إن كنت مكانى ماذا كنت ستفعل...؟؟؟

[**بنت النيل**]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوانى وأخواتى بارك الله فيكم اتمنى ان تكونوا فى تمام الصحة والعافية
حدث معى موقف وددت أن أأخذ رأيكم به فأنتم ستفيدوننى أكثر من نفسى وإليكم ما حدث
"أثناء وقوفى مع بعض زميلاتى وجدنا طفلا ماراً بجانبنا وهو مشهور بإسم "بلية" والله أخوتى كانت هيئته تفطر القلوب فهو طفل لا يتعدى المرحلة الإبتدائية من أسرة فقيرة الحال وأم عمياء لا حول لها ولا قوة،رأيناه والله وكدنا أن نقع فى الأرض صاااااااارخين فملابسة غير مهندمة مليئة بالشحم من رأسه حتى أخمص قدميه وغير هذا لا يتركه أولاد الشارع وشأنه بل يعيرونه أينما ذهب وهذا الطفل يعمل لدى "ميكانيكى سيارات"
أقسم لكم بالله لو انه حيوان لوجب أن يعامله معاملة أفضل من هذى كلما أراه وهو يعامله بتلك الطريقة الفظة اتمنى ولو أذهب لانهى حياته بيدى
فلا يراعى أنه ترك التعليم من أجل أن يعول اسرته
ولا يراعى حالته الصحية والنفسية حينما يكون كل اصدقاؤه يلعبون ويذهبون إلى المدارس وهو من السابعة صباحا وحتى الثانية عشر ليلا فى "الجراج" يتلقى الإهانات من هذا ويخدم هذا ويمسح عربة ذاك ويشتم ويسب من قبل صاحب الجراج
والله حاله لا يسر أبدا كائنا ما كان...
رأيته ولا أعرف ما الذى حدث بداخلى فى لحظة وجدت نفسى أنادى بإسمه ولكنه لم يسمعنى والله دمعت عينى وحمدت الله أنه لم يسمعنى فلم يكن لدى ما أقوله له
وقفت مع زميلاتى ووجدت حالتهن مثل حالتى تكاد أفئدتهن تخرج من أجسادهن
فقلت لهم ما رأيكم لو نأخذ مصروفنا كل شهر ونعطيه له وندخله المدرسة والتعليم عندنا مجانى
لم تلق فكرتى الإستحسان رغم الرغبة الدفينة في عين كل منهن
وجدت إحداهن تقول لى والله حاله هذا افضل بكثير من الكثير أمثاله ونحن لن نغير المجتمع وهذه الظاهرة موجودة فى كل مكان وفى كل بقعة من بقاع الأرض
فقلت لها لن يمكننا أن نغير المجتمع طالما أن هذا هو رأينا فى الدنيا
يجب أن نبدء بأنفسنا حتى نغير ممن حولنا
ذهبت إلى والدتى فأخبرتنى بأنها مسئولية وأننى لن استطيع تحملها فهناك مصاريف للكتب والأنشطة والدروس الخصوصية وكل هذا لن يقدر أهله على دفعه وإن لم يحدث هذا لشعر بالنقص تجاه زملائه
فقلت لها:أنا ادرس له دروسه فهى تعد سهلة جدا بالنسبة لى وقد أخذتها من قبل ومؤكد أنى سأستطيع أن اوفق بينه وبين دراستى
ولكن كما توقعت...قبلت فكرتى بالرفض ومعها كل الحق أمى فيما قالت
ولكنى لا استطيع أن ارى حولى من يتعذب هكذا فليس ذنبه أن ولد بحال كهذا
وليس ذنبه ان يحرم من التعليم واللعب كأى طفل
وليس ذنبه أن يستهزىء به الآخرون لمجرد أنه يعمل
قلت لأمى فى الأجازة سأبحث فى كل مكان عن عمل له يرد له كرامته المهدرة ومع ذلك سأحاول أن ادخله المدرسة
ولكن لم ولا لن يقتنع أحد بوجهة نظرى
أخوتى......والله أعلم أن هذا ليس من شأنى ولكنى لا استطيع أن اتركه ولا اعلم ما هذا الشعور الغريب الذى اجتاحنى بأنه كأخى الصغير وهو مسئول منى
لا أعرف ماذا أفعل
هل اتركه ليضيع مستقبله؟؟؟؟؟
أم اتمسك بما فى خلدى؟؟؟؟؟
ولكن إن تمسكت فأنا وحدى لن استطيع تحمل مسئوليته
ماذا أفعل؟؟؟
رجاء اشيروا على بجواب يريح ضميرى فأنا الآن بين نارين ولا أعلم ماذا أفعل
عندى شعور بأنه إن لقى القليل من الإهتمام سيكون شيئا عظيما فى هذا البلد
ولكن.....كيف ابدء معه؟؟؟
أعتذر إن كنت ضايقتكم بمشكلتى وأعتذر على الإطالة
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته