذا الذي ينهض بها؟ تذكرت في هذه المناسبة وصية الوالد رحمه الله وهو على فراش الموت، إذ أوصاني بدفنه في المزرعة ثم قال: يا بني إن القوم بعد دفني سيجمعون أمرهم على أن يتخذوا على قبري مسجدا يفرشونه بالرخام ، بحجة أنني شخصية عامة ورمز لكل المنطقة، إياك أن تقبل. فسألته عن السبب فرد قائلا: أما علمت يا بني أن هذا الأمر ليس لي وإنما لكم، حتى لا يقول الناس عنكم قد أهنتم رموزكم ولم تقدروهم حق قدرهم وما إلى ذلك، لن ينفعني رخامكم ولا زينتكم ولا مباهاتكم أمام الناس، ما ينفعني عمل صالح متقبل عند الله برحمته وفضله، وصدقة جارية منها دعاؤكم لي بالمغفرة والعفو والرحمة. وليقس ما لم يقل. ختاما، لست ضد تكريم الشهداء والمجاهدين كما قد يفهم البعض، لكن شريطة أن يكون لوصل الحبل بينهم وبين الخلف، وليس بناء مجد وهمي على قبورهم، إن المجاهدين المخلصين والشهداء أمة قد خلت لها ما كسبت، ولنا ما كسبنا ، فماذا قدم للشعب من بعدهم؟ أي جرأة تلك التي تصوغ لصاحبها أن يرفع عقيرته بكرامة الشهيد وهو ينتعل كرامة شعب حي منهم أبناء وزوجة الشهيد ذاته؟ بأي وجه ألقى الله حين أشارك في هكذا مهازل أتناول مع القيادات خرافا مشوية، وخلف جدران قاعة الطعام أكواخ مهدمة على رؤوس يتامى تصطك أسنانهم من البرد وقد طوى بطونهم الجوع؟ والله لا كرامة لي حينئذ. أعتقد جازما أنه لا يحق لنا تكريم الشهداء والمجاهدين وقد ولينا أدبارنا لما ضحوا من أجله، ولن ينفعنا بين يدي الله تغنينا ما حيينا بأمجادهم، نطبق صفحات أيامنا بين صمت الجبناء نهارا وسلوك المخنثين ليلا، خيانة ساقطة لشعب ووطن وثورة مجيدة.. وعلى أية حال لقد اخترت عن قناعة وعلم محوري، عسى أن يكون موقفي هذا أعز تكريم وأشرف لوالدي رحمه الله. ' فلاح جزائري
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
إلى طبقة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc