خواطر في كلمات بيني وبين صاحبي
أثيوبيا عندهم ( 54 ) مليون بقرة حلوب...
السودان يملكون ( 42 ) مليون بقرة حلوب...
هولندا يربون (11) مليون بقرة حلوب...
أطفال أثيوبيا يموتون من قلة الحليب...
أطفال السودان أيضا يموتون من عدم وجود الحليب...
هولندا ترضع العالم من حليبها...
المشكلة عندنا في الثَوْر يا صاحبي الذي يدير الإقتصاد وليس الموارد...
أتراني لا أحبك وأنا أعلم أنك سوف تسأل عن أفكاري...
سؤالك سيكون مبهما لي لأني لا أعرف جوابه حتى لو كان فيه حبا افتراضيا...
من جهتك أنتَ أتظن بأن الدم لا يصل الى رأسي...
وأنت تعلم أن من حنجرتي خرج الكلام...ولم يجف النداء...
ولم تمت نبضات القلب...صحيح أن في الليل الكثير منا يبكي بهدوء...
ليس خوفا ولا حبا ولكن تطفو في الذات ذكريات يعرفها فقط القلب...
صحيح في النهار نضحك...ومنا من يهمس لا مجال لأن نفهم الحب...
وهناك إنسان يجلس لينظم قصيدة بالرغم من أنه لا يحب أحدا...
في الحقيقة لا مجال بأن نفهم الحياة على حقيقتها...حتى إن ضاق صدرك...
أرأيت أنك الآن تقرأ رسالتي هذه بالرغم من أننا لم نكن على الموعد...
وثغرك يبتسم وتحاول أن تغازل صباحك وقهوتك...
كان صاحبي يقول لي لن تستطيع أن تسبق القرار...ولا الزمن...
وأنا من طرفي أخاف من الضياع وخوفي هذا فوق التصور...
وكثير ما شجعت ذاتي لأن ترفض حكايات الخوف والوهم ...
وكان لي صاحب في بلاد المليونين شهيد دائما يقول لي...لماذا لا تكتب لي فقط...
وتمنيت لو كنت أستطيع أن أمتص كل المسافات بين وطني الذي لا يعرف السعادة وبين وطن صاحبي في تلك البلاد الجميلة...
هذه فقط نجوى ناعمة مني في صباح هاديء اليوم...
منذ صغري كنت أحب القصص القصيرة فقط...
واستغرب كيف الورقات الكثيرة تنام في كتاب ضخم...
وعندما كَبِرْتُ كَبِرَتْ معي الصفحات وكثرت الحروف والكلمات...
وبين السطور الكثيرة كانت تتراقص الضحكات لتقول لي اليوم أدركت الحقيقة...
ما أروع أن تتغلغل الحروف في عالمنا ويولد الصوت الحريري...
والصدى الحلو بدون وداع بل بكتابات خضراء تحيا أمام العيون...
وفي النهاية تزرع في حنايانا شذا رائعا وبراعم مليئة بالأحلام...
وهكذا تكون الصورة قد اكتملت...
تحياتي