شخصيات تاريخية غيرت التارسخ ** متجدد ** - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > قسم التعليم الثانوي العام > أرشيف منتديات التعليم الثانوي

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

شخصيات تاريخية غيرت التارسخ ** متجدد **

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-11-02, 08:09   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
kadi_t
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي شخصيات تاريخية غيرت التارسخ ** متجدد **


أحد قادة حركة الاستقلال في الهند، وأول رئيس وزراء لها بعد الاستقلال في الفترة ما بين 15 أغسطس 1947- 27 مايو 1964 وهو تاريخ وفاته، وهي أطول فترة قضاها رئيس وزراء في هذا المنصب، حيث بلغت سبعة عشر عاماً.

كما أنه كان أحد المشاركين في حركة عدم الانحياز إلى جانب كل من الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والرئيس اليوغسلافي تيتو، والإندونيسي سكارنو.



البداية

ولد جواهر لال نهرو في 14 نوفمبر 1889 لعائلة هندوسية ثرية من كشمير، كان والده موتيلال نهرو محامياً وسياسياً واحد أثرياء الهند، في عام 1900 انتقلت العائلة إلى مدينة الله أباد، والتحق نهرو بمدرسة "هارو" الثانوية البريطانية عام 1905، ثم سافر إلى بريطانيا لمتابعة دراسته، فدرس القانون بجامعة كامبريدج البريطانية ومنها حصل على شهادته في الحقوق 1922، كما التحق بكلية الاقتصاد بجامعة لندن.

اطلع نهرو على العديد من الكتب الأجنبية والهندوسية المقدسة مما أدى إلى زيادة وعيه وثقافته، وتجمعت لديه الثقافة الهندية والأوروبية.


الاتجاه للسياسة

عاد نهرو مرة أخرى للهند ليسير على درب والده ويتدرب في مكتبه كمحامي، ولكنه لم يجد نفسه في هذه المهنة وقرر أن يخترق الحياة السياسية، فانضم إلى رابطة الحكم الوطني، وفي عام 1917 بدأت أولى خطواته الفعلية في تحدي الوجود الاستعماري حيث قام بنشر خطاب في واحدة من كبريات الصحف الهندية دعا فيه إلى عدم التعاون مع حكومة بريطانيا .

وبعدها بعامين قام بتوقيع وثيقة بعدم إطاعة قانون جرائم الثورة والفوضى الذي وضعته قوات الاحتلال البريطاني.


نهرو وغاندي



نهرو وغاندي

بدخول نهرو إلى عالم السياسة كان من الطبيعي أن يلتقي بالزعيم والفليسوف الهندي المهاتما غاندي وأصبح أحد المعجبين به وبأفكاره السياسية والدينية، وقام بالتتلمذ على يديه وأصبحت هناك علاقة وطيدة تجمع ما بين غاندي ونهرو وموتيلال والد نهرو، وقد انعكست هذه العلاقة بأهمية كبيرة على حزب المؤتمر الهندي.

في عام 1919 وقعت مذبحة "جاليانوالا باغ" حيث قامت القوات البريطانية بقتل مئات المتظاهرين السيخ خلال تجمع للاحتجاج على اضطهاد الهنود في مدينة امريتسار في الهند وجرح أكثر من 1200 آخرين، عين موتيلال ليرأس تحقيق عام في أحداث المذبحة فقام بإرسال نهرو إلى مدينة امريتسار ليتقصى حقائق هذه المذبحة، وكان لهذه المهمة بالغ الأثر على نهرو الذي تعرف على الأشكال الوحشية التي مارسها البريطانيين لقمع الهنود.

انتهج نهرو السياسة المتقشفة لغاندي فعلى الرغم من الثراء الذي تمتع به نهرو ووالده أصر الاثنان على عن التنازل عن جميع الممتلكات والتحقا بحزب المؤتمر الهندي، وقد جاء قرار نهرو بأتباع سياسة التقشف بعدما رأى الحياة القاسية التي يحياها القرويين من الفقراء المعدمين، فنقم على هذه الحياة المرفهة التي يحياها.

وبالنظر إلى نهرو وغاندي نجد بينهما نقاط للاتفاق وأخرى للاختلاف، فقد أمن الاثنان وعملا من أجل هدف واحد وهو استقلال الهند، وفي سبيل ذلك احتملا الكثير، وقد درس الاثنان المحاماة وأجادا الإنجليزية، وخاضا غمار الحياة السياسية، حتى تمكنا في النهاية من تحقيق حلمهم بجعل الهند دولة مستقلة في الخامس عشر من أغسطس 1947، وهو نفس العام الذي صعد فيه نهرو ليحصل على لقب أول رئيس وزراء للهند عقب الاستقلال، وظل كذلك حتى وفاته عام 1964.

وقد اختلف نهرو وغاندي في طريقة تنمية الهند فبينما كان يرى غاندي أن تنمية الهند يكمن في تنمية القرى، رأى نهرو أن التركيز على الصناعة هو الأكثر فائدة للبلاد.


مناضل سياسي

نهرو مع اطفال هنود

تميز نهرو بفصاحته وقوته الخطابية، وأصبح له دور بارز بين أعضاء حزب المؤتمر الهندي، ومن أجل القضية الهندية تعرض للاعتقال أكثر من مرة، كان أولها عام 1921 وبعد خروجه من السجن قال نهرو " لقد أصبح السجن بمثابة مكان مقدس لنا"، وتدريجياً صعد ليحتل مكاناً بارزاً عند الشعب الهندي كبطل وطني ومثالاً يحتذى به.

في عام 1929 تم انتخاب نهرو رئيساً لحزب المؤتمر في عموم الهند، ووقع عليه الاختيار ليكون كبير المفاوضين عن حزب المؤتمر في مفاوضات "انتقال السلطة" من الإنجليز وعقب نجاح المفاوضات صار نهرو رئيساً للحكومة الانتقالية

انتخب نهرو رئيساً للمجلس المحلي لقرية "الله آباد"، واعتقل على مدار السنوات التالية أكثر من مرة، وبعد وفاة والده ازداد نهرو قرباً من غاندي والذي وجد فيه الزعيم والأستاذ والوالد، هذا على الرغم من وجود بعض الاختلافات بينهم.

في عام 1946 اعترض نهرو على خطة البعثة الحكومية البريطانية وذلك من منطلق أن مستقبل الهند يجب أن يحدده الهنود لا البريطانيين، وقد صور البعض هذا على أنه عناد من نهرو في قضية كان يمكن أن تتجنب تقسيم الهند.

اختير جواهر نهرو أول رئيس وزراء للهند تزامناً مع انتهاء الاحتلال البريطاني للهند عام 1947 وتم تقسيم شبه الجزيرة الهندية حيث سيطرت الأغلبية الهندوسية على الهند، بينما سيطرت الأغلبية المسلمة على باكستان، وقد كان محمد علي جناح أحد الزعماء الهنود المصرين على أن يتم تقسيم الهند، في حين كانت القيادات الهندية ترفض فكرة التقسيم، وسعى نهرو لحماية الأقليات، وعندما قام محمد علي جناح بالإشارة إلى أن الشعب الهندوسي هو شعب نهرو، جاء رد نهرو سريعاً "أنا أرى أن شعبي هو الشعب الهندي ككل".

رئيساً للوزراء

عبد-الناصر و نهرو

في الفترة التي قضاها نهرو رئيساً للوزراء وهي فترة طويلة امتدت لسبعة عشر عاماً عمل نهرو جاهداً من أجل حماية الهند من كل أنواع التطرف الديني والسياسي، وعمل نحو بناء اقتصاد اشتراكي، وتبنى سياسة عدم الانحياز، كما آمن بالمنهج الاشتراكي في خططه من اجل تنمية الهند ففي الفترة التي قضاها في بريطانيا للدراسة أخذ يبحث بين كتب الأدب والاقتصاد وغيرها عما يتوافق وهذا الاتجاه.

وتضم الفترة التي قضاها نهرو في منصبه كرئيس للوزراء العديد من الأحداث حيث تم اغتيال غاندي على يد متطرف هندوسي 1948، ثم وقعت الحرب بين الهند وباكستان بسبب إقليم كشمير المتنازع عليه عام 1950، وفي 1951 -1952 فاز حزب المؤتمر الوطني الهندي برئاسة جواهر لال نهرو في أول انتخابات عامة في الهند بعد الاستقلال.

ونشأ نزاع بعد ذلك على الحدود بين كل من الصين والهند والتي أدت لاشتعال الحرب بين الطرفين عام 1962 وانتهت بخسارة الهند.

من المبادئ التي تبناها نهرو إلى جانب عدد أخر من الدول هي سياسة عدم الانحياز، والتي اشترك معه فيها الرئيس المصري جمال عبد الناصر، واليوغسلافي جوزيف تيتو، والاندونيسي سكارنو وظهرت هذه الحركة في النصف الثاني من الخمسينات وعقب الحرب العالمية الثانية، وهي حركة تدعو للاحتفاظ بموقف مستقل بعيدا عن الساحة الدولية، وبعيدا عن سياسات الدول الكبرى.


لمحات من تاريخ العالم

قدم نهرو كتابي اكتشاف الهند، ولمحات من تاريخ العالم، وفي كتابه "لمحات من تاريخ العالم" أعطى نهرو لمحات عن هذا التاريخ ولم يلجأ لشرح مفصل وهو عبارة عن مجموعة من الرسائل بعث بها نهرو لأبنته أثناء تنقله بين السجون خلال عشر سنوات، وذلك لتعليم ابنته تاريخ الحضارة الإنسانية من خلال الخطابات.

وتناول في كتابه الأحداث التاريخية والأسباب التي تكمن ورائها في أسلوب قصصي شيق، ويتناول الكتاب العديد من الأحداث التاريخية منها بعض الفصول التي تتحدث حول تاريخ العرب والمسلمين والأحداث التي تلت الحرب العالمية الأولى.

كما قدم كتاب "اكتشاف الهند" والذي أهداه لاينشتاين وقال عنه اينشتاين "لقد قرأت كتابك الرائع باهتمام لا حدود له، فهو يعطي فهما للتقاليد الفكرية والروحية المجيدة لبلدك العظيم".

وقد كتب نهرو كتاب "اكتشاف الهند" أيضاً في السجن والذي جاء تعبير عن الدولة الهندية التي تفوقت على القوميات البائدة.


وكان نهرو احد المهتمين بالديمقراطية والحرية في كل شيء ومنها حرية الصحافة والتي قال فيها وجود صحافة حرة مع كل ما تتضمنه من أخطار نتيجة للاستخدام الخاطئ لها، أفضل من وجود صحافة مراقبة.


رأيه في تقسيم فلسطين

لم يكن زعماء الهند ممن يؤيدوا إنشاء دولة لليهود ومما قاله الزعيم الهندي المهاتما غاندي في ذلك " إن فلسطين للعرب ومن الخطأ واللاإنسانية أن يُفرض اليهود على العرب" وذلك في إحدى الرسائل التي بعث بها لأحد مفكري اليهود.

كما رد نهرو على رسالة بعث بها اينشتاين إليه يطلب منه فيها أن يؤيد مشروع تقسيم فلسطين وإنشاء دولة لليهود حيث كانت إسرائيل تسعى لكسب تأييد أكبر عدد ممكن من الدول في مشروعها من أجل إقامة دولتها على الأراضي الفلسطينية.

كان يرى أن اليهود مضطهدون ولكن وعد بلفور تناسى أن أرض فلسطين ليست بلا شعب ، ولكنها مأهولة بأهلها بالفعل ، وقد ظلت الهند رافضة لقرار التقسيم وقامت بالتصويت ضده.

عائلة سياسية

توراثت عائلة نهرو الحياة السياسية تباعاً، فقد تزوج نهرو وأنجب ابنة واحدة هي أنديرا غاندي والتي شغلت منصب رئاسة الوزراء بدورها وتم اغتيالها عام 1984، وأبنها راجيف غاندي من زوجها فيروز غاندي والذي أصبح أيضا رئيس لوزراء الهند قبل أن يتم اغتياله في مايو 1991، واليوم زوجة راجيف غاندي الإيطالية الأصل سونيا غاندي هي زعيمة حزب المؤتمر الهندي وتعد ابنها من راجيف ليستكمل مسيرة عائلتهم السياسية.

وعلى الرغم من دور نهرو كزعيم للهند على مدار 17 عام إلا أن خصومه السياسيون يحملونه مسئولية تصعيد أزمة كشمير وقيادته لأولى الحروب الهندية الباكستانية عام 1947 - 1948.



وفاة نهرو

توفي نهرو في 27 مايو 1964 بعد حياة حافلة قضى شق كبير منها في النضال والسياسة وخلفه في رئاسة الوزراء لال بهادر شاستري، ومن بعده جاءت أنديرا غاندي لتسير على نفس درب والدها وتصبح بدورها رئيسة وزراء للهند.

وكنوع من التكريم لهذا الزعيم الهندي وفي ذكرى يوم ميلاده الخامس والسبعين أعلن الرئيس الهندي سارفابالي راداكشنان افتتاح متحف جواهر لال نهرو ليكون مركزا توثيقياً لحياة نهرو و افتتح المتحف في الأول من ابريل عام 1966، كما تم إنشاء جامعة تحمل اسمه في مدينة نيودلهي عام 1969.

ونختتم الكلام عن نهرو بما قاله عن الهند بأنها ستكون القوة العظمى الرابعة - أي بعد الولايات المتحدة، الاتحاد السوفيتي سابقا والصين - ولكن ليس من زاوية القوة العسكرية ولكن من معيار التنمية والتنافس في مجال السلم والرفاهية الاجتماعية.








 


قديم 2009-11-02, 08:24   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
kadi_t
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي



ولد المهاتما غاندي (أبو الهند) أي الروح الكبيرة عام 1869 في قرية راجكوب وسمي بهذا الاسم لأنه قاد مئات الملايين على طريق الحرية بقوته الروحية التي أدهشت العالم. وهو ينتمي إلى أسرة هندوسية اشتهرت بالصدق والشرف والشجاعة وكان والده قد شغل منصب وزير وقد أدى واجبه على أكمل وجه وكان يسمى (كابا كرمشن غاندي) .

- كان موهان حتى السابعة عشر من عمره يعيش في عزلة من العالم وكان يتلقى الحنان من أمه التي علمته كل أمور الدين

- وكان ضعيف الذاكرة حيث تبدى ذلك جلياً في المدرسة بالإضافة إلى العزلة وقد تزوج في سن السادسة عشر حسب تقاليد الهندوس وكانت تسمى زوجته (كستور بي).

- وبعد أربعة أعوام 1889 سافر إلى انكلترة لدراسة الحقوق تعلم فيها الرقص والغناء والموسيقى ولكنه لم يتركها لأنه كان قد عاهد نفسه على الدراسة كما وعد أمه وحيث اطلع خلال آخر أيامه الدراسية في انكلترة على أسفار (ألغيتا) أي الصوفية الهندوسية المترفعة عن الدنايا والداعية إلى الزهد والتقشف وقال فيه (ها الكتاب يهدي إلى الحق) ودرس التوراة وسير المصلحين العالميين.

- وبعد إنهاء دراسته ويل شهادة الحقوق أصبح في وسعه ممارسة المحاماة فعاد إلى الهند وهو غارق في تأملاته يفكر في إصلاح شعبه وقيادته من الفقر والمرض والجهل إلى الثراء والعافية والعلم والحرية.

- عاد إلى بومباي حيث زوجته وولده الذي كان قد بلغ الرابعة من عمره حيث أكب على دراسة القوانين الهندية ولكنه لم يوفق إلى كسب عمل ما يسد به رمقه فعاد إلى بلدته (راجكوت) وحتى تلك اللحظة لم يكن قد اهتدى إلى طريق الثورة على مستعمري بلاده بعد وفيما هو حائر في أمره تلقى رسالة من إحدى المؤسسات في جنوب إفريقيا تقول إن لهذه المؤسسة قضية هامة وما تزال أمام المحاكم منذ زمن بعيد ويود المدير العام من موهان ملاحقة القضية.

- كان غاندي في الرابعة والعشرين من عمره عندما هبط في جنوب إفريقيا حيث كان جحيم الشقاء نالك لا يقاس بها جحيم الهند حيث كان الألوف من العمال الهنود يعانون من الظلم والاضطهاد ويخضعون لقانون التمييز العنصري التي لم ينجو منها غاندي وحيث لم يجد فندقاً يقبله في * لأنه ملون كما أمره المفتش في القطار بمغادرة حافلة الدرجة الأولى على الرغم من دفعه ثمن البطاقة كاملاً كما تعرض لموقف مشابه عندما طلب منه القاضي الإنكليزي أثناء المحاكمة نزع عمامته واصفاً إياه بالآسيوي والتي كانت في نظر الأوروبيين والإنكليز تعني (المحتقر) وكيفما توجه كان يقابل بالازدراء فقرر أن يطلق الصبر وأن يبادر إلى النضال دفاعا عن حقوق الفرد وكرامة الإنسان.

- في سنة 1889 نشبت حرب البويريين الإنكليز المستوطنين وسكان* الأوروبي الأصل فدعا غاندي الهنود المضطهدين للتطوع لنقل الجرحى وإسعافهم و إغاثة المرضى ومساعدة الذين شردتهم الحرب فراح الهنود يعرضون صدورهم للخطر لنقل الجرحى فقتل منهم عدد كبير ولم يكونوا يطمعون بأجر أو مكافأة لكنهم أحسوا بأن السماء بعثت لهم زعيماً محباً مخلصاً فبادروا إلى البذل عندما دعاهم هذا الزعيم .

- بعد هذه الحرب بدأ نجم غاندي يلمع وبدأ الأوروبيون يحسبون له حساباً حيث قام بدعوة إلى الاتحاد والتضامن لمقاومة كل ظلم يلحق بهم واتحاد المظلومين أول درجة لإبعاد الظلم عنهم.

- وفي سنة 1904 اشترى جريدة (الرأي الهندي) وجعلها منبراً لحركته فأيقظت المظلومين من سباتهم العميق, ولم يكتف غاندي بإصدار جريدته بل اشترى أرضاً واسعة في ناتال وأنشأ فيها مزرعة تعاونية جعلها ملجأً أميناً لكل عامل مضطهد وحيث كان يعيش مع اللاجئين عيشة الزهد والتقشف مع زوجته وأولاده بخشن الملابس وزهيد الطعام وفي هذه المزرعة صام لأول مرة وسجن ثلاث مرات *

- ولم يتمكن الإنكليز من أدراك مدى قوة حركة غاندي فبادروا إلى قمعها بالقوة حيث تم زج الرجال والنساء وحتى الأطفال في السجون وكانت زوجته كستوربي في طليعة المعتقلات .

- ولما وصت أخبار الاستبداد إلى أوروبا كانت حملة الصحافة الأوروبية على الجنرال الإنكليزي (سمطس) حاكم جنوب أفريقيا بالغة القسوة فاتهم بتشويه وجه المدنية الإنسانية وأرغم على إلغاء التدابير الظالمة التي أعلن غاندي ثورته السلمية عليها.

- ثم انتقل غاندي إلى شبه القارة الهندية ولم يباشر حركته التحررية قبل أن يدرس أحوال الشعب الهندي ويلمس أسباب تخلفه وشقائه وحيث وضع في السجن بعد أن اتهمه الإقطاعيون الهنود بتحريض الشعب على الثورة فأعلن الفلاحون العصيان المدني فما كان من المدعي العام إلا أن طلب تأجيل المحاكمة تفاديا لاندلاع الفتنة ثم أطلق سراح غاندي ليعود إلى نشاطه مجدداً.

- وبعد قيام الحرب العالمية الأولى وانتصار انكلترة بدماء أبناء المستعمرات تناست وعودها بتعديل سياستها الاستعمارية لذلك عاد غاندي إلى نشاطه مجدداً حيث اعتمد على المقاومة السلبية وحدد نهجه بأنه (انتصار الحقيقة بقوة الروح والمحبة) .

- وكثيراًُ ما أعلن غاندي أن مذهب اللاعنف ليس غاية في حد ذاته بل هو وسيلة لبلوغ الاستقلال ومن أقواله : (خير للشعب الهندي أن يعدل عن هذه الطريقة وأن يعتمد العنف فيسحق الاستعمار الإنكليزي من أن يفقد شجاعته في النضال).

- واستطاع المستعمرون افتعال حوادث دامية في بومباي والنيجاب ليجدوا مبررا لتدخلهم بالقوة فبادر غاندي لتهدئة مواطنيهم ودعاهم للصبر.

- وفي 13 نيسان عام 1919 اجتمع عشرات الألوف من الهنود رجالا ونساء وأطفالاً في مكان يدعى (جاليونا لألا باغ) فهاجمهم الجنرال (داير) الإنكليزي وفتح عليهم النار فقتل منهم ستمائة وجرح الآلاف كما أرسل طائراته لتقصف الجماهير من الجو وساق ألوف الرجال إلى السجون. عندئذ أعلن غاندي يومذاك خطة اللاتعاون مع الإنكليز حتى يرضخوا ويعيدوا إلى الهند حقها والتي تقضي: 1- التخلي عن الألقاب ورتب الشرف.

2- رفض شراء سندات القروض التي تعقدها الحكومة.

3- إضراب المحاكم ورجال القانون عن العمل.

4- فصل الخصومات بالتحكيم الأهلي.

5- رفض المناصب المدنية والعسكرية.

6- الدعوة إلى الاستقلال الاقتصادي للهند.

7- مقاطعة مدارس الحكومة والوظائف على اختلاف مراتبها.

- فما كان إلا أن استقال الموظفون وأضرب الطلاب وهجر المتقاضون المحاكم وبدأ غاندي ينظم الحركات الشعبية متنقلا من منطقة إلى منطقة وكان همه الأكبر أن يظل الشعب هادئاً فلا يحدث انفجار يبرر لجوء الإنكليز إلى السلاح . وقد رأى غاندي أن بريطانيا تحتكر شراء القطن الهندي بأبخس ثمن لتعود الهند فتشتريه قماشا بأثمان باهظة فدعا مواطنيه إلى مقاطعة البضائع الإنكليزية لذا حمل المغزل ليكون قدوة لسواه وليحمل الهنود على غزل القطن في أوقات فراغهم وبذلك تتعطل مصانع بريطانيا ويثور المشتغلون فيها على حكامهم.

وانتشرت هذه الفكرة بسرعة مذهلة فراح مئات الألوف من السكان يحرقون الأقمشة الإنكليزية ويعتبرونها رمزاً للعبودية والاستعمار.

وفي عام 1920 عقد المؤتمر الوطني الهندي اجتماعاً قرر فيه المطالبة بالاستقلال والعمل لإحرازه بالطرق الشرعية والسلمية وكان غاندي ينتظر تمادي السلطة في طغيانها ليعلن العصيان المدني وطالب في تلك الأثناء بإعادة الاعتبار للمنبوذين الذين لا يقل عددهم عن الستين مليون نسمة فلقي منهم تجاوباً عظيماً وخصوصاً لما أعلن أمام الجماهير قائلاً :

خير لي أن أقطع إرباً من أن أنكر إخواني من الطبقات المدحورة وإذا قدر لي أن أبعث حياً بعد موتي فأقصى مناي أن أكون من هؤلاء (الأنجاس) لأشاطرهم ما يتلقون من إهانات وأعمل على إنقاذهم.

كما رأى المرأة مظلومة متأخرة فطالب بمساواتها مع الرجل وحثها على الكفاح للحصول على حقوقها كاملة.

وعلى الرغم من استمرار غاندي في دعوته إلى اللاعنف والنضال السلمي فقد نشبت عام1921 معارك دامية بين الهنود والإنكليز.

كما أن السلطة الاستعمارية كانت تبذل قصارى جهدها للتفريق بين الهندوس والمسلمين وبذر الشعور الطائفي فيما بينهم فرد غاندي عليها في4تشرين الأول 1921 بإعلان تضامنه التام مع المسلمين مع أن هندوسي

وذلك على أثر اعتقال الزعيمين المسلمين الأخوين : محمد علي وشوكت علي وحيث أذاع بياناً وقعه خمسون من أعضاء المؤتمر الوطني حظر فيه على الهندوس الخدمة العسكرية والمدنية مع السلطة الإنكليزية وكان المسلمون قد سبقوه بإصدار مثل ها البيان.

ألقي القبض من جديد على المهاتما غاندي بتهمة التحريض على حكومة صاحب الجلالة بهدف سحق حركة التحرير في الهند حيث حكم عليه هذه المرة بالسجن لمدة ثلاث أعوام ولما دخل السجن اشتدت المقاومة وغمرت الهند نقمة عارمة على الإنكليز وازداد المناضلون إقداماً وتأثر الرأي العام العالمي وبدأت المطالبة في الدول الأوروبية بإرغام بريطانيا على إنصاف المظلومين واحترام حقوق الأمة الهندية.

أمضى المهاتما غاندي عامين في السجن تم إخراجه منه نتيجة سوء حالته الصحية. وفي عام 1924 في الرابع من شباط وعند خروجه اعتزل المهاتما النشاط السياسي واعتكف مؤقتاً ليستعيد صحته المتداعية وعند عودته إلى العمل السياسي أعلن المبادى التالية:

1- اتحاد الطوائف هو السبيل الوحيد إلى الاستقلال .

2- المنبوذون مواطنون.

3- لا تعون مع السلطة الإنكليزية المستعمرة .

4- إتباع اللاعنف قولاً وفعلاً.

5- مكافحة المظالم وإنصاف العمال والفلاحين.

وفي 12 آذار عام 1930 قرر دعوة الشعب إلى مسيرة الملح والتي استغرقت مسير أربع وعشرين يوماً وكانت تهدف إلى تحدي احتكار الحكومة الإنكليزية لاستخراج الملح والذي كان الهنود يستهلكونه بكميات كبيرة.

وبعد النصر الذي حققه من خلال هذه المسيرة انصرف غاندي إلى معالجة مشاكل المنبوذين ففي سنة1932 وضعت السلطة البريطانية مشروع قانون يقضي بانتخاب المنبوذين نوابهم على حده وفي معزل عن الشعب الهندي فعارض المهاتما هذا المشروع معلناً أن المنبوذين مواطنون هنود ولا بد من تغيير نظرة مواطنيهم إليهم وانتصرت وجهة نظره بعد صيام كاد يودي بحياته. وفي سنة 1934 انسحب من حزب المؤتمر الوطني واعتزل السياسة فاقتصرت زعامته على التوجيه غير المباشر واستمر في توحيد الصفوف وتنمية الإدراك في عقول الجماهير والدعوة للاعتصام حتى استطاعت الهند انتزاع استقلالها في 15 آب 1948 حيث أعلنت بريطانيا الجلاء في حزيران عام 1948 .

