إن من يستقريء تاريخ الإنحدار الإسلامي أو يستقصي زمن وهن الأمة بعين ناقدة تدركُ الحقيقة المرةُ وهي لا تستساغُ، لكنها حقيقة واضحةٌ للعيان ،جليةٌ بكل تبيان وبيان، أنّ انخراط من يدّعون أنهم مسلمون عامتهم سواءٌ وحكامهم خصوصاً ،في النُّـظمِ الرّبوية والتشريعات الجائرة الوظعية الهوَ سببٌ أساسي ورئيسيٌ وراءَ تخلفه وانحطاطه الحضاري وهرجه ومرجه...
وإن الإستمرار في سلكِ نفس سُبل الغرب في إستعمال وإستخدام المال بمفهومه الرأسمالي اليبيرالي ،والسعي المُلح في محاكاة الأنمودج الغربي في التكسُب والتربح على حساب أقوامٍ آخرين وأمم شتى ،ما هو إلا سببُ أخلاقي وحضاري وديني نحن ندفع ثمنه اليوم ،وسنظل ندفع ذلك بأغلى الأثمان ما دمنا قرعنا طبول الحرب ضد الله ورسوله باستحلالنا الربا في كل مجال وتسهيله للناس والتظييق عليهم حتى يغرفوا من دلوِه، ووظع كل التبريرات الإقتصادية و الإجتماعية والدينية لتلميع الربا ...فإن لم ينتهوا عن ذلك وقد تمادى الجميع حتى تم إعلام الحرب مع الله ورسوله كنتيجة حتمية لما نحن نقترف، وما حالنا هذا فيما بيننا سوى مُحصلة وعد الله ووعيده ،وما أعظم كثيرة سوى التي نراها اليوم بيننا