محاولة فصل مظهر الإسلام عن المسلمين

[الصديق الذهبي]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

فكر جديد أنتشر في الفترات الأخيره داخل بلادنا الإسلامية
هذا الفكر كان بداية ظهوره على يد النصارى والعلمانيين ثم بعدها بدأ في الإنتشار
إنه الصراع بين المظهر والجوهر في الإسلام
أو بمعنى أصح الفرق بين مظهرك الخارجي كمسلم وما بداخلك من تعاليم الإسلام
وهذه التفرقه هي فكره شيطانية من حيث أبعادها
من أطلقها ويفكر فيها بشكل مستمر يريد شيء محدد أن يطبقه المسلمين
ألا وهو التخلي عن المظهر الإسلامي الذي ينتشر في بلاد المسلمين
فتأتي الدعوه دائما بأن الإسلام يكمن في المعاملات
وأن الدين هو المعامله – وهذا كلام لا غبار عليه
ولكن من يطلق الكلام والنصيحه يريدك أن تتخلى عن مظهرك ليصبح الدين المعامله –فقط- وليس المظهر
أي أنك تبتعد عن مظهرك الإسلامي ويظهر الإسلام في سلوكك فقط
وهذه مشكله كبيره جدا نعاني منها الآن
فهذا الفكر الشيطاني لا ينصحك بأن تطبق الدين كمظهر وسلوك ولم يدعوك كمسلم إلى أن تطبق الإسلام على سلوكك، ولكن الهدف من الكلام هو التخلي عن مظهرك الإسلامي وهذا هو المهم عند من يتحدث في هذا الأمر
وهذه الدعوه يطلقها العلمانيون وأوساط ممن يطلقون على أنفسهم المثقفون في بلادنا الإسلامية
فتجد هذا أو ذاك يدعوك إلى عدم إطلاق لحيتك والتمسك بالحجاب بالنسبة للمرأه على أساس أن الحجاب واللحية ليس كل شيء
كما أنه لا فائده من استعمال المسواك قبل الصلاه مثلا
وكلما تحدث أحدهم يقول لك أن الدين ليس هو قطعة القماش التي تضعها المرأه على رأسها
عفة البنت ليست في الحجاب ولكن في أخلاقها
والدين ليس هو الشعر الموجود على وجه الرجال
والدين ليس أن تمسك بالمصحف وأن في المواصلات لكي تقرأ فيه
ويسألك لماذا تضع كتاب الله داخل سيارتك؟
وينصحك بأن لا تضع المصحف داخل السيارة لأنه كتاب الله وغير مخصص للزينه!
والدين ليس أن يتم إطلاق الآذان في المساجد عن طريق مكبر الصوت
وأنه ليس من الإنسانية أن يقوم المؤذن بالآذان لصلاة الفجر والناس نيام ويقلق راحتهم لأن الدين ليس كذلك
ولا فائده من وضع لافتات بالطريق مكتوب عليها "أذكر الله، سبحان الله وبحمده" وغيرها من التي تنتشر في الشارع المصري لأن من هذا الذي سيقرأها على الطرق السريعة بالإضافة إلى أنها ستشغل قائد السياره عن الطريق –على الرغم من أنه لم يعلق على إعلانات بيبسي وكوكاكولا واللافتات التي تنتشر عليها صور المغنيات على نفس الطرق-
وغير هذا من السلوكيات والمظاهر الخارجية التي ما أن يراك احدا عليها في أي بلد من بلاد العالم حتى يعلم على الفور أنك مسلم دون أن يسألك عن دينك
وكل هذا تحت ستار الدين المعامله
هذا الكلام الخبيث ما هو إلا وسيله لإخفاء الهوية الإسلامية من بلاد المسلمين على المدى الطويل
فعدم التمسك بالمظهر لا يجعل هناك فارق بينك وبين غير المسلم
فما يجعل الناس عندما ينظرون إليك يتأكدون من هويتك الإسلامية هو مظهرك
وتتعجب من أن هذه الدعوه لم تطول النصارى الذين يدقون صليبا على أيديهم أو يعلقون سلاسل عليها صلبان في السيارات وعلى صدورهم
لكن من الواضح أن هناك شيء ما يبعث القلق في نفوس هؤلاء من أنتشار هذه المظاهر
....