- توفي غاندي في 30 كانون الثاني من عام 1948 بعد إطلاق النار عليه من قبل أحد المتطرفين الهندوس الذين اعتبروا غاندي متساهلاً مع المسلمين أكثر مما تسمح به مصلحة الهند كما كان على اتصال بالإنكليز ليخمد بذلك شعلة النضال التي أعادت الأمل للملايين بالحياة الحرة الكريمة[/SIZE]
[/CENTER][/CENTER]

أقواله :


أين يتواجد الحب تتواجد الحياة.
إن العين بالعين تجعل العالم بأكمله أعمى.
لا يمكن تصنيع العاطفة أو تنظيمها حسب القانون.
ليس هنالك طريق للسلام، بل أن السلام هو الطريق.
إن الغضب وقلة الاستحمال هما أعداء الفهم الصواب.
إن التأقلم ليس تقليد، بل انه يعني قوة المقاومة والاستيعاب.
أنا مستعد لان أموت، ولكن ليس هنالك أي داعي لأكون مستعدا للقتل.
إن النصر الناتج عن العنف هو مساوي للهزيمة، إذ انه سريع الانقضاء.
من الأفضل أن أكون عنيفا، إذا كان هنالك عنف في قلوبنا من ارتداء رداء اللاعنف لتغطية العجز.
إن أية جريمة، أو إصابة بغض النظر عن القضية، ارتكبت أو سببت لشخص آخر هي جريمة ضد الإنسانية[/B]










قديم 2009-11-02, 08:38   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
kadi_t
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي




عبد الحميد الثاني السلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية، وآخر من أمتلك سلطة فعلية منهم. وولد في 21 سبتمبر 1842 م، وتولى الحكم عام 1876 م. أبعد عن العرش عام 1909 م بتهمة الرجعية، وأقام تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته في 10 فبراير 1918 م.

وتلقى السلطان عبد الحميد تعليمه بالقصر السلطاني واتقن من اللغات: الفارسية والعربية وكذلك درس التاريخ والأدب.

أظهر السلطان روحا إصلاحية وعهد بمنصب الصدر الأعظم إلى مدحت باشا أحد زعماء الاصلاح فأمر بإعلان الدستور وبداية العمل به، وقد كان الدستور مقتبسا عن دساتير دول أوربية مثل: (بلجيكا و فرنسا و غيرها). وضم الدستور 119 مادة تضمنت حقوق يتمتع بها السلطان كأي ملك دستوري، كما نصب الدستور على تشكيل مجلس نواب منتخب دعي بهيئة المبعوثان.

يعرفه البعض ، بـ(اولو خاقان) أي ( "الملك العظيم") و عرف في الغرب باسم "السلطان الأحمر" ، او "القاتل الكبير" بسبب مذابح الأرمن المزعوم وقوعها في فترة توليه منصبه.

رحب جزء من الشعب العثماني بالعوده إلى الحكم الدستوري بعد إبعاد السلطان عبد الحميد عن العرش في اعقاب ثورة الشباب التركي. غير أن الكثير من المسلمين مازالوا يقدّرون قيمة هذا السلطان الذي خسر عرشه في سبيل أرض فلسطين التي رفض بيعها لزعماء الحركة الصهيونية.


حياته الشخصيه:
عبد الحميد هو ابن السلطان عبد المجيد الاول، وأمه هي واحدة من زوجات أبيه العديدات وأسمها "تيرمشكان" الشركسية الأصل توفيت عن 33 عاما، ولم يتجاوز ابنها عشر سنوات، فعهد بعبد الحميد إلى زوجة أبيه "بيرستو قادين" التي اعتنت بتربيته، وأولته محبتها؛ لذا منحها عند صعوده للعرش لقب "السلطانة الوالدة".

توفي والده وعمره 18 عامًا، وصار ولي عهد ثان لعمه "عبدالعزيز الاول"، الذي تابع نهج أخيه في مسيرة التغريب والتحديث، واستمر في الخلافة 15 عاما .قبل توليه العرش بتسع سنوات رافق عمه سلطان عبدالعزيز الاول في زيارته إلى النمسا وفرنسا وإنجلترا في 1867. و في بعض سياحاته ورحلاته إلى أوروبا ومصر.

التقى عبد الحميد في خلافة عمه بعدد من ملوك العالم الذين زاروا إستانبول. وعُرف عنه مزاولة الرياضة وركوب الخيل والمحافظة على العبادات والشعائر الإسلامية والبعد عن المسكرات والميل إلى العزلة، وكان والده يصفه بالشكاك الصامت.

كان عبد الحميد نجارا ماهرا، وكان يملك مشغلا صغيرا في حديقة قصره في إستانبول. وكانت له أهتمامات مختلفة من بينها هواية التصوير وكان مهتما بالأوبرا وكتب شخصيا لأول مرة على الاطلاق العديد من الترجمات التركية للأوبرا الكلاسيكية. كما انه ألف عدة قطع أوبراليه لmızıka - I hümayun ، واستضاف المؤدين الشهيرين من أوروبا في دار الأوبرا yıldız . وكان لديه هواية التصوير وقام بتصوير كل أنحاء إستانبول وجمعها في ألبوم يتكون من 12 مجلد، والألبوم محفوط حاليا في مكتبة الكونغرس في واشنطن "Washington Congress" في القسم التركي [1].و كان يملك مكتبا للترجمة يعمل فيه 6 مترجمين و كان يعطي أجرا إضافيا لترجمة الروايات البوليسية.

فترة حكمه:
تولى السلطان عبد الحميد الثاني الخلافة ، في 11 شعبان 1293هـ، الموافق 31 آب (أغسطس) 1876م، وتبوَّأ عرش السلطنة يومئذٍ على أسوأ حال، حيث كانت الدولة في منتهى السوء والاضطراب، سواء في ذلك الأوضاع الداخلية والخارجية. وفي نفس السنة دخلت الدولة العثمانية في أزمة مالية خانقة في فترة السلطان عبد العزيز المبذر ونجح العثمانيون الجدد من الاطاحة بحكمه سنة 1876م، في مؤامرة دبرها بعض رجال القصر، واعتلى العرش من بعده مراد الخامس شقيق عبد الحميد، ليكون السلطان الجديد، إلا انه عُزل بعد مدة قصيرة قوامها حوالي ثلاثة أشهر، فتولى عبد الحميد الحكم من بعده الذي وافق مع العثمانيين الجدد على إتباع سياسة عثمانية متحررة.

سوء الأوضاع الخارجية:
أتفقت الدول الغربية على الإجهاز على الدولة العثمانية التي أسموها "تركة الرجل المريض"، ومن ثم تقاسم أجزائها، هذا بالإضافة إلى تمرد البوسنة والهرسك، الذين هزموا الجيش العثماني وحاصروه في الجبل الأسود، وإعلان الصرب الحرب على الدولة بقوات منظمة وخطرة، وانفجار الحرب الروسية الفظيعة التي قامت سنة 1294هـ، الموافق سنة 1877م، وضغط دول الغرب المسيحية على الدولة لإعلان الدستور وتحقيق الإصلاحات في البلاد، بالإضافة إلى قيام الثورات في بلغاريا بتحريض ومساعدة من روسيا والنمسا.

سوء الأوضاع الداخلية:
أفلست خزينة الدولة وتراكمت الديون عليها، حيث بلغت الديون ما يقرب من ثلاثمائة مليون ليرة، كما ظهر التعصب القومي والدعوات القومية والجمعيات ذات الأهداف السياسية، بإيحاء من الدول الغربية المعادية، ولا سيما إنجلترا، وكانت أهم مراكز هذه الجمعيات في بيروت واستانبول، وقد كان للمسيحية دورها الكبير في إذكاء تلك الجمعيات التي أنشئت في بيروت والتي كان من مؤسسيها بطرس البستاني (1819م-1883م) وناصيف اليازجي (1800-1817م). وأما الجمعيات التي أنشئت في استانبول فقد ضمت مختلف العناصر والفئات، وكان لليهود فيها دور كبير، خاصة يهود الدَوْنَمة، ومن أشهر هذه الجمعيات "جمعية تركيا الفتاة" التي أُسست في باريس، وكان لها فروع في برلين وسلانيك واستانبول، وكانت برئاسة أحمد رضا بك، الذي فتن بأوروبا وبأفكار الثورة الفرنسية. وقد كانت هذه الجمعيات تُدار بأيدي الماسونية العالمية. ومن الأمور السيئة في الأوضاع الداخلية أيضًا، وجود رجال كان لهم دور خطير في الدولة قد فُتنوا بالتطور الحاصل في أوروبا وبأفكارها، وكانوا بعيدين عن معرفة الإسلام، ويتهمون الخلفاء بالحكم المطلق، الدكتاتوري ويطالبون بوضع دستور للدولة على نمط الدول الأوروبية المسيحية، ويرفضون العمل بالشريعة الإسلامية.

اصلاحات دستورية:
في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، دعا سعيد النورسي و هو كردي من قرية نورشين و أحد قادة الطرق الدينية البارزين وغيره إلى اصلاحات دستورية وتعليمية من بينها تقيد سلطات السلطان عبد الحميد الثاني وهو ما سمى بـ«المشروطية»، وانشاء جامعة في مدينة «فان» التركية للنهضة العلمية، ولما رفض السلطان عبد الحميد هذه الطلبات، دعم قادة الطرق الدينية التركية جمعية «الاتحاد والترقي» التي كانت تريد اصلاحات سياسية واجتماعية وكانت تعارض السلطان عبد الحميد.[2] دبرت جمعية «الاتحاد والترقي» عام 1908 انقلابا على السلطان عبد الحميد تحت شعار ( حرية، عدالة ، مساواة) . وتعهد الانقلابيون بوضع حد للتمييز في الحقوق والواجبات بين السكان على أساس الدين والعرق . 1111

من أهم منجزاته:
في وسط هذه التيارات والأمواج المتلاطمة تقلد السلطان عبد الحميد الحكم، وبدأ في العمل وفق السياسة الآتية:

*حاول كسب بعض المناوئين له واستمالتهم إلى صفه بكل ما يستطيع.
*دعا جميع مسلمي العالم في آسيا الوسطى وفي الهند والصين وأواسط أفريقيا وغيرها إلى الوحدة الإسلامية والانضواء تحت لواء الجامعة الإسلامية، ونشر شعاره المعروف "يا مسلمي العالم اتحدوا"، وأنشأ مدرسة للدعاة المسلمين سرعان ما أنتشر خريجوها في كل أطراف العالم الإسلامي الذي لقي منه السلطان كل القبول والتعاطف والتأييد لتلك الدعوة، ولكن قوى الغرب قامت لمناهضة تلك الدعوة ومهاجمتها.
* قرَّب إليه الكثير من رجال العلم والسياسة المسلمين واستمع إلى نصائحهم وتوجيهاتهم.
* عمل على تنظيم المحاكم والعمل في "مجلة الأحكام العدلية" وفق الشريعة الإسلامية.
* قام ببعض الإصلاحات العظيمة مثل القضاء على معظم الإقطاعات الكبيرة المنتشرة في كثير من أجزاء الدولة، والعمل على القضاء على الرشوة وفساد الإدارة.
* عامل الأقليات والأجناس غير التركية معاملة خاصة، كي تضعف فكرة العصبية، وغض طرفه عن بعض إساءاتهم، مثل الرعب الذي نشرته عصابات الأرمن، ومثل محاولة الأرمن مع اليهود اغتياله أثناء خروجه لصلاة الجمعة، وذلك لكي لا يترك أي ثغرة تنفذ منها الدول الأجنبية للتدخل في شؤون الدولة.
* عمل على سياسة الإيقاع بين القوى العالمية آنذاك لكي تشتبك فيما بينها، وتسلم الدولة من شرورها، ولهذا حبس الأسطول العثماني في الخليج ولم يخرجه حتى للتدريب.
* اهتم بتدريب الجيش وتقوية مركز الخلافة.
* حرص على إتمام مشروع خط السكة الحديدية التي تربط بين دمشق والمدينة المنورة لِمَا كان يراه من أن هذا المشروع فيه تقوية للرابطة بين المسلمين، تلك الرابطة التي تمثل صخرة صلبة تتحطم عليها كل الخيانات والخدع الإنجليزية، على حد تعبير السلطان نفسه.
* أنشئ قصر النجمة بأمره. ويوجد في متحف قصر النجمة في القصر منجرة مخصصة لتأمين الموبيليا للقصر, لأن السلطان عبد الحميد الثاني يحب النجارة ومعروف بالحفر اليدوي وأعطى إهتمام في هذا الموضوع. وكل الأثار المعروضة في المتحف هي أغراض القصر نفسه.
* تم إنشاء مسرح قصر النجمة بأمر السلطان عبد الحميد الثاني في عام 1889.و بعد الإصلاحات الضرورية تم إفتتاح المتحف كمتحف للفنون والمسرح. ويوجد قسم من المتحف خاص بالملابس التي أستخدمت في المسرح نفسه.

==مذابح الأرمن==

بدأت قضية مذابح الأرمن في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، إذ قالت الدولة العثمانية أن روسيا قامت بإثارة الأرمن الروس القاطنين قرب الحدود الروسية العثمانية، فبدأت بتحريضهم وإمدادهم بالمال والسلاح والقيام بتدريبهم في أراضيها وتشكيل الجمعيات المسلحة من أمثال خنجاق و طشناق. وقدمت بريطانيا دعماً قوياً لتلك المنظمات لأنها كانت تريد تفتيت الدولة العثمانية. حتى أن الزعيم المصري مصطفى كامل يقول في كتابه المسألة الشرقية: "فالذين ماتوا من الأرمن في الحوادث الأرمنية إنما ماتوا فريسة الدسائس الإنكليزية"[3] ..

وكان قبول الدولة العثمانية إقامة دولة أرمنية في مركزها (في الولايات الستة في شرقي الأناضول) وفي مناطق يشكل المسلمون فيها الأكثرية بمثابة عملية انتحارية للدولة العثمانية. إذ كان عدد الأرمن – حسب الإحصائيات العثمانية والأجنبية كذلك – يتراوح بين مليون ومئتي ألف إلى مليون ونصف مليون في جميع أراضي الدولة العثمانية. لذا لم يعبأ السلطان بالضغوطات الخارجية ولا بتهديد انكلترا وقيامها بإرسال أسطولها إلى جنق قلعة. وحاولت تلك المنظمات المسلحة اغتيال السلطان عام 1905 بتفجير عربة عند خروجه من المسجد. ولكن السلطان نجا، وألقي القبض على الجاني، ولكن السلطان عفا عنه[3]


علاقاته مع اليهود:
لما عقد اليهود مؤتمرهم الصهيوني الأول في (بازل) بسويسرا عام 1315هـ، 1897م، برئاسة ثيودور هرتزل (1860م-1904م) رئيس الجمعية الصهيونية، اتفقوا على تأسيس وطن قومي لهم يكون مقرًا لأبناء عقيدتهم، وأصر هرتزل على أن تكون فلسطين هي الوطن القومي لهم، فنشأت فكرة الصهيونية، وقد اتصل هرتزل بالسلطان عبد الحميد مرارًا ليسمح لليهود بالانتقال إلى فلسطين، ولكن السلطان كان يرفض، ثم قام هرتزل بتوسيط كثير من أصدقائه الأجانب الذين كانت لهم صلة بالسلطان أو ببعض أصحاب النفوذ في الدولة، كما قام بتوسيط بعض الزعماء العثمانيين، لكنه لم يفلح، وأخيرًا زار السلطان عبد الحميد بصحبة الحاخام (موسى ليفي)و(عمانيول قره صو)، رئيس الجالية اليهودية في سلانيك، وبعد مقدمات مفعمة بالرياء والخداع، أفصحوا عن مطالبهم، وقدَّموا له الإغراءات المتمثلة في إقراض الخزينة العثمانية أموالاً طائلة مع تقديم هدية خاصة للسلطان مقدارها خمسة ملايين ليرة ذهبية، وتحالف سياسي يُوقفون بموجبه حملات الدعاية السيئة التي ذاعت ضده في صحف أوروبا وأمريكا. لكن السلطان رفض بشدة وطردهم من مجلسه وقال: (( إنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهبا فلن أقبل ، إن أرض فلسطين ليست ملكى إنما هى ملك الأمة الاسلامية، و ما حصل عليه المسلمون بدمائهم لا يمكن أن يباع و ربما إذا تفتت إمبراطوريتى يوما ، يمكنكم أن تحصلوا على فلسطين دون مقابل )) ، ثم أصدر أمرًا بمنع هجرة اليهود إلى فلسطين.

عندئذ أدرك خصومه أنهم أمام رجل قوي وعنيد، وأنه ليس من السهولة بمكان استمالته إلى صفها، ولا إغراؤه بالمال، وأنه مادام على عرش الخلافة فإنه لا يمكن للصهيونية العالمية أن تحقق أطماعها في فلسطين، ولن يمكن للدولة الأوروبية أن تحقق أطماعها أيضًا في تقسيم الدولة العثمانية والسيطرة على أملاكها، وإقامة دويلات لليهود والأرمن واليونان.

لذا قرروا الإطاحة به وإبعاده عن الحكم، فاستعانوا بالقوى المختلفة التي نذرت نفسها لتمزيق ديار الإسلام، أهمها الماسونية، والدونمة، والجمعيات السرية (الاتحاد والترقي)، وحركة القومية العربية، والدعوة للقومية التركية (الطورانية)، ولعب يهود الدونمة دورًا رئيسًا في إشعال نار الفتن ضد السلطان.

عزله:
تم عزله وخلعه من منصبه عام 1909 وتم تنصيب شقيقه محمد رشاد خلفاً له.

من أقواله:
(أنصحوا الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع فإني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين ، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية، ولقد جاهد شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمه، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يوما فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن، أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة وهذا أمر لا يكون. إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة).
السلطان عبد الحميد الثاني أستانبول 1901م.

وفاته:
وتوفي السلطان عبد الحميد الثاني في المنفى في 10 فبراير من عام 1918 م.

وقام برثاءه أمير الشعراء أحمد شوقي بقصيدة جميلة حيث قال:

ضجت عليك مآذن ومنابر ...وبكت عليك ممالك ونواح.

الهند والـهة ومصر حزينة ... تبكي عليك بمدمع سحاح.

والشـام تسأل والعراق وفارس ... أمحا من الأرض الخلافة ماح؟

نزعو عن الأعناق خير قلادة ... ونضوا عن الأعطاف خير وشاح.

من قائل للمسلمين مقالة ... لم يوحها غير النصيحة واح.

عهد الخلافة فيه أول ذائد ... عن حوضها بيراعه نضاح.

إني أنا المصباح لست بضائع ... حتى أكون فراشة المصباح.

كما رثاه شاعر العراق جميل صدقي الزهاوي، بقصيدة عن العهد الحميدي قال فيها:

وقد بعث الله الخليفة رحمة ...إلى الناس إن الله للناس يرحم

أقام به الديان أركان دينه ...فليست على رغم العدى تتهدم

وصاغ النهى منه سوار عدالة ... به إزدان من خود الحكومة معصم

وكم لأمير المؤمنين مآثر ... بهن صنوف الناس تدري وتعلم

ويشهد حتى الأجنبي بفضله ... فكيف يسيء الظن من هو مسلم

سلام على العهد الحميدي إنه ... لأسعد عهد في الزمان وأنعم


من أقواله

* (أنصحوا الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع فإني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين ، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية، ولقد جاهد شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمه، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يوما فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن، أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة وهذا أمر لا يكون. إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة).










قديم 2009-11-02, 13:52   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
mourad19
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية mourad19
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اريد تعريف الشخصية فيدال كاسترو










قديم 2009-11-02, 16:29   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
kadi_t
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي


يدل أليهاندرو كاسترو (13 أغسطس 1927 - )، رئيس كوبا منذ العام 1959 عندما أطاح بحكومة فولغينسيو باتيستا بثورة عسكرية ليصبح رئيس الوزراء إلى عام 2008 عند اعلانه عدم ترشحه لولاية جديدة وانتخاب أخيه راؤول كاسترو مكانه. وكان كاسترو قد أصبح في 1965 أمين الحزب الشيوعي في كوبا وقاد تحويل البلاد إلى النظام الشيوعي ونظام حكم الحزب الوحيد. وأصبح في 1976 رئيس مجلس الدولة ومجلس الوزراء. وكان أعلى قائد عسكري. بعد جراحة معوية في 31 يوليو 2006 سلم مهامه لأخيه الصغير ونائب الرئيس الأول راؤول كاسترو. في 19 فبراير 2008 وقبل 5 أيام من انتهاء مدة الحكم أعلن أنه لن يرغب في مدة جديدة كرئيس أو رئيس أركان.

بداية حياته
ولد فيدال كاسترو في 13 أيار 1927 في مزرعة قصب السكر التي يملكها والداه بالقرب من مدينة بيران في القطاع الشرقي من جزيرة كوبا. وكان والده مهاجرا إسبانيا، بدأ حياته كعامل ثم صار مالكا ل 23000 فدان من الأراضي الزراعية.
أمضى كاسترو طفولته في تلك المزرعة، وعند بلوغه السادسة أقنع والديه بإرساله إلى المدرسة. وهكذا ارتحل إلى سانتياغو حيث بدأ دراسته في المدارس اليسوعية.
انتسب أولا إلى مدرسة دولوريس الابتدائية عام (1933) ، ثم معهد لا سال، وعند بلوغه الخامسة عشرة (1942) دخل معهد بيلان في هافانا متابعا دروسه الثانوية.
كان كاسترو تلميذا بارعا، ورياضيا متفوقا، وقد حصل على جائزة أفضل رياضي عام 1944.
عام 1945 انتسب كاسترو إلى كلية الحقوق في هافانا، وبعد حصوله على الإجازة افتتح مكتبا للمحاماة في هافانا عام (1950) مع شريكين من زملائه في الكلية. وقد صرف معظم وقته مدافعا عن قضايا الفقراء والمظلومين.

ترعرع في كنف والديه المهاجرين من إسبانيا والذين يعدون من المزارعين . تلقى تعليمه في المدرسة التحضيرية، وفي عام1945م، التحق بجامعة هافانا حيث درس القانون وتخرج منها عام 1950م. ثم عمل كمحامي في مكتب محاماة صغير وكان لديه طموح في الوصول إلى البرلمان الكوبي إلا أن الانقلاب الذي قاده فولغينسيو باتيستا عمل على إلغاء الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها. وكردة فعل احتجاجية، شكّل كاسترو قوّة قتالية وهاجم إحدى الثكنات العسكرية وأسفر هذا الهجوم عن سقوط 80 من أتباعه وإلقاء القبض على كاسترو. حكمت المحكمة على كاسترو بالسجن 15 عاماً وأطلق سراحه في مايو 1955م، و نفي بعدها إلى المكسيك ، حيث كان أخوه راؤول و رفاقه يجمعون شملهم للثورة ، و كان قد التحق إرنستو تشي جيفارا بالثوار ليتعرف على فيديل كاسترو و يصبح جزء من المجموعة الثورية .

و على متن قارب شراعي، أبحر كاسترو ورفاقه من المكسيك إلى كوبا وسُميت زمرته بحركة ال 26 يوليو، و لم يعرب كاسترو عن خطه السياسي رغم قيامه بتأميم الاراضي في المناطق التي سيطر عليها الثوار ، لكن بعد انتصار الثورة قام بتكليف أحد الرأسماليين الذين تبنوا لفكر الرئيس الأمريكي توماس جيفيرسون و الرئيس أبراهام لينكن ، و ذلك لتفادي أي هجوم أمريكي على الثورة البكر كما حدث في غواتيمالا ، و بعد أن سيطرت الثورة على كوبا كاملة بدأ بتأميم كل الصناعات المحلية. و المصارف و توزيع ما تبقى من الاراضي للفلاحين.

تحرك كاسترو عسكرياً مع ما يقارب من ثمانين رجلا في 2 ديسمبر 1956 و استطاع 40 من مجموع الـ 80 رجل الانسحاب إلى الجبال، بعد أن تعرضوا لهجوم غير متوقع من جيش باتيستا عند روهم على الشاطيء و دخولهم كوبا ،وعمل على ترتيب صفوفه وشن حرب عصابات من الجبال على الحكومة الكوبية. وبتأييد شعبي، وانضمام رجال القوات المسلحة الكوبية إلى صفوفه، استطاع كاسترو أن يشكل ضغطاً على حكومة هافانا مما اضطر رئيس الحكومة و رئيس الجمهورية إلى الهرب من العاصمة في 1 يناير 1959 على إثر إضراب عام و شامل جاء تلبية لخطاب فيديل كاسترو وثم دخلت قواته إلى العاصمة هافانا بقيادة ارنستو تشي غيفارا حيث كان عدد المقاتلين الذين دخلوا تحت إمرة غيفارا ثلاثمائة استقال فيديل كاسترو من رئاسة كوبا و من قيادة الجيش في 18 شباط 2008 بعد صراع دام 19 شهرا من المرض و قد تولى شقيقه راؤول كاسترو زمام السلطة في كوبا.

علاقته بالدين
يعتبر كاسترو نفسه ملحداً ولم يمارس الطقوس الدينية المسيحية منذ نعومة أظافره، وقد أقصته البابوية في الفاتيكان عن المذهب الكاثوليكي في 3 يناير 1962 لارتداد كاسترو عن الكاثوليكية. وقد تحسنت علاقه كاسترو بالبابوية في مطلع التسعينيات من القرن العشرين عندما إنهار الاتحاد السوفيتي و تخلى الغرب عن الفاتيكان ، سمح للبابا بزيارة كوبا بعد ان اعلن البابا ان المسيحية تؤيد الاشتراكية ، و فعلا دخل البابا إلى كوبا و أصبح صديق بعد عداء دام عقود ، و قال كاستروا عن البابا : نحن اليوم نتفق معه فقد كاد يقول ياعمال العالم إتحدو! ، و يعتبر هذا الشعار شعار الاحزاب الشيوعية.

