السلام عليكم...كنت اجالس قريبا لي..تجاوز السبعين من العمر...قضى ما يقارب الستين منها في بلد الجن والملائكة..نتحادث كثيرا في شتى المواضيع...ثقافته عالية..يعني..حقيبة معلوماته ضاقت بحملها..لم تطأ قدماه أرضية المدرسة يوما...ولكن كل وقت فراغع يقضيه أمام التلفاز هناك...يتابع البرامج العلمية والأشرطة الوثائقية هوس لديه بها...المهم..أستطيع القول أنه تم حقيقة اجراء عملية غسيل دماغ له هناك...جلُ حديثنا عن هنا وهناك..أي عالمنا الذي لا علم بترتيبه الحقيقي..فهول ليس بثالث أبدا..وعالمهم الأول...كرّر على مسامعي عدة مرات ان جينات العربي بها من المُكونات ما تجعله متخلفا..خلْقًا..اي بالفطرة..أو كما أراد القول متخلف مع الولادة...أثارني قوله ..المشكلة ان الكثير منا تسمعه يردد..العرب..ويتزامن ترديده للكلمة حين المآسي والصعوبات والعراقيل ووووو...
بطبيعة الحال يختلف جذريا طرح الأول عن طرح الباقين..
أعود لصاحبي..من يتهم جيناتنا بالرداءة..فأردت أن امسح هذه الفكرة الخاطئة من.مادته الرمادية..ونجحت..كيف ذلك...؟
رويت له قصة..سمعتها..قصة واقعية طبعا حدثت إبان إشراقة الشمس على ربوع أسبانيا..حين كان المسلمون..هناك يضيئون ليس فقط شوارع مدنهم هناك ليلا وكانوا السباقون في ذلك..على باقي المم...وإنما...كانوا يضيئون العالم بأنوار العلم والمعرفة..
قلت..في تلك الحقبة البهية من عمر المسلمين..عيب أن تجد منزلا في الاندلس غير ملحق بحديقة غنّاء..تظللها أشجار تثمر ما لذ وطاب من الفواكه..لقد كان الأمر لايقتصر فقط على طبقة علية القوم وإنما عامتهم...قلت..لأبين لصاحبي خطأ مقولته..والتي ربما دُست له من ضمن الدسائس..حكيت له قائلا..
حدث وأن كان شيخ جالسا على مقعد أمام باب حديقته..إذ رأى فارسا يتعجل الوصول اليه..وما ان ترجل حتى جثا على ركبتيه مستغيثا بالشيخ أن يواريه عن انظار اعداء يتتبعون أثره للفتك به..
لم يسأل الشيخ عن حكاية المستغيث ولا من هم أعداؤه وما عرف من أمره الا انه شاب مسيحي .. وإنما هب قائما أخذ بيده الى قلب الدار التي تتوسط الحديقة..وطمأنه قائلا..هنا لن ينال منك إبن أمه..فلا تبرح مكانك حتى اعود..عاد الشيخ أدراجه الى مقعده الول وما كاد يستوي في جلسته فإذا به يسمع جلبة..وفرسانا قادمون من بعيد يثيرون الغبار وحوافر خيلهم تنهب الأرض نهبا..وكان لإولهم وصولا عند الشيخ صُراخا هز المكان..أيها العم..ألم تر فارسا مرّ بالجوار..إننا نطارده..لفعلة شنيعة ارتكبها..لقد فتك بإبنك فلان..وإننا نتتبع أثره..نزل الخبر على الشيخ نزول الصاعقة..اضطرب وتلعثم لسانه..ولكنه تمالك نفسه..وأظهر رباطة جأش كانت ذخيرة له في شبه مواقف..فأجاب القوم بكل هدوء..انتم اول من أر منذ الصباح..
واصل الفرسان عجلتهم..وانهار الشيخ على مقعده..كمن شُلت أطرافه السفلية..لحظات فقط استرجع شيئا من الجهد ودخل الدار متوجها الى قاتل ابنه وقال له والحزن يعتصر قلبه عصرا..ايها الشاب خذ بعض الزاد وارحل...........
لاأريد التعليق على الحكاية ..لأن صاحبي من أسمعتها له لم يعقب عليها..ولو بكلمة بل تحجج بإمر عليه القيام به تذكره..ورحل...
ومع ذلك..اتساءل..اليوم .بل يا من تضع المناهج التعليمية في أبانيا اليوم أسبانيا الحضارة..لماذا بالله عليك..تُصور الأسلام في كتب يدرها الطفال عندكم انه دين دمار وتخريب وقتل عرفته اسبانيا لسبع قرون...السلام عليكم...