دموع الأسى على الحلم الضائع والمحطم

[malake1967]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ صغرها كانت تحلم أن تكون مهندسة معمارية
فياليت الزمن يعود بها إلى الوراء
كانت تعيش في عائلة متوسطة المستوى المعيشي يعني حياة عادية
فأبوها يوفر لها كل شيء حتى تدرس جيدا
والحمد لله كانت من المتفوقات والأوائل دائما في الإبتدائي والمتوسط (الأولى أو الثانية )
وحتى تكون صادقة أكثر لم تكن كذلك إلا في السنة الأولى إبتدائي لأنها كانت جد خجولة وتخاف كثيرا ولم تتأقلم بعد مع هذا المحيط الجديد عليها أي المدرسة
وهكذا بسبب تفوقها تمكنت من الحصول على الشعبة التي تمكنها من الإلتحاق بالتخصص الذي تمنته طول حياتها
كانت أول خطوة تخطوها لتحقيق حلمها
ولكن مع دخولها الثانوية بدأ مستواها يتقهقر ويتقلص مردودها
لم تعد الأولى أو الثانية كما كانت ولكن بقيت من بين العشر الأوائل
أولا بسبب دراستها مع الذكور فلطالما درست إلا في مدارس غير مختلطة والسبب الثاني والأهم هو مرض والدها وإصابته بالسرطان نزل كالصاعقة على أفراد العائلة وتحول البيت إلى مكان حزين مملوء بالكآبة حيثما توجهت
وأصبح أبوها يعد أيامه ويحاول أن يتمسك بأي خيط قد يمدد حياته فانهارت قواه لا لشيء وإنما من أجل أبناءه الذين ما يزالوا صغار
فذهب إلى فرنسا لعله يجد دواء ينقذه ولكن أخبروه بأن المرض تطور ولا يستطيعوا فعل أي شيء فساءت حالته النفسية وأصبحت حالته الصحية في تدهور يوم بعد يوم إلى أن توفي بعد تقريبا عام من المعاناة
فهنا تألمت كثيرا لأنها كانت الأقرب لوالدها من إخوتها وإنقلبت حياتها كلها وكانت تدرس في الثانية ثانوي( القاعدة الأساسية للباكالوريا)
وبما أنها كانت تريد تحقيق حلم والدها الذي لطالما كان يريد أن يراها في أعلى المناصب والمستوى الدراسي
فحاولت ان تبذل كل ما في وسعها لتدرس أحسن وأن تجتهد أكثر وأكثر لتحقيق ما تصبو إليه
وكان يجب عليها أن تتحصل على شهادة الباكالوريا بتقدير حتى تتمكن من التسجيل في التخصص الذي تريده.
وأخيرا تحصلت على الباكالويا بتقدير فالشكر والحمد لله واستطاعت الإلتحاق بكلية حياتها والدراسة فيها وبذلت كل جهدها كما تعبت كثيرا لأن هذا التخصص يستلزم مصاريف كثيرة
والكلية جديدة أغلقت القديمة وهاته جد بعيدة عن مسكنها ووسائل النقل كانت منعدمة فكانت في بعض الأحيان تعود إلى البيت مشيا حتى لا تبقى إلى ساعات متأخرة وتقلق عائلتها وخاصة في السنتين الأولى والثانية
وبعد ذلك وفرت نوعا ما وسائل المواصلات لا علينا عانت الكثير
وفي السنة الخامسة من دراستها سنة التخرج تقدم رجل إلى خطبتها فرفضت لأنها لم تكن تفكر في الزواج
هاجسها الوحيد هو إتمام دراستها والعمل لتحسين مستواها المعيشي وتحقيق ما حرمت منه.
المهم بعد محاولات عديدة وافقت ولكن بشروطها وطلب منها الزواج في العطلة الصيفية مباشرة بعد تخرجها فقبلت
ولسوء حظها كان إضراب في السداسي الثاني ودام أكثر من شهرين في الكلية فلم يكملوا الدراسة ومذكرات التخرج وقرروا ترك ذلك مع بداية شهر سبتمبر
فماذا حدث ياترى ؟
مالم يكن في الحسبان ماهذا يا إلهي أهاته الوعود التي أعطاها لها قبل الزواج لا دراسة لا عمل لا خروج من البيت
فانهارت فجأة فهي تربت على الصدق والصراحة انصدمت أهكذا هم الناس لا يلتزمون بما يقولون
كان يكذب عليها يقول بأنه سيأخذ مذكرات التخرج ليضعها في المكتبة قبل أسبوع من التقدم لعرض مشروع التخرج ولكن لم يفي ولم يتركها تذهب هي فضاعت منها السنة وشقاء عمرها
حطم حلمها
وكان زوجها صعب جداوعصبي لأتفه الأسباب فترجته أن يتركها تسجل العام الموالي وتكمل
وخاصة وأنها كانت قد نجحت في جميع المواد بعلامات جيدة ولم يبقى لها سوى عرض مشروع التخرج فقط والمذكرة
وبعد محاولات عديدة سجلها لا لشيء ولكن ليبين للناس بأنه يفعل ما عليه ويتظاهر كأنه مثالي ذو وجهين كما يقال
وإن لم تنجح هو غير مسؤول وهي التي لم تدرس
وفي المقابل هو يحطمها في البيت ولا يسمح لها بالذهاب إلى الجامعة والمتابعة ولو لمرة واحدة
ولم يراعي حتى ظروفها النفسية وآلامها وهي حامل
فيتكرر نفس السيناريو وتضيع حلمها والسنة وهنا أصبحت معاقبة بسبب تسجيلها وغياباتها الغير مبررة
وبالتالي إقصاءها .............