سياسته الخارجية
سارعت الولايات المتحدة بالاعتراف بالحكومة الكوبية الجديدة وكان كاسترو رئيساً للدولة آنذاك. و كلف أحد البرجوازيين برئاسة الحكومة ، تفاديا لضربات السياسة الأمريكية المعادية للشيوعية و الاشتراكية ، وسرعان ما بدأت العلاقات الأمريكية الكوبية بالتدهور عندما قامت كوبا بتأميم الشركات ، و تحديداً، شركة "الفواكه المتحدة". و في ابريل من 1959، زار الرئيس كاسترو الولايات المتحدة والتقى مع نائب الرئيس ريتشارد نيكسون، وتذرّع الرئيس الأمريكي لعدم استطاعته اللقاء مع كاسترو لارتباطه بلعبة الغولف وقد طلب الرئيس الأمريكي من نائبه التحقق من انتماء كاسترو السياسي ومدى ميوله لجانب المعسكر الشرقي، وخلص نائب الرئيس نيكسون إلى أن كاسترو "شخص بسيط و ليس بالضرورة يميل إلى الشيوعية". وفي فبراير عام 1960، اشترت كوبا النفط من الاتحاد السوفييتي ورفضت الولايات المتحدة المالكة لمصافي تكرير النفط في كوبا التعامل مع النفط السوفييتي، فقام كاسترو على تأميم المصافي الكوبية التي تسيطر عليها الولايات المتحدة الأمريكية ، مما جعل العلاقات الأمريكية الكوبية في أسوأ حال. و قامت الولايات المتحدة بمحاصرة كوبا و مازال الحصار قائم إلى هذا اليوم ،و قد تحسنت العلاقات الكوبية السوفيتية ،و استمر التبادل الاقتصادي حتى الثمانينات حيث قام الاتحاد بمحاصرة كوبا و وقف استيراد الرصاص الكوبي.

أزمة الصواريخ
استناداً على مذكرات الرئيس السوفييتي خوروشوف، فقد رأى الاتحاد السوفييتي أن يقوم على نشر صواريخ بالستية لتحول دون محاولة الولايات المتحدة من غزو الجزيرة. وفي 15 أكتوبر 1962، اكتشفت طائرات التجسس الأمريكية منصات الصواريخ السوفييتية في كوبا ورأت تهديداً مباشرا للولايات المتحدة نتيجة المسافة القصيرة التي تفصل بين كوبا والولايات المتحدة (90 ميل). و قامت البحرية الأمريكية بتشكيل خط بحري يعمل على تفتيش السفن المتجه إلى كوبا. و في 27 أكتوبر 1962، بعث الرئيس الكوبي كاسترو برسالة خطية للرئيس السوفييتي يحثه فيها على شنّ هجوم نووي على الولايات المتحدة ولكن الاتحاد السوفييتي لم يستجب لهذا الطلب. ورضخ الاتحاد السوفييتي لإزالة الصواريخ الكوبية شريطة أن تتعهد الولايات المتحدة بعدم غزو كوبا والتخلص من الصواريخ البالستية الأمريكية في تركيا. و بالارةاةتانتالنستتباب الأمن وزوال الخطر، اتسمت العلاقة بين الولايات المتحدة و كوبا بالعدائية، واستمرت الولايات المتحدة بدعمها لمحاولات اغتيال كاسترو.

[/B]










قديم 2009-11-06, 14:33   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
kadi_t
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي



يلقب بـ"ثشي جيفارا"، أو بـ"التشي"، أو "تشي" (14 مايو 1928 - 9 أكتوبر 1967) - ثوري كوبي أرجينتيني المولد، كان رفيق فيدل كاسترو. يعتبر شخصية ثورية فذّة في نظر الكثيرين.

درس جيفارا الطب في جامعة بوينس آيرس و تخرج عام 1953، وكان مصاباً بالربو فلم يلتحق بالخدمة العسكرية
قام بجولة حول أمريكا الجنوبية مع أحد أصدقائه على متن دراجة نارية وهو في السنة الأخيرة
من الطب وكونت نلك الرحلة شخصيته وإحساسه بوحدة أميركا الجنوبية و بالظلم الكبير الواقع من الإمبرياليين على المزارع الأمريكي البسيط
توجه بعدها إلى غواتيمالا ، حيث كان رئيسها يقود حكومة يسارية شعبية ، كانت من خلال تعديلات
وعلى وجه الخصوص تعديلات في شؤون الأرض والزراعة- تتجه نحو ثورية إشتراكية
وكانت الإطاحة بالحكومة الغواتيمالية عام 1954 بانقلاب عسكري مدعوم من قبل وكالة المخابرات المركزية
في عام 1955 قابل جيفارا المناضلة اليسارية "هيلدا أكوستا" من "بيرو" في منفاها في جواتيمالا،
فتزوجها وأنجب منها طفلته الأولى، وهيلدا هي التي جعلته يقرأ للمرة الأولى بعض الكلاسيكيات الماركسية، إضافة إلى لينين و تروتسكي و ماو.
سافر جيفارا للمكسيك بعد أن حذرته السفارة الأرجنتينية من أنه مطلوب من قبل المخابرات المركزية
والتقى هناك راؤول كاسترو المنفي مع أصدقائه الذين كانوا يجهزون للثورة وينتظرون خروج فيدل كاسترو من سجنه في كوبا
ما إن خرج فيديل كاسترو من سجنه حتى قرر جيفارا الانضمام للثورة الكوبية، وقد رأى فيدل كاسترو أنهم في أمس الحاجة إليه كطبيب
اليوم يعتبر جيفارا مثلا يحتذا به من قبل جميع الثوار على اختلاف مناهجهم السياسيه فلم يعد مقتصرا على الحزب الشيوعي و انما تعداه الى جميع مناظلين العالم بسبب التضحيات التي قدمها و تنازله عن المناصب القياديه من اجل تحرير الشعوب الباحثه عن حريتها .




سيرة أرنستو تشي غيفار




"يجب أن نتذكر دائماَ أن الإمبريالية نظام عالمي، هو المرحلة الأخيرة من الإستعمار، ويجب أن تهزم بمواجهة عالمية."

هذا ما قاله أرنستو غيفارا

طبيب ثوري أرجنتيني الأصل. ولد في 14/6/1928 في روزاريو (الأرجنتين).
أصيب بالربو منذ طفولته ولازمه المرض طوال حياته.ومراعاة لصحة ابنها المصاب بالربو استقرت أسرته في ألتا غراسيا في السيرا دو كوردوبا
وفيها أسس والده لجنة مساندة للجمهورية الإسبانية عام1937, وفي 1944 استقرت الأسرة في بيونس ايريس

ومن 1945 إلى 1953 أتم إرنيستو بنجاح دراساته الطبية.
و بسرعة جعلته صلته بأكثر الناس فقرا وحرمانا وبالمرضى مثل المصابين بالجذام
وكذا سفره المديد الأول عبر أمريكا اللاتينية، واعيا بالتفاوت الاجتماعي وبالظلم.

إمتهن الطب، إلا أنه ظل مولعاَ بالأدب والسياسة والفلسفة، سافر أرنستو تشي غيفارا إلى غواتيمالا عام 1954 على أمل الإنضمام
إلى صفوف الثوار لكن حكومة كاستيلو أرماس العميلة للولايات المتحدة الأميركية قضت على الثورة

انتقل بعد ذلك الى المكسيك حيث التقى بفيدل كاسترو وأشعلوا الثورة ضد نظام حكم "باتيستا" الرجعي حتى سقوطه سنة 1959

تولى منصب رئيس المصرف الوطني سنة 1959.

ووزارة الصناعة (1961 -1965).

اشترك مع حركات ثورية عالمية عديدة.

ألّف : حرب العصابات (1961). الإنسان والإشتراكية في كوبا (1967).

ذكريات الحرب الثورية الكوبية (1968).


الأسفار تكون الشباب … والوعي!

حصل تشي بالكاد على شهادته لما غادر من جديد الأرجنتين نحو رحلة جديدة عبر أمريكا اللاتينية.
وقد كان عام 1951، خلال رحلته الأولى، قد لاحظ بؤس الفلاحين الهنود.
كما تبين استغلال العمال في مناجم النحاس بشيلي والتي تملكها شركات أمريكية.
وفي عام 1953 في بوليفيا والبيرو، مرورا بباناما وبلدان أخرى، ناقش مع منفيين سياسيين يساريين من كل مكان تقريبا، ولاسيما مع كاسترويين كوبيين.
تسيس، وفي تلك اللحظة قرر فعلا الالتحاق بصفوف الثوريين. واعتبر نفسه آنذاك شيوعيا.

وفي العام 1954 توقف في غواتيمالا التي كانت تشهد غليانا ديمقراطيا في ظل حكومة جاكوب أربنز
وشارك تشي في مقاومة الانقلاب العسكري الذي دبرته المخابرات الأمريكية
والذي انهى الإصلاحات الزراعية التي قام بها أربنز، وستطبع هذه التجربة فكره السياسي

التحق آنذاك بالمكسيك. وهناك تعرف في تموز/ يوليو 1955 على فيديل كاسترو الذي لجأ إلى ميكسيكو بعد الهجوم الفاشل على ثكنة مونكادا في سانتياغو دو كوبا.
وجنده كاسترو طبيبا في البعثة التي ستحرر كوبا من ديكتاتورية باتيستا.
وهناك سمي بتشي وهو تعبيير تعجب يستعمله الارجنتينيون عمليا في نهاية كل جملة.

وفي حزيران/ يونيو 1956 سجن تشي في مكسيك مع فيدل كاسترو ومجموعة متمردين كوبيين. واطلق سراحهم بعد شهرين.

1956-1965 الثورة الكوبية

بدءا من 1965 ارتمى تشي مع رفاقه في التحرير الوطني

يوم 9 أكتوبر 1967 مات تشي غيفارا
إذ اغتاله الجيش البوليفي ومستشارو وكالة المخابرات المركزية الأمريكية
CIA --Green hawk 20:54، 11 فبراير 2008 (UTC)





الثورة الكوبية



في 1959 اكتسح رجال حرب العصابات هافانا برئاسة فيدل كاسترو واسقطوا الديكتاتورية العسكرية لفولجنسيو باتيستا
. هذا برغم تسليح حكومة الولايات المتحدة وتمويلها لباتيستا ولعملاء الـ CIA داخل جيش عصابات كاسترو.

دخل الثوار كوبا على ظهر زورق ولم يكن معهم سوى ثمانين رجلا لم يبق منهم سوى 10 رجال فقط، بينهم كاسترو وأخوه "راءول" وجيفارا،
ولكن هذا الهجوم الفاشل أكسبهم مؤيدين كثيرين خاصة في المناطق الريفية، وظلت المجموعة
تمارس حرب العصابات لمدة سنتين وخسروا نصف عددهم في معركة مع الجيش

كان خطاب كاسترو سبباً في إضراب شامل
وبواسطة خطة جيفارا للنزول من جبال سييرا باتجاه العاصمة الكوبية تمكن الثوار من دخول العاصمة هافانا في يناير 1959 على رأس ثلاثمائة مقاتل،
ليبدأ عهد جديد في حياة كوبا بعد انتصار الثورة وإطاحتها
بحكم الديكتاتور "باتيستا"، وفي تلك الأثناء اكتسب جيفارا لقب "تشي" الارجنتيني، وتزوج
من زوجته الثانية "إليدا مارش"، وأنجب منها أربعة أبناء بعد أن طلّق زوجته الأولى.

برز تشي جيفارا كقائد ومقاتل شرس جدا لا يهاب الموت و سريع البديهة يحسن التصرف في الأزمات.
لم يعد جيفارا مجرد طبيب بل أصبح قائدا برتبة عقيد،
وشريك فيدل كاسترو في قيادة الثورة، وقد أشرف كاسترو على استراتيجية المعارك بينما قاد وخطط جيفارا للمعارك.

عرف كاسترو بخطاباته التي صنعت له وللثورة شعبيتها، لكن جيفارا كان خلف أدلجة الخطاب وإعادة رسم ايديولوجيا الثورة على الأساس الماركسي اللينيني.





جيفارا وزيراً



صدر قانون يعطي الجنسية والمواطنية الكاملة لكل من حارب مع الثوار برتبة عقيد، ولم توجد هذه المواصفات سوى في جيفارا الذي عيّن مديرا للمصرف المركزي
وأشرف على محاكمات خصوم الثورة وبناء الدولة في فترة لم تعلن فيها الثورة عن وجهها الشيوعي،
وما أن أمسكت الثورة بزمام الأمور -وبخاصة الجيش- حتى قامت الحكومة الشيوعية التي كان فيها جيفارا وزيراً للصناعة وممثلاً لكوبا في الخارج ومتحدثاً باسمها في الأمم المتحدة.
كما قام بزيارة الإتحاد السوفيتي والصين، واختلف مع السوفييت على إثر سحب صورايخهم من كوبا بعد أن وقعت الولايات المتحدة معاهدة عدم اعتداء مع كوبا.

تولى جيفارا بعد استقرار الحكومة الثورية الجديدة –وعلى رأسها فيدل كاسترو- على التوالي، وأحيانا في نفس الوقت المناصب التالية:

* سفير منتدب إلى الهيئات الدولية الكبرى.
* منظم الميليشيا.
* رئيس البنك المركزي.
* مسئول التخطيط.
* وزير الصناعة.

ومن خلال هذه المناصب قام الـ"تشي" بالتصدي بكل قوة لتدخلات الولايات المتحدة؛
فقرر تأميم جميع مصالح الدولة بالاتفاق مع كاسترو؛ فشددت الولايات المتحدة الحصار على كوبا،
وهو ما جعل الحكومة الكوبية تتجه تدريجيا نحو الاتحاد السوفيتي.
كما أعلنت عن مساندتها لحركات التحرير في كل من: تشيلي، وفيتنام، والجزائر.





اختفائه




لم يرتح جيفارا للحياة السياسية فاختفى، ونشرت مقالات كثيرة عن مقتله لكي يرد لعل رده يحدد مكانه لكنه لم يرد.

نشرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية شائعات تدعي فيها اختفاء إرنستو تشي جيفارا في ظروف غامضة،
ومقتله على يد زميله في النضال القائد الكوبي فيدل كاسترو،
ممااضطر الزعيم الكوبي للكشف عن الغموض الذي اكتنف اختفائه من الجزيرة للشعب الكوبي فأدلى بخطابه الشهير الذي ورد في بعض أجزائه ما يلي:

لدي هنا رسالة كتبت بخط اليد، من الرفيق إرنستو جيفارا يقول فيها
أشعر أني أتممت ما لدي من واجبات تربطني بالثورة الكوبية على أرضها، لهذا أستودعك، وأستودع الرفاق، وأستودع شعبك الذي أصبح شعبي.
أتقدم رسميا باستقالتي من قيادة الحزب، ومن منصبي كوزير، ومن رتبة القائد،
ومن جنسيتي الكوبية، لم يعد يربطني شيء قانوني بكوبا.

في أكتوبر 1965 أرسل جيفارا رسالة إلى كاسترو تخلى فيها نهائيا عن مسؤولياته في قيادة الحزب،
وعن منصبه كوزير، وعن رتبته كقائد، وعن وضعه ككوبي،
إلا أنه أعلن عن أن هناك روابط طبيعة أخرى لا يمكن القضاء عليها بالأوراق الرسمية،
كما عبر عن حبه العميق لكاسترو ولكوبا، وحنينه لأيام النضال المشترك.

أكدت هذه الرسالة إصراره على عدم العودة إلى كوبا بصفة رسمية،
بل كثائر يبحث عن ملاذ آمن بين الحين والآخر.
ثم أوقف مساعيه الثورية في الكونغو وأخذ الثائر فيه يبحث عن قضية عالمية أخرى.





الكونغو



سعى جيفارا لإقامة مجموعات حرب عصابات في الكونغو.
ومع أن فكرته لم تلق صدى واسعا لدى بعض القادة، أصر جيفارا على موقفه،
وتموه بملابس رجل أعمال ثري، لينطلق في رحلة طويلة سافر فيها من بلد إلى آخر ليواجه المصاعب تلو الأخرى.

ذهب "تشي" لأفريقيا مسانداً للثورات التحررية، قائدا لـ 125 كوبيا، ولكن فشلت التجربة الأفريقية لأسباب عديدة،
منها عدم تعاون رؤوس الثورة الأفارقة، واختلاف المناخ واللغة، وانتهى الأمر بالـ"تشي" في أحد المستشفيات في براغ للنقاهة،
وزاره كاسترو بنفسه ليرجوه العودة، لكنه بقي في زائير (جمهورية الكونغو الديمقراطية) محارباً بجانب قائد ثورة الكونغو باتريس لومومبا،
لكنه فجأة ظهر في بوليفيا قائدا لثورة جديدة، ولم يوثق هذه المرحلة سوى رسائله لفيديل كاسترو الذي لم ينقطع الإتصال معه حتى أيامه الأخيرة.

بوليفيا


لم يكن مشروع "تشي" خلق حركة مسلحة بوليفية، بل التحضير لرص صفوف الحركات
التحررية في أمريكا اللاتينية لمجابهة النزعة الأمريكية المستغلة لثروات دول القارة
منذ بداية عام 1967 وجد جيفارا نفسه مع مقاتليه العشرين،
وحيداً يواجه وحدات الجيش المدججة بالسلاح بقيادة السي أي إيه في براري بوليفيا الاستوائية.
أراد جيفارا أن يمضي بعض الوقت في حشد القوى والعمل على تجنيد الفلاحين والهنود الحمر من حوله،
ولكنه أجبر على خوض المعارك مبكراً

وقد قام "تشي" بقيادة مجموعة من المحاربين لتحقيق هذه الأهداف،
وقام أثناء تلك الفترة الواقعة بين 7 نوفمبر 1966 و7 أكتوبر 1967 بكتابه يوميات المعرك



اغتياله



ألقي القبض على اثنين من مراسلي الثوار، فاعترفوا تحت قسوة التعذيب أن جيفارا هو قائد الثوار.
فبدأت حينها مطاردة لشخص واحد. بقيت السي أي على رأس جهود الجيش البوليفي طوال الحملة،
فانتشر آلاف الجنود لتمشيط المناطق الوعرة بحثا عن أربعين رجلا ضعيفا وجائعا
قسم جيفارا قواته لتسريع تقدمها، ثم أمضوا بعد ذلك أربعة أشهر متفرقين عن بعضهم في الأدغال.
إلى جانب ظروف الضعف والعزلة هذه، تعرض جيفارا إلى أزمات ربو حادة، مما ساهم في تسهيل البحث عنه ومطاردته.

في يوم 8 أكتوبر 1967 وفي أحد وديان بوليفيا الضيقة هاجمت قوات الجيش البوليفي المكونة من 1500 فرد مجموعة جيفارا المكونة من 16 فرداً،
وقد ظل جيفارا ورفاقه يقاتلون 6 ساعات كاملة وهو شيء نادر الحدوث في حرب العصابات في منطقة صخرية وعرة،
تجعل حتى الاتصال بينهم شبه مستحيل.
وقد استمر "تشي" في القتال حتى بعد موت جميع أفراد المجموعة رغم إصابته بجروح في ساقه إلى أن دُمّرت بندقيته (م-2)
وضاع مخزن مسدسه وهو مايفسر وقوعه في الأسر حياً.
نُقل "تشي" إلى قرية "لاهيجيرا،
وبقي حياً لمدة 24 ساعة، ورفض أن يتبادل كلمة واحدة مع من أسروه.
وفي مدرسة القرية نفذ ضابط الصف "ماريو تيران" تعليمات ضابطيه: "ميجيل أيوروا" و"أندريس سيلنيش" بإطلاق النار على "تشي".

دخل ماريو عليه متردداً فقال له "تشي": أطلق النار، لا تخف؛ إنك ببساطة ستقتل مجرد رجل"، لكنه تراجع، ثم عاد مرة أخرى
بعد أن كرر الضابطان الأوامر له فأخذ يطلق الرصاص من أعلى إلى أسفل تحت الخصر حيث كانت الأوامر واضحة
بعدم توجيه النيران إلى القلب أو الرأس حتى تطول فترة احتضاره، إلى أن قام رقيب ثمل بإطلاق رصاصه من مسدسه في الجانب الأيسر فأنهى حياته.

وقد رفضت السلطات البوليفية تسليم جثته لأخيه أو حتى تعريف أحد بمكانه أو بمقبرته حتى لا تكون مزاراً للثوار من كل أنحاء العالم.

وقد شبّت أزمة بعد عملية اغتياله وسميت بأزمة "كلمات جيفارا" أي مذكراته.
وقد تم نشر هذه المذكرات بعد اغتياله بخمسة أعوام وصار جيفارا رمزاً من رموز الثوار على الظلم.
نشر فليكس رودريجيس، العميل السابق لجهاز المخابرات الأميركية (CIA) عن إعدام تشي جيفارا
وتمثل هذه الصور آخر لحظات حياة هذا الثوري الأرجنتيني قبل إعدامه بالرصاص بـ"لا هيجيرا" في غابة "فالي غراندي" ببوليفيا،
في 9 أكتوبر(تشرين الأول) من عام 1967
وتظهر الصور كيفية أسر تشي جيفارا، واستلقائه على الأرض، وعيناه شبه المغلقتان ووجهه المتورم والأرض الملطخة بدمه بعد إعدامه.
كما تنهي الصور كل الإشاعات حول مقتل تشي جيفارا أثناء معارك طاحنة مع الجيش البوليفي.
وقبيل عدة شهور، كشف السيد فليكس رودريجيس النقاب عن أن أيدي تشي جيفارا بُترت من أجل التعرٌف على بصمات أيديه.






الرمز والاسطورة


"لا يهمنى متى وأين سأموت، لكن يهمنى ان يبقى الثوار منتصبين، يملأون الارض ضجيجاً،
كى لا ينام العالم بكل ثقله فوق أجساد البائسين والفقراء والمظلومين"

سيظل صدى هذه الكلمات يتردد، ويلهم المئات في مكان وزمان، ما دام الظلم والعنف يسود هذا العالم.

عام 1968، غضب شبان العالم وخرجوا إلى الشوارع معلنين أنهم يستطيعون إنهاء الحروب وتغيير ملامح العالم،
وقد تحول هذا الرجل الثائر بعد موته إلى شهيد لقضاياهم.
أصبح يمثل أحلام ورغبات الملايين ممن يحملون صوره.
علماً أنه كان يمثل أيضا مجموعة من التناقضات، وكأن الموت حول ملامحه، ما يوحي بأنه لو منحه أعداؤه الحق في الحياة،
لربما عجزت أسطورته عن احتلال هذا المدى العالمي الذي تنعم به اليوم.





من أقواله



"إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة تُوجّه إلى مظلوم في هذه الدنيا، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني"

"الثورة قوية كالفولاذ، حمراء كالجمر، باقية كالسنديان، عميقة كحبنا الوحشي للوطن"

"لا يهمني أين ومتى سأموت بقدر ما يهمني أن يبقى الوطن"

"الثوار يملئون العالم ضجيجاً كي لا ينام العالم بثقله على أجساد الفقراء"

"إن الطريق مظلم وحالك، فإذا لم تحترق أنت وأنا فمن سينير الطريق"

"لن يكون لدينا ما نحيا من أجله .. إن لم نكن على استعداد أن نموت من أجله".



أعماله

كمعظم الشباب اليساريين في فترات الدراسة في النصف الأول من القرن الماضي، مارس جيفارا الكتابة شعرا ونثرا. ومن أعماله قصيدة ماريا العجوز التي تكشف عن جانب من شخصية جيفارا [1]
ماريا العجوز


ماريا العجوز، ستموتي

احدثك بجدية

كانت حياتك مسبحة من الصعاب

انكر عليك حياة الامل

ولا تطلبي الموت رحمة

لتشاهدي غزلانك الهجين تكبر

لا تفعليها

لا تصلي لرب

انكر عليك حياة الامل
[عدل] من كتبه

* حرب العصابات (1961) MAFIA WARS
* الإنسان والاشتراكية في كوبا (1967).
* ذكريات الحرب الثورية الكوبية (1968)
* الأسفار تكون الشباب … والوعي!
* الإنسان الجديد
* مـانسيتك


نضالات
كره تشي اتكال الثورة الكوبية على الاتحاد السوفيتي، واستمر في ابتكار وسائل أخرى للحصول على التمويل وتوزيعه.
ولأنه الوحيد الذي درس فعلا أعمال كارل ماركس بين قادة حرب العصابات المنتصرين في كوبا،
فانه كان يحتقر البيروقراطيين ومافيا الحزب الذين صعدوا على أكتاف الآخرين في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية، وفي كوبا أيضا.

كشف (آي إف ستون) كيف انهمك تشي جيفارا في نقاش علني، أثناء مؤتمر
في مدينة بونتي ديل استي بأوروجواي مبكراً في 1961
(وهو المولود في الأرجنتين حيث درس الطب هناك) مع بعض شباب اليسار الجديد من نيويورك.
أثناء تلك المناقشة، مر بهم اثنان من جهاز الحزب الشيوعي الأرجنتيني.
لم يستطع جيفارا أن يمنع نفسه من الصياح بصوت عال، "هيي، لماذا أنتم هنا، أمن اجل أن تبدءوا الثورة المضادة؟"

مثّل تشي الكثيرين في الحركة الناشئة لليسار الجديد حول العالم، خاض تجربته الأولى مع بيروقراطية الحزب الشيوعي
ومقت محاولاتهم لفرض بيروقراطيتهم على الحركات الثورية للسكان الأصليين.

وبالفعل فإن الثورة في كوبا، على عكس المفاهيم المعاصرة للكثيرين في الولايات المتحدة اليوم،
كانت مستقلة، وفي بعض الأحيان معارضة للحزب الشيوعي الكوبي.
ولقد أخذ بناء مثل هذه العلاقة -التي لم يكن من السهل صنعها-
عدة سنوات فقط بعد الثورة ونجحت في أخذ سلطة الدولة وتأسيسها، دافعة إلى الاندماج بين القوى الثورية والحزب
-الاندماج الذي لم يضع نهاية لمشاكل جيفارا والثورة الكوبية نفسها.

