أعتبر أننا محظوظون.. محظوظون جدا وقد خلقنا مسلمين، وسط أسرة مسلمة وبيئة مسلمة كل ما فيها _وإن تفاوتت درجة الايمان والالتزام_ يعيدك إلى المنبع الأول. ولا أزال في كل مرة أشاهد فيها فيديوهات لأجانب يستمعون إلى القرآن لأول مرة وبوادر التأثر والتيه الظاهر على ملامحهم في محاولة تصنيف شعورهم الغريب الذي يختبرونه لأول مرة، يجعلني دائما أكرر حمدي على نعمة الاسلام. وأيا تكن درجة تفوق المرء في حياته، وأيا يكن استقراره العام، فهذا الانسان المتأرجح بدواخلنا بحاجة متكررة إلى ملاذ أكبر يطمئن به ويلجأ إليه كلما احتدمت صراعاته، ملاذ روحي أعمق من الأشخاص الذين يحبوننا ونحبهم ونرتاح معهم، الراحة التي تبدو قاصرة جدا أمام عجز احتوائهم وتدبيرهم لما يعصف بنا أحيانا.
ثم أنني لا أنفك أضع نفسي موضعهم، وعلى ما أعرفه عن مدي وجزري، أشك لو أنني كنت هناك بينهم، وأنا لم أختبر راحة الصلاة، وسكينة الدعاء، وطمأنينة أن تسلم أمواجك المتلاطمة فيك لمن يحسن التدبير، والتيسير، والعوض، لقادني خوائي إلى وضع حد لحياتي قبل زمن بعيد.