أما نحن كأبناء، ورغم أي حاصل فملزمون شرعا ببر آبائنا والاحسان إليهم والصبر عليهم.
ومع ذلك -وللأسف- فلا يمنع هذا من أن نقول بأن أي رجل أو امرأة وقبل أن يكون أبا أو أما، معرض لأن يكون واحدا من ذوي العاهات النفسية، أو شخص فاسد من أهل الأيدي الضارة المؤذية، وأن هذه الأذية قد تمتد بشكل أو بآخر لتطول هؤلاء الأبناء الذين يظهرون لنا بين الفينة والأخرى ليشكوا لنا سوء آبائهم وقساوتهم أحيانا.
فماذا نفعل؟
نثور عليهم ككل مرة لنقول ببرود: ليس ثمة أم على وجه هذا الكوكب قد تكره أطفالها!
لقد رأينا الأم التي رمت بطفليها في النهر، وقد سمعنا عن الأب الذي ضرب طفله حد الإعاقة، وقد قرأننا قصصا كثيرة عن ضياع الأولاد وتشردهم في الشوارع والتي كان سببها العنف والضغط والإهانة اللفظية المقصودة أو غير المقصودة!
- إن أسوأ.. أسوا شيء على الاطلاق أن يتحول مصدر أمان المرء ومنبع دفئه إلى سوط قاس ينهشه ليصنع شخصا بائسا، مهزوزا، فاقدا للثقة فيمن حوله... شخص يشكو والديه إلى العالم بدل أن يحتمي بهما من وحوش هذا العالم.