إحدى تلك المشاكل هي اعتماد كوبا المتزايد على الاتحاد السوفيتي
(في بعض الأوجه يماثل الاعتماد المتزايد لبعض المنظمات الراديكالية على منح المؤسسات في صورة أموال ولوازم لولبية أخرى).
قررت الحكومة أثناء احتياجها اليائس للنقد من اجل شراء لوازم شعبها الضرورية -وبعد نقاش مرير- قررت
أن تضيع فرصة تنويع الزراعة في كوبا من أجل التوسع في محصولها النقدي الرئيسي، قصب السكر، الذي يتم تبادله أمام البترول السوفيتي،
لتستهلك جزء من هذا البترول وتعيد بيع الباقي في السوق العالمي.
وبالتدريج فقدت كوبا، بالرغم من تحذيرات تشي (والآخرين)،
القدرة على إطعام شعبها نفسه -وهي المشكلة التي بلغت أبعادا مدمرة بانهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.

وهي نفس الأزمات التي أحدقت بالاتحاد السوفيتي والدول التي كان معترفا
بها كدول اشتراكية عندما سعوا وراء النموذج الصناعي للتنمية وحاولوا أن يدفعوا ثمنه بالإنتاج والتنافس في السوق العالمي.
كان رد فعل تشي: لا تنتج من أجل السوق العالمي. ارفض تحليلات التكلفة/المنفعة (cost/benefit)
كمعيار لما ينبغي إنتاجه. آمن تشي بأن المجتمع الجديد حقيقة،
وعليه أن يجعل طموحه هو ما يحلم به شعبه من أجل المستقبل، وأن يعمل على تنفيذه فورا في كل أوان ومكان.
وحتى تبلغ ذلك، على الثورات الشيوعية أن ترفض معيار "الكفاءة"
وعليها أن ترعى المحاولات المجتمعية المحلية حتى تخلق مجتمعا أكثر إنسانية بدلاً من ذلك.




أممية تشي وعلاقته بالماركسي



اصطدم احتقار تشي لكهنوت الماركسية الرسمي (بينما كان يعتبر نفسه ماركسياً)،
واحتقاره للبيروقراطيين من كل لون، اصطدم بالنزعة الاقتصادية الميكانيكية المخدرة التي صارت عليها الماركسية.
"الثورة" عند تشي واليسار الجديد الذي يستلهم جيفارا، تقهقرت إلى خلفية الأجندة التاريخية.

أممية تشي وارتباطه المميز بالفقراء والمنبوذين في كل مكان،
ورفضه الاعتراف بقداسة الحدود القومية في الحرب ضد إمبريالية الولايات المتحدة،
ألهمت الحركات الراديكالية الجديدة في العالم كله.
نادى تشي الراديكاليين لنحول أنفسنا إلى شيء جديد، أن نكون اشتراكيين قبل الثورة،
هذا إذا ما كان مقدراً لنا أن يكون لدينا أمل في أن نحقق فعلا الحياة التي نستحق أن نعيشها.
نداؤه "بأن نبدأ العيش بطريقة لها معنى الآن" تردد صداه عبر الجيل بأكمله فاتحا ذراعيه ليصل بدرجة كبيرة من ناحية إلى وجودية سارتر،
ومن ناحية أخرى ممتدا نحو ماركس من خلال الحركة
ومن خلال انتزاع مباشرة الثورة عن طريق الاشتباك مع الظلم بكل أشكاله
في كل لحظة، ومن خلال وضع مثاليات المرء فورا في الممارسة العملية صاغ تشي من التيارات الفلسفية المعاصرة الرئيسية موجة مد من التمرد

حب تشي للناس أخذه أولا إلى الكونغو ثم إلى بوليفيا
حيث نظم فرقة من رجال حرب العصابات لتكون، كما كان يتعشم، عاملا مساعدا على الإلهام بالثورة
ولم ينس ان يمر بمصر والجزائر في طريقه ليلتقى الزعيم المصري جمال عبد الناصر
والرئيس الجزائري أحمد بن بلة اللذان كانا رموزاً للثورة العربية آنذاك

\\


قال جيفارا :

لا يهمنى متى واين سأموت، لكن يهمنى ان يبقى الثوار منتصبين، يملأون الارض ضجيجاً، كى لا ينام العالم بكل ثقله فوق اجساد البائسين والفقراء والمظلومين"









قديم 2009-11-06, 18:47   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
kadi_t
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي


هو شى منه (1890-1969) (باللغة الفيتنامية: Hồ Chí Minh) مؤسس الدولة الفييتنامية الشمالية و رائد النهضة القومية في الهند الصينية ينتمى إلى اسرة فقيرة معدمة رفاقه كانوا يدعونه "العم هو اللطيف"هاجر بريطانيا للعمل هناك عام 1914 خاض مع رفاقه حروبا محدودة ضد الاستعمار الفرنسى لبلاده 1917 التحق بالحزب الشيوعى الفييتنامى و اسس جريدة البرياء و أصبح عضوا فاعلا في الحزب.

في عام 1924 قام بزيارة روسيا و في عام 1930 اسس "نفوين اى كوك"و الذي عرف فيما بعد باسم هوشى منه النواة الأولى للحزب الشيوعى الفييتنامى الذي اضحى الحزب الأساسى ضمن الحركة الوطنية الفييتنامية في عام 1940 دخلت اليابان الحرب ضد فرنسا فاحتلت فييتنام و بسطت نفوذها مكان الفرنسيين و واصل هو شى منه نضاله السياسى و العسكرى ضد اليابانيين الذين خسروا الحرب العالمية الثانية في 14 آب 1945 و اعلن في 2 ايلول يوم توقيع اليابان على اتفاقية الاستسلام استقلال فييتنام اختصارها فيت منه اقرت اتفاقية بوتسدام حول المشكلة الفييتنامية بحلول البريطانيين مكان اليابانيين في جنوب خط عرض 16واحتفاظ هو شى منه بالمناطق الشمالية لخط العرض المذكور و مع تمركز هوشى منه في الشمال و دعم الصينيين له اتخذ من هانوي عاصمة لحكومته قامت القوات البريطانية بالسماح للفرنسيين باحتلال المنطقة الوسطى و الجنوبية(اللكوشنثين و الانام) من فييتنام خاض هو شى منه معارك عنيفة لاجبار الفرنسيين على الانسحاب و كانت هذه المعارك التي امتازت بحرب العصابات بقيادة القائد العسكرى جياب مرهقة و مكلفة للقوات الفرنسية المستعمرة في عام 1949 اقيمت جبهة معادية للاستعمار الفرنسى في فييتنام قوامها هو شى منه و ماو تسي تونغ و الباتيت لا الذي كان يقود النضال العسكرى ضد فرنسا في لاووس ازاء هذا الحلف الثلاثى اقرت فرنسا بهزيمتها العسكرية في فييتنام و اعلنت استقلال فييتنام و لاووس و كمبوديا و عينت باوداى امبراطور الانام رئيس لفييتنام من اجل مواجهة الفييتناميين لبعضهم البعض فهناك قوات و حكومة فييتنامية عميلة للفرنسيين في الجنوب و قوات و حكومة فييتنامية مستقلة مدعومة من الصين في الشمال بقيادة هو شى منه استطاعت فرنسا أن تصور أن الحرب في فييتنام هي حرب داخلية أهلية ذات طابع دولي لتطلب من الولايات المتحدة المساعدة العسكرية و خصوصا ان الاميركيين كانوا ينظرون بقلق إلى نمو و تصاعد المد الشيوعى في الهند الصينية مترافق هذا النمو مع اعلان الحرب الكورية(1950-1953) و دخلت الولايات المتحدة المستنقع الفييتنامى بدلا من الفرنسيين.

دعيت الاطراف المتحاربة و الصين لعقد مؤتمر بجنيف لتسوية المشكلة الفييتنامية و اراد الفيتكونج قبل بداية المفاوضات تحقيق نصر ساحق على الفرنسيين في اخر معقل لهم في (ديان بيان فوليكون)ليكون موقعهم قويا خلال المفاوضات و استطاعت قوات الجنرال جياب من تدمير اخر المعاقل الرئيسية للفرنسيين بعد حصار استمر 60 يوما

اقرت اتفاقية جنيف 21 تموز 1954 على تقسيم فيينام إلى جمهورية فييتنام الديموقراطية بقيادة هو شى منه شمال خط عرض 17 درجة و جمهورية فييتنام و حكومتها في سايجون جنوب هذا الخط بعد عامين من عقد اتفاقية جنيف اندلعت الحرب مجددا لتمتد إلى كامل شبة جزيرة الهند الصينية وذلك بسبب تنامى الوعى السياسى في فييتنام الجنوبية و ازدياد النقمة على نظام الرئيس الفييتنامى الجنوبى (نغودين ديام)الذي فرضته الولايات المتحدة كرئيسا للوزراء على امبراطور باوداى اخذت الحرب تنتقل إلى جنوب فييتنام بشكل حرب عصابات على اتباع الرئيس و على الوجود العسكرى الامريكى و استطاعت القوى الشيوعية الجنوبية ان تؤسس جبهة التحرير الوطنية لجنوب فييتنام المسماة بالفيتكونغ كان دور هو شي منه في تلك الحرب رئيسيا اذ امن للثوار كل أنواع الدعم و المساندة و هذا ما جعل الامريكان ينقلون المعركة إلى قلب فييتنام الشمالية عبر الغارات الجوية المتكررة و المدمرة دون تمييز على مدينة هانوي.

توفى هو شي منه في ايلول 1969 دون ان يحقق حلمه التاريخى بتحرير الجنوب و اقامة دولة فييتنام الموحدة لكن مع استمرار القتال من قبل الثوار و تحريرهم للمدن الفييتنامية الجنوبية الواحدة تلو الأخرى و تراجع القوات الأمريكية استطاعت قوات الفيتكونغ في 29 نيسان1975 من اسقاط العاصمة سايجون نفسها و تغيير اسمها فورا إلى مدينة "هو شي منه".

قائد ثوري فيتنامي قاد الحرب ضد الفرنسيين حتى أخرجهم من فيتنام وضد الأميركيين حتى هزيمتهم في فيتنام. وأصبح رئيسا للوزراء ثم رئيسا لفيتنام الشمالية.

ولد في قرية نجوين فان تانه في وسط فيتنام في 19 أيار/مايو 1890، واسمه الحقيقي نيوجنن شن شونج أما اسم هوشي منه فهو يعني وفقا للغة الفيتنامية الشخص ذو الروح المشعة.

يعتقد انه سافر إلى الولايات المتحدة في بداية حياته حيث عمل في غسل الصحون في الحي الصيني في ولاية نيويورك، وفي العام 1911 توجه إلى فرنسا للعمل هناك حيث عمل على متن احد السفن التي كانت متجه من فيتنام الى مرسيليا وعمل عليها كعامل نظافة ثم كنادل ومن ثم مساعد طاه.

وعندما وصل فرنسا وعمل هناك مساعد طاه، ولم يقف ذلك عقبة في وجه منه إذا دأب خلال وجوده في فرنسا على الذهاب الى المكتبات العامة وقراءة الصحف والتثقف سياسيتا.

وفي الفترة من 1913 حتى 1917 توجه إلى بريطانيا حيث عمل هناك طاهيا تحت إشراف طاه فرنسي في فندق كارلتون في لندن ، والمبنى الآن سفارة لنيوزيلندا ، وكان العديد من الساسة البريطانيون يرتادون ذلك الفندق في ذلك القوت الفندق مقصدا فندقا يرتاده الساسة لتناول الطعام ، وكما ويقول السير مارتن جيلبرت كاتب السيرة الذاتية الرسمية لرئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل إن ما لا يعرفه أحد هو أن هوشي منه كان يعمل في الفندق في نفس الليلة التي تناول فيها تشرشل العشاء في الشهور الأولى للحرب العالمية الأولى مع ديفيد لويد جورج الذي أصبح فيما بعد رئيسا لوزراء بريطانيا.

استمر في عمله في بريطانيا حتى العام 1917 حيث توجه لفرنسا بعد الحرب العالمية الأولى وهناك تعرف على الشيوعية وفي العام 1920 ساعد في تأسيس الحزب الشيوعي الفرنسي وقد في العام 1923 توجه الى الصين وعاش فيها حتى العام 1938، قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية اصبح رئيسا لحكومة فيتنام التي عارضت الاستعمار الفرنسي للبلاد.

في العام 1946 نشب القتال بين القوات الفرنسية وقوات هوشيه التي كانت تعرف باسم الفيت منّه وبعد أن هُزِم الفرنسيون عام 1954، قَسَّم المؤتمر الدولي فيتنام إلى دولتين، وأصبح رئيسا لفيتنام الشمالية عام 1954.

خلال رئاسته لفيتنام الشمالية أرسل في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، قوات لمساعدة الثوار في فيتنام الجنوبية الذين كانوا يحاولون الإطاحة بالحكومة المعادية للشيوعية هناك، فيما بعث الرئيس الأمريكي جون كنيدي بقوات أمريكية لمساندة نجو دن ديم رئيس فيتنام الجنوبية.

إلا أن الثوار الشيوعيون بقيادة هوشيه منه أجبروا الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون على سحب القوات الأميركية في 8 حزيران/يونيو 1969 بعد أن لحقت بها خسائر كبيرة.

في صباح 2 أيلول/سبتمبر 1969 توفي هوشي منه، وواصل أتباعه ثورتهم على فيتنام الجنوبية حتى سيطروا عليها في العام 1975.


وقد واصل أتباع هو مساعدة الثوار بعد وفاته، في عام 1975 ظفرت القوات الشيوعية بالسيطرة على فيتنام الجنوبية. وسيطروا على عاصمتها سايجون التي أطلقوا عليها اسم زعيمهم وقائدهم هوشي منه.

عرف هوشي منه بخطاباته الحماسية الأبوية إبان حرب فيتنام فقد كان يبدأ خطاباته بقوله أبنائي المواطنين بناتي المواطنات وقد اتسمت خطاباته دائما بالحكمة و الرزانة، وكان يدعوا في خطاباته الى الكفاح ضد الولايات المتحدة وهو المؤسس الفعلي للحكمة القائلة إذا مات أخي أدوس فوقه وأتمم المعركة".










قديم 2009-11-08, 16:19   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
kadi_t
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي



ولد بقرية إعزوزن التابعة إداريا لبلدية لربعاء ناث ايراثن بولاية تيزي وزو سنة 1920 في شهر رمضان المبارك لذا سمي برمضان، وزاول دراسته بمدرسة إعزوزن، ثم انتقل إلى ثانوية البليدة أين أحرز شهادة البكالوريا شعبة رياضيات، ثم توقف عن مزاولة الدراسة بسبب اندلاع الثورة المظفرة فالتحق بحزب الشعب الجزائري PPA، أين تولى وظيفة أمين عام ببلدية مختلطة Châteaudun-du-Rhumel “شلغوم العيد”حاليا، ثم استقال من منصبه بعد أحداث ماي 1945 فاستمر في النضال في السرية.

وفي سنة 1947 انضم إلى المنظمة السرية OS، فألقي عليه القبض سنة 1950، وحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات بفرنسا، ثم أطلق سراحه من سجن الحراش في جانفي سنة 1955، حيث التحق بصفوف الثورة، وكلف بتنظيم شبكة المناضلين بالعاصمة، فقام بجمع صفوف كل الأحزاب السياسية الجزائرية في حزب واحد هو حزب جبهة التحرير الوطني حتى انعقاد مؤتمر الصومام في 1956، واستشهد يوم 26 ديسمبر 1957 بالمغرب.

ولد عبان رمضان في 20 جوان 1920 بقرية عزوزة التابعة اداريا لبلدية الاربعاء ناث ايراثن بولاية تيزي وزو بالجزائر ، نشأ في أسرة متوسطة ميسورة الحال فطنته وشجاعته وحبه للعمل السبب الرئيسي في تفوقه في الدراسة فقد نال شهادة البكالوريا بثانوية البليدة عام 1941واشتغل مباشرة ككاتب عام ببلدية شلغوم العيد كان من المتتبعين للوضع الامني السائد انذاك اذ جند في الحرب العالمية الثانية برتبة ضابط صف وبعده التحق مباشرة بصفوف حزب الشعب الجزائري الذي تأسس في 1937 في فرنسا ويعتبر امتدادا لحزب نجم شمال أفريقيا كما كان عبان رمضان عضوا في المنظمة السرية ومسؤولا في العديد من ولايات الوطن كسطيف ووهران و كان قد شارك في مظاهرات 8 ماي 1945 ألقي عليه القبض عام 1950 وحكم عليه بالسجن لمدة 6 سنوات بفرنسا و500 ألف فرانك فرنسي كغرامة مالية بتهمة مساسه بأمن الدولة وكان عبان رمضان قد ذاق ويلات السجن حيث سجن في كل من بجاية وبومرداس والحراش وفي عام 1952 تم طرده خارج الحدود ليدخل في اضراب عن الطعام لمدة 36 يوما عام بعد ذالك أي في 1953 تم نقله إلى فرنسا ولكنه عاد في 1954 إلى الجزائر والتحق مباشرة بالثورة بعد اتصاله مع العقيد "اعمر اوعمران" وكلف بتنظيم شبكة المناضليين بالعاصمة ولعب دورا أساسيا في اعداد وثائق مؤتمر الصومام وكان صاحب فكرة اولوية الداخل على الخارج و اولوية السياسي على العسكري و كان عضوا في لجنة التنسيق والتنفيذ واشرف على انشاء جريدة المجاهد بالعاصمة وأول من فكر في انشاء نشيد وطني وقد توفي عبان رمضان على حساب ما يقال انه توفي في المغرب بعد مؤامرة من زعماء لجنة التنسيق والتنفسذ.وأشرف على انشاء جريدة المجاهد بالعاصمة وأول من فكر في انشاء نشيد وطني.

انتقل إلى تونس وأظهر معارضة لبعض العسكريين أعضاء لجنة التنسيق والتنفيذ.
توفي عبان رمضان في 26 ديسمبر 1957 بالمغرب ولازالت ظروف استشهاده غامضة. بعد عدة سنوات من الإستقلال, اُعيد دفنه في مسقط رأسه بقرية عزوزة في اقليم القبايل.









قديم 2009-11-08, 21:08   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
سارة 90
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية سارة 90
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا على المجهود
بارك الله فيك
نستنى المزيد










قديم 2009-11-09, 19:29   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
kadi_t
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي



مصطفى بن بولعيد من مواليد 5 فيفري 1917 بقرية "اينركب" بأريس ولاية باتنة من عائلة ميسورة الحال. تلقى تعليمه الأولي على أيدي مشايخ منطقته فحفظ ما تيسر له من القرآن الكريم وبعد هذا التحصيل تحول إلى مدينة باتنة للالتحاق بمدرسة الأهالي الابتدائية لمواصلة دراسته، ثم انتقل إلى الطور الإعدادي.

مصطفى بن بولعيد شخصية ثورية لقب بـ"أسد الأوراس"، كقائد عسكري أثبت جدارته في الميدان في مواجهة الاستعمار الفرنسي، وهو مع ذلك قائد سياسي يحسن التخطيط والتنظيم والتعبئة يملك رؤية واضحة لأهدافه ولأبعاد قضيته وعدالتها، وكان يتحلى بأبعاد إنسانية إلى جانب تمرسه في القيادة العسكرية والسياسية.

كان مدركا لشمولية الصراع ولأبعاد المعركة التي فرضها العدو الاستعماري عليهم، فلم ينحبس عند حدود الشخصية العسكرية التي عرف بها أو يكتف بمميزات الرجل السياسي التي اتصف بها، بل كان متعدد الأبعاد متكامل الجوانب في شخصيته، ولم يرتهن للظروف القاسية والصعبة التي حاول العدو فرضها عليهم وحصارهم بها بل كان دائما واسع الأفق يحسن الخروج من أصعب الظروف وإيجاد الحلول لأعوص المشكلات. فقد أسس جمعية خيرية في بواكير عمره وساهم في إنشاء المسجد وترأس لجنته إدراكا منه لدوره الروحي التوجيهي والإصلاحي والتعبوي كقلعة، كما حول محله التجاري إلى ما يشيه النادي في الالتقاء وتناول الأوضاع. وكان له وعي نقابي حيث أسس نقابة وترأسها عند سفره إلى فرنسا للدفاع عن حقوق العمال الجزائريين الذين كانوا يعانون الظلم والتعسف والحرمان. وكان مدركا للبعد الدولي لقضيته الجزائرية ومطلعا على القوانين الدولية والاتفاقيات الخاصة بأسرى الحرب حيث راسل رؤساء الدول عن أوضاع المسجونين الجزائريين وشن مع مجموعة من رفقائه الإضراب عن الطعام عندما كان سجينا. كل هذه الميزات وغيرها اتصف بها الشهيد مصطفى بن بولعيد وسوف نستشفها من خلال هذه المحطات من حياته.

لاحظ بن بولعيد سياسة التفرقة والتمييز التي تمارسها الإدارة الاستعمارية بين الأطفال الجزائريين وأقرانهم من أبناء المعمرين. وخوفا من تأثره وذوبانه في الشخصية الاستعمارية أوقفه والده عن الدراسة ، لكن طموح الفتى وإرادته في تحصيل المزيد من العلوم دفعه إلى الالتحاق بمدرسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في أريس وكان يشرف عليها آنذاك مسعود بلعقون والشيخ عمر دردور، وفي هذه الأثناء كان يساعد والده في خدمة الأرض والتجارة غير أن وفاة الوالد في 7 مارس 1935 قلبت حياة الشهيد الذي أصبح المسؤول الأول عن عائلته وهو في الثامنة عشر من عمره. ونظرا لمشاهد البؤس اليومية التي كانت تعيشها الفئات المحرومة أسس بن بولعيد جمعية خيرية كان من أول ما قامت به هو بناء مسجد بآريس للمحافظة على الشخصية الجزائرية وليكون محورا للتعاون والتضامن بين المواطنين، خاصة التصدي لروح التفرقة والتناحر بين العروش التي كانت تغذيها الإدارة الاستعمارية وأذنابها للتحكم في العباد والأوضاع وكان نشاط بن بولعيد الاجتماعي عملا إستراتيجيا يرمي من ورائه إلى توثيق اللحمة والأواصر التي تربط بين أبناء المنطقة للتمسك بها عند الشدائد. في سنة 1937 سافر إلى فرنسا واستقر بمنطقة «ميتز» التي تكثر بها الجالية الجزائرية من العمال المحرومين من كل الحقوق وقد مكنته مواقفه في حل مشاكلهم والدفاع عنهم إلى ترأس نقابتهم. لكن غربته لم تدم أكثر من سنة حيث عاد بعدها إلى مسقط رأسه وإلى نشاطه الأول والمتعلق بالفلاحة والتجارة. ومع الوقت تحول محله التجاري إلى شبه ناد يتردد عليه شباب المنطقة من أمثال مسعود عقون،ابن حاية وغيرهم للخوض في الأوضاع التي كانت تعيشها البلاد. في بداية 1939 استدعي بن بولعيد لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية وتم تسريحه في 1942 نتيجة الجروح التي أصيب بها ثم تم تجنبده ثانية ما بين سنتي 1943 و 1944 بخنشلة. بعد تسريحه نهائيا برتبة مساعد عاد إلى الحياة المدنية وتحصل على رخصة لاستغلال خط نقل بواسطة الحافلات يربط بين أريس* و باتنة. وفي هذه الأثناء انخرط بن بولعيد في صفوف حزب الشعب تحت قيادة مسعود بلعقون وقد عرف بالقدرة الكبيرة على التنظيم والنشاط الفائق مما دفع بالحزب إلى ترشيحه لانتخابات المجلس الجزائري في 4-04-1948 والتي فاز بالدور الأول منها لكن الإدارة الفرنسية لجأت إلى التزوير كعادتها لتزكية أحد المواليين لسياستها. وقد تعرض بن بولعيد إلى محاولتي إغتيال من تدبير العدو وذلك في 1949 و1950. يعتبر بن بولعيد من الطلائع الأولى التي انضمت إلى المنظمة السرية بمنطقة الأوراس كما كان من الرواد الأوائل الذين أنيطت بهم مهمة تكوين نواة هذه المنظمة في الأوراس التي ضمت آنذاك خمسة خلايا نشيطة واختيار العناصر القادرة على جمع الأسلحة والتدرب عليها والقيام بدوريات استطلاعية للتعرف على تضاريس الأرض من جهة ومن جهة ثانية تدبر امكانية إدخال الأسلحة عن طريق الصحراء.

بعد اكتشاف المنظمة السرية من قبل السلطات الاستعمارية في مارس 1950 برز دور بن بولعيد بقوة لما أخذ على عاتقه التكفل بايواء بعض المناضلين المطاردين وإخفائهم عن أعين العدو وأجهزته الأمنية، وقد أعقب اكتشاف المنظمة حملة واسعة من عمليات التمشيط والاعتقال والاستنطاق الوحشي بمنطقة الأوراس على غرار باقي مناطق الوطن. ولكن بالرغم من كل المطاردات والمضايقات وحملات التفتيش والمداهمة تمكن بن بولعيد بفضل حنكته وتجربته من الإبقاء على المنظمة الخاصة واستمرارها في النشاط على مستوى المنطقة. وبالموازاة مع هذا النشاط المكثف بذل مصطفى بن بولعيد كل ما في وسعه من أجل احتواء الأزمة بصفته عضو قيادي في اللجنة المركزية للحزب. وقد كلف بن بولعيد في أكتوبر 1953 وبتدعيم من نشطاء lصos بالاتصال بزعيم الحزب مصالي الحاج الذي كان قد نفي في 14 ماي 1954 إلى فرنسا ووضع تحت الإقامة الجبرية، وذلك في محاولة لإيجاد حل وسطي يرضي المركزيين والمصاليين. وبعد ذلك توصل أنصار العمل الثوري المسلح وفي طليعتهم بن بولعيد إلى فكرة إنشاء «اللجنة الثورية للوحدة والعمل» والإعلان عنها في 06 مارس 1954 من أجل تضييق الهوة التي تفصل بين المصاليين والمركزيين من جهة وتوحيد العمل والالتفاف حول فكرة العمل الثوري من جهة ثانية.


