كورونا ! نظرة عن كثب.

[عزيف]

قررت يومها ان هذه هي الفرصة المثالية لعمل ذلك مادام ذكرها يتكرر هذه الايام على مسامعي كثيرا وكما اقول دائما :مرة واحدة تكفي العمرَ كله،ان وُفِّقت فسأكون حققت ما عجزت عنه منذ حوالي عقد من الزمن...سأراها ،واجل لقد فعلت !
لكن قبل ان اشرع في التفاصيل ،علي التأكد ان العنوان لم يضللكم فال "كورونا " التي اتحدث وساتحدث عنها ليست من المستوى المكروسكوبي بل من المستوى الماكروسكوبي ،انها كوكبة في السماء : تشكيلة نجمية جميلة رغم خفوتها ،مثل عقد انفرطت لآلئه فزينت الدرب بين السماك الرامح arcturus الى النسر الواقع vega،تلك هي كورونا بورياليس او الاكليل الشمال corona borealis
اذن فما هو هذا المسمى بالاكليل الشمالي!؟

الاكليل الشمالي (اضغط لمعلومات اوفر )احدى كوكبات النصف الشمالي للكرة تقع بين كوكبتي العواء bootesوالجاثي hercules،نجومها خافتة ما عدا اربع منها تتجاوز القدر الثالث اهمها الفكة alphecca او الجمة gemma والثاني النسقان nusakanوهذا ما جعل رصدها صعبا علي طيلة هذا الزمن،فهي تحتاج الى سماء مظلمة بشدة ،لكن بما ان بعض الامور طرأت مؤخرا وحسنت تجربتي الرصدية فقد تسنى لي مشاهدتها بوضوح فجر ذلك اليوم وكانت حقا شيئا يستحق عناء تلك الايام الغابرة في محاولة البحث عنها فقط باستعمال الخرائط ،حتى اني تحمست لرؤية نظيرتها الجنوبية corona australis قريبا من القوسsagittarius حيث تجتمع الان الثلاثية الكوكبية :المريخ والمشتري وزحل وربما ببعض الحظ قد ارى مذنبا للمرة الاولى في ايار القادم .
وحتى ذلك الوقت –ان كان هناك عمر – فرؤية الاكليل الشمالي عن كثب بالنسبة لي تتويج ملكي لعشر سنوات من انطلاقتي الفعلية في رصد السماء كهاوٍ (فتأنيثها شر:d ) بعد ان كانت قبل ذلك مجرد تأملات حالمه.
ولاختم :رغم عجائبية ابراج السماء فان المفارقة بين كورونا السماء وكورونا الارض اعجب : فمن المتناهي في الصغر الى المتناهي في الكبر ، ومن صانع مآسي البشر على الارض الى راسم البسمة على وجوههم من السماء ،تضادت صفاتهما ووحدهما الأسم ، فسبحان من خلق فابدع !

ممتنة لحضوركم لو قدِّر و متابعه ~و مبارك عليكم الشهر الفضيل .

[⌈الأشتر⌉]

الحقيقة أنكِ أتعبتنا قليلا يا عزيف بموضوعك هذا.. ربّما خانه ضبط المعلومة، ومن ثمّ عرضها بطريقة يسهل على غير المطّلع متابعتك، ولولا أنّني أحبّ السّماء، ورؤية السّماء، وكلّ ماتتزيّن به السّماء، وكلّ مايحدث في السّماء، لما كلّفت نفسي معرفة الإكليل الشّمالي بعد البحث في المواقع الفلكية!


ولاأحصي كم من مرّة وقفت أتأمّل السّماء في ظلمات الليل، والنّجوم تناديني باسمي، فأخجل منها لأنّي لاأعرف أسماءها لأناديها، والنّفس العارفة المبصرة إذا رأت في السّماء، ترى أشكالا مألوفة، ترسم من تجاور النّجوم حيوانات، وشخصيات ميثولوجية، وغير ذلك، وأليس هكذا بدأ تشكّل أسماء هذه الكوكبات، من زمن بطليموس الّذي وضع قائمة لـ 48 كوكبة، منها هذه الكوكبة المسماة الإكليل الشّمالي؟


تقولين إنّك رصدت ذلك القوس، باستعمال الخريطة النّجميّة، فاستحال ذلك عبوسك من كورونا كوفيد-19 إلى ابتسامة..، وليت كلّ النّاس يبتسمون عند رؤية مثل تلك المناظر الفائقة الرّوعة، ولكنّ أكثرهم لايبصرون..


لمّا رأيت موضوعكم هذا، تذكّرت موضوعكم الآخر(الحمد لله أنّ ذاكرتي لاتزال بخير)، ذلك الّذي قرأناه وعيد الأضحى قد اقترب، فاستمتعنا بما رسمته لنا من معان تذهب وتعود بين السماء والأرض..

فلتعزفي لنا مزيدا من سيمفونيات الفضاء من فضلك
تحيّاتي..