كيف يشعر الإنسان بالأمان في بلد ليس له ؟ لم يشتم رائحة مطره ولو مرة ولم يمشي بأرضه إلا تلك المرة ولم يزرع به نبتة ،كيف يستطيع تغيير مكان عمله ومكان غرفته وكيف يراها مهرب له دون خوف من جيرانها  وجدرانها ومن أعين حيطانها كيف نصنع بيننا وبين ذلك المكان انسجام وتناسق وثقة ؟كيف نتقبل الخذلان في هذا المكان ؟متى نستنجد ومتى نمشي دون عون ودون كلام متى نضحك ومتى نقرر ان هؤلاء هم الأصدقاء في ذلك المكان؟ كيف ننتمي لشعب لا ننتمي له وكيف نتنفس دون والدينا ليلا ونهارا .غريبة هي فطرتنا كيف نستطيع العيش دون إخوتنا؟ هل الأهداف والغايات هي الأولى أم أن التصنيف العائلي يسقط في حين شغلت عقولنا وبحثنا عن طريق احلامنا. 
ولو انها ليست احلامنا فقد تكون مكان ترتيب أفكارنا ربما هي ملتقى لأمثالنا لنجد ما لم نستطع قوله بلساننا لنتخذ موقف حين يتم تشتيت اذهاننا لنختار جيدا دون الشعور بذنب البعد عن اقاربنا 
لكن كيف يتقبل المرء العيش بمكان غير مكان ميلاده ويشعر به بسعادة عارمة ويتغلب فيه عن مشكلات ويحارب فلسفات ويثبت وجوده بين أمم  
كيف ينتمي للغرباء وكيف يبتسم لمن إرتاح له قلبه وينفر من ذاك الذي لم يرتح معه دون كلام يمشي بلغة القلوب ويسييره الرحمن وتضهر كل أحاسيسه صائبة بالأخص مع الغربان .
هل نستطيع الابتعاد أكثر من هذا ؟ هل نستطيع الانتماء كليا لشعب آخر لمعتقدات أخرى لكلمات أخرى ؟
هل يجب العودة بين الفينة والأخرى وملئ الفراغ بدفء العائلة؟
بِقَلَمِي