وبعد عدة اتصالات مع بقايا التنظيم السري os تم عقد اللقاء التاريخي لمجموعة الـ22 بدار المناضل المرحوم الياس دريش بحي المدنية في 24 جوان 1954 الذي حسم الموقف لصالح تفجير الثورة المسلحة لاسترجاع السيادة الوطنية المغتصبة منذ أكثر من قرن مضى. ونظرا للمكانة التي يحظى بها بن بولعيد فقد أسندت إليه بالإجماع رئاسة اللقاء الذي انجر عنه تقسيم البلاد إلى مناطق خمس وعين على كل منطقة مسؤول وقد عين مصطفى بن بولعيد على رأس المنطقة الأولى: الأوراس كما كان أحد أعضاء لجنة «الستة» «بوضياف، ديدوش، بن بولعيد، بيطاط، بن مهيدي، كريم». ومن أجل توفير كل شروط النجاح والاستمرارية للثورة المزمع تفجيرها، تنقل بن بولعيد رفقة: ديدوش مراد، محمد بوضياف ومحمد العربي ين مهيدي إلى سويسرا خلال شهر جويلية 1954 بغية ربط الاتصال بأعضاء الوفد الخارجي «بن بلة، خيضر وآيت أحمد» لتبليغهم بنتائج اجتماع مجموعة الـ22 من جهة وتكليفهم بمهمة الإشراف على الدعاية لصالح الثورة. ومع اقتراب الموعد المحدد لتفجير الثورة تكثفت نشاطات بن بولعيد من أجل ضبط كل كبيرة وصغيرة لإنجاح هذا المشروع الضخم، وفي هذا الإطار تنقل بن بولعيد إلى ميلة بمعية كل من محمد بوضياف وديدوش مراد للإجتماع في ضيعة تابعة لعائلة بن طوبال وذلك في سبتمبر 1954 بغرض متابعة النتائج المتوصل إليها في التحضير الجاد لإعلان الثورة المسلحة ودراسة احتياجات كل منطقة من عتاد الحرب كأسلحة والذخيرة. وفي 10 أكتوبر 1954 التقى بن بولعيد، كريم بلقاسم ورابح بيطاط في منزل مراد بوقشورة بالرايس حميدو وأثناء هذا الاجتماع تم الاتفاق على: 1 - إعلان الثورة المسلحة بإسم جبهة التحرير الوطني. 2- إعداد مشروع بيان أول نوفمبر 1954. 3-�تحديد يوم 22 أكتوبر 1954 موعدا لاجتماع مجموعة الستة لمراجعة مشروع بيان أول نوفمبر وإقراره. 4- تحديد منتصف ليلة الاثنين أول نوفمبر 1954 موعدا لانطلاق الثورة المسلحة.



وطيلة المدة الفاصلة بين الإجتماعين لم يركن بن بولعيد إلى الراحة بل راح ينتقل بين مختلف مناطق الجهة المكلف بها "الأوراس" ضمن العديد من الزيارات الميدانية للوقوف على الاستعدادات والتحضيرات التي تمت وكذا التدريبات التي يقوم بها المناضلون على مختلف الأسلحة وصناعة القبائل والمتفجرات التقليدية. وفي التاريخ المحدد التأم شمل الجماعة التي ضمت: بن بولعيد، بوضياف، بيطاط، بن مهيدي، ديدوش وكريم وذلك بمنزل مراد بوقشورة أين تم الاتفاق على النص النهائي لبيان أول نوفمبر 54 إثر مراجعته والتأكيد بصورة قطعية على الساعة الصفر من ليلة فاتح نوفمبر 54 لتفجير الثورة المباركة وأجمع الحاضرون على إلتزام السرية بالنسبة للقرار النهائي التاريخي والحاسم ثم توجه كل واحد إلى المنطقة التي كلف بالإشراف عليها في انتظار الساعة الصفر والإعداد لإنجاح تلك العملية التي ستغير مجرى تاريخ الشعب الجزائري. وهكذا عقد بن بولعيد عدة اجتماعات بمنطقة الأوراس حرصا منه على انتقاء الرجال القادرين على الثبات وقت الأزمات والشدائد، منها اجتماع بلقرين يوم 20-10-1954 الذي حضره الكثير من مساعديه نذكر منهم على الخصوص: عباس لغرور، شيهاني بشير، عاجل عجول والطاهر نويشي وغيرهم وخلال هذا اللقاء أعلم بن بولعيد رفاقه بالتاريخ المحدد لتفجير ثورة التحرير كما وزع على الحضور بيان أول نوفمبر وضبط حصة كل جهة من الأسلحة والذخيرة المتوفرة. وقبل مرور أسبوع على هذا اللقاء عقد بن بولعيد اجتماعين آخرين في 30 أكتوبر 1954 أحدهما في دشرة «اشمول» والآخر بخنقة الحدادة التقى أثناءهما بمجموعة من المناضلين وألقى كلمة حماسية شحذ فيه همم الجميع. وفي الغد عقد اجتماعا قبل الساعة صفر، وقد ضم هذا الأخير قادة النواحي والأقسام وفيه تقرر تحديد دشرة أولاد موسى وخنقة لحدادة لالتقاء أفواج جيش التحرير الوطني واستلام الأسلحة وأخذ آخر التعليمات اللازمة قبل حلول الموعد التاريخي والانتقال إلى العمل المسلح ضد الأهداف المعنية. وفي تلك الليلة قال بن بولعيد قولته الشهيرة: "إخواني سنجعل البارود يتكلم هذه الليلة" وتكلم البارود في الموعد المحدد وتعرضت جل الأهداف المحددة إلى نيران أسلحة جيش التحرير الوطني وسط دهشة العدو وذهوله. وفي صبيحة يوم أول نوفمبر 54 كان قائد منطقة الأوراس مصطفى بن بولعيد يراقب ردود فعل العدو من جبل الظهري المطل على أريس بمعية شيهاني بشير، مدور عزوي، عاجل عجول ومصطفى بوستة. وقد حرص بن بولعيد على عقد اجتماعات أسبوعية تضم القيادة ورؤساء الأفواج لتقييم وتقويم العمليات وتدارس ردود الفعل المتعلقة بالعدو والمواطنين. وفي بداية شهر جانفي 1955 عقد هذا الأخير اجتماعا في تاوليليت مع إطارات الثورة تناول بالأخص نقص الأسلحة والذخيرة، وقد فرضت هذه الوضعية على بن بولعيد اعلام المجتمعين بعزمه على التوجه إلى بلاد المشرق بهدف التزود بالسلاح ومن ثم تعيين شيهاني بشير قائدا للثورة خلال فترة غيابه ويساعده نائبان هما: عاجل عجول وعباس لغرور.

وفي 24 جانفي 1955 غادر بن بولعيد الأوراس باتجاه المشرق وبعد ثلاثة أيام من السير الحثيث وسط تضاريس طبيعية صعبة وظروف أمنية خطيرة وصل إلى « القلعة « حيث عقد اجتماعا لمجاهدي الناحية لاطلاعهم على الأوضاع التي تعرفها الثورة وأرسل بعضهم موفدين من قبله إلى جهات مختلفة من الوطن. بعد ذلك واصل بن بولعيد ومرافقه عمر المستيري الطريق باتجاه الهدف المحدد. وبعد مرورهما بناحية نقرين «تبسة « التقيا في تامغرة بعمر الفرشيشي الذي ألح على مرافقتهما كمرشد. وعند الوصول إلى « أرديف « المدينة المنجمية التونسية، وبها يعمل الكثير من الجزائريين، اتصل بن بولعيد ببعض هؤلاء المنخرطين في صفوف الحركة الوطنية، وكان قد تعرف عليهم عند سفره إلى ليبيا في منتصف أوت 1954، وذلك لرسم خطة تمكن من إدخال الأسلحة، الذخيرة والأموال إلى الجزائر عبر وادي سوف. وانتقل بن بولعيد من أرديف إلى المتلوي بواسطة القطار ومن هناك استقل الحافلة إلى مدينة قفصة حيث بات ليلته فيها رفقة زميليه. وفي الغد اتجه إلى مدينة قابس حيث كان على موعد مع المجاهد حجاج بشير، لكن هذا اللقاء لم يتم بين الرجلين نظرا لاعتقال بشير حجاج من قبل السلطات الفرنسية قبل ذلك. وعند بلوغ الخبر مسامع بن بولعيد ومخافة أن يلقى نفس المصير غادر مدينة قابس على جناح السرعة على متن أول حافلة باتجاه بن قردان. وعند وصول الحافلة إلى المحطة النهائية بن قرادن طلب هؤلاء من كل الركاب التوجه إلى مركز الشرطة، وحينها أدرك بن بولعيد خطورة الموقف فطلب من مرافقه القيام بنفس الخطوات التي يقوم بها، وكان الظلام قد بدأ يخيم على المكان فأغتنما الفرصة وتسللا بعيدا عن مركز الشرطة عبر الأزقة. ولما اقترب منهما أحد أفراد الدورية أطلق عليه بن بولعيد النار من مسدسه فقتله. وواصلا هروبهما سريعا عبر الطريق الصحراوي كامل الليل وفي الصباح اختبأ، وعند حلول الظلام تابعا سيرهما معتقدين أنهما يسيران باتجاه الحدود التونسية*الليبية لأن بن بولعيد كان قد أضاع البوصلة التي تحدد الإتجاه، كما أنه فقد إحدى قطع مسدسه عند سقوطه. وما أن طلع النهار حتى كانت فرقة الخيالة تحاصر المكان وطلب منهما الخروج وعندما حاول بن بولعيد استعمال مسدسه وجده غير صالح وإثر ذلك تلقى هذا الأخير ضربة أفقدته الوعي وهكذا تم اعتقال بن بولعيد يوم 11 فيفري 1955. وفي 3 مارس 1955 قدم للمحكمة العسكرية الفرنسية بتونس التي أصدرت يوم 28 ماي 1955 حكما بالأشغال الشاقة المؤبدة بعدها نقل إلى قسنطينة لتعاد محاكمته من جديد أمام المحكمة العسكرية في 21 جوان 1955 وبعد محاكمة مهزلة أصدرت الحكم عليه بالإعدام.ونقل إلى سجن الكدية الحصين.وفي السجن خاض بن بولعيد نضالا مريرا مع الإدارة لتعامل مساجين الثورة معاملة السجناء السياسيين وأسرى الحرب بما تنص عليه القوانين الدولية. ونتيجة تلك النضالات ومنها الإضراب عن الطعام مدة 14 يوما ومراسلة رئيس الجمهورية الفرنسية تم نزع القيود والسلاسل التي كانت تكبل المجاهدين داخل زنزاناتهم وتم السماح لهم بالخروج صباحا ومساء إلى فناء السجن. وفي هذه المرحلة واصل بن بولعيد مهمته النضالية بالرفع من معنويات المجاهدين ومحاربة الضعف واليأس من جهة والتفكير الجدي في الهروب من جهة ثانية. وبعد تفكير متمعن تم التوصل إلى فكرة الهروب عن طريق حفر نفق يصلها بمخزن من البناء الاصطناعي وبوسائل جد بدائية شرع الرفاق في عملية الحفر التي دامت 28 يوما كاملا. وقد عرفت عملية الحفر صعوبات عدة منها الصوت الذي يحدثه عملية الحفر في حد ذاتها ثم الأتربة والحجارة الناتجة عن الحفر. وقد تمكن من الفرار من هذا السجن الحصين والمرعب كل من مصطفى بن بولعيد، محمد العيفة، الطاهر الزبيري، لخضر مشري، علي حفطاوي، إبراهيم طايبي، رشيد أحمد بوشمال، حمادي كرومة، محمد بزيان، سليمان زايدي وحسين عريف. وبعد مسيرة شاقة على الأقدام الحافية المتورمة والبطون الجائعة والجراح الدامية النازفة وصبر على المحن والرزايا وصلوا إلى مراكز الثورة. وفي طريق العودة إلى مقر قيادته انتقل إلى كيمل حيث عقد سلسلة من اللقاءات مع إطارات الثورة ومسؤوليها بالناحية، كما قام بجولة تفقدية إلى العديد من الأقسام للوقوف على الوضعية النظامية والعسكرية بالمنطقة الأولى "الأوراس". وقد تخلل هذه الجولة إشراف بن بولعيد على قيادة بعض أفواج جيش التحرير الوطني التي خاضت معارك ضارية ضد قوات العدو وأهمها: معركة إيفري البلح يوم 13-01-1956 ودامت يومين كاملين والثانية وقعت بجبل أحمر خدو يوم 18-01-1956. وقد عقد آخر اجتماع له قبل استشهاده يوم 22 مارس 1956 بالجبل الأزرق بحضور إطارات الثورة بالمنطقة الأولى وبعض مسؤولي جيش التحرير الوطني بمنطقة الصحراء. ومساء اليوم نفسه أحضر إلى مكان الاجتماع جهاز إرسال واستقبال ألقته قوات العدو وعند محاولة تشغيله انفجر الجهاز الذي كان ملغما مخلفا استشهاد ستة مجاهدين على رأسهم قائد المنطقة الأولى مصطفى بن بولعيد وخمسة من رفاقه. أسرة المختار العدد 14، نوفمبر2006





وعن تفاصيل مقتله وما نشر في الجريدة الوطنية 31/10/2009
تفضل الرابط

https://www.echoroukonline.com/ara/na...920.html?print









قديم 2009-11-14, 09:36   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
kadi_t
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي




ولد العقيد عميروش آيت حمودة يوم 31 أكتوبر 1926 بقرية تاسافت أوقمون إحدى قرى جبال جرجرة حيث شب وترعرع في أحضان الطبيعة، إنضم إلى
نشاطه السياسي

حركة إنتصار الحريات الديمقراطية بمدينة غليزان أين كان يشتغل في إحدى المتاجر إلى جانب النشاط السياسي المتمثل في توزيع المناشير وتبليغ التعليمات والدعاية للحركة وجمع الاشتراكات.كان نشاطه مكثفا وملحوظا مما جعل السلطات الفرنسية تعتقله مرتين الأولى سنة 1947 والثانية سنة 1948 فأذاقته شتى أنواع الإهانة والتعذيب بعدما ضاقت به السبل سافر إلى فرنسا سنة 1950 لمزاولة نشاطه السياسي ،

نشاطه أثناء الثورة


وقبل اندلاع الثورة التحريرية بشهرين عاد إلى أرض الوطن ليلتحق باخوانه المجاهدين بناحية عين الحمام(ميشلي) سابقا ، مع بداية تجنيده أبدى عميروش قدرة كبيرة في تنظيم الجهاد مما جعله يتدرج في المسؤوليات بدأ بمسؤول ناحية عين الحمام بعد إستشهاد قائدها الأول ثم مسؤول ناحية القبائل الصغرى أين تمكن في ظرف وجيز من إرساء النظام الثوري وتكوين الخلايا في القرى والمداشر.
مع نهاية سنة 1955 إرتقى عميروش إلى رتبة ملازم ثاني ، وتمكن من مواجهة كل المخططات التي رسمها العدو ومن أشهرها عملية الأمل والبندقية التي كانت من أولى العمليات التي أنتجتها عبقرية روبير لاكوست. مرة أخرى برزت شجاعة عميروش ومدى تحديه للمستعمر فرغم محاصرة المنطقة بأكثر من 60 ألف عسكري إلا أنه بذل مجهودات جبارة لعقد مؤتمر الصومام ، فكثف من العمليات العسكرية في الأماكن المجاورة لتضليل العدو ، كما أعد خمس كتائب وجهزها بالأسلحة لتشرف مباشرة على أمن المؤتمرين إلى جانب الإستعانة بالمسبلين والمواطنين. في ربيع سنة 1957 قام بمهمة إلى تونس إلتقى خلالها بقادة الثورة هناك ، واتصل ببعض المسؤولين في الولايات ( الأولى ، الثانية) كان من بينهم سي الحواس.
وفي صائفة سنة 1957 تم تعيينه قائد الولاية الثالثة بعد أن التحق كل من كريم بلقاسم ومحمدي السعيد بلجنة التنسيق والتنفيذ بتونس.

[العقيد عميروش وقطاع التعليم]

عميروش رحمه الله كان قد انتسب إلى الشعبة المركزية لجمعية العلماء العاملة في باريس آنذاك، فكان من النشطاء في ظلها، وبعد أن تعلم مبادئها واعتنقها، صار داعيا إليها ناشرا لصحفها ومنسقا بين خلاياها في تلك البلاد، وذلك ابتداء من السنة التي التحق فيها بباريس عام 1950م، وكان رحمه الله منتميا لحزب الانتصار للحريات الديمقراطية، فانسحب منه قبل الانضمام للجمعية أو بعد انضمامه –ليس ثمة خبر يقيني عن هذا الأمر- وقد اختلفت الروايات في تحديد سبب انسحابه من هذا الحزب السياسي ، والذي شهد به المجاهد عبد الحفيظ أمقران أن سبب ذلك اختلافه مع الجماعة التي تبنت النزعة البربرية داخل الحزب في تلك الحقبة، فقد أرادوا استمالته إليهم بحكم انتمائه لمنطقة القبائل، لكنه رحمه الله تعالى كان متشبعا بالعقائد والأفكار التي تحميه من مثل تلك النزعات العرقية، التي كانت تبثها فرنسا الاستعمارية آنذاك من أجل تفريق مسلمي الجزائر إعمالا لسياسة فرق تسد، فعارضهم بل واجَههم حتى وصل الأمر إلى المشادات البدنية وضرب بعمود حديدي فكسرت ثَنِيَّتُه.
وحسب رواية الشيخ الطاهر آيت علجات فإن كسر سِنّه كان بسبب انخراطه في صفوف النَّشيطين مع جمعية العلماء والداعين إليها، ثم إنه بعد إعلان الجهاد تصالح مع خصمه واجتمعا على حرب الغزاة الصليبيين

وقد استفاد عميروش كثيرا من انخراطه في الجمعية واتصاله بقادتها في باريس كالربيع بوشامة والشيخ عباس والشيخ بسطانجي؛ ومن ذلك أنه أصبح لديه اهتمام كبير بتعلم اللغة العربية ، بل قد درّسها للمبتدئين رغم مستواه المتواضع فيها()، ومما قاله لمحمد الصالح صديق لما لقيه في تونس وقد رواه عنه بالمعنى ولا شك:« إن اللغة العربية قد هانت في الجزائر بهوان أهلها، وقد آن الأوان أن تعتز بعزة أهلها وتأخذ مكانها الشرعي في المدرسة والإدارة والمحكمة والشارع وسائر ميادين الحياة ..واللغة العربية من أعظم العوامل الفعالة في توحيد المسلمين وجمع شملهم لأنها لغة دينهم وقرآنهم الذي يتعبدون به ويتثقفون، ونُموُّ هذه اللغة وانتشارها يقوم على انتشار المدارس والجرائد والمساجد ، وقد أدركت فرنسا المستعمرة في الجزائر فعالية هذه اللغة في توحيد الفكر والاتجاه ، وفعالية المدارس والجرائد والمساجد في انتشار اللغة العربية ، فَحَرَمت الجزائريين من هذه اللغة ، ومنعتهم من بناء المدارس وتأسيس الجرائد وحولت المساجد إلى كنائس، ولولا جهاد جمعية العلماء بقيادة الإمام عبد الحميد بن باديس في تأسيس بعض المدارس وإنشاء بعض الجرائد والمجلات تحت مدافع فرنسا وفَوَّهات بنادقها لكانت الجزائر اليوم في وضع أسوأ مما هي عليه الآن»، قال محمد الصالح: "وأكد العقيد بعد هذا أن من واجب كل جزائري وجزائرية أن يحافظ على هذه اللغة لأنها لغة دينه ولغة قرآنه ، واللغة هي التي تربطه بالعالم الإسلامي قاطِبة . وسأله أحد الحاضرين عن دور المثقفين بالعربية فقال إنه دور مشرف وساق أمثلة من الشهداء منهم والذين ما يزالون آنذاك في صفوف الثورة مجاهدين أو فدائيين أو مناضلين ، وقد تحدث العقيد عميروش بإسهاب عن دور هؤلاء في القضاء والإفتاء ونشر الوعي الثوري في مختلف القرى والمداشر ،وبعد أن تكلم بهذا الكلام، أي في غضون عام 1958م أصدر تعليمة إلى كل المجاهدين تنص على إلزامية أداء الصلاة وتدعوهم إلى تعلم اللغة العربية ، وقد عين لأجل ذلك معلمين يقومون بهذه المهمة ، حتى أصبح كثيرا ما يُرى المجاهد في الجبال يحمل بيد سلاحه وباليد الأخرى كراسا يكتب فيه دروسا في العربية

كان مكلفا في بداية الحرب بالدعاية للجهاد في منطقة القبائل الصغرى، وقد وجد في قلعة بني عباس ما لم يجده في غيرها من المدن والقرى، فأرسل عام 1955م رسالة إلى الشيخ محمد الصالح بن عتيق، الذي كان أحد العلماء المعلمين في مدرسة القلعة قبل الثورة ، وجاء في هذه الرسالة التنويه بالعمل الذي قام به الشيخ ابن عتيق وبالروح الجهادية التي برزت بوضوح في أهل القلعة عموما وفي تلاميذ المدرسة خصوصا، وقد قال في رسالته: " جئت إلى القلعة فوجدت القوم على أتم استعداد لخوض معركة التحرير والالتحاق بالمجاهدين ، وبذل المال والرجال، يا ليتنا عملنا على نشر هذه المدارس في الوطن إذاً لاسترحنا من كثير من المشاكل التي تعترض سبيلنا اليوم

ومن الأمور البارزة في شخصية عميروش ثقته الكبيرة في أهل العلم الشرعي وطلابه وتعظيمه لهم وكثرة رجوعه إليهم وعلى رأسهم الشيخ "الطاهر آيت علجات" و"أزرقي كَتالي" والإخوة "أُبوداود" ا"لسعيد" و"السي الطيب"، و"الشريف أوسحنون" وغيرهم(، وكان معروفا باحترامه لأهل القرآن وطلاب الزوايا أي الزوايا التي تعلم القرآن.
وقد قال لي الشيخ الطاهر آيت علجات في لقاء معه:"إنه كان يثق في العلماء ثقة مطلقة"، وقال محمد الصالح صديق:" وأذكر للتاريخ أني سألته عن رجال الدين والثقافة العربية بالولاية الثالثة ، وَوضْعِهم مع الثورة فأشاد بهم ونوَّه بجهادهم وسألني عن اثنين من هؤلاء إن كنت أعرفهما: وهما الشيخ الطاهر آيت علجات والشيخ أرزقي آيت شبانة، ولما أجبته بنعم قال : إنهما مثلان للجد والنشاط، فلو رأيتهما لظننت أنهما دون الثلاثين من العمر "().
وكان رحمه الله تعالى يرجع إلى كل من يعرفهم من أهل العلم بقصد الاستفتاء، وممن كان يرجع إليهم الشيخ الطاهر آيت علجات قبل أن يرسله إلى تونس .
وتقدم مسؤول الأوقاف محند الطاهر مواسي ورفيقه أبو عبد السلام إلى عميروش يوما بملاحظة حول طبيعة محاكم جيش التحرير وممارساتها فأجابهما بقوله :" بما أن الأئمة يعرفون أفضل من غيرهم أحكام الشريعة، فيجب أن تكون لديهم مكانتهم في قضاء جيش التحرير ، وما عليكم إلا أن تقدموا اقتراحات ألتزمُ بتنفيذها "، وفي الليلة ذاتها أعدا مذكرة تتمحور حول النقط الآتية:
منع إعدام أي متهم بدون محاكمته من قبل محكمة شرعية،
ومراجعة تشكيلة كل محكمة بإدخال عضو ممثل عن الأوقاف يكون كامل الصلاحيات،
وإلزام كل المجاهدين بأداء الصلاة،
وبناء على ذلك وجه عميروش تعليمة لكل المناطق يُطالبها بتطبيق ما جاء في المذكرة،
وقال جودي أتومي وهو يتحدث عن المحكمة بعد هذه التعليمة:" لكن ممثل الحبوس يملك الكلمة الفاصلة أو على الأقل القدرة على التأثير "().
كان عميروش رحمه الله يجل أهل العلم ويتواضع أمامهم ويوصي بهم خيرا، وقد فرض على مسؤولي التنظيم إسناد مسؤولية الخلايا والقرى والمداشر إلى المعلمين الذين لم ينخرطوا بعد في جيش التحرير، وقد قال مرة :" إن مهمة هؤلاء المعلمين جد خطيرة، وإنها لأعظم من مهمة المقاتل في الأدغال، وإن ثقافتهم لهي الرتبة الحقيقية التي تفوق رتبتي العسكرية كعقيد

كان يرجع إلى أهل العلم فيما يعرض له من مسائل شرعية وكان يستشيرهم فيما يتخذ من قرارات وإجراءات ، وممن كان على اتصال به أثناء الحرب للفتوى والاستشارة الشيخ العربي التبسي بعد انتقاله إلى العاصمة عام 1956م ()، وقد أرسل التبسي أيضا إلى العقيد عميروش رحمه الله تعالى أموالا وآلات الكتابة والطباعة والسَّحب(). وطلب منه عميروش يوما أن يكتب إليه بوصية يتبعها في جهاده ، فأرسل إليه مع الرسول مصحفا صغيرا وقال له : بلغه سلامي ودعواتي وابتهاجي العظيم بجهادهم وانتصارهم وقل له :" هذا المصحف الشريف هو وصيتي له"().
وممن كان على صلة به أيضا الأستاذ الربيع بوشامة أحد تلاميذ ابن باديس رحمهم الله تعالى أجمعين، الذي وطّد العلاقة معه في شعبة باريس حيث كان عميروش تلميذا من تلاميذه ما بين 1952 و1953، وقد استمرت هذه العلاقة أثناء الحرب وقد كان الربيع مجاهدا يعمل في السر وكان هو الوسيط بينه وبين الشيخ العربي التبسي، وكانت بينه وبين عميروش مراسلات كثيرة وقد نُصح الربيع بإحراق تلك الرسائل فعزَّ عليه ذلك ، حتى جاء اليوم الذي اكتشف أمره وضبطت الرسائل في بيته فأعدم رحمه الله بسببها بدون محاكمة ().
وممن كان يراسلهم عميروش الشيخ محمد الصالح بن عتيق، وقد سبق نقل جزء من إحدى رسائله إليه وكان يومها في البليدة، ومنهم أيضا محمد الصالح صدّيق صاحب مقاصد القرآن فإنه لما كان في ساحات القتال كان عميروش يبعث إليه دائما بالسلام مع الجند الذين يعملون تحت قيادته وينتقلون إلى المنطقة التي كان فيها، حتى ظن هؤلاء المجاهدون أنهما كان يتعارفان من قبل الحرب من شدة حرص عميروش على معرفة أخبار محمد الصالح وتأكيده على إقرائه السلام. والواقع أنه كان يسمع عنه فقط، وكان أول لقاء بينهما في تونس عام 1957م، حيث كُلف عميروش بمهمة هناك وكان محمد الصالح قد سبقه إلى تونس بعد تأسيس جريدة المقاومة ، وكان عميروش هو من بحث عن محمد الصالح صدّيق وطلب لقاءه

ومن الآثار التي ورثها من غير شك من الحركة الإصلاحية، اهتمامه بقطاع التعليم ، فإن الحركة الإصلاحية التي كان يقودها الإمام عبد الحميد بن باديس كان التعليم قوامها الأساسي. ففي قلب المعركة وفي ظل حصار المستعمر العسكري كان عميروش يفكر في جزائر ما بعد الاستقلال، إنه كان واثقا بنصر الله تعالى للمجاهدين، وقد رأى ومن كان معه كرامات كثيرة تدل على تأييد الإله جل جلاله للمجاهدين، وقد أهدى يوما لمحمد الصالح صديق ساعة لِيَعُدَّ أيام الاستعمار التي كانت قليلة في نظره ، لذلك فقد جمع إلى جانب تفكيره في قيادة الولاية الثالثة عسكريا وتنظيميا تفكيره في تكوين إطارات المستقبل، فنظم قطاع التعليم في ولايته التي كانت تمتد إلى بوسعادة جنوبا، ومن ثنية ودلس غربا إلى سطيف والبرج شرقا، ورصد لهذه العملية العظيمة ميزانية ضخمة وجنَّد لها رجال الأوقاف في الداخل الذين قاموا بمجهود عظيم في الميدان. ومن أجل ذلك اهتم عميروش بقطاع الأوقاف اهتماما بالغا ، وهذا القطاع الذي كان يضطلع بمهام التعليم والإفتاء والقضاء وتنظيم الممتلكات الوقفية من مساجد وزوايا وكتاتيب قرآنية، بل كان يتدخل بنفسه للبحث عن الإطارات الشرعية المؤهلة لتسيير هذا القطاع، وكان من بين من كلفهم بمهام تسيير هذا القطاع على مستوى الولاية عبد الحفيظ أمقران وأحمد قادري، وهما من خريجي زوايا المنطقة.
وقد شهد الشيخ الطاهر آيت علجات أنه كلفه عام 1955م بإنشاء زوايا في القرى المجاورة لتَموقْرَة، لتدريس القرآن واللغة العربية وتوعية الناس وحثهم على الكفاح من أجل التحرر ، وذكر أن عميروش رصد مبلغا ماليا لترميم زاوية تموقرة وغيرها من الزوايا، وقال العقيد في خطاب موجه إلى طلبة زاوية أوبوداود :" أنتم جيل الغد أنتم ستتولون تربية أجيال الاستقلال، وستكونون إطارات الجزائر المستقلة، من خلال دراستكم في هذه المدرسة تخوضون نفس الكفاح الذي يخوضه المجاهدون، وهي طريقتكم في الكفاح التي تُطمْئِنُنا على مستقبل البلاد، لا تنسوا بأن الحرب ستكون طويلة وصعبة ، فإذا احتجنا إليكم في الجبال كونوا مستعدين لأخذ المشعل ، لكن في انتظار ذلك اهتموا بدراستكم واعملوا بجد "().



