لجسدي روحا أخرى

[روح القلم]

لجسدي روحا أخرى

فأردت من هذه الخاطرة أن ندرك المعنى الحقيقي للخيال و الميزة الثمينة له التي نحتاج إليها في زمن نفتقر فيه إلى السرور و الضحكات حيث في الخيال نعيش حياتنا كما نشاء في عالم نصنعه نحن بأنفسنا و خالي من كل التعقيدات و معكرات صفوة الحياة السعيدة

و أقول فيها :
أغمضت عيني و جلست أداعب الأيام بأنامل ذكرياتي علني أجد ما ينزع السواد عن حياتي و يبعث الابتسامة إلى محياها و ينشرعليها بعضاً من الفرح و السرور و السعادة الضائعة فلمحت ضوءًا زهرياً لامعاً بين طياتها ... كان بعيداً عن ناظري لكنه كان يسكن داخلي ... فقد أحسست به لكنني لم أستطع فهم معانيه فحاولت الاقتراب منه أكثر و كان وهجه يزداد في داخلي كلما ازداد بين ناظري و أقبلت عليه و أخذت أتحسس بلمسات خفيفة حول الضوء و إذْ بهالةٍ كبيرة تكشف عن نفسها لي جعلتني القي ببصري إلى الأعلى و التف حول نفسي متفاجئة ...قد أخذتني هذه الهالة إلى رحلة في ماض سنينِ...كان شريط حياتي يمر إمامي ليريني لحظات جميلة قد راودتني نفسي للعودة إليها فأخذت أختار حيرتي بين العودة إلى طفولتي أو إلى مراهقتي ....لكن تلك الهالة نطقت مقاطعة حيرتي و أفرغت قائلة :إن الزمن يبقى الزمن بكل ما فيه فإن رغبة به فقد رغبتي بكرة أخرى للأحزان نفسها
فقلت سائلة : و ما الحل إذاً؟
فقالت : بين ثنايا الأيام ابتسامات متفرقة فحاولي أن تلتقطيها و تستذكريها لأيام قد خلت منها
فقلت : و مالي أرى هذه الأيام قليلة و قد تكون أيامي اللاحقة أكثر حزناً ... فما من ٍ معوض ٍ لحزني بابتسامات تكاد ترى كقطرة في بحر الأحزان ِ
فردت تقول : إن روحي ستجعلكِ تفتقدين حواسك ِ و تدركينها بعقلك أي كأن تغمضين عينيك و ترين بعين عقلك
فقلت و من أنتي ؟

فردت لي : أنا روح الخيالي فمن امتلكني فمرحى له بصديق يرسم على وجه أيامه ابتسامة لا تزول إلا بإذن خالقها و إن كان زمنك مولوداً من سواد الأحزان فإن روحي ستشق سواده بضياء الأفراح

ثم لتمتْ الهالة على نفسها و ودعتني و كست جسدي رعشة ً غريبةً أفقدتني غفوتي و إستيقضة مدركةً حينها أن لجسدي روحا أخرى

تقبلوا قلمي




قول لي .. هل مازلت تسرق كتاباتي ؟
- ..... : نعم .. للأسف
هل تفهم ما كتبته فيها ؟
- ....: لا .. أنقول و فقط
إذا أنت كالحمار يحمل الأسفاراً