تكمل البقية لا حقا بإذن الله

[malake1967]

وبعد إنجابها لطفلها ومرور عام وأخر لم تيأس لقوة إيمانها بالله
وتمسكها بحلم حياتها ظلت تحاول إلى أن توفي خالها سندها الوحيد فانهارت
وغضبت كثيرا بعدما سدت جميع الأبواب في وجهها وذهبت إلى بيت أهلها مع إبنها و حاولت الطلاق رغم ترددها الكبير
وتفكيرها بعواقب هذا القرار وتأثيره على إبنها وتربيته بدون أب وتشرده بين عائلتين ونظرة المجتمع للمرأة المطلقة وخاصة اليتيمة فلم تعد تستطيع الاستمرار ليس بسبب حلمها فقط ولكن سوء معاملته لها هو أمه.
وبعد تدخل أطراف من العائلتين سمح لها بمواصلة دراستها وهنا منحت لها الإدارة الفرصة الأخيرة للتسجيل
ولولا حسن سيرتها طوال مشوارها الدراسي وتفوقها الدائم حيث كانت الأولى أو الثانية على مستوى الدفعة
لما كانوا سمحوا لها بالتسجيل والمداومة
ولكن بعد الإمضاء على تعهد إن لم تكمل هاته السنة لن يسمح لها الرجوع إلى الجامعة نهائيا.
وكان كعادته يحاول أن يعرقل مسارها حتى لا تنجح ولحسن أخلاقها وتربيتها ومعرفة حقوق الزوج
كانت تحاول طاعته قدر المستطاع وفي نفس الوقت التمسك بحلمها وتحقيقه
والحمد لله تلك السنة كان الأستاذ جد متفهم وسمح لها بالقدوم حتى ولو لمدة ساعتين فقط
في الأسبوع بدل الحصص المبرمجة والتي تدوم أكثر من 6 ساعات للحصة الواحدة
وبالتالي العمل في البيت وتأتي لتصحح فقط ويرى مراحل تقدمها في المشروع وإعطاءها الإرشادات الأساسية لذلك
وكل الطلبة كانوا متفهمين وساعدوها.
وبعد عناء كبير وجهد يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ورغم العراقيل اللامنتهية من طرف زوجها وأمه اللذان كان يحاولا تحطيمها
ففي بعض الأحيان تجد نفسها منهارة لا تستطيع تحريك ساكنا وخاصة وهي مربية وطفلها يحتاجها كثيرا وإختصاصها
كما يعلم الجميع يحتاج إلى جهد كبير وعمل متقن لإنجاز المخططات
قتجدها تستغفر الله وتدعوه بكل جوارحها وتدرف دموعها خفية لعلها تخفف عنها قليلا حرقتها وآلامها
فتحس بالطمأنينة وتكمل مشوارها كالعادة.
وأخيرا بمساعدة أهلها وصديقتيها اللتين فتحتا مكتب دراسات معا إستطاعت أن تتخرج بعد معاناة طويلة.
وتكرر نفس السيناريو بالنسبة للعمل وخاصة وأنها تلقت عدة عروض من طرف الكثير
وخاصة من زميلاتها اللواتي فتحن مكاتب دراسات في الهندسة المعمارية مع مراعاة ظروفها
ولكن كان رده الرفض القاطع معها ويتظاهر كعادته بالقبول أي بالعكس مع العائلة والناس وهي لا تستطيع تكذيب زوجها أمامهم مراعاة لكل شيء .
فبكت كثيرا على كل ما أصابها ورضت بما قدر الله لها وقالت في نفسها لعل الله جعل لي خير في ذلك
وأطاعت زوجها ولكنها ندمت نوعا ما لأنها لم تعمل يوما يشهادتها
ولكن الأهم أنها أصبحت مهندسة معمارية.
وكانت دائما هي وكلتا العائلتين يقولون لزوجها لماذا إخترت واحدة متعلمة ومتفوقة إن كنت تريدها ماكثة في البيت.
فلهذا يجب علينا التريت في أخذ قرارتنا نحن النساء
والرجال برمجة ما يريدونه قبل الزواج إن كانوا يريدون إمراة عاملة أو ماكثة في البيت حتى لا تكون
مشاكل بينهما مستقبلا وتحطم العائلات .
والأهم الصراحة و الصدق ثم الصدق والإلتزام بالوعود حتى تكون الثقة وتنشأ أسرة سعيدة.
هذا كل شيء.
نهاية تأترت كثيرا وأنا أعيد قراءة ما كتبت وتألمت حقا وكذبت إن كانت هاته يوميات
و أبوح لكم
( هذه بعض الذكريات من يومياتي الأليمة)