ولم يكتف بتوفير كل الوسائل لهذا الميدان في الداخل بل أرسل بعثات طلابية إلى تونس ومنها ينتقلون إلى مختلف البلدان العربية كليبيا ومصر والأردن والعراق والسعودية، وغيرها من البلدان الصديقة، كان يرسل الشباب الذين حصلوا شيئا من مبادئ العلوم في الزوايا كزاوية عبد الرحمن اليلولي وزاوية تموقرة ومدارس جمعية العلماء وغيرها من المدارس الحرة المنتشرة في تراب الولاية الثالثة.
وكلف الشيخين أرزقي آيت شبانة ومحمد الطاهر آيت علجت وكذا السيد سعيد بن غانم بالذهاب إلى تونس لتلقي هؤلاء الطلبة والقيام على شؤونهم وتعليمهم وتوجيههم إلى التخصصات التي تناسبهم ، وكان في تونس العاصمة مركزان لاستقبال هؤلاء الطلبة ().

وقد فاق عدد الطلبة الذين أرسلهم في تلك البعثات الثلاثمائة حسب بعض الشهود ، وكان يجعل لهم ميزانية خاصة حتى وهم خارج الوطن، فقد أرسل إليهم في أوت 1958 مثلا مبلغ 3ملايين فرنك قديم، وأرسل إليهم رسائل يشرح لهم فيها واجبهم والغاية التي أُرسلوا من أجلها إلى تلك البلاد().
بل وكان يخطب فيهم قبل إرسالهم ويقول لهم : أرسلكم إلى تونس لكي تُحصِّلوا على تكوين وتخدموا الوطن بعد الاستقلال ، لا تعودوا إلا بشهادات لأن هذا ما نفتقر إليه أكثر "().
وحسب عبد الحفيظ أمقران فإنه شرع في هذه العملية بإرسال تعليمة إلى كل مناطق الولاية الثالثة تنص على جمع الطلبة في مراكز معينة، والشروع في إرسالهم إلى تونس، وقد تم توجيههم حسب مؤهلاتهم وحسب احتياجات الثورة إلى معاهد مختلفة في تونس ومصر وسوريا والعراق والسعودية، فمنهم من تخرج من الكليات العسكرية ومنهم من تخرج من مختلف التخصصات الأدبية والعلوم الإنسانية والتحقوا بمختلف هياكل الثورة، وقد كانت الولاية الثالثة سباقة إلى هذا الميدان.
كما تولى كثير منهم مناصب هامة بعد الاستقلال في مختلف أجهزة الدولة، وهذا التصرف الحكيم يدل على بعد نظره وتفكيره في الجزائر بعد الاستقلال، وعِلْمِه بأن الثورة ستكلف الشعب تضحيات بما في ذلك طبقة المثقفين.
وبقي عميروش يحمل هم هؤلاء الطلبة إلى آخر ساعة من حياته، فقد كان من ضمن المطالب التي حملها معه إلى الحكومة المؤقتة، مطالب تتعلق بالبعثات العلمية، فقد جاء في توصيات المجلس الولائي المنعقد في 2 مارس 1959م، مطالبة الحكومة المؤقتة بمنح مساعدة مادية منتظمة للطلبة الجزائريين الموجودين في الخارج، لأن تنظيمهم لم يكن مرْضيا وأوضاعهم المادية لم تكن لائقة، وميزانية الولاية الثالثة لم تعد كافية ().

ولم يكن عميروش يقدر فقط المتعلمين تعليما عربيا، بل كان يحترم المثقفين عموما ولو كانت ثقافتهم باللغة الفرنسية ، فكان يقربهم ويرفع من أقدارهم ورتبهم رغم صغر سنهم، حتى أصبح المجاهدون القدماء يحسدون الشباب الذين التحقوا بعد 19جوان 1956م على الرتب التي نالوها ، وفي هذا رد على بعض حساده ممن يرميه ببغض المثقفين، بل وبإعدامهم دون جريرة. (تاريخ 19 جوان 1956م هو تاريخ التحاق طلبة المدارس الفرنسية جماعيا بالجهاد، أما طلبة مدارس الجمعية والزوايا فقد كانوا سباقين فرادى وجماعات منذ انطلاق الشرارة الأولى وأول شهيد سقط في الميدان هو قاسم زيتون خريج معهد ابن باديس قتل تحت التعذيب يوم 2 نوفمبر 1954 وألقي جثمانه في ميناء الجزائر

كان رحمه الله يعلم أن الأمة قد ابتعدت كثيرا عن مقومات شخصيتها، لذلك كان يرى أن معركة القيم هي الجهاد الأكبر الذي ينتظر الأمة بعد الاستقلال، ففي لحظة وداعه للشيح محمد الصالح صديق في تونس أخرج ساعة من جيبه فضبطها على ساعته فأهداها إليه كما هي عادته رحمه الله ، فقد كان سخيا كريما ، أعطاه إياها وقال:" خذها لِتَعُدَّ بها أيام الاستعمار الباقية في الجزائر وهي قليلة، وبعد الاستقلال سنخوض معركة أخرى من أجل قِيَمِنا وإسلامنا ولغتنا العربية فذلك هو الجهاد الأكبر"


إستشهاده


بعد إجتماع العقداء سنة 1958.وبعد مناقشة أمور الثورة كلف العقيد عميروش وزميله سي الحواس بمهمة الإتصال بالقيادة بتونس ،وتنفيذا لتلك المهمة إلتقى عميروش سي الحواس و إتجها إلى نواحي بوسعادة وفي يوم 29 مارس 1959 وقع العقيدين في اشتباك عنيف مع قوات العدو استشهدا فيه معا بجبل ثامر. وقد استشهد رحمه الله تعالى، استُشهد رحمه الله وهو يحمل في جيبه المصحف الشريف، وفي قلبه همّ الإسلام، استُشهد رحمه الله وهو يحمل في جعبته مطالب تهم الجهاد في الداخل والطلبة في الخارج ، وتهََم التوجه العام للجهاد الجزائري آنذاك










قديم 2009-12-01, 14:47   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
kadi_t
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

[CENTER]
[SIZE="4"]ابن خلدون : ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن الحسن بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن خالد (خلدون) الحضرمي)(غرة رمضان 732هـ/27 مايو 1332 - 19 مارس 1406م/26 رمضان808هـ) مؤسس علم الاجتماع ومؤرخ مسلم من إفريقية في عهد الحفصيين وهي تونس حالياً ترك تراثاً مازال تأثيره ممتداً حتى اليوم. ولد ابن خلدون في تونس عام 1332م (732هـ) بالدار الكائنة بنهج تربة الباي رقم 34. أسرة ابن خلدون أسرة علم وأدب، فقد حفظ القرآن الكريم في طفولته ، وكان أبوه هو معلمه الأول , شغل أجداده في الأندلس وتونس مناصب سياسية ودينية مهمة وكانوا أهل جاه ونفوذ، نزح أهله من الأندلس في منتصف القرن السابع الهجري، وتوجهوا إلى تونس ، وكان قدوم عائلته إلى تونس خلال حكم دولة الحفصيين .

حياته



قضى أغلب مراحل حياته في تونس والمغرب الأقصى وكتب الجزء الأول من المقدمة بقلعة أولاد سلامة بالجزائر، وعمل بالتدريس، في جامع الزيتونة بتونس وفي المغرب بجامعة القرويين في فاس الذي أسسته الأختان الفهري القيروانيتان وبعدها في الجامع الأزهر بالقاهرة، مصر والمدرسة الظاهرية وغيرهم [2]. وفي آخر حياته تولى القضاء المالكي بمصر بوصفه فقيهاً متميزاً خاصة أنه سليل المدرسة الزيتونية العريقة و كان في طفولته قد درس بمسجد القبة الموجود قرب منزله سالف الذكر المسمى "سيد القبّة". توفي في القاهرة سنة 1406 م (808هـ). ومن بين أساتذته الفقيه الزيتوني الإمام ابن عرفة حيث درس بجامع الزيتونة المعمور ومنارة العلوم بالعالم الإسلامي آنذاك.
المسجد الذي درس فيه ابن خلدون خلال صباه بالعاصمة التونسية

يعتبر ابن خلدون أحد العلماء الذين تفخر بهم الحضارة الإسلامية، فهو مؤسس علم الاجتماع وأول من وضعه على أسسه الحديثة، وقد توصل إلى نظريات باهرة في هذا العلم حول قوانين العمران ونظرية العصبية، وبناء الدولة و أطوار عمارها وسقوطها. وقد سبقت آراؤه ونظرياته ما توصل إليه لاحقاً بعدة قرون عدد من مشاهير العلماء كالعالم الفرنسي أوجست كونت.

عدّدَ المؤرخون لابن خلدون عدداً من المصنفات في التاريخ والحساب والمنطق غير أن من أشهر كتبه كتاب بعنوان العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، وهو يقع في سبعة مجلدات وأولها المقدمة وهي المشهورة أيضاً بمقدمة ابن خلدون، وتشغل من هذا الكتاب ثلثه، وهي عبارة عن مدخل موسع لهذا الكتاب وفيها يتحدث ابن خلدون ويؤصل لآرائه في الجغرافيا والعمران والفلك وأحوال البشر وطبائعهم والمؤثرات التي تميز بعضهم عن الآخر.
دار ابن خلدون بالعاصمة التونسية

اعتزل ابن خلدون الحياة بعد تجارب مليئة بالصراعات والحزن على وفاة أبويه وكثير من شيوخه إثر وباء الطاعون الذي انتشر في جميع أنحاء العالم سنة 749هجرية (1348 م) وتفرغ لأربعة سنوات في البحث والتنقيب في العلوم الإنسانية معتزلاً الناس في سنوات عمره الأخيرة، ليكتب سفره الخالد أو ما عرف بمقدمة ابن خلدون ومؤسسا لعلم الاجتماع بناء على الاستنتاج والتحليل في قصص التاريخ وحياة الإنسان. واستطاع بتلك التجربة القاسية أن يمتلك صرامة موضوعية في البحث والتفكير.

رحلات ابن خلدون

الرحلة إلى فاس
> كان ذلك ضمن حملة عسكرية اضطر السلطان أبو إسحاق أن يقوم بها، وكان ابن خلدون الشاب من أفراد حاشيته.. واستمرت هذه الرحلة من المغرب الأوسط إلى المغرب الأقصى حوالي سنتين كاملتين تنقل خلالها ابن خلدون بين عدة مدن وبوادي وعاشر القبائل وعرف الشيوخ وهنا أتيح له أن يعايش البدو في واقعهم ، ويتعرف إلى طبائعهم، ويقف على مناحي سلوكهم. وبعد أن سيطر ابن عنان المريني على المغرب كله قربه منه وفي بلاطه اتصل بالأساتذة من أهل المغرب ومن أهل الأندلس الوافدين للسفارة فجمع بين علم أساتذة البلاط وخبرة أهل البادية.
ولكنه أودع السجن بعد أن اتصل بأحد أمراء (بجاية) المخلوعين بتهمة مساعدة هذا الأمير على استعادة حكمه السابق وظل سجينا لمدة عامين كاملين إلى أن مات السلطان أبو عنان.. فأطلق السلطان الجديد سراحه.
الرحلة إلى الأندلس والسفارة
> بعد حوالي تسع سنوات قضاها في البلاط المغربي وصل ابن خلدون إلى الأندلس عام 764هـ وأقام في ضيافة السلطان أبي عبدالله محمد ثالث ملوك بني الأحمر وباني مسجد الحمراء العظيم في غرناطة.
وكان قد قدم له ابن خلدون خدمات جليلة حينما لجأ إلى فاس تحت حكم السلطان أبي سالم. وقد أكرمه السلطان أبو عبدالله وأرسله سفيرا عنه إلى ملك قشتالة وهناك رأى آثار أجداده بإشبيلية حيث وقف على مجد الأسرة السياسي.
وبعد عودته للأندلس ونجاحه في مهمة السفارة السياسية أكرمه السلطان وعاش خبيرا في شؤون البلاط، إلا أن أهل الدسائس والمؤمرات أوغلوا صدر الوزير عليه فأحس ابن خلدون بالخطر فقرر أن يتجنب الدخول في معركة مفتوحة مع صديقه وأثر العودة إلى بجاية التي أصبحت في حكم صديقه وحليفه السلطان أبي عبدالله ليتولى أعلى منصب سياسي في عصره ، وهو منصب الحجابة لسلطان بجاية ، وهو يعني الوساطة بين السلطان وأهل دولته.
واستمر في هذا المنصب حتى أوجس خيفة منه ، فطلب ابن خلدون الإذن بالرحيل إلى مكان آخر فأذن له.
الرحلة الثانية للأندلس والخيبة
> قضى ابن خلدون عشر سنوات من عمره مجربا هذه الحياة دانت له خلالها الخبرة العسكرية، بالإضافة إلى الدراية السياسية والاقتصادية، ولكنه مع ذلك أحس أن هذه الفترة كانت من فترات القلقة فقرر الذهاب إلى الأندلس بقصد الاستقرار والدعة، لكن من سوء حظ ابن خلدون أن شهرته السياسية وقيادته العسكرية لقبائل المغرب كانتا قد سبقتاه إلى البلاط الأندلسي، مما جعله هذه المرة شخصا غير مأمون الجانب، فلم يجد في هذه الرحلة ما لاقاه من ترحيب في الرحلة الأولى فعاد أدراجه إلى تلمسان ليقوم بالسفارة بين أبو حمو وبين قبائل الدواودة ذات الخطر والأهمية.
قلعة ابن سلامة (الرحلة إلى أحياء أولاد عريف)
> استقر رأي ابن خلدون على خوض غمار الكتابة والتأليف والاستفادة من التجارب الإنسانية التي عاصرها وشاهدها ليدفع بالمجتمع البشري إلى طريق التقدم والرقي. واغتنم ابن خلدون تكليفه بمهمة السفارة بين السلطان وقبائل البدو ليغير مساره، حلقة هذه المرة إلى أحياء (أولاد عريف) حيث أقام هو وأسرته بمكان يطلق عليه (قلعة ابن سلامة) وسط قبائل جليلة الخطر تعصمه من أهواء الحكام ونزعات السلاطين .. أقام ابن خلدون بهذه القلعة أربعة أعوام متخليا عن الشواغل كلها ، وشرع في كتابة مؤلفه الفريد (العبر) وقد أخذ في ترتيبه على أساس مقدمة وثلاثة كتب ، بحيث تختص المقدمة بعرض المنهج الذي يراه عاصما من الزلل والخطأ ، ويختص الكتاب الأول بتفسير طبائع العمران البشري والعلاقات التي تربط بين الظواهر ربطا علميا. أما الكتاب الثاني فهو لتاريخ العرب وأجيالهم ودولتهم، والكتاب الثالث لأخبار البربر ومواليهم من زناته.
وعندما أتم ذلك أعد نسخة رفعها إلى خزانة السلطان أبي العباس فكانت تلك هي أول نسخة تعد لكتاب (العبر) كما وصفهاابن خلدون حصيلة من الخبرة والدراسة، وتعرف هذه النسخة (بالنسخة التونسية).
الرحلة إلى القاهرة ومنصب قاضي القضاة
> وهنا وجب عليه أن يتحجج لدى السلطان برغبته في أداء فريضة الحج حتى يسمح له بالمغادرة فركب البحر سنة 784هـ مودعا المغرب ولم يعد إليه بعد ذلك.
كان الجو مختلفا تماما في القاهرة والمناخ أكثر ملائمة لمراجعة آثار علمه، حيث أتاحت له القاهرة فرصة التدريس بالأزهر أكبر المعاقل العلمية في العالم الإسلامي، ثم استقبله السلطان الظاهر برقوق فأكرم وفادته، واستحوذ على إعجابه ، فأصدر قراراً بتعيينه أستاذا للفقه المالكي بمدرسة (القمحية) للاستفادة بريع أوقافها التي كانت تغل القمح بأرض الفيوم.
مرة أخرى أصبح ابن خلدون في مواجهة الناس، ولكنه كان صارما في أحكامه مخالفا السابقين له من القضاة، وهنا بدأت متاعبه في منصبه الجديد، وتعرض مثلما تعرض في السابق إلى المؤامرات وغضب أصحاب الأهواء.
في هذه الأثناء أصيب بنازلة جديدة وهي هلاك أسرته على شواطئ الاسكندرية مما سبب له كارثة عنيفة ، فقد غرقت السفينة التي كانت تحمل إليه أهله وكتبه وكل ما يملك، لكنه ظل رابط الجأش وأكثر إصرارا على محاولة فهم تصاريف الحياة بالرجوع إلى حقول العلم والاعتكاف على التدريس والقراءة والتأليف.
بعدها يتم تعيينه أستاذا للفقه المالكي بالمدرسة (الظاهرية البرقوقية) ولكنه يعزل منها فيقرر أداء فريضة الحج.. بعد عودته من الأراضي الحجازية، ولاه السلطان تدريس الحديث بمدرسة (صر غتمش) وظل بعيدا عن القضاء أربعة عشر عاما هجريا، فكانت هذه الفترة الزمنية مناسبة حتى يكتب الجزء الأخير من كتابه (العبر) الذي يعرفنا بشخصيته وتاريخه ، ورحلاته شرقا وغربا. وبعد أن استكمل صياغة كتابه قدم منه نسخة إلى السلطان الظاهر برقوق. ويقوم بعدها ابن خلدون بالسفر لفلسطين لزيارةالأماكن المقدسة وبعد عودته يعزل من جديد من ساحة القضاء (لمبالغته في العقوبات والمسارعة إليها) فعاد مرة أخرى إلى محراب العلم الذي يرحب به دائما.
الرحلة إلى الشام ولقاء تيمور لنك التتري
> عندما زحفت جيوش التتار بقيادة تيمور لنك على بلاد الشام واستيلائه على مدينة حلب وما لحقها من الخراب والتدمير ، زحف بجيشه نحو دمشق وكانت آنذاك تابعة لسلطان المماليك في مصر، فأراد ابن الملك الظاهر برقوق، سلطان مصر، التصدي لجيوش التتار، فخرج لقتاله وصحب معه ابن خلدون وبعض الفقهاء، ولكن ظروف سياسية اضطرت السلطان المصري إلى العودة تاركا الموقف تحت رحمة القائد التتري الجبار.
وإزاء ذلك اجتمع الفقهاء والقضاة والأعيان في المدرسة العادلية، وكان معهم ابن خلدون واستقر رأيهم على طلب الأمان من تيمور لنك وصيانة حرماتهم وممتلكاتهم. وهنا طلب ابن خلدون الإذن بالذهاب للقاء تيمورلنك لإقناعه بفك الحصار عن دمشق.
قال ابن خلدون يروي قصة هذ اللقاء التاريخي مع تيمور لنك: لما وقفت بالباب خارج، طلبت الإذن بالجلوس في خيمة هناك، تجاور خيمة جلوسه، ثم زيد في التعرف باسمي إني القاضي المالكي المغربي فاستدعاني ودخلت عليه بخيمة جلوسه، وكان متكئاً على مرفقه وصحاف الطعام تمر بين يديه، فلما دخلت فاتحت بالسلام وأوميت إيماءة الخضوع ورفع رأسه ومد يده إليّ فقبلتها، وأشار علي بالجلوس فجلست حيث انتهيت ثم استدعى من بطانته الفقيه عبدالجبار بن النعمان من فقهاء الحنفية بخوارزم، فأقعده يترجم بيننا.
ويروي أيضا أنه عندما التقى الاثنان على مائدة العشاء ظل القائد التتري يطيل النظر والتأمل في شخصية العالم المغربي الذي أشار زيه الغريب إلى اختلافه عن العلماء المصريين، وفي نفس الوقت كان ابن خلدون الذي خبر النفوس البشرية يحدق هو الآخر في وجه القائد التتري لعله يسبر غوره وينجح في التعامل معه، وما أن بدأ الحديث حتى قص ابن خلدون على القائد التتري تاريخ التتار حتى وصل بالحديث إلى البلاد الجديدة التي أتى إليها القائد التتري غازيا.
فهنا أعجب تيمورلنك بابن خلدون وأراد أن يستفيد بعلم المؤرخ العربي، فطلب منه البقاء للعمل معه، لكن الشيخ المجرب كعادته اعتذر بلباقته المعروفة متعللا بحاجته إلى مكتبته وكتبه التي لا غنى له عنها واستأذن في العودة فأعاده القائد معززا مخفورا بالحرس اللازم، ولم يصدق معاصروه أنه نجا بحياته من ذلك الجبار التتري.
رحلة الخلود (وفاته)
> ظل ابن خلدون في الخمس سنوات الأخيرة من عمره في صراع وظيفي حول كرسي القضاء ، فقد أقيل من منصبه أكثر من مرة حتى عاد إلى القضاء للمرة السادسة والأخيرة وذلك في شعبان 808هـ، ومكث أياما قلائل انتقل بعدها فجأة إلى الرفيق الأعل،ى كان ذلك يوم الأربعاء لأربع بقين من رمضان، وكان عمره يقارب السادسة والسبعين عاما.
جاء هذا النبأ بعد حياة حافلة مثيرة لذلك المؤرخ المغربي الكبير، تقترب في وصفها من الشكل الملحمي شأن ما توصف به دائما حياة العباقرة من عظماء التاريخ.
خرج جثمان ابن خلدون من أحد البيوت القاهرية المطلة على النيل بعد أن تخلص من زيه المغربي الذي حرص على ارتدائه طوال حياته، وشيع الجثمان إلى مثواه الأخير في موكب جنائزي مهيب يليق بوداع قاضي القضاة المالكية ، مخلفا وراءه سر خلوده ، وهو مؤلفه الضخم (كتاب العبر ، ديوان المبتدأ أو الخبر في أيام العرب والعجم والبربر ، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر).

أقوال العلماء عنه



* ابتكر ابن خلدون و صاغ فلسفة للتاريخ هي بدون شك أعظم ما توصل اليه الفكر البشري في مختلف العصور و الامم. أرنولد توينبي

* إن مؤلف ابن خلدون هو أحد أهم المؤلفات التي انجزها الفكر الإنساني. جورج مارسيز

* ان مؤلف ابن خلدون يمثل ظهور التاريخ كعلم ، و هو أروع عنصر فيما يمكن أن يسمى بالمعجزة العربية. ايف لاكوست

* انك تنبئنا بأن ابن خلدون في القرن الرابع عشر كان أول من اكتشف دور العوامل الاقتصادية و علاقات الإنتاج. ان هذا النبأ قد أحدث وقعا مثيرا و قد اهتم به صديق الطرفين (المقصود به لينين) اهتماما خاصا. من رسالة بعث بها مكسيم غوركي إلى المفكر الروسي انوتشين بتاريخ 21/ايلول سبتمبر 1912.

* تُرى أليس في الشرق آخرون من أمثال هذا الفيلسوف. لينين

* ففيما يتعلق بدراسة هيكل المجتمعات وتطورها فإن أكثر الوجوه يمثل تقدما يتمثل في شخص ابن خلدون العالم و الفنان ورجل الحرب والفقيه والفيلسوف الذي يضارع عمالقة النهضة عندنا بعبقريته العالمية منذ القرن الرابع عشر. روجية غارودي

هذا غيض من فيض مما قاله بعض أقطاب الفكر الغربيين ناهيك عن المفكرين العرب و المسلمين و فيما يلي سنحاول حصر بعض المواضيع التي تناولها ابن خلدون بالبحث دون أن ندعي أننا سنوفيها حقها وكيف نستطيع ذلك وفي كل يوم نكتشف الجديد حول هذا العالِم.