أمتدت هذه الحمله لتشمل أيضا العلماء الأفاضل
ففي البداية كان الكلام عن أنه ليس من الضروري أن يلتزم الداعية بالزي الأزهري المعروف
وهذا لأنه لا يوجد مشاكل في لباس البدله بالنسبة للشيخ المسلم
وبعدها قالوا ليس مهما أن يكون الداعية أو الخطيب من ذوي اللحى
فظهر علينا جيلا من الدعاه شكلهم ليس بشكل الدعاه المعروفين لدينا منذ القدم
والخطوه التي كانت بعدها هي أن التحدث في أمور الدين ليست حكرا على رجال الأزهر وخريجي الكليات الإسلامية
وأن رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم قال "بلغوا عني ولو آيه"
إلى أن تطور الأمر واصبح الكلام في الدين والخطابة في الناس بالدين من غير ذوي المؤهلات أمر من الأمور العادية والمنتشره في بلاد المسلمين
وعلى الرغم من أن عندما يتعرض أحدهم للمرض فإنه يذهب إلى الطبيب المتخصص ولا يذهب إلى المحاسب أو المحامي مثلا ليعالج
لكن عندما يتعلق الأمر بالدين فإنه يمكن لأي احد أن يجمع الناس ويخطب فيهم
فكان هذا مدخلا لظهور الإسلام الأمريكاني في بلاد المسلمين
ولم يكن الإسلام الأمريكي ليظهر إلا عن طريق غير المؤهلين علميا
وبدأ الهجوم على المشايخ الآخرين ذوي اللحى والزي الإسلامي واتهامهم بأنهم ليسوا شيوخ "مودرن" ولا يواكبون العصور الحديثه والتطور الذي يدعو له الدين الإسلامي
ومعروف ما هي أهداف الإسلام على الطريقة الأمريكية
هو ان تصلي وتصوم وتؤدي الزكاه وتتعامل مع الناس بإحترام وتتقن عملك فقط ولا شأن لك بأي شيء آخر
فحذار أن تتحدث في جهاد باستثناء جهاد النفس
وحذار أن تقول أن تدخل في الأمور السياسية المتعلقه بالإحتلال المريكي للعراق والإحتلال اليهودي لفلسطين
وحذار أن تتحدث في ضرورة النهوض ببلاد المسلمين صناعيا وزراعيا لتتقدم وتصبح قويا
وليكن كل همك هو ان تصلي الصلوات الخمس وتصوم رمضان وتحسن معاملة جيرانك ووالديك ولا تلقي المخلفات في الطرق وان تعيش من اجل هذا فقط
بدأ الأمر بالدعوه بالتخلي عن الشكل حتى وصل الأمر بالتخلي عن المضمون
...
وعلى هذا الأساس
يمكن أن نأتي بقس
وينصحك بأن تصلي وتصوم وتعامل الناس بإحترام
ويوصيك ببر الوالدين واتقان عملك والإهتمام بزوجتك و أولادك
وينصحك بان لا تشتم أحدا ولا تسب أحدا لأن هذا ليس من مكارم الأخلاق
وسيقدمه القس وهو على صدره صليب
فهل ستقبل منه النصيحه على الرغم من أنه رجل غير مسلم؟
هل سنقبل منه النصائح ونقبل منه الكلام ونقول أن الشكل ليس بمهم والمهم هو جوهر الإنسان؟
هل سنقول وقتها أن الدين المعامله وليس من المهم أن من يقف أمامي يكون رجلا ازهريا أم لا والمهم أن ما يقوله فيه فائده لي ولعائلتي وإصلاح لديني ودنياي ؟
....
إن المظهر الخارجي لك كمسلم شيء أساسي لا ينفصل عن دينك أبدا
وكيف ينفصل وهو عباره عن فرائض وسنن وعبادات يكرهها البعض ولا يريدون لها أن تظهر لأنها تشعرهم بالضيق الشديد فيتهمون من يفعلوها بالتخلف ومحاولة ارسال الشك داخلك بأن مظهرك يختلف كليا عن سلوكك كمسلم عن طريق تصيد الأخطاء التي تقع فيها أمام الناس لإيهام الناس أن هذا الذي يتمسك بمظهر المسلمين لا يطبق تعاليم دينه وأن مظهره هذا للدعايه فقط
ومحاولة الفصل بين شكل المسلم وسلوكه ما هو إلا محاولة لنزع هوية المسلمين داخل بلادهم
ونزع هويتك كمسلم هو الهدف الأساسي والذي سيأتي بعده فصلك عن دينك ككل
فحذار حذار من هذا الفكر