[dede2000]

هذي حقيقة ام خيال ؟؟؟؟؟؟

[malake1967]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dede2000

هذي حقيقة ام خيال ؟؟؟؟؟؟

إنها يوميات حقيقية

[kacimo.samy]

سلام عليكم
ننتظر التكملة بفارغ صبر
شكرا لك

[malake1967]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kacimo.samy

سلام عليكم
ننتظر التكملة بفارغ صبر
شكرا لك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
العفو ولكن معذرة أنا متعبة لن أستطيع التكملة الآن
فأستسمحكم

[روعة الصحراء]

ننتظر تكملة القصة شوقتينا
احسنت السرد

[سعيدة بربي]

تجري الرياح بما لا تشتهي السفن والايمان بالله تعالى يعطينا القوة والعزيمة على مجابهة العراقيل

[مصطفى_س]

ننتظر بقية القصة و ارجوا ان تكون نهايتعا سعيدة

[ام رضوان]

ننتظر التكملة
وسلامتك ان شاء الله

[سَامِيَة]

لامستني الخيبة التي انتابتك...
لا أعلم أي معنى يبقى للرجل إن
انعدم فيه الصدق والوفاء...
كيف للمرأة أن تحس معه بالأمان ؟

في المتابعة.....
ربي يقدرك

[malake1967]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روعة الصحراء

ننتظر تكملة القصة شوقتينا
احسنت السرد

أختي معذرة لقد أكملتها الآن فقط
لأنني تعبت أمس ولم أستطع المواصلة
بارك الله فيك

[kacimo.samy]

شكرا لك
اتفق معك في هذا عليهم برمجة كل شئ قبل الزواج


كان الله في عونك وعوننا

[عادل عبد الله]

السلام عليكم ، أذكرك بقول الله تعالى : إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ. [الزمر 10]
أسأل الله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد أن يسعدك أنت والزوج في الدنيا والآخرة .

[malake1967]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيدة بربي

تجري الرياح بما لا تشتهي السفن والايمان بالله تعالى يعطينا القوة والعزيمة على مجابهة العراقيل

وهو كذلك أختي
قوة الايمان بالله هي التي تساعدنا في تخطي
كل ما يصيبنا
بارك الله فيك