رسالة مشعل إلى العاهل السعودي

[المعزلدين الله]

رسالة مشعل إلى العاهل السعودي
د. محمد صالح المسفر

02/02/2010

(1) أحدثت رسالة المجاهد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله آل سعود بعد نشرها في الصحف المصرية ردود فعل سلبية على كل الصعد السياسية والدبلوماسية لا لما تضمنته تلك الرسالة التي ارسلت من قائد منظمة سياسية ـــ لها اتصال مع كل الزعماء العرب والمسلمين وبعض الاوروبيين، تعمل في السر والعلن من اجل استعادة حقوق شعبها ـــ إلى ملك المملكة العربية السعودية والذي يعتبر أهم ملك عربي وإسلامي وإنما للكيفية التي وصلت إلى الصحافة المصرية وتم نشرها في صحيفة رسمية في القاهرة.
الرسالة ليس فيها سر أعلنته حركة حماس يخل بالأمن القومي العربي أو بالعمل الوطني الفلسطيني، ليس فيها تجن على أي نظام سياسي عربي أو دولي، أرسلت إلى ملك المملكة السعودية بالطرق الرسمية المتعارف عليها دبلوماسيا وبأدب سياسي أخلاقي عظيم (الوالد، القائد، نحن ابناؤكم في حركة حماس، ...) هدفها ومضمونها طلب اجتماع على المستوى الفلسطيني، مع رأس النظام في المملكة السعودية، حرصا من قيادة حماس على الاحتفاظ بالعلاقات المتميزة التي تربط القيادة السعودية بقضية فلسطين، من أهداف الرسالة الاجتماع بالملك عبد الله لوضعه وجها لوجه في مجريات العمل الفلسطيني والعقبات التي تعتري طريق تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني بكل ما تحمل هذه الكلمة (العقبات) من معنى، رسالة المجاهد خالد مشعل إلى خادم الحرمين ليست رسالة استجداء، إنها تضمنت الإشارة إلى تعثر المصالحة بين (فتح رام الله) وحركة حماس، وتألم المملكة من نقض اتفاق مكة المشهود. وهنا يقول مشعل في رسالته إلى الملك ' كيف يمكن لإخوانكم وابنائكم في حماس (..) أن ينقلبوا على اتفاق مبارك: حقن الدم الفلسطيني، ووحدة الصف، واقامة حكومة وحدة وطنية نحن على رأسها، فهل يمكن لعاقل أن ينقلب على نفسه؟!! 'وهذه إشارة إلى أن هناك قوى عربية وفلسطينية لم تسمها الرسالة أوغرت صدر السعوديين وكذبت عليهم للوقيعة بين الطرفين السعودي وحماس. الأمر الثاني في موضوع الرسالة هو علاقة حماس بإيران، وما تضمنته في هذا الشأن لم يكن سرا فإيران تعلم أن حركة حماس فلسطينية عربية سنية شافعية الفقه، تقدم لها مساعدات سياسية ومالية وإعلامية، دون قيد أو شرط. أليست (فتح رام الله) لها علاقة بأمريكا وإسرائيل ويشرب بعض مفاوضيها الأنخاب مع الإسرائيليين والأمريكان فما العيب إذا اقتربت حماس من إيران إذا جفل عنها بعض الزعماء العرب بكل مذاهبهم الدينية والسياسية وأموالهم وإعلامهم (خافوا الله يا عرب إن كنتم مؤمنين بالله في الشعب الفلسطيني والصادقين من أبنائه وأكثرهم في حركة الجهاد وحماس). والحق أنني هنا لست معنيا لا بمضمون الرسالة ولا بأهدافها أو الرد على 'كتاب المارينز في القاهرة'، لكني أقول: حماس عندها أسرار ووثائق لو أرادت المساس بسمعة نظام مبارك لنشرت رسالة المطالب الإسرائيلية المجحفة المقدمة إليها عن طريق مصر النظام والتي لا يمكن أن يقبل بها أي عربي شريف، وهي تتناقض كلية مع رسائل مطالب إسرائيل من حماس المتبادلة مع القيادة ألتركية، وعند المقارنة بين الرسالتين وما تضمنت من مطالب نجد في الأولى مطالب إسرائيلية مضافا إليها بنودا لم تذكرها إسرائيل.
وقد اثار هذا الخلاف في الوثائق استغراب القيادة التركية عندما أرادت التوسط عونا للقاهرة وليست بديلا. ماذا سيكون رد فعل إدارة مبارك؟!! لكن حماس رغم المرارة من تعامل مصر مع أهل غزة لم تفش بأي سر يجرح مصر أو يحط من مكانتها.

( 2 )

ما يهمني هو كيف وصلت الرسالة المعنية إلى مصر ثم إلى الصحافة. إن كانت الإدارة السعودية قد سربت تلك الرسالة إلى مصر بحسن نية فإنها ارتكبت خطأ دبلوماسيا رهيبا لا سابقة له في نظام المملكة التي لها قرن من الزمان وهي متربعة على السلطة في البلاد، لديها من الأسرار الكثير والكثير جدا عنها وعن ما حولها وما يحاك ضدها وما تحيكه ضد الآخرين. النظام في السعودية ليس نظام صدفة أتى إلى سدة الحكم، كنظام الرئيس مبارك الذي وصل إلى هرم السلطة في مصر بمحض الصدفة بعد أحداث المنصة (الاسلامبولي) لا يقيم أهمية لمراسلات القادة فيما بينهم.
إذا كانت هذه الرسالة اختطفت من مكتب من مكاتب القيادة السياسية العليا في السعودية ووصلت إلى مصر فهذه كارثة أمنية خطيرة وتعويضها ليس بالأمر السهل والأمر يدعو إلى المساءلة الأمنية والاعتراف بان امن مكاتبهم وملفاتهم وأسرار دولتهم في خطر وان نشر تلك الرسالة ناهيك عن وصولها إلى القاهرة أمر في غاية الخطورة وعليها أن تعيد النظر في علاقتها بمصر لأنها اخترقت أمنها الوطني بسرقة تلك الرسالة ونشرها دون استئذان صاحبها.
آخر القول: إن سرقت رسالة خالد مشعل من مكتب الملك عبد الله أو سربت إلى مصر فان امن الدبلوماسية السعودية في خطر وحركة حماس وفية بكل عهودها والتزاماتها. وغدا يكشف السر.

[ابن غزة القسام]

حسبنا الله ونعم الوكيل علي النظام المصري وصحافته الحقيرة
والله لم يتحدث الاستاذ خالد مشعل الا بالكلمات المودبة ولصالح شعبه وامته ليس كالذين يرتمون تحت اقدام الصهاينة والامريكان