ما هو اليورانيوم المنضب؟
اليورانيوم المستنفد هو أحد مشتقات اليورانيوم الطبيعي، ويعبّأ به نوع من القنابل التي تطلق من المدافع أو تقذف من الطائرات المقاتلة، ويعبأ به أيضًا رؤوس الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى التي تطلق من السفن أو الطائرات أو من البر، وله قدرة عالية على إذابة المواد الصلبة الخرسانية والمدرعة؛ حيث تنتج عنه ثلاثة تأثيرات ضارة..
أولها: كمية هائلة من الطاقة تذيب وتصهر كل ما تصطدم به، هذه القدرة العالية جدًّا من الإذابة تحدث اختراقًا سواء للدروع القوية جدًّا أو الأسطح الخرسانية السميكة جدًّا..
وثانيها: اشتعال حرائق هائلة تصل درجة حرارتها إلى آلاف الدرجات المئوية تدمر كل ما تصل إليه من أوجه الحياة من منطقة استخدامها..
وثالثها: تنتج كمية هائلة من الإشعاعات نتيجة للتفاعل والانفجار تلوث الأرض والأشجار والنبات والأسلحة والمعدات، ويصل تأثيرها الضار بالإنسان إلى درجة الإصابة بسرطان الدم، وسرطان الرئة، والعظام، إضافة إلى الإصابة بأضرار بالغة في الكلى، ويصل انتشار الغبار المشع المتطاير إلى دائرة قطرها يصل إلى 300 كيلو متر من مركز الانفجار.
وتستخدم قذائف اليورانيوم المستنفد ضد الدشم الخرسانية والملاجئ ومراكز القيادة المحصنة، وضد العناصر والوحدات المدرعة باختلاف أنواعها خاصة الدبابات؛ وهي لذلك يمكن أن تدخل في نطاق منظومة أسلحة الدمار الشامل؛ حيث يعني ذلك الدمار شموليته في كل أوجه الحياة في المنطقة أو المدينة أو الهدف أو المساحة التي يطلق عليها، مع استمرار الآثار الناتجة عن استخدامه لفترات زمنية تطول وتكثر طبقًا لحجم وقوة ودرجة التعرض لهذه الأسلحة، أي من حيث قربها أو بعدها عن مركز الانفجار لهذه الأسلحة. وتحقق قنابل اليورانيوم المستنفد قدرة اختراق وإذابة وتدمير تزيد 20% عن أي مثيل لها، إضافة إلى انفرادها بإنتاج إشعاعات اختراق الدروع والدشم الأخرى ويعتبر اليورانيوم بصفة عامة من المعادن الثقيلة غير المستقرة؛ حيث يدخل اليورانيوم المخصب منه لصناعة الأسلحة الذرية والتي تعتمد على استغلال خاصية الانشطار لليورانيوم المخصب من خلال التفاعل المتسلسل لإنتاج كمية كبيرة جدًّا من الطاقة الناتجة عن هذا التفاعل المستمر؛ حيث تتم حوالي 55 عملية انشطار بحوالي نصف مليون جزء من الثانية؛ على ضوء ذلك فإن القنابل الذرية التي يُستخدم فيها اليورانيوم المخصب تستخدم ضد الأهداف الإستراتيجية والمساحية الكبيرة، والمدن والتجمعات القتالية من حيث الكثافة السكانية الكبيرة وغيرها، وبالتالي لا تستخدم ضد المنشآت أو الأهداف ذات المساحات الصغيرة، ولذلك كان يلزم تطوير تقنيات التصغير لهذه القنابل ليمكن استخدامها ضد الأهداف الصغيرة ومحدودة المساحة، وبالتالي كان اختراع ذخائر اليورانيوم المستنفد والذي يعطي نفس النتائج، ولكن بقدر أصغر بكثير جدًّا من القنابل الذرية، ولكن اقتصر استخدامه على العمليات ضد الأهداف محدودة النطاق، وبالتالي يدخل أيضًا ضمن الأسلحة المحرمة دوليًّا، ويستخدم ضد الأهداف التكتيكية وليس الإستراتيجية.