بئر العاتر ومالك بن نبي وفلسفة مخضرة. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

بئر العاتر ومالك بن نبي وفلسفة مخضرة.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-12-17, 20:39   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
Belkhiri12
عضو جديد
 
الصورة الرمزية Belkhiri12
 

 

 
إحصائية العضو










B10 بئر العاتر ومالك بن نبي وفلسفة مخضرة.

في السبعينات برمجت رحلة تطوعية تشجيرية لأشبال الكشافة ببئر العاتر إلي تبسة، وكان من بينهم عقل يافع يانع ملم عارف بشعاب الفلسفة ومنحدراتها عاشق لأصولها ومنابعها، رغم حداثة سنه ومستواه المتوسط إلا أنه فصيح يجاري في كلامه فطاحلة علم الكلام، حيث انطلقوا على متن سيارة أجرة من نوع بيجو 404 ذات ثلاث عدادات بلون أزرق جميل يقاسمه البياض في التأنق والعناق الممزوج بالجاذبية البراقة اللامعة ، إلي عاصمة الضباب والأقواس المعلقة تبسة, اللبؤة صاحبة المفاتن المنحوتة على قارعة الساحة الإغريقية الرومانية، عمق الخير والكرم والسطوة وثلاثية الحضارات بربرية ,إغريقية ورومانية، التي كانت سهولها وهضابها تلهم علماء روما فأينعت قريحتهم قصائد أدهشت صغارهم قبل كبارهم وأصبحت تردد كل صباح على مجالسهم الموقرة, وضبابها المشبع بالندى الذي يدمع عنوة عيون فرسان الإغريق فيجعلها باكية صاغرة, لذلك اعتبروها أميرة الشتاء العاشق وقطعة من جنتهم في مربع خلودهم الدائم واختيرت أرضها مدافن لسلالتهم العريقة.
عند وصولهم إلي الولاية أخذوهم إلي ثانوية مالك بن نبي, المفكر والفيلسوف الذي كان يكتب لزمن لا يناسب زمانه, صاحب الشعلة الفكرية المتجددة القادمة من بعيد الموجهة للنهضة الفلسفية الفكرية المستقبلية والخبرة والتجربة في مجال الصراع الفكري المحتدم بين أوربا المستعمرة والعالم الإسلامي منذ نهاية القرن الثامن عشر, وكأنه أستلهم أفكارا مستقبلية تعالج قضايا مجتمعية صالحة لكل الأزمنة خصصت للأجيال القادمة, صاحب الفكر النير و الفلسفة المتشعبة الغزيرة الجامعة الملمة بكل الجوانب والروحانيات الضاربة في أعماق قديم العلوم وجديدها, علما أنه أطلق نبوءته المدوية قبيل وفاته، حسب رواية ابنته الدكتورة رحمة (سوف أعود بعد 30 سنة), عشق تبسة وعشقته, أحب شوارعها ومقاهيها, ألهمته النبوغ في تحليل القضايا الفكرية وصراعاتها المحتدمة في ذلك الوقت المزدهر ودراستها واستنباط الجديد منها, ذاق ويلات المستعمر الغاشم مع سكانها, عاشر وعايش سطوع نجم الشهيد الشيخ العربي التبسي رحمه الله وأستأمنه على كتبه بعد إلقاء القبض عليه والزج به في السجن من طرف جلادي فرنسا.
قلت ثانوية ملك بن نبي خصصت لإيواء وإطعام كل الوفود القادمة من دوائر الولاية، وكان من ضمنهم طلاب الثانويات لكل من ونزة وتبسة والشريعة أما وفد بئر العاتر المكون من ستة تلاميذ فكانوا من المتوسطة القديمة الوحيدة في ذلك الوقت, التي كانت منارة حقيقية للعلم وكانوا تحت قيادة الأستاذ حسين بلعلا شفاه الله وعفاه, المشرف المنسق لفرع الكشافة الجزائرية.
في اليوم الثاني بدأت العملية التطوعية للتشجير تحت إشراف السلطات الولائية والمحلية للولاية على أطراف تبسة وقد تم غرس حوالي الف شجيرة وكانت تبسة تزخر بالتعضديات الفلاحية المنتشرة عبر كل البلديات وعتادها الفلاحي الذي ساهم في إنجاح العملية وكذا إشراف الحزب وقيادته من المجاهدين وضباط جيش التحرير اللذين كانت لهم كلمة ووزن وثقل سياسي, عند المساء عاد الجميع الي الثانوية وبعد وجبة العشاء اتجهوا إلي المرقد للراحة والنوم من يوم حافل بالنشاط.
في المرقد أراد بعض طلاب الثانوية تبيان قدرتهم على الارتجال في إلقاء الأبيات الشعرية وبعد صولات وجولات غارقة في الإبداع , نطق شبل بئر العاتر بهذه الأبيات, بعد أن سمع منهم فضاضة قول أزعجته واصابته في الصميم, فيها لمز وهمز بأن بئر العاتر مقسم به بلديتين. .
فقال وهو جالس على حافة السرير :
عشقت ليلي والليل مني بالتقطير زائل
منسحب في رقرقة زادت لعشقي قيد وأغلال
فسحة الأمل من بقاياه أوردتني الحياة والمناهل
ليل بئر العاتر للتأمل خير مؤنس في صمته سحر كامل
وحيه رغم جمال تبسة التفت إلي ذاك المنبع المبجل
بالتسبيح يحلو أوله وبالصلاة على الرسول أخره
منبع أوج الحضارات والعلم الأول
عتيق عقيق الملوك وأصحاب النخوة الفحول النوازل
ثقلا على العدو وإن كان عددهم وعدتهم أضحوا فلولا هوامل
شوارده للوغى كانوا ورجاله حدث ولا حرج وزد قبل الأزل
بعرشيه زاد وزان متقدا وأينع ورغم الشوائب وما قيل وسيقال
سيألف الجمع النافر بعضه وتسير الأمور والأحوال الفرجاء العجفاء تعتدل
لا تعيرني بقوافيك ذاكرا ضعفنا و تفرقنا فإنه تمهيد للإتحاد الأعظم الشامل
سنندمج نسبا ويصبح حفيدنا حفيدهم ورغم الداء والأعداء للمسار نكمل.









 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:08

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc