هل تحب أمك كما اُحب أمي
وقفت أتأمل بهذه الكلمات...
عندما دخلنا الصف وجدتها على اللوح الأسود...
وفور دخول أستاذ اللغة العربية الصف...
الجميع وقف ليسأل لمن هذا السؤال...
وتبين أنه موضوع اليوم...
في الحقيقة كنت في غاية السعادة لأكتب عن أمي...
وتذكرت منذ أيام ولسبب غاب عن صفحة ذاكرتي...
حدث شجار بيني وبين أخي ولا أذكر من بدأه...
وعندما شاهدتنا أمنا بكت... بكت بحق وحقيقة...
وأحزنتنا بنظرتها والدموع على خديها...
وقالت لنا...
هل هذا حبكم لي... إذا في حياتي تتشاجرون تتخاصمون وتزعلون من بعضكم فكيف إذا مت...
هنا إنفجرنا من البكاء وجلسنا على الأرض أمامها وامسكنا بقدميها...
في الحقيقة كانت هوانا...لم يكن حبنا لها وهما...
كانت جز من روحنا...كنا أطفالا إذا صرخنا قلنا يا أمي...
إذا جعنا كانت تطعمنا...حتى كانت مستعدة لأن تطعمنا من لحمها...
علمتنا منذ الصغر...قالت لنا مرارا...لا تطأطؤوا الرأس لأحد...
من تمرون بهم إنهم مثلكم تماما والله أمرنا أن لا نسجد إلا له...
وطأطأة الرأس هي كالسجود... إن لم تكن مثله...
كانت تريد أن تخفي من حياتنا الظلمة...كانت تحاول أن تبني لنا أياما بيضاء...
صراحة في صغرنا إختفت الأحزان...وملأ جسدنا رعشة حب وفرح...
كانت بالنسبة لنا ضياءا من نوع آخر...
كانت أمي دائما تضج في دمي...وترفرف في سمائي...
كانت الشوق الجميل الدفين في كل عروقي...
كنت أراها واحسها تركض في كل أرجاء عالمي...
وإذا غاب يوم في حياتنا ولم نسمع صوتها نشعر وكأن الموت يلفنا...
في العودة الى البيت نسرع الخطى حتى نرمي همومنا أمام قدميها...
فيحتضر كل ما فينا غريب ومحزن ومؤلم ونشعر بالغيث يبلل روحنا...
كانت في عالمنا عملاقة حب وحنان...وصوت يتغلغل في عالمنا مثقلا بالسرور...
ولسوف تبقينا يا أمي النظرة الوحيد في زحمة الحياة التي تسعدنا...
ولن نضج بعد الآن أمام وجودك...وسوف نحافظ على قيمة جناحيك...
وستكونين دائما لهفتنا ...وصورتك الجميلة في الأعماق معلقة...
ولقد رسمنا لك ألف صورة وصورة...إمرأة صغيرة لن تكبر أبدا...
وقلبك الجميل لن يعرف الحزن ما دمنا هنا الى جوارك...
أنت حبنا الجميل في الحياة...وزهرتنا النبيلة...
هذا كان الموضوع الذي أحببته ...
وعندما أعاد الإستاذ دفتري كنت في غاية السعادة لأن ملاحظته كانت...
أظن أمك إمرأة عظيمة...
رحمك الله تعالى واسكنك الفردوس...
تحياتي