نظرياته و انجازته

علم التاريخ

لقد تجمعت في شخصية ابن خلدون العناصر الأساسية النظرية والعملية التي تجعل منه مؤرخاً حقيقياً - رغم أنه لم يول في بداية حياته الثقافية عناية خاصة بمادة التاريخ - ذلك أنه لم يراقب الأحداث و الوقائع عن بعد كبقية المؤرخين، بل ساهم إلى حد بعيد و من موقع المسؤولية في صنع تلك الأحداث والوقائع خلال مدة طويلة من حياته العملية تجاوزت 50 عاما، وضمن بوتقة جغرافية امتدت من الاندلس وحتى بلاد الشام . فقد استطاع، ولأول مرة، (اذا استثنينا بعض المحاولات البسيطة هنا و هناك) أن يوضح أن الوقائع التاريخية لا تحدث بمحض الصدفة أو بسبب قوى خارجية مجهولة، بل هي نتيجة عوامل كامنة داخل المجتمعات الإنسانية، لذلك انطلق في دراسته للأحداث التاريخية من الحركة الباطنية الجوهرية للتاريخ. فعلم التاريخ، وان كان (لايزيد في ظاهره عن أخبار الايام والدول) انما هو (في باطنه نظر وتحقيق وتعليل للكائنات و مبادئها دقيق و علم بكيفيات الوقائع واسبابها عميق، لذلك فهو أصيل في الحكمة عريق، و جدير بأن يعد في علومها و خليق(المقدمة). فهو بذلك قد اتبع منهجا في دراسة التاريخ يجعل كل أحداثه ملازمة للعمران البشري و تسير وفق قانون ثابت.

يقول: فالقانون في تمييز الحق من الباطل في الأخبار بالامكان و الاستحالة أن ننظر في الاجتماع البشري الذي هو العمران و نميز ما يلحقه لذاته و بمقتضى طبعه و ما يكون عارضا لا يعتد به و ما لايمكن أن يعرض له، و إذا فعلنا ذلك، كان ذلك لنا قانونا في تمييز الحق من الباطل في الاخبار، و الصدق من الكذب بوجه برهان لا مدخل للشك فيه، و حينئذ فاذا سمعنا عن شئ من الاحوال الواقعة في العمران علمنا ما نحكم بقبوله مما نحكم بتزييفه، وكان ذلك لنا معيارا صحيحا يتحرى به المؤرخون طريق الصدق و الصواب فيما ينقلونه. المقدمة

و هكذا فهو وان لم يكتشف مادة التاريخ فانه جعلها علما ووضع لها فلسفة ومنهجا علميا نقديا نقلاها من عالم الوصف السطحي والسرد غير المعلل إلى عالم التحليل العقلاني و الأحداث المعللة بأسباب عامة منطقية ضمن ما يطلق عليه الآن بالحتمية التاريخية، و ذلك ليس ضمن مجتمعه فحسب، بل في كافة المجتمعات الإنسانية وفي كل العصور، وهذا ما جعل منه أيضا وبحق أول من اقتحم ميدان ما يسمى بتاريخ الحضارات أو التاريخ المقارن.إني أدخل الأسباب العامة في دراسة الوقائع الجزئية، و عندئذ أفهم تاريخ الجنس البشري في إطار شامل ...اني ابحث عن الاسباب و الأصول للحوادث السياسية. كذلك قولهداخلا من باب الاسباب على العموم على الاخبار الخصوص فاستوعب أخبار الخليقة استيعابا ...و أعطي الحوادث علة أسبابا.



علم الاجتماع

أصبح من المسلم به تقريبا في مشارق الأرض و مغاربها، أن ابن خلدون هو مؤسس علم الاجتماع أو علم العمران البشري كما يسميه. و قد تفطن هو نفسه لهذه الحقيقة عندما قال في مقدمته التي خصصها في الواقع لهذا العلم الجديد: ... و هذا هو غرض هذا الكتاب الأول من تأليفنا...، و هو علم مستقل بنفسه موضوعه العمران البشري و الاجتماع الإنساني، كما أنه علم يهدف إلى بيان ما يلحقه من العوارض و الأحوال لذاته واحدة بعد أخرى، و هذا شأن كل علم من العلوم وضعيا كان أم عقليا و اعلم أن الكلام في هذا الغرض مستحدث الصنعة غريب النزعة غزير الفائدة، أعثر عليه البحث و أدى اليه الغوص... و كأنه علم مستبط النشأة، و لعمري لم أقف على الكلام في منحاه لأحد من الخليقة . المقدمة

ويبدو واضحا ان اكتشاف ابن خلدون لهذا العلم قاده اليه منهجه التاريخي العلمي الذي ينطلق من أن الظواهر الاجتماعية تخضع لقوانين ثابتة و أنها ترتبط ببعضها ارتباط العلة بالمعلول، فكل ظاهرة لها سبب و هي في ذات الوقت سبب لللظاهرة التي تليها. لذلك كان مفهوم العمران البشري عنده يشمل كل الظواهر سواء كانت سكانية أو ديمغرافية،اجتماعية، سياسية، اقتصادية أو ثقافية. فهو يقول في ذلك :فهو خبر عن الاجتماع الإنساني الذي هو عمران العالم و ما يعرض لطبيعة هذا العمران من الأحوال مثل التوحش و التأنس و العصبيات وأصناف التغلبات للبشر بعضهم على بعض، وما ينشأ عن الكسب و العلوم و الصنائع و سائر ما يحدث في ذلك العمران بطبيعته من الاحوال. المقدمة،وهنا يلامس أيضا نظرية النشوء و الارتقاء لدى داروين و ان لم يغص فيها. ثم أخذ في تفصيل كل تلك الظواهر مبينا أسبابها و تنائجها، مبتدئا بأن بإيضاح أن الإنسان لا يستطيع العيش بمعزل عن أبناء جنسه حيث: ان الاجتماع الإنساني ضروري فالإنسان مدني بالطبع أي لا بد له من الاجتماع الذي هو المدنية ... وهو معنى العمران.

ثم تعرض للعمران البشري على العموم مبينا أثر البيئة في الكائنات البشرية و هو مايدخل حاليا في علم الاتنولوجيا و الانثروبولوجيا. ثم بعد ذلك تطرق لأنواع العمران البشري تبعا لنمط حياة البشر و أساليبهم الإنتاجية قائلا: ان اختلاف الأجيال في أحوالهم انما هو باختلاف نحلتهم في المعاش. مبتدئا بالعمران البدوي باعتباره اسلوب الإنتاج الأولي الذي لا يرمي إلى الكثير من تحقيق ما هو ضروري للحياة ...ان اهل البدو المنتحلون للمعاش الطبيعي ... و انهم مقتصرون على الضروري الاقوات و الملابس و المساكن و سائر الأحوال و العوائد. المقدمة

ثم يخصص الفصل الثالث من المقدمة للدول و الملك و الخلافة و مراتبها و أسباب و كيفية نشوئها و سقوطها، مؤكدا أن الدعامة الأساسية للحكم تكمن في العصبية. والعصبية عنده أصبحت مقولة اجتماعية احتلت مكانة بارزة في مقدمته حتى اعتبرها العديد من المؤرخين مقولة خلدونية بحتة، و هم محقون في ذلك لأن ابن خلدون اهتم بها اهتماما بالغا إلى درجة أنه ربط كل الأحداث الهامة و التغييرات الجذرية التي تطرأ على العمران البدوي أو العمران الحضري بوجود أو فقدان العصبية. كما أنها في رأيه المحور الأساسي في حياة الدول و الممالك. و يطنب ابن خلدون في شرح مقولته تلك، مبينا أن العصبية نزعة طبيعية في البشر مذ كانوا، ذلك أنها تتولد من النسب و القرابة و تتوقف درجة قوتها أو ضعفها على درجة قرب النسب أو بعده. ثم يتجاوز نطاق القرابة الضيقة المتمثلة في العائلة و يبين أن درجة النسب قد تكون في الولاء للقبيلة و هي العصبية القبلية ... و من هذا الباب الولاء و الحلف اذ نصرة كل أحد من أحد على أهل ولائه و حلفه للألفة التي تلحق النفس في اهتضام جارها أو قريبها أو نسيبها بوجه من وجوه النسب، و ذلك لأجل اللحمة الحاصلة من الولاء. أما اذا أصبح النسب مجهولا غامضا و لم يعد واضحا في أذهان الناس، فإن العصبية تضيع و تختفي هي أيضا. ... بمعنى أن النسب اذا خرج عن الوضوح انتفت النعرة التي تحمل هذه العصبية، فلا منفعة فيه حينئذ. هذا ولا يمكن للنسب أن يختفي و يختلط في العمران البدوي، و ذلك أن قساوة الحياة في البادية تجعل القبيلة تعيش حياة عزلة و توحش ، بحيث لا تطمح الأمم في الاختلاط بها و مشاركتها في طريقة عيشها النكداء، وبذلك يحافظ البدو على نقاوة أنسابهم، و من ثم على عصبيتهم.









قديم 2009-12-01, 14:52   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
kadi_t
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

... الصريح من النسب انما يوجد للمتوحشين في القفر ... و ذلك لما اختصوا به من نكد العيش و شظف الأحوال و سوء الموطن، حملتهم عليها الضرورة التي عينت لهم تلك القسمة... فصار لهم ألفا و عادة، و ربيت فيهم أجيالهم ... فلا ينزع اليهم أحدا من الأمم أن يساهم في حالهم، و لا يأنس بهم أحد من الأجيال ... فيؤمن عليهم لأجل ذلك منت اختلاط انسابهم و فسادها. أما اذا تطورت حياتهم و أصبحوا في رغد العيش بانضمامهم إلى الأرياف و المدن، فإن نسبهم يضيع حتما بسبب كثرة الاختلاط و يفقدون بذلك عصبيتهم. ... ثم يقع الاختلاط في الحواضر مع العجم و غيرهم و فسدت الانساب بالجملة ثمرتها من العصبية فاطرحت ثم تلاشت القبائل و دثرت فدثرت العصبية مدثورها و بقي ذلك في البدو كما كان. و هكذا نخلص للقول في هذا الصدد بأن العصبية تكون في العمران البدوي و تفقد في العمران الحضري.

[لعصبية و السلطة في مرحلة العمران البدوي

بعد أن تعرض ابن خلدون لمفهوم العصبية و أسبا وجودها أو فقدانها، انتقل إلى موضوع حساس و هام ، مبينا دور العصبية فيه، ألا وهو موضوع ((الرئاسة)) الذي سيتطور في ((العمران الحضري )) إلى مفهوم الدولة. فأثناء مرحلة ((العمران البدوي)) يوجد صراع بين مختلف العصبيات على الرئاسة ضمن القبيلة الواحدة، أي ضمن العصبية العامة حيث: ((..ان كل حي أو بطن من القبائل، و ان كانوا عصابة واحدة لنسبهم العام ، ففيهم أيضا عصبيات أخرى لأنساب خاصة هي أشد التحاما من النسب العام لهم مثل عشير واحد أو أهل بيت واحد أو أخوة بني أب واحد، لا مثل بني العم الأقربين أو الأبعدين ، فهؤلاء أقعد بنسبهم المخصوص ، و يشاركون من سواهم من العصائب في النسب العام، والنعرة تقع من أهل نسبهم المخصوص و من أهل النسب العام، ألا أنها في النسب الخاص أشد لقرب اللحمة)). ومن هنا ينجم التنافس بين مختلف العصبيات الخاصة على الرئاسة ، تفوز فيه بطبيعة الحال العصبة الخاصة الأقوى التي تحافظ على الرئاسة إلى أن تغلبها عصبة خاصة أخرى و هكذا.((...و لما كانت الرئاسة انما تكون بالغلب، وجب أن تكون عصبة ذلك النصاب (أي أهل العصبية الخاصة) أقوى من سائر العصبيات ليقع الغلب بها و تتم الرئاسة لأهلها... فهذا هو سر اشتراط الغلب في العصبة، ومنه تعين استمرار الرئاسة في النصاب المخصوص)).

يحدد ابن خلدون مدة وراثة الرئاسة ضمن العصبية القوية بأربعة أجيال على العموم ، أي بحوالي 120 سنة في تقديره.((ذلك بأن باني المجد عالم بما عاناه في بنائه و محافظ على الخلال التي هي سبب كونه و بقائه ، و بعده ابن مباشر لأبيه قد سمع منه ذلك وأخذ عنه، ألا أنه مقصر في ذلك تقصير السامع بالشئ عن المعاين له ثم إذى جاء الثالث كان حظه في الاقتفاء والتقليد خاصة فقصر عن الثاني تقصير المقلد عن المجتهد ثم اذا جاء الرابع قصر عن طريقتهم جملة و أضاع الخلال الحافظة لبناء مجدهم و احتقرها و توهم أن أمر ذلك البنيان لم يكن بمعاناة و لاتكلف، وإنما هو أمر واجب لهم منذ أول النشأة بمجرد انتسابهم و ليس بعصبية... و اعتبار الأربعة من الأجيال الأربعة بان و مباشر و مقلد و هادم )).و بذلك ينهي ابن خلدون نظريته المتعلقة باسلطة أثناء مرحلة ((العمران البدوي)) و يخلص إلى نتيجة أن السلطة في تلم المرحلة مبنية أساسا على العصبية بحيث لا يمكن أن تكون لها قائمة بدونها.

العصبية والسلطة في العمران الحضري

انطلاقا من نظريته السابقة المتعلقة بدور العصبية في الوصول إلى الرئاسة في المجتمع البدوي ، واصل ابن خلدون تحليله على نفس النسق فيما يتعلق بالسلطة في المجتمع الحضري مبينا أن العصبية الخاصة بعد استيلائها على الرئاسة تطمح إلى ما هو أكثر، أي إلى فرض سيادتها على قبائل أخرى بالقوة ، و عن طريق الحروب و التغلب للوصول إلى مرحلة الملك ((... وهذا التغلب هو الملك ، وهو أمر زائد على الرئاسة... فهو التغلب و الحكم بالقهر ، وصاحبالعصبية إذا بلغ رتبة طلب ما فوقها)). معتمدا في تحقيق ذلك أساسا و بالدرجة الأولى على العصبية حيث إن ((الغاية التي تجري اليها العصبية هي الملك )). فهذه اذن المرحلة الأولى في تأسيس الملك أو الدولة، وهي مرحلة لا تتم الا من خلال العصبية.

بالوصول إلى تلك المرحلة يبدأ ((العمران الحضري )) شيئا فشيئا وتصبح السلطة الجديدة تفكر في تدعيم وضعها آخذة بعين الاعتبار جميع العصبيات التابعة لها، و بذلك فانها لم تعد تعتمد على عامل النسب بل على عوامل اجتماعية و أخلاقية جديدة ، يسميها اب خلدون ((الخلال)). هنا تدخل الدولة في صراع مع عصبيتها ، لأن وجودها أصبح يتنافى عمليا مع وجود تلك العصبية التي كانت في بداية الأمر سببا في قيامها،(يتراءى لنا مبدأ نفي النفي في المادية الجدلية<إضافة رابط المادية الجدلية ان وجد>). ومع نشوء يتخطى الملك عصبيته الخاصة ، و يعتمد على مختلف العصبيات. و بذلك تتوسع قاعدة الملك ويصبح الحاكم أغنى وأقوى من ذي قبل، بفضل توسع قاعدة الضرائب من ناحية ، و الأموال التي التي تدرها الصناعات الحرفية التي التي تنتعش و تزدهر في مرحلة ((العمران الحضري)) من ناحية أخرى.

لتدعيم ملكه يلجأ إلى تعويض القوة العسكرية التي كانت تقدمها له العصبية الخاصة أو العامة(القبيلة) بانشاء جيش من خارج عصبيته، و حتى من عناصر أجنبية عن قومه، وإلى اغراق رؤساء قبائل البادية بالأموال، وبمنح الإقطاعات كتعويض عن الامتيازات السياسية التي فقدوها. وهكذا تبلغ الدولة الجديدة قمة مجدها في تلك المرحلة، ثم تأخذ في الانحدار حيث أن المال يبدأ في النفاذ شيئا فشيئا بسبب كثرة الانفاق على ملذات الحياة و الترف والدعة. وعلى الجيوش ومختلف الموظفين الذين يعتمد عليهم الحكم. فيزيد في فرض الضرائب بشكل مجحف ، الشئ الذي يؤدي إلى إضعاف المنتجين، فتتراجع الزراعة و تنقص حركة التجارة، وتقل الصناعات، وتزداد النقمة وبذلك يكون الحكم قد دخل مرحلة بداية النهاية ، أي مرحلة الهرم التي ستنتهي حتما بزواله و قيام ملك جديد يمر بنفس الأطوار السابقة اغلتي يجملها اب خلدون في خمسة أطوار. ((... وحالات الدولة وأطوارها لا تعدو في الغالب خمسة أطوار. -الطور الأول طور الظفر بالبغية، و غلب المدافع و الممانع، و الاستيلاء على الملك و انتزاعه من أيدي الدولة السالفة قبلها.فيكون صاحب الدولة في هذا الطور أسوة بقومه في اكتساب المجد و جباية المال و المدافعة عن الحوزة والحماية لا ينفرد دونهم بشيء لأن ذلك هو مقتضى العصبية التي وقع بها الغلب، و هي لم تزل بعد بحالها .

الطور الثاني طور الاستبداد على قومه و الانفراد دونهم بالملك و كبحهم عن التطاول للمساهمة و المشاركة.و يكون صاحب الدولة في هذا الطور معنيا باصطناع الرجال و اتخاذ الموالي و الصنائع و الاستكثار من ذلك ، لجدع أنوف أهل عصبيته وعشيرته المقاسمين له في نسبه ، الضاربين في الملك بمثل سهمه.فهو يدافعهم عن الأمر و يصدهم عن موارده و يردهم على أعقابهم أن بخلصوا إليه حتى يقر الأمر في نصابه

الطور الثالث طور الفراغ والدعة لتحصيل ثمرات الملك مما تنزع طباع البشر اليه من تحصيل المال وتخليد الآثار وبعد الصيت، فسيتفرغ وسعه في الجباية وضبط الدخل والخرج، وإحصاء النفقات و القصد فيها، و تشييد المباني الحافلة والمصانع العظيمة، والامصار المتسعة، والهياكل المرتفعة، واجازة الوفود من أشرف الأمم ووجوه القبائل و بث المعروف في أهله . هذا مع التوسعة على صنائعه وحاشيته في أحوالهم بالمال والجاه، واعتراض جنوده وادرار ارزاقهم وانصافهم في اعطياتهم لكل هلال، حتى يظهر أثر ذلك عليهم ذلك في ملابسهم وشكتهم وشاراتهم يوم الزينة...و هذا الطور آخر أطوار الاستبداد

الطور الرابع طور القنوع و المسالمة و يكون صاحب الدولة في هذا قانعا بما أولوه سلما لأنظاره من الملوك و اقتاله مقلدا للماضين من سلفه... و يرى أن الخروج عن تقليده فساد أمره و أنهم أبصر بما بنوا من مجده.

الطور الخامس طور الاسراف و التبذير ويكون صاحب الدولة في هذا الطور متلفا لما جمع أولوه في سبيل الشهوات والملاذ والكرم على بطانته وفي مجالسه، واصطناع أخدان السوء و خضراء الدمن ، و تقليدهم عظيمات الامور التي لا يستقلون بحملها، و لايعرفون ما يأتون ويذرون منها، مستفسدا لكبار الأولياء من قومه و صنائع سلفه، حتى يضطغنوا عليه و يتخاذلوا عن نصرته، مضيعا من جنده بما أنفق من أعطياتهم في شهواتهم... و في هذا الطور تحصل في الدولة طبيعة الهرم ، و يستولي عليها المرض المزمن الذي لا تكاد تخلص منه..أي أن تنقرض)).(المقدمة) و اذن فان تحليل ابن خلدون بولادة ونمو وهرم الدولة هو ذو أهمية بالغة ، لأنه ينطلق من دراسة الحركة الداخلية للدولة المتمثلة في العصبية، تلك المقولة الاجتماعية و السياسية التي تعتبر محور كل المقولات و المفاهيم الخلدونية. فقد اعتمد عليها اعتمادا أساسيا في دراسته الجدلية لتطور المجتمعات الإنسانية((العمران البشري)) و كأنه يبشر منذ القرن الرابع عشر بما اصطلح على تسميته في أواخر القرن التاسع عشر و أوائل القرن العشرين بـ ((المادية الجدلية)). وفي غمرة انطلاقت العلمية الرائعة الرائدة وضع إصبعة على العصب الحساس و الرئيسي ،و ان لم يكن الوحيد في تطور ((العمران البشري)) ألآ و هو الاقتصاد

علم الاقتصاد

ان النتيجة التي توصل اليها ابن خلدون في الفصل الثاني من مقدمته عند بحثه للعمران البدوي و هي(ان اختلاف الأجيال في أحوالهم انما هو باختلاف نحلهم من المعاش)) قادته بالضرورة إلى دراسة عدة مقولات اقتصادية تعتبر حجر الزاوية في علم الاقتصاد الحديث، مثل دراسة الأساليب الإنتاجية التي تعاقبت على المجتمعات البشرية، و انتقال هذه الأخيرة من البداوة إلى الحضارة، أي من الزراعة إلى الصناعة و التجارة(...و أما الفلاحة و الصناعة و التجارة فهي وجوه طبيعية للمعاش .أما الفلاحة فهي متقدمة عليها كلها بالذات..و أما الصناعة فهي ثانيها و متأخرة عنها لأنها مركبة و علمية تصرف فيها الأفكارو الأنظار ، و لهذا لا توجد غالبا إلا في أهل الحضر الذي هو متأخر عن البدو و ثان عنه )).(المقدمة)

يركز ابن خلدون على الصناعة جاعلا منها السبب الأساسي فب الزدهار الحضاري(ان الصنائع انما تكتمل بكمال العمران الحضري و كثرته... ان رسوخ الصنائع في الامصار انما هو برسوخ الحضارة و طول أمدها)). كما تناول مقولة تقسيم العمل بالتأكيد على أن(( النوع الإنساني لا يتم وجوده الا بالتعاون ))، لعجز الإنسان عن تلبية جميع حاجاته مهما كانت قدرته بمفرده، حيث أن (( الصنائع في النوع الإنساني كثيرة بكثرة الاعمال المتداولة في العمران. فهي بحيث تشذ عن الحصر و لا يأخذها العد..(مثل) الفلاحة و البناء و الخياطة و النجارة والحياكة والتوليد والوراقة والطب...)) أما القيمة فهي في نظره ((قيمة الاعمال البشرية)):فأعلم أن ما يفيد الإنسان و يقتنيه من المتمولات ان كان من الصنائع فالمفاد المقتنى منه قيمة عمله...اذ ليس هناك الا العمل ، مثل النجارة و الحياكة معهما الخشب و الغزل، ألا أن العمل فيهما أكثر فقيمته أكثر، و ان كان من غير الصنائع فلا بد في قيمة ذلك المفاد والقنية من دخول قيمة العمل الذي حصلت به، إذ لولا العمل لم تحصل قيمتها...فقد تبين أن المفادات و المكتسبات كلها انما هي قيم الاعمال الإنسانية)).(المقدمة) و لم يغفل أيضا عن مقولة ((القيمة الزائدة)) و ان لم يعالجها بشكل معمق عند تعرضه لصاحب الجاه( و جميع ما شأنه ان تبذل فيه الاعواض من العمل يستعمل فيه الناس من غير عوض فتتوفر قيم تلك الاعمال عليه، فهو بين قيم للأعمال يكتسبها، وقيم أخرى تدعوه الضرورة إلى إخراجها، فتتوفر عليها، و الأعمال لصاحب الجاه كبيرة ، فتفيد الغني لأقرب وقت، ويزداد مع مرور الأيام يسارا و ثروة )).(المقدمة) من كل ما تقدم نستطيع المجازفة و القول إن أعمال اب خلدون و بالذات ((المقدمة)) تعتبير أو موسوعة في العلوم الإنسانية، بل هي باكورة العمل الموسوعي العام قبل ظهور عصر الموسوعات بحوالي خمسة قرون

الفلسفة

يرى ابن نن

في المقدمة أن الفلسفة من العلوم التي استحدثت مع انتشار العمران، وأنها كثيرة في المدن ويعرِّفها قائلاً: بأن قومًا من عقلاء النوع الإنساني زعموا أن الوجود كله، الحسي منه وما وراء الحسي، تُدرك أدواته وأحواله، بأسبابها وعللها، بالأنظار الفكرية والأقيسة العقلية وأن تصحيح العقائد الإيمانية من قِبَل النظر لا من جهة السمع فإنها بعض من مدارك العقل، وهؤلاء يسمون فلاسفة جمع فيلسوف، وهو باللسان اليوناني محب الحكمة. فبحثوا عن ذلك وشمروا له وحوَّموا على إصابة الغرض منه ووضعوا قانونًا يهتدي به العقل في نظره إلى التمييز بين الحق والباطل وسموه بالمنطق. ويحذّر ابن خلدون الناظرين في هذا العلم من دراسته قبل الاطلاع على العلوم الشرعية من التفسير والفقه، فيقول: ¸وليكن نظر من ينظر فيها بعد الامتلاء من الشرعيات والاطلاع على التفسير والفقه ولا يُكبَّنَّ أحدٌ عليها وهو خِلْو من علوم الملة فقلَّ أن يَسلَمَ لذلك من معاطبها·.

لعل ابن خلدون وابن رشد اتفقا على أن البحث في هذا العلم يستوجب الإلمام بعلوم الشرع حتى لا يضل العقل ويتوه في مجاهل الفكر المجرد لأن الشرع يرد العقل إلى البسيط لا إلى المعقد وإلى التجريب لا إلى التجريد. ومن هنا كانت نصيحة هؤلاء العلماء إلى دارسي الفلسفة أن يعرفوا الشرع والنقل قبل أن يُمعنوا في التجريد العقلي.

فلسفة ابن خلدون

امتاز ابن خلدون بسعة اطلاعه على ما كتبه القدامى على أحوال البشر وقدرته على استعراض الآراء ونقدها، ودقة الملاحظة مع حرية في التفكير وإنصاف أصحاب الآراء المخالفة لرأيه. وقد كان لخبرته في الحياة السياسية والإدارية وفي القضاء، إلى جانب أسفاره الكثيرة من موطنه الأصيل تونس و بقية بلاد شمال أفريقيا إلى بلدان أخرى مثل مصر والحجاز والشام، أثر بالغ في موضوعية وعلمية كتاباته عن التاريخ وملاحظاته.

بسبب فكر ابن خلدون الدبلوماسي الحكيم، أُرسل أكثر من مرة لحل نزاعات دولية ، فقد عينه السلطان محمد بن الأحمر سفيراً إلى أمير قشتالة لعقد الصلح .وبعد ذلك بأعوام ، استعان أهل دمشق به لطلب الأمان من الحاكم المغولي تيمور لنك ، والتقوا بالفعل .

الغرب وابن خلدون

كثير من الكتاب الغربيين وصفوا تقديم ابن خلدون للتاريخ بأنه أول تقديم لا ديني للتأريخ ، وهو له تقدير كبير عندهم. ربما تكون ترجمة حياة ابن خلدون من أكثر ترجمات شخصيات التاريخ الإسلامي توثيقا بسبب المؤلف الذي وضعه ابن خلدون ليؤرخ لحياته و تجاربه و دعاه التعريف بابن خلدون ورحلته شرقا و غربا ، تحدث ابن خلدون في هذا الكتاب عن الكثير من تفاصيل حياته المهنية في مجال السياسة والتأليف والرحلات، ولكنه لم يضمنها كثيرا تفاصيل حياته الشخصية والعائلية.

كان شمال أفريقيا أيام ابن خلدون بعد سقوط دولة الموحدين تحكمه ثلاث أسر : المغرب كان تحت سيطرة المرينيين (1196 - 1464 )، غرب الجزائر كان تحت سيطرة آل عبد الودود (1236 - 1556 )، تونس و شرق الجزائر و برقة تحت سيطرة الحفصيين (1228 - 1574 ). التصارع بين هذه الدول الثلاثة كان على أشده للسيطرة ما أمكن من المغرب الكبير ولكن تميزت فترة الحفصيين بإشعاع ثقافي باهر .وكان المشرق العربي في أحلك الظروف آنذاك يمزقه التتار و التدهور.

وظائف تولاها

كان ابن خلدون دبلوماسياً حكيماً أيضاً . وقد أُرسل في أكثر من وظيفة دبلوماسية لحل النزاعات بين زعماء الدول: مثلاً، عينه السلطان محمد بن الاحمر سفيراً له إلى أمير قشتالة للتوصل لعقد صلح بينهما و كان صديقاً مقرباً لوزيره لسان الدين ابن الخطيب .كان وزيراً لدى أبي عبد الله الحفصي سلطان بجاية ، وكان مقرباً من السلطان أبي عنان المرينىقبل أن يسعى بينهما الوشاة . وبعد ذلك بأعوام استعان به أهل دمشق لطلب الأمان من الحاكم المغولي القاسي تيمورلنك ، وتم اللقاء بينهما. وصف ابن خلدون اللقاء في مذكراته. إذ يصف ما رآه من طباع الطاغية ، ووحشيته في التعامل مع المدن التي يفتحها، ويقدم تقييماً متميزاً لكل ما شاهد في رسالة خطها لملك المغرب الخصال الإسلامية لشخصية ابن خلدون ، أسلوبه الحكيم في التعامل مع تيمور لنك مثلاً، وذكائه وكرمه ، وغيرها من الصفات التي أدت في نهاية المطاف لنجاته من هذه المحنة، تجعل من التعريف عملاً متميزاً عن غيره من نصوص أدب المذكرات العربية والعالمية. فنحن نرى هنا الملامح الإسلامية لعالم كبير واجه المحن بصبر وشجاعة وذكاء ولباقة. ويعتبر ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع.

ساهم في الدعوة للسلطان أبى حمو الزيانى سلطان تلمسان بين القبائل بعد سقوط بجاية في يد سلطان قسنطينة أبى العباس الحفصى وأرسل أخاه يحيى بن خلدون ليكون وزيراً لدى أبى حمو.

وفاته


توفي في مصر عام 1406 م، و دفن في مقابر الصوفية عند باب النصر شمال القاهرة. وقبره غير معروف. والدار التي ولد بها كائنة بنهج تربة الباي عدد 34 بتونس العاصمة بالمدينة العتيقة.

له قصيدة في الحنين لموطنه تونس
أحن إلى ألفي وقد حال دونهم مهامه فيح دونهن سباسب

ويبقى ابن خلدون اليوم شاهدا على عظمة الفكر الإسلامي المتميز بالدقة والجدية العلمية والقدرة على التجديد لاثراء الفكر الإنساني.

كتبه ومؤلفاته

* تاريخ ابن خلدون, واسمه: كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في معرفة أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر.
* شفاء السائل لتهذيب المسائل، نشره وعلق عليه أغناطيوس عبده اليسوعي.
* مقدمة ابن خلدون
* التعريف بابن خلدون ورحلاته شرقا وغربا (مذكراته).




أقوالهعن العرب على الرابط التالي:
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85...B1.D8.A7.D8.A8

ابن خلدون.. سيرة ومسيرة

(في ذكرى وفاته: 26 من رمضان 808هـ)

https://www.islamonline.net/servlet/S...re%2FACALayout









قديم 2009-12-01, 14:58   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
kadi_t
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

ميصالي الحاج على رابط المنتدى

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=4257












قديم 2009-12-27, 18:55   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
kadi_t
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي



النشأة والحياة المبكرة

هو محمد ابن الحاج أحمد المقراني, ينتسب إلى عائلة عريقة من قلعة بني عباس وكانت عائلته غنية تمتلك العديد من الأراضي الزراعية و هذا المركز جعلها محل احتراما القبائل و شيوخها.عين أبوه الحاج أحمد المقراني خليفة على جميع السكان الذين بايعوه بعد صدور أمر ملكي مؤرخ بتاريخ سبتمبر 1938 30 ، لكنه توفي عند عودته من البقاع المقدسة في مرسيليا عام 1853 ، وهذه المستجدات سمحت لإبنه الأكبر الذي تربى تربية إسلامية سليمة على يد والده و في أحضان عائلة تميزت بالجاه و القوة . حفظ القرآن في صغره مثل أقرانه ، ويتعلم قواعد العربية، مما مكنه من خلافة أبيه فيما بعد ليصبح الشيخ محمد المقراني خليفة على سكان منطقته, غير أن الإدارة الإستعمارية استغنت عن هذا المنصب و عوضته بمنصب أقل منه قيمة وهو منصب باشا آغا. [1].

اعتبر الشيخ محمد المقراني تصرف الإدارة الفرنسية إهانة له و لعائلته لذلك قدم استقالته والتحق بأملاكه في بن عكنون قرب العاصمة بعد مبادرة السلطات الإستعمارية إلى تعيين الضابط مارمي حاكما على منطقة برج بوعريج, و عين ضابطا آخر على مركز تازمالت الذي أسسه أخوه الأخضر المقراني ، و هذا العمل اعتبر في نظر الباشاغا المقراني حطا من قيمته وتقليصا فعليا لنفوذه و زيادة نفوذ فرنسا في المناطق التي كانت خاضعة له ، لذلك رأى من الضروري الإسراع إلى إعلان الجهاد معتمدا على قوته المحلية ,و كانت البداية في شهر فبراير عام 1871 عندما عقد اجتماعا كبيرا في سوق سيدي عيسى حضره شيوخ القبائل ، و قد حث فيه الشيخ محمد المقراني على تفجير الثورة و إعلان الجهاد الذي استمر فيه إلى أن استشهد في معركة واد سوفلات بتاريخ 05 ماي
خلفية

شهدت الجزائر على عهد الحاج الباشاغا محمد المقراني انعكاسات خطيرة بانهيار الحكم العسكري عام 1870 الذي اعتمد إلى حد كبير على المكاتب العربية التي حاولت تقريب قضايا الأهالي المسلمين إلى الإدارة الإستعمارية في نوع من التحدي للكولون المعمرين الذين سخطوا على هذه السياسية لأنها لا تخدم مصالحهم كاملة بل تحافظ على مصالح الأهالي ولو في جزء يسيرمنها.وعلى هذا الأساس جاءت الإدارة المدنية ،التي أوكل لها المستوطنون مهمة تحويل الجزائر إلى وطن للمعمرين الإستيلاء على أملاكهم و طردهم إلى مناطق لا تصلح إلا للإقامة هذا إلى جانب الأوضاع المعيشية المزرية التي كان يعاني منهاالجزائريون, إلى جانب سلب الأراضي فإن المجاعات و الأوبئة والقحط أتت على ما تبقى من الشعب الجزائري الذي أنهكته الظروف السياسيةالمطبقة من طرف الإدارة الإستعمارية و الموجهة من طرف المستوطنين.
أسباب مقاومة المقراني


كان لإنقلاب النظام الحاكم في فرنسا بعد سقوط الإمبراطورية وظهور الجمهورية و بعد انهزام نابليون الثالث أمام بسمارك ، أثره المباشر على الأوضاع داخل الجزائر و المتمثل في بروز قوة المستوطنين في التأ ثير على حكومة باريس و استئثارهم بالسلطة في الجزائر ،و هذا ما لم يرض به حاكم مجانة الباشاغا محمد المقراني.

كما أن محمد المقراني تلقى من جهة أخرى توبيخا عام 1864 من الجنرال ديفو بسبب تقديمه مساعدة لأحد أصدقاء أبيه و هو الشيخ بوعكاز بن عاشور ، و قد اعتبرها المقراني إهانة له و لعائلته و لسكان منطقته.

ومن الأسباب كذلك عدم ارتياح السلطات الإستعمارية لشخص المقراني حيث قامت بإنشاء بلدية مختلطة في برج بوعريج عينت على رأسها الضابط أوليفي و قد رأى الشيخ المقراني في هذا الإجراء تقليصا لنفوذه السياسي على المنطقة ، و بذلك أصبح في المجلس البلدي لمدينة برج بوعريرج عبارة عن عضو بسيط فقط لا رأي له و لاوزن لكلامه مع قوة المستوطنين في التمثيل النيابي. و عمدت سلطات الإحتلال على تحطيم كبرياء الحاج محمد المقراني كزعيم سياسي لذلك بادر بتقديم إستقالته من منصبه كباشاغا لكنها رفضت في 09 مارس 1871 على أساس أنها غير مرفقة بتعهد منه يجعله مسؤولا عن كل الأحداث التي ستقع بعد ذلك في المناطق الواقعة تحت نفوذه، و كانت هذه السياسة سببا آخر لاندلاع الثورة لأنها مساس بكرامته.

كذلك المجاعة الكبيرة التي تعرضت لها المنطقة و التي وقعت ما بين 1867 و 1868 وراح ضحيتها ألاف الجزائريين الذين حصدهم الموت أمام مرأى و مسمع من الإدارة الإستعمارية التي لم تسارع إلى نجدة الأهالي و هذا ما أكد للمقراني مرة أخرى أن هذه الإدارة لا يهمها في الجزائر إلا مصالحها.

ومن الأسباب الموضوعية كذلك السبب الديني حيث استغلت الكنيسة الأوضاع الإجتماعية المزرية و راحت تحمل الإنجيل في يد والمساعدات في اليد الأخرى مما اضطر الأهالي إلى ترك أبنائهم في يد الأباء البيض للتنصير خوفا عليهم من الموت. كذلك من الأسباب السياسية الآنفة الذكر النظام المدني الذي خلف النظام العسكري و قد رأى فيه البشاغا المقراني تكريسا لهيمنة المعمرين الأوروبيين على الجزائريين و إذلالهم ، و هذا ما نص عليه مرسوم 24 أكتوبر 1870 الذي زاد من تأكد المقراني أنه سيزيد من معاناة الشعب الجزائري تحت ظل المستوطنين و اليهود المتجنسين بموجب قانون التجنيس الذي أصدره كريميو اليهودي ، و عليه قال قائد ثورة 1871 الشيخ محمد المقراني قولته الشهيرة التي جاء فيها ما يلي : " أريد أن أكون تحت السيف ليقطع رأسي ، و لا تحت رحمة يهودي أبدا " إثرها قرر أن يحتكم إلى السيف, مع هذه الإدارة المدنية الجديدة, يضاف إلى كل ذلك قضية اقتراض المقراني للديون من بنك الجزائر و من اليهودي مسرين بسبب المجاعة التي أهلكت سكان المنطقة و بالتالي كان القرض لمساعدة المحتاجين و المتضررين جراء هذه ا لمجاعة, غير أن ذهاب الحاكم العام العسكري ماك ماهون و استلام النظام المدني حكم الجزائر الذي رفضت إدارته الوفاء بتعهد المقراني مما أوقعه في أزمة مالية خانقة ، فاضطر من أجل سكان منطقته رهن أملاكه ليكون ضحية ابتزاز المستوطنين و اليهود.

وما عجل بإندلاع الثورة كذلك سياسة العنصرية التي طبقتها الإدارة الجديدة مع الجزائريين العاملين في مد الطرق بين الجزائر و قسنطينة حيث كانت تفرق بينهم و بين بعض العمال الأوربيين الذين كانت أجورهم عالية و لايقومون بالأعمال المتعبة في حين كانت أجور الجزائريين منخفضة جدا و هم الذين ينجزون الأعمال الشاقة علما أن هؤلاء العمال أوصلوا معاناتهم إلى الباشاغا المقراني لكونهم من مدينة البرج حتى يدفع عنهم المعاناة فقام بدفع نصيب من ماله الخاص للتخفيف من معاناتهم
مراحل مقاومة المقراني ودور الشيخ الحداد



الشيخ الحداد هو محمد أمزيان بن علي الحداد انتقلت أسرته من بني منصور واستقرت في ايغيل إيمولة بالضفة الغربية لوادى الصومام بالجزائر و منها إلى بلدة صدوق. وفيها امتهن جده حرفة الحدادة لذلك أطلقت على الأسرة تسمية الحداد.تعلم الشيخ محمد أمزيان في الزاوية التي أسسها والده علي الحداد في صدوق فحفظ القرآن و تعلم قواعد اللغة العربية ومنها انتقل إلى زاوية الشيخ أعراب في جبال جرجرة التي قضى فيها وقتا طويلا أضاف إلى معارفه العلمية علوما إسلامية أخرى، وفي نهاية المطاف أخذ الميثاق على خليفة السيد محمد بن عبد الرحمن في زاوية سيدي علي بن عيسى بجرجرة، وعند عودته إلى أهله تولى تسيير زاوية أبيه, و قد اختاره أهله أن يكون إماما على قرية صدوق و معلما للاطفال في جامع المدينة و أصبح بعد ذلك خليفة لطريقة محمد بن عبد الرحمن. وقد ساهم الشيخ الحداد ومن خلاله الطريقة الرحمانية مساهمة كبيرة وفعالة في دعم مقاومة الشيخ المقراني وذلك بإكسابها تأييدا شعبيا واسعا، مكنها من الصمود أمام الجيوش الفرنسية. بعد سلسلة من المعارك ، استسلم لقوات الجنرال لالمان في 24 جوان 1871 بعد مقاومة قوية ضد العدو الفرنسي وقد سجن في قلعة بارال في بجاية، حيث وافته المنية آخر شهر أفريل 1873



مرحلةالإنطلاق

بعد قيام سكان أولاد عيدون في الميلية بمحاصرة القوات الفرنسية في برج المدينة خلال شهر فيفري 1871، و كذلك الثورة التي اندلعت في سوق أهراس بزعامة محمد الكبلوتي و الصبايحية وأيضا مقاومة بن ناصر بن شهرة بالأغواط و الشريف بوشوشة كلها أحداث بارزة مهدت لبداية المرحلة الأولى لثورة المقراني في 16 مارس 1871 بعد أن كان قد قدم استقالته من منصبه كباشاغا للمرة الثانية في 27 فبراير 1871 ، و ما ميز مرحلة الإنطلاقة الفعلية هو إعادته شارة الباشاغوية آنذاك إلى وزارة الحربية و المتمثلة في البرنوس الخاص بها ، و بداية عقد إجتماعاته مع رجالاته و كبار قادته و كان آخرها الإجتماع ذو الطابع الحربي الموسع المنعقد في 14 مارس 1871 ، و في 16مارس بدأ زحفه على مدينة برج بوعريج على رأس قوة قدرت بسبعة ألاف فارس قصد محاصرتها و الضغط على الإدارة الإستعمارية الجديدة.
مرحلة شمولية الثورة و بروز الشيخ الحداد و الإخوان الرحمانيين

بعد محاصرة مدينة البرج انتشرت الثورة عبر العديد من مناطق الشرق الجزائري, حيث وصلت إلى مليانة و شرشال ،و إلى جيجل و القل, و كذلك الحضنة و المسيلة و بوسعادة, يضاف إليها كل من توقرت و بسكرة و باتنة و عين صالح.وفي هذه الظروف برزت بعض الخلافات بين زوايا منطقة القبائل ،منها زاوية الرحمانيين بصدوق و زاويتي شلاطة وإيلولة كما انتقلت هذه الخلافات كذلك حتى داخل أسرة المقراني التي كانت مقسمة إلى فرعين وهما فرع الباشاغا محمدالمقراني و مقرها مجانة و هو حليف لباشاغا شلاطة ابن علي الشريف ، و فرع الباشاغا محمدبن عبد السلام المقراني قائد عين تاغزوت شرق برج بوعريرج وهو صديق الشيخ عزيز قائد عموشة و عائلة الشيخ الحداد ، و أمام هذا الوضع الذي لا يخدم معركة المقراني التي أعلنها ضد الإدارة الإستعمارية عمد إلى استمالة الشيخ الحداد والإخوان الرحمانيين, وبواسطته بدأت تعبئة السكان للجهاد و قد لعب ابن الشيخ محمد امزيان بن علي الحداد دورا بارزا إلى جانب المقراني, و استطاع إقناع والده بإعلان الجهاد في 08 أفريل 1871 وهو ما سمح لبعض الأتباع من الإخوان الرحمانيين بالإنضمام إلى صفوف الثورة و أصبحوا قوتها الضاربة حيث خاضوا مع الباشاغا محمد المقراني عدة معارك انتصروا فيها على جيوش العدو الفرنسي ، وتعتبر معارك المقراني ، و أخوه بومرزاق و الشيخ عزيز بالإضافة إلى الإخوان الرحمانيين من المعارك التي أثبتت لقادة الإستعمار توسع رقعة هذه الثورة التي لم تكن محصورة في مجانة أو البرج بل وصلت إلى دلس وتيزي وزو و صور الغزلان و ذراع الميزان و البويرة و وصلت إلى مشارف العاصمة .

كان للإخوان الرحمانيين من أتباع الشيخ الحداد دور بارز في انتصارات ثورة المقراني خاصة بعد إعلان الشيخ الحداد الجهاد في 08 أفريل 1871 بزاوية صدوق و بإلحاح من إبنه عزيز مما أعطى للثورة شموليتها من خلال زيادة انضمام أعداد كبيرة من المجاهدين و انتشار الثورة غربا و شمالا و شرقا حيث حوصرت العديد من مراكز الجيش الإستعماري، في مناطق عدة و قد وصل عدد المجاهدين من أتباع الشيخ الحداد و الإخوان الرحمانين أكثر من مائة و عشرين ألف مجاهد ينتمون إلى مائتان و خمسون قبيلة ،في حين استطاع الباشاغا محمد المقراني تجنيد 25 ألف فارس من قبائل برج بوعريج و بوسعادة و صور الغزلان و بهذه القوة التي يعود الفضل فيها إلى الزاوية الرحمانية و أتباع الشيخ الحداد و ابنه عزيز ، حققت هذه الثورة انتصارات كبيرة أخافت الإدارة الإستعمارية وأصبحت تشكل خطرا على مصالحها و مستوطنيها في المنطقة.
مرحلة التراجع

رغم قوة الشيخ الحداد وابنه عزيز في التعبئة العامة للجهاد و دور أتباعهم من الرحمانيين إلى جانب دور كل من الباشاغا محمد المقراني وأخيه بومرزاق إلا أن الخلافات عادت لتطفو على السطح وقد غذتها الإدارة الإستعمارية بطرقها الخاصة بعد استشهاد بطل المقاومة الباشاغا في محمد المقراني معركة وادي سوفلات قرب عين بسامفي 05 ماي 1871 على يد أحد الخونة التابعين للإدارة الفرنسية.

انحصرت هذه الخلافات بالدرجة الأولى على شخصيتين لهما وزنهما في هذه الثورة و هما عزيز ابن الشيخ الحداد و بومرزاق المقراني أخو محمد المقراني زعيم المقاومة الذي تسلم راية الجهاد بعداستشهاد أخيه, لكن الشيخ عزيز لم يرض بهذا الوضع الجديد فكان يبحث عن زعامة المقاومة خاصة و أنه من أبرز الشخصيات التي إلتف حولها الرحمانيون, لكن سيطرة بومرزاق على الأوضاع جعلت الشيخ عزيز يسارع إلى طلب الإستسلام ، ومن أسباب ضعف المقاومة و تراجعها,كذلك الخلاف الذي كان قائما بين الزوايا الرحمانية نفسها منها الخلاف بين زاوية صدوق بزعامة عزيز و زاوية الشريف بن الموهوب و زاوية شلاطة اللتين تعرضتا لهجومه ما بين 15 أفريل و 24 ماي ، مما أثر سلبا على مسار الثورة ،حيث بقى بومرزاق يواصل المقاومة من خلال معارك أنهكت قوته و لم يستطع مجاراة الحرب ضد جيوش العدو خاصة بعد استسلام الحداد الذي أثر على معنويات بومرزاق المقراني ، رغم محاولته رص الصفوف بين قادة الزاوية الرحمانية لكنه فشل في مسعاه ، وبعد انهزامه في معركة بالقرب من قلعة بني حماد في 08 أكتوبر 1871 اتجه إلى الصحراء لكن الفرنسيين اكتشفوا أمره في 20 جانفي 1872 بالقرب من الرويسات بورقلة وألقوا عليه القبض ، حيث نقل إلى معسكرالجنرال دولاكروا و منه أرسل إلى سجن كاليدونيا الجديدة
نتائج مقاومة المقراني

بعد أن ساعدت الظروف الداخلية الجيش الفرنسي في إخماد ثورة المقراني انعكس ذلك سلبا على كل سكان المناطق التي ساعدت الثورة و ساندتها, حيث تم فرض الضرائب على القبائل المشاركة في الثورة وكانت على ثلاثة أنواع طبقا لدرجة مساهمتها ضد القوات الفرنسية.

* 70 فرنك تدفع من طرف الأشخاص الذين يلفتون انتباه المسؤولين في الإدارة الفرنسية.
* 140 فرنك ضريبة على كل من تجند و قدم المساعدات للثورة
* 210 فرنك ضريبة على كل من شارك في الحرب و أظهر عدائه العلني لفرنسا, كما تم تحديد المبالغ المالية التي تدفعها كل عائلة, و في حال رفض الدفع يتم الإستيلاء على الأملاك ، هذا إلى جانب إجراءات الحجز و التحفظ على النساء و الأطفال

أما ما دفعه مختلف المناطق بسبب الثورة كان كما يلي:

منطقة دلس 1444100 فرنك . الإقليم المدني 254450 فرنك منطقة تيزي وزو 3070630 فرنك منطقة ذراع الميزان 1325200فرنك ناحية الجزائر 1260000 فرنك الإقليم المدني 210000 فرنك . و بالنسبة لفرع صور الغزلان 668292 فرنك و ناحية بني منصور 561330 فرنك

أما عن مجموع القبائل التي حملت لواءالثورة فقد كلفت بدفع مساهمتها فيها بصورة كاملة و قد بلغت قيمة الدفع 26844220 فرنك بالإضافة إلى تجريد القبائل من أسلحتها منها 6365 بندقية و1239 مسدس و 1826 سيف و ثلاثة مدافع

ومن نتائج ذلك أيضا :

- إحالة الموقوفين من قادة الثورة الرئيسيين على المحاكم المدنية والعسكرية وقهرهم وإذلالهم. - استمرار تغريم السكان حيث قدر المبلغ ب 36 مليون و نصف فرنك خص للإستيطان خاصة ما بين 1871 و 188 وقد استفاد منه بالتحديد المستوطنون القادمون من الألزاس واللورين والقادمين من جنوب فرنسا مصادرة أراضي القبائل و حجز أملاك أفرادها ، و توزيعها على المستوطنين الجدد. - حبس المشاركين في الثورة دون محاكمة و منهم زوجة الباشاغا محمد المقراني و ابنته و ابنة شقيقه بومرزاق تطبيق سياسة الإبعاد القسري و النفي إلى كاليدونيا الجديدة ومن الذين طبقت في حقهم هذه السياسة بومزراق المقراني وابني الشيخ الحداد عزيز ومحمد.

إصدار أحكام الإعدام ، مثلما حدث لبومزراق المقراني الذي حكمت عليه محكمة قسنطينة للجنايات في 07 جانفي 1872 بالإعدام ، لكن عوض بالنفي مع الأشغال الشاقة إلى مدينة نوميا بكاليدونيا الجديدة. -صدر في حق الشيخ الحداد حكما بالسجن الإنفرادي لمدة خمس سنوات في 19 أفريل 1873 لكنه لم يتحمل السجن لكبر سنه فمات بعد 10 أيام فقط من حبسه. و نتيجة لهذه الثورة صدر قانون تحديد الأراضي المشاعة في 26 جويلية 1873 والذي بموجبه تم توزيع 200 هكتار للفرد الواحد من المعمرين.

وفي عام 1872 تحولت 33 قبيلة من مالكة للأراضي إلى أجيرة بعد مصادرة أراضيها, و قد بلغ مجموع الأراضي التي تم مصادرتها 611130 هكتار بما في ذلك كل أملاك عائلة المقراني و الشيخ الحداد منقولا و عقارا لقد نص هذا المرسوم الذي كان وراءه المستوطنون على مايلي :

1. إلغاء النظام العسكري و تعويضه بالنظام المدني
2. إلغاء المكاتب العربية التي كان يرأسها الضباط الفرنسيون
3. منح الجنسية الفرنسية ليهود الجزائر بصورة جماعية ( قانون كريميو)


https://www.ennaharonline.com/ar/derniere/36149.html









 

الكلمات الدلالية (Tags)
متجدد, التارسخ, تاريخية, شخصيات, غيرت


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